أيها الأشقاء السعوديون أكملوا المعروف …

فشل “الناتو العربي” أم خرافات عرب “الناتو”؟
تحيةً إلى فُقراءِ فرنسا : “في أهمية التحليل النقدي للرأسمالية”
قمة جدة 2023 : “النظام الرجعي في قطر” غافل عن “عالم فوكا”!

المسؤول أو المسؤولون السعوديون الذين قرروا دعم الهجوم الإرهابي في مدينة الأهواز حمقى أو عملاء لـ"إسرائيل". صاحب القرار السعودي بالإنخراط السياسي ـ الأمني في الحرب الإرهابية على إيران، هو صنيعة الأجهزة الأميركية ـ "الإسرائيلية".

هناك خلافات "إقليمية" مع إيران. أجل. بين العرب وإيران هناك خلافات على "الحدود الموروثة من الإستعمار". بعض القوميين "الملتبسين"، وبعض الحكومات، يزعمون بوجود "نزاع حدودي" عربي ـ إيراني.

نحن كقوميين عرب تقدميين، نسأل : على فرض أن هذا الزعم صحيح. وأن للعرب بحضرهم وبدوهم، شبر ارض أو جب ماء أو حتى ركاز نفطي، بذمة الجمهورية الإيرانية الإسلامية، فكيف نحصل هذه "الحقوق".

فعلاً، كيف؟.

هناك خلافات حقيقية وخطيرة قائمة مع تركيا وإثيوبيا، ومع "الإتحاد الأوروبي" أيضاً. كيف نجابهها، بالحوار وحسن الجوار وصولاً إلى اعتماد استراتيجيات الأمن المتبادل، أم نعالج الخلافات بنيران الإرهابيين.

هذا السؤال موجه إلى أعلى مستوى في السعودية.

فالمتحدث باسم الحرس الثوري، رمضان شريف، قال إن "الجماعة الإرهابية التي أطلقت النار على حشود المدنيين والقوات المسلحة" الإيرانية، اليوم، "مدعومة من المملكة العربية السعودية". وهذا اتهام خطير، يجب أن تنقضه السعودية بالدليل، وبسرعة.

لا يجوز أن تتورط السعودية بالعدوان الإرهابي أو العدوان المسلح، على إيران. أصلاً، كل السياسة العدوانية مع دول الجوار ليست من حسن تدبير المصالح بشيء. وإغراق الجوار السعودي ـ الإيراني، بالدماء والموت والخراب، هو هدر للأمن السعودي أولاً.

حتى لو تعهد ترامب ونتنياهو وكل صهاينة العالم، لهذا المسؤول أو لأولئك المسؤولين السعوديين، بوضع بلادهم تحت "مظلة الحماية" الأميركية ـ "الإسرائيلية"، ومحاربة إيران معهم، فإن على العقلاء في الرياض ألا يُفْتَنوا بأكاذيبهم.

يجب ألا تستهتر الرياض بأمنها. يجب أن تعزز أمنها، أولاً، بالتبرؤ من الجماعات الإرهابية التي "تعلفها" بريطانيا وهولندا والدنمارك تحت مسمى مجموعات عرب الأهواز أو الأحواز. يجب فصل أمن السعودية عن أمن الإرهاب،  كل إرهاب.

الخلافات مع إيران قائمة حول ملفات كثيرة. ويمكن أن يكون للجانب العربي حقوقاً شرعية في بعضها. ولكن هل يتم تحصيل الحقوق تلك، بقتل المدنيين الأهوازيين والجنود الذي كانوا يسيرون في العرض العسكري اليوم؟. أو في أي يوم؟.

دعونا لا نتكلم عن علاقتكم المكشوفة مع أعداء الأمة العربية في فلسطين المحتلة. فلنتذكر معاً أراض ومصالح عربية أخرى.

تركيا تحتل لواء اسكندرون السوري منذ عام 1939، ومساحته 5000 كلم مربع. أثيوبيا تبني أحد أكبر السدود في العالم عند منابع نهر النيل، حتى سببت قلقاً "وجودياً" للمصريين. وهناك في أقصى الغرب، تحتل إسبانيا وبريطانيا أراض مغربية في إقليم سبتة ومليلة، وفي جبل طارق.

تفضلوا، أرسلوا إليهم هذه المجموعات الإرهابية لتقتلهم و"تغنمها". لماذا لا ترسلوها؟.

أنه لمن قلة الإدراك والحكمة أن تصمت الرياض على الإتهام الإيراني لها، بوقوفها خلف الإرهابيين الذين اغتالوا عشرات الجنود والمدنيين في الأهواز.  

يجب أن تعقل الرياض أمورها.

في التاريخ المعاصر، القريب، دروس قومية ثمينة، دفعنا، نحن العرب، ثمنها شباباً وموارداً، وعمراً، يجب ألا ينساها العقلاء في المملكة العربية السعودية. يجب عليهم أن يسارعوا إلى كشف الأحمق أو الخائن بينهم ومحاسبته.

أوقفوا الإعلام الفتنوي الذي تمولونه، لتخفيف التوتر. حركوا الأشقاء في سلطنة عمان، والكويت، تجاه طهران، وارجعوا إلى حضن دمشق "قلب العروبة النابض". غصباً عن إرادة واشنطن ـ تل أبيب. أجل إلى دمشق التي لولا صمودها، لكان "التركستانيون" بقيادة "الإخواني" أردوغان، قد شقوا طريقهم إلى قلب الرياض.

تخففوا من الأوهام أيها الأشقاء السعوديون. إنها مرحلة جديدة. سمعنا وزير الخارجية الجبير يتحدث عن الحل السياسي في سوريا. جيد. اكملوا المعروف، إدعموا الحكومة السورية مباشرة. تصالحوا مع الرئيس بشار الأسد.  

أكملوا المعروف واصغوا إلى الحل السياسي في اليمن. الحرب استنزفتكم هناك. أوقفوها من أجل مستقبلكم القومي. في كل يوم نقرأ تقارير ومقالات ومعلومات عن هشاشة السعودية. من يقول لكم أنكم أقوياء، وأن جيوشه معكم، منافق، مُدلِّس. حكِّموا العقل؟.

هيئة تحرير موقع الحقول
‏السبت‏، 12‏ محرم‏، 1440، الموافق ‏22‏ أيلول‏، 2018
آخر تحديث يوم الأربعاء، 28 صفر، 1440، الموافق 7 تشرين الأول، 2018، الساعة 23:55

Please follow and like us: