أصدرت "حركة المقاومة الإسلامية" في فلسطين / "حماس" بياناً رسمياً، أيدت فيه العدوان العسكري التركي على الجمهورية العربية السورية. وجاء البيان بعد أيام قليلة، من "تغريدات" نشرها الناطق الرسمي لهذه الحركة "الإخوانية"، سامي أبو زهري، وقال فيها : "إن تركيا هي مهوى قلوب المسلمين في العالم".
وقالت مصادر سياسية عربية، إن بيان "حماس" قد فاجأ بعض الأوساط في "محور المقاومة" التي راهنت على تغييرات في موقف التنظيم "الإخواني" الفلسطيني من سوريا. واضافت إن البيان يؤكد أن نفوذ نظام اردوغان "الإخواني" على قيادة التنظيم لا زال قوياً. كما أن تمويل قطر للتنظيم الدولي "الإخواني" المتمركز، ودعمها لوجستياً وإعلامياً، يعزز نفوذ تركيا عليه.
وتراجعت "حماس" عن تأييدها لقوى إرهابية وتكفيرية سورية وأجنبية قاتلت الجيش العربي السوري، وذلك تحت ضغط قيادة الجمهورية الإسلامية في إيران. لكن قيادة "حماس" امتنعت عن اتخاذ موقف واضح يدعم نضال سوريا لحفظ سيادتها واستقلالها. وقال بيان "حماس" إنها تتفهم "حق تركيا في حماية حدودها والدفاع عن نفسها، وإزالة التهديدات التي تمس أمنها القومي"، وذلك في اليوم الثالث على الغزو التوسعي الذي ينفذه الجيش التركي في الأراضي السيادية السورية.
وقال قطب سياسي قومي، إن الرئيس بشار الأسد ابلغ وفداً قومياً عربياً زاره أواخر عام 2017، بأن "الشعب السوري يسمي ما فعلته حركة حماس خيانة كبرى". وهذه "الخيانة" بلغت أوجها برفع خالد مشعل وقادة حماس علم الجماعات الإرهابية في المهرجان السياسي الذي نظمته "حماس" في غزة/ فلسطين المحتلة، في الذكرى الـ 25 لتأسيسها.
وأكد هذا القطب أن عودة "حماس" لدعم تركيا في عدوانها على سوريا، يقوض الجهود التي بذلتها إيران وفصائل فلسطينية، بل وحتى بعض قيادات في "حماس"، لـ"إصلاح" علاقاتهم بالقيادة السورية. مشدداً على أن اصطفاف "حماس" بجانب أنقرة ضد دمشق، لا يعزى إلى التزاماتها "الإخوانية" وحدها. وأضاف : إن قادة في "حماس" باتوا جزءا من "مليارديرية الحركة الإسلامية" المنتشرين في الوطن العربي والعالم.
ويخالف موقف "حماس" مواقف قوى المقاومة الفلسطينية التي أجمعت على رفض العدوان التركي على سوريا. كما يأتي هذا الموقف منسجماً مع تأييد قطر للغزو التركي لسوريا. بينما نددت بهذا العدوان ورفضته كل الدول العربية، حيث أصدرت جامعة الدول العربية بياناً سياسياً حازماً يدعم سوريا ضد المعتدين الأتراك.
ومن شأن الموقف الجديد المعادي لسوريا الذي أعلنته "حماس" زيادة الغضب والإستياء في دمشق وعواصم وقوى "محور المقاومة". ويضيف مصدر متابع إن التنظيم "الإخواني" الفلسطيني يخذل الشعب العربي السوري مرة جديدة. وصدرت ردود فعل عن ناشطين سياسيين في مختلف الدول العربية. أعربوا فيها عن استيائهم ورفضهم لموقف "حماس".
وقال المفكر والناشط السياسي إبراهيم أحنصال على صفحته في موقع فايسبوك : إن "حركة المساومة الاستسلامية المعروفة اختصارا بـ(حماس) تساند الغزو الاخونجي- التركي الأطلسي لشمال سوريا، وتعتبره "حق" (كذا!) تركيا في "إزالة التهديدات التي تمس أمنها القومي أمام عبث جهاز الموساد الإسرائيلي في المنطقة"!!! حماس لا ترى في الاتفاقيات والتنسيقات العسكرية والاستخبارية والعلاقات الاقتصادية والسياسية بين خليفتهم أردوغان والعدو الصهيوني أي خطر على فلسطين، بل الخطر هو في صمود الدولة السورية والجيش العربي السوري وانتصاراته بعد سبع سنوات من المقاومة، وسحقه لإمارات وجيوش" الإرهابيين.
واعتبر أحنصال أن "بيان حركة المساومة الاستسلامية هو صرخة وجع من انهيار وسقوط الاخوان المجرمين على أكثر من جبهة". وقال مراد سالم إن قادة "حماس" هم "كالثعالب الماكره بل اشد من ذلك". ورأى أحمد غدّوي إن "التنظيم العالمي للإخوان متضامن مع حزب العدالة والتنمية التركي في عدوانه على سوريا، والجزيرة والقنوات القطرية تقدم للجيش التركي الدعم الإعلامي".
مركز الحقول للدراسات والنشر
الثلاثاء، 15 تشرين الأول / أوكتوبر، 2019