افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 9 كانون الأول، 2022

قوى الأمن الداخلي تنشر اعترافات مرافق اللواء المتقاعد أشرف ريفي
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء  الأول من تشرين الأول، 2019
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 15 كانون الأول، 2016

اللواء
توجُّه عوني نحو بكركي بحثاً عن تغطية للصدام مع «الثنائي»
بري يرمي كرة الانتخاب إلى الحوار أو السنة الجديدة.. وحزب الله يُسفِّه باسيل أخلاقياً
في خطوة، ذات دلالات متعددة، يشارك لبنان، ممثلا برئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في اجتماعات القمة العربية – الصينية اليوم في الرياض، والذي كان وصل امس الى المملكة على رأس وفد رسمي ضم ثلاثة وزراء واربعة سفراء، ليتسنى للبنان ان يستفيد من ثمار اتفاقية الشراكة العربية- الصينية في مجالات الاستثمار والطاقة والتبادل التجاري والصناعي..
وذكرت وكالة الانباء السعودية (واس) أن رئيس وزراء جمهورية لبنان نجيب ميقاتي والوفد المرافق له، وصلوا إلى الرياض أمس, للمشاركة في قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية.
وكان في استقباله بمطار الملك خالد الدولي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بن عبدالله بخاري، وسفير جمهورية لبنان لدى المملكة الدكتور فوزي كباره.
ويضم الوفد وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، وزير المال يوسف الخليل، وزير الصناعة جورج بوشيكيان، مستشار الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس،سفير لبنان في المملكة فوزي كبارة، سفير لبنان في مصر ولدى جامعة الدول العربية علي الحلبي، وسفيرة لبنان في جمهورية الصين الشعبية ميليا جبور.
ومع هذا التطور في العلاقة مع المملكة ودول الخليج والاعتدال العربي، يرى مصدر دبلوماسي لبناني ان البلد علي سكة تصحيح العلاقات مع العواصم العربية من زاوية الانتماء والمصالح المشتركة والحرص على استقرار لبنان وخروجه من الازمات التي يعاني منها.
وبانتظار تطورات في المشهد الاقليمي- العربي- الدولي تجاه لبنان، علمت «اللواء» من مصدر مطلع في العاصمة الفرنسية ان حتى مساء امس، لم يكن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حسم امر مجيئه الى لبنان، لتفقد كتيبة بلاده العاملة ضمن اليونيفيل.
أما على الصعيد المحلي، فقد ظلل الخلاف الذي خرج الى العلن بين التيار الوطني الحر وحزب الله، على الجلسة التاسعة التي عقدها مجلس النواب قبل ظهر امس، لانتخاب رئيس للجمهورية حيث تعالت خلالها الورقة البيضاء (الثنائي الشيعي وحلفاؤه) والمرشح النائب ميشال معوض (القوات اللبنانية والكتائب والتجدد واللقاء الديمقراطي) بحيث سجل الرقم 39 للجانبين.
على ان الجلسة، على الرغم من الرتابة والتكرار، لم تخلِ من نقطتين جديدتين، الاولى: تتعلق بـ «حركات برتقالية» في صندوقة الاقتراع، بعدت عن الورقة البيضاء، وتوزعت بين «ميشال» و«معوض» كل ورقة على حدّة (4 ورقات)، لكنها لم تحتسب، وكذلك بضع ورقات لبدري ضاهر (مدير عام الجمارك الموقوف في ضوء تحقيقات انفجار مرفأ بيروت، فيما غاب نائب رئيس المجلس الياس بوصعب، الذي دأب في جلسات سابقة على انتخاب الوزراء زياد بارود.
وبحسب مصادر نيابية، انه لا معنى لأوراق التيار البرتقالي في جلسة امس، سوى ارسال رسالة «للثنائي الشيعي» ان ما هدَّد به باسيل عن عدم التنسيق في ما خص انتخاب الرئيس ماضٍ به، وما جرى في الجلسة-9 هو الدليل على جدية رئيس التيار..
ان النقطة الثانية، فتتصل باطلاق الرئيس نبيه بري دعوة لرؤساء الكتل النيابية، لاعطائه جواباً في ما خصَّ رأي النواب والكتل جميعاً بموضوع الحوار في مجلس النواب، واذا كان الرأي ايجابياً فستتحول جلسة الخميس المقبل، وفي تحمل رقم 10 الى جلسة للحوار، وإلَّا فتبقى جلسة انتخاب، ولكن اخيرة لهذا العام.
إذاً، حسب مصادر نيابية، اختار تكتل لبنان القوي التهدئة مع حزب الله والثنائي، بعد البيان، غير المسبوق من العلاقات الاعلامية في حزب الله رداً على ما جاء في المؤتمر الصحفي للنائب باسيل الثلاثاء الماضي باتهام الحزب بالنكث بوعده لجهة عدم المشاركة في مجلس الوزراء ما لم يشارك وزراء التيار الوطني الحر، فجاءت اوراق نوابه مدروسة، لدرجة لا تستفز «الثنائي»، في الوقت نفسه تبعث على الاعتقاد بأن المسار آخذ بالتبدُّل.
ولئن شاءت الصدفة، ان يلتقي النائب باسيل مع نفر من اعضاء كتلته على الواقف، مع النائب من حزب «تفاهم مار مخايل» او كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله وعلي عمار لتبادل السلام والكلام، فإن معلومات اخرى تحدثت عن لقاء عقد، دبَّره النائب في كتلة لبنان القوي آلا عون، وعقد في احدى غرف المجلس، لاحتواء الخلاف، ومنعه من تجاوز الخط الاحمر.
وفي اطار المهادنة ليست إلَّا.
وقالت مصادر سياسية ان رد كتلة نواب التيار الوطني الحر، على حزب الله، بالتخلي جزئيا عن التصويت بالورقة البيضاء، وتوزيع بعض الاصوات باتجاهات اخرى بجلسة انتخاب رئيس الجمهورية بالامس، كان واضحا من خلال تدني عدد الأوراق البيضاء، ويأتي تنفيذا لتهديدات رئيس التكتل جبران باسيل، للرد على الصفعة التي تلقاها بانعقاد مجلس الوزراء، بدعم من الحزب، رغما عنه، ولم تنفع كل محاولات الصاق تهمة زيادة عدد الأوراق البيضاء بخصوم التيار، وتحديدا، بنواب كتلة التنمية والتحرير، بهدف اذكاء الخلاف مع الحزب.
ووصفت المصادر تصرف كتلة التيار الوطني الحر هذه، بالمناورة لجس رد فعل الحزب عليها، ولكنها لم تتخط الخطوط الحمر لعلاقة الحزب مع التيار الوطني حتى الان، الا انها تعبر بوضوح عن، احتمال انتهاج كتلة التيار لخيارات مغايرة لما يريد الحزب فرضه عليه، ولا سيما تأييد انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة، واعتبرت ان المؤشرات الاولية للتصعيد السياسي بين الحليفين، تشتت الاصوات التي كانت تشكل كتلة متراصة في معظم الاستحقاقات، وتراجع واضح في حظوظ فرنجية للرئاسة، بالرغم من استمرار حزب الله بدعمه ضمنيا، من دون تبني ترشيحه علنيا، جراء عدم ضمانة تأمين الاصوات اللازمة لفوزه بالرئاسة، وهذا الامر يحقق جانبا من الاهداف التي يسعى باسيل الى تحقيقها، جراء تصعيد الخلاف الحاصل مع حزب الله، ولكنه من الصعب أن يتكهن بما يكون عليه الرد عليه، ولاسيما انه لا يحبذ انتخاب بعض الذين تتردد اسماؤهم بالسباق الى الرئاسة الاولى وتحديدا قائد الجيش العماد جوزف عون.
من جانب آخر توقعت مصادر متابعة لزيارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران الى بكركي اليوم، بأنها محاولة متجددة لباسيل للطلب من البطريرك الماروني بشارة الراعي جمع القيادات المارونية في الصرح البطريركي وتحت جناحه، لتبديد التباينات القائمة، وإجراء مصالحة بينهم، والتحاور للتفاهم على مرشح للرئاسة، بموافقة الجميع، الى جانب وضعه في مجريات انعقاد جلسة مجلس الوزراء وخلفياتها.
واستبعدت المصادر ان يوافق البطريرك على طلب باسيل، نظرا لحدة الخلافات التي تحكم العلاقات بين هؤلاء القيادات واستحالة اتفاقهم على مرشح واحد لخوض الانتخابات الرئاسية.
وفي ما خص مبادرة الرئيس بري فقد جاءت للرد على المطالبات النيابية الجديدة بالحوار، وإن ربطها البعض بالإبقاء على جلسات الانتخاب مفتوحة بالتزامن مع حلقات حوارية داخل القاعة العامة او خارجها، وبذلك يكون رئيس المجلس وضع الجميع امام مسؤولياته، بعد تحميله كرئيس للمجلس مسؤولية «التعطيل من اقرب المقربين اليه».
ولاحظت مصادر نيابية ان التوتر الذي رافق انعقاد جلسة مجلس الوزراء، ومشاركة «حزب الله» في الجلسة، وما صدر عن النائب جبران باسيل بالامس، ليترجم في عملية الاقتراع، حيث انخفضت بورصة الاوراق البيضاء الى 39 (بعد تسجيل عدد من نواب التيار في اربع اوراق انقسمت بين ميشال على حدة، مقابل معوض، واخرى معوض بدري ضاهر)، لتتساوى البيضاء مع ما ناله النائب ميشال معوض 39 صوتاً، ما فسرته المصادر النيابية انه رسالة مدروسة ورد غير مباشر على الحزب، وهو ما ترجم بلقاء بين باسيل وبعض نواب «الوفاء للمقاومة»، بعد انفراط عقد الجلسة، علما ان نواب الحزب كانوا غادروا القاعة العامة بالتزامن مع فرز الاصوات، وقبيل فقدان النصاب القانوني.
ردّ الحزب
بتوقيت لافت، اذ مع ساعات الصباح الاولى، وقبل وقت قصير من جلسة الانتخاب، ردّ حزب الله على باسيل، ليس بطريقة مألوفة، بل عبر بيان «للعلاقات الاعلامية» اعتبر فيه ان ما ورد في كلام باسيل يحتاج الى نقاش.
لكن الحزب أراد انتقاء مسألتين للرد مباشرة عليه، «لضرورة ايضاحها للرأي العام».
وجاء في البيان: حزب الله لم يقدّم وعداً لأحد بأنَّ حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا بعد اتفاق جميع مكوناتها على الاجتماع، حتى يعتبر الوزير باسيل أن اجتماع الحكومة الذي حصل هو نكث بالوعد. ما قلناه بوضوح سابقاً وبعد التشاور والتوافق مع الرئيسين بري وميقاتي هو التالي: أ- حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا في حالات الضرورة والحاجة الملحّة. ب- وفي حال اجتماعها فإن قراراتها ستؤخذ بإجماع مكوناتها ولم نقل أن الحكومة لن تجتمع إلا بعد اتفاق مكوناتها. ج- ومن جهة أخرى، فإنَّ حزب الله لم يقدّم وعداً للتيار بأنه لن يحضر جلسات ‏طارئة للحكومة إذا غاب عنها وزراء التيار. لذلك فإنَّ الصَّادقين لم ينكُثوا بوعد وقد يكون التبسَ الأمر على الوزير باسيل فأخطأ عندما اتّهم الصَّادقين بما لم يرتكبوه… اضافت «إن مسارعة بعض أوساط التيار الى استخدام لغة التخوين والغدر والنكث خصوصاً بين الأصدقاء، هو تصرّف غير حكيم وغير لائق. ويبقى حرصنا على الصَّداقة والأصدقاء هو الحاكم على تعاطينا مع أي رد فعل، خصوصاً أنَّ لبنان اليوم أحوج ما يكون الى التواصل والحوار والنقاش الداخلي للخروج من الازمات الصعبة التي يعانيها».
والتيار يرد
وجاء في ردّ التيار ليلاً: آخر ما كنّا نريده هو ان ندخل في نقاش اعلامي مع حزب الله، لكن الحقيقة تفرض علينا ان نوضحها ونقول ان ما ورد في بيان العلاقات الاعلامية في حزب الله هو ملتبس جداً ويحمل تناقضاً بين الحرص على اجماع مكوّنات الحكومة في اتخاذ القرارات فيما لا ينسحب ذلك على حضور الجلسات، فإذا لم يكن هناك اجماع في الحضور فكيف يكون في اتخاذ القرارات؟!
ad
أضاف: امّا ذكر ما تمّ اخبار الوزير باسيل به في حال حضور الجلسة فهو غير واقعي اطلاقاً، خاصةً وان الوزير هيكتور حجار قد حضر الجلسة فقط بغية ابلاغ الحاضرين على عدم الموافقة على اصل عقدها وبنودها، وقد تمّ تجاهل هذا ايضاً مما ينفي احترام ما زعم في بيان حزب الله الاتفاق عليه.
ظاهر ان هناك التباساً وعدم وضوح لدى قيادة حزب الله في ما حصل، ولا زلنا نأمل تصحيحه.
في أي حال، النائب باسيل، سيتحدث بعد غد الاحد في حوار مع الـ L.B.C، حول الانتخابات الرئاسية والخلاف مع حزب الله.
كورونا: 5 إصابات
كوليرا: لا إصابات
صحياً، سجلت وزارة الصحة 5 اصابات جديدة بفاريروس كورونا ليرتفع العدد الى 1220988 اصابة، ولم يتم تسجيل اي حالة وفاة وعن اصابات كوليرا، لم تسجل اية اصابة جديدة، واستقر العدد التراكمي على 655 اصابة.

 

البناء
السعودية والصين: شراكة استراتيجية و20 تفاهماً بـ 120 مليار دولار… واليوم خليجي عربي
حزب الله: لم نلتزم بعدم عقد جلسة… والتيار: الصداقة عند حدود الدور والشراكة
برّي يستقبل هيل وغريو… ويفتح الباب لتحويل جلسة الخميس لحوار رئاسيّ
يدخل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الصيني شي جين بينغ كشريكين استراتيجيين إلى القمتين الصينية الخليجية والصينية العربية اليوم، بينما واشنطن تتابع عن كثب ما يجري بين الدولة الأكثر قرباً لها بين الدول المنتجة للنفط، وأشدّ هذه الدول أهمية، والدولة الأعلى استهلاكاً للنفط في العالم والأعلى مرتبة في المنافسة، وهي تستمع إلى تعابير من نوع الشراكة الاستراتيجية، والتفاهمات المتعددة المجالات، وتوقيع عشرين اتفاقية بما يزيد عن 120 مليار دولار، والصين التي تخطو هذه الخطوة مع السعودية تدرك أنها ترفع منسوب التوتر مع أميركا، خصوصاً بعدما عبرت واشنطن عن قلقها من زيارة الرئيس الصيني إلى الرياض.
مصادر خليجية رافقت القمة وتتابع تحضيرات القمّتين الصينية الخليجية والصينية العربية تقول إن ما يجري غير عادي، وتتحدّث عن كيمياء بين ولي العهد السعودي والرئيس الصيني لم تظهر خلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الى السعودية وعقد قمة أميركية سعودية وأميركية خليجية عربية، بل تقول إن العكس كان سائداً، حيث التوتر والقلق في النظرات والكلمات المقتضبة المتبادلة بين بايدن وابن سلمان، وتوقعت المصادر أن يتمّ تعميم مناخات القمة السعودية الصينية على القمتين الصينية الخليجية والصينية العربية.
في لبنان بقيت العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر فوق الطاولة، مع بيان توضيحيّ لحزب الله وردّ مباشر للتيار، ما أوحى بأن الأمور تحتاج الى المزيد من الوقت والصيانة قبل أن تعود الى نصابها، ما لم تأخذها السجالات وبعض الحسابات الخاطئة الى مكان آخر.
أوضح حزب الله في بيانه أنه لم يقدم وعداً بعدم عقد اجتماع للحكومة أو بعدم مشاركته في مثل هذا الاجتماع أو بمقاطعته كل اجتماع لا يشارك فيه التيار، بينما جاء في رد التيار أن الأمور تبدو ملتبسة وبحاجة الى المزيد من الإيضاح عند حزب الله، وأن التيار متمسك بالصداقة، لكن عند حدود الدور والشراكة.
على الصعيد الرئاسي، عدا الجلسة الباهتة التي عقدها مجلس النواب، وكان جديدها توزيع التيار الوطني الحر لأصوات نوابه على عدد من الأسماء، كان الحدث في زيارة المعاون السابق لوزير الخارجية الأميركية الدبلوماسي ديفيد هيل لرئيس مجلس النواب نبيه بري، تبعتها زيارة السفيرة الفرنسية آن غريو، ولم يعرف ما إذا كانت كل من الزيارتين بداية لتحرك أميركي في الملف الرئاسي، ولا ما إذا كانت هناك علاقة بين الزيارتين وما انتهت اليه زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لواشنطن ولقاءاته مع المسؤولين الأميركيين، وكان لافتاً إعلان الرئيس بري استعداده لتحويل جلسة الخميس المقبل المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية إلى جلسة للحوار حول الاستحقاق الرئاسي.
وكما كان متوقعاً لم تأتِ الجلسة التاسعة للمجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية بمتغيرات ومفاجآت، لكن الجديد هو تعادل عدد أصوات النائب المرشح ميشال معوض مع عدد الأوراق البيضاء، ما يؤشر الى بداية تحول واستدارة في موقف التيار الوطني الحر وافتراقه عن حزب الله في الملف الرئاسي، إذ وزع تكتل لبنان القوي أصواته بين الورقة البيضاء وعدة مرشحين كترجمة لكلام رئيسه النائب جبران باسيل في مؤتمره الصحافي أمس الأول بأنه في حلٍ من أمره بموضوع التصويت، وهذا التعادل السلبي في الأصوات كان أولى انعكاسات الخلاف بين «حارة حريك» و»ميرنا الشالوحي» على الصعيد الرئاسي بعد الحكومي. وقد أراد باسيل وفق مصادر نيابية لـ»البناء» توجيه رسالة للثنائي حركة أمل وحزب الله بأن خياراته مفتوحة وقد يذهب الى اتجاه رئاسي معاكس لموقف «الثنائي» وإعلان دعم مرشحين آخرين من داخل التيار أو خارجه، لكنه في الوقت نفسه لم يكسر الجرّة مع «حارة حريك» ولم يصوّت لمرشح أخصام الحزب (القوات اللبنانية والكتائب) بالتصويت لميشال معوّض أو آخر ينتمي الى هذا الفريق.
وقد تكون المرة الأولى التي تشهد خطوط العلاقة بين «الحزب» و»التيار» سجالات وبيانات إعلامية متبادلة تتضمن عبارات عتاب وتشكيك بالمصداقية لكلا الطرفين، حيث كان لافتاً استخدام التيار في بيانه كلمة «زعم» بعدما كان العتاب والسجالات تتم في الغرف المغلقة والاجتماعات الخاصة.
هذه الوقائع تؤشر وفق ما تشير مصادر سياسية لـ»البناء» الى أن الأمور تتجه الى تصعيد في ظل «الحجّ العوني» الى «الكنيسة المارونية»، من خلال زيارة الرئيس ميشال عون الى بكركي اليوم ويسبقه اليها النائب باسيل للقاء البطريرك مار بشارة الراعي الأمر الذي سيرفع من منسوب التوتر الطائفي ويتوّج رئيس التيار حملة التصعيد في اطلالة إعلامية مساء الأحد المقبل، حيث يتحدّث بالتفصيل عن مسار العلاقة مع حزب الله والبيانات الأخيرة والموقف والتوجّه في المرحلة المقبلة.
ووفق المعلومات، فإن باسيل سيزور الصرح البطريركي وسيضع الراعي في أجواء الأزمة التي سبقت وأعقبت جلسة مجلس الوزراء على أن يجدد دعوته إلى رعاية كنسية لحوار مسيحي – مسيحي يطرح رئيساً من رحم الإجماع الذي قد يتولد من هذا الحوار.
وكانت العلاقات الإعلامية في «الحزب» قد أوضحت في بيان ردت خلاله على كلام باسيل، مشدّدة على أن «الحزب لم يقدّم وعداً لأحد بأنَّ حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا بعد اتفاق جميع مكوّناتها على الاجتماع، حتى يعتبر الوزير باسيل أن اجتماع الحكومة الذي حصل هو نكث بالوعد. ما قلناه بوضوح سابقاً وبعد التشاور والتوافق مع الرئيسين بري وميقاتي هو التالي: أ- حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا في حالات الضرورة والحاجة الملحّة. ب- وفي حال اجتماعها فإن قراراتها ستؤخذ بإجماع مكوّناتها ولم نقل إن الحكومة لن تجتمع إلا بعد اتفاق مكوناتها. ج- ومن جهة أخرى، فإنَّ حزب الله لم يقدّم وعداً للتيار بأنه لن يحضر جلسات ‏طارئة للحكومة إذا غاب عنها وزراء التيار».
ولفت البيان الى أنَّ «الصَّادقين لم ينكُثوا بوعد وقد يكون التبسَ الأمر على الوزير باسيل فأخطأ عندما اتّهم الصَّادقين بما لم يرتكبوه». أضافت العلاقات الإعلامية للحزب: «إن مسارعة بعض أوساط التيار الى استخدام لغة التخوين والغدر والنكث خصوصاً بين الأصدقاء، هو تصرّف غير حكيم وغير لائق. ويبقى حرصنا على الصَّداقة والأصدقاء هو الحاكم على تعاطينا مع أي رد فعل، خصوصاً أنَّ لبنان اليوم أحوج ما يكون الى التواصل والحوار والنقاش الداخلي للخروج من الازمات الصعبة التي يعانيها».
ولم يتأخر ردّ التيار عبر اللجنة المركزية للإعلام والتواصل، مشيرة الى أن «الاتفاق الذي حصل على عدم جواز عقد جلسات لحكومة تصريف أعمال تم التأكيد عليه في جلسة مجلس النواب في 3/11/2022»، معتبرة أن «ما ورد في بيان العلاقات الإعلامية في حزب الله هو ملتبس جداً ويحمل تناقضاً بين الحرص على إجماع مكونات الحكومة في اتخاذ القرارات، فيما لا ينسحب ذلك على حضور الجلسات، فإذا لم يكن هناك إجماع في الحضور، فكيف يكون في اتخاذ القرارات؟!».
وأكدت اللجنة أن «التيار يعرف معنى الصداقة جيداً لأنه يقدم كل ما يلزم في سبيل حفظها والحفاظ عليها، إلا ما يتعلق بمسألة الدور والوجود والشراكة. وبكل الأحوال، إن رئيس التيار سيتحدث عن كل هذه المغالطات ويكون كلامه أكثر شرحاً وإيضاحاً حول ضخامة ما حصل في مقابلته الإعلامية ليل الأحد على محطة LBC».
وأشارت أوساط سياسية لـ»البناء» الى أن «تصعيد النائب باسيل أبعد من مسألة جلسة مجلس الوزراء التي أتت كأحد تعبيرات وتجليات الأزمة المزمنة بين التيار والحزب، وبدأت منذ قرار المجلس الدستوري بالطعن ضد بند اقتراع المغتربين في قانون الانتخاب ثم الانتخابات النيابية ووصولاً الى دعم حزب الله ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورفض باسيل لهذا الخيار، وبالتالي هناك تراكمات انعكست سلباً على هذه العلاقة ما يضعها أمام امتحان صعب، وقد يكون أصعب مما سبقه».
وأشار عضو تكتل «لبنان القوي» النائب غسان عطالله، بعد انتهاء جلسة مجلس النواب أن «حضور حزب الله جلسة الحكومة ضرب الشراكة الوطنية وكلام باسيل لم يكن كما ذكر ببيان الحزب».
إلا أن مصادر أخرى تقلل من أهمية «الفورة الباسيلية» وتشبهها بأنها «عاصفة في فنجان» سببها الملف الرئاسي وتنتهي بعد التفاهم مع الحزب على هذا الملف. وأوضحت مصادر مقرّبة من التيار والحزب لـ»البناء» أن التصعيد لا يعني سد أبواب الحوار والتواصل بينهما وقد تحصل لقاءات حوار في أي وقت، وما حصل في مجلس النواب أمس يؤكد ذلك». وعلمت «البناء» أن نواباً من الطرفين يعملون على التهدئة واحتواء الموقف وشرح وجهات النظر وفتح أبواب الحوار.
وكان باسيل وصل الى ساحة النجمة متأخراً 37 دقيقة عن موعد الجلسة، والتقى بعد الجلسة، نائبي كتلة الوفاء للمقاومة علي فياض وحسن فضل الله في أحد أروقة المجلس بمشاركة عدد من نواب تكتل لبنان القوي.
ووفق المعلومات فإن النائب ألان عون هو من رتّب اللقاء بعدما قاد جولة اتصالات ليلية بين الطرفين أفضت الى احتواء الخلاف ومنع تجاوزه الخطوط الحمراء.
ولم يعتمد «التكتل» اسم مرشح معيّن، واكتفى بعض نوابه بإسقاط أوراق تحمل عبارة «معوض» او «ميشال» او بدري ضاهر في صندوقة الاقتراع.
وكان المجلس النيابي التأم برئاسة رئيسه نبيه بري لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في جلسة تحمل الرقم 9.
وبعد فرز أصوات الدورة الأولى، أتت النتائج كالتالي: 39 صوتاً لميشال معوّض و39 ورقة بيضاء و5 أصوات لعصام خليفة و9 أصوات لـ»لبنان الجديد» و1 «لأجل لبنان» وصوت واحد لزياد بارود وصوت واحد لصلاح حنين و3 أصوات لبدري ضاهر وصوت واحد لفوزي أبو ملهب وصوت واحد لـ»التوافق» وصوت لـ»معوّض بدري ضاهر» و4 أصوات ملغاة، من أصل 105 أصوات.
وقبل الدورة الثانية، طار نصاب الجلسة، وحدّد بري جلسة الخميس المقبل على ان تكون الأخيرة هذا العام كما قال، متمنياً أن يوافق الجميع على الحوار لتحويلها الى جلسة للحوار.
وفي مستهلّ الجلسة، توجّه عضو تكتل القوات النائب فادي كرم لبري بالقول: «البلد ينهار وأنت من أكبر المسؤولين عن تدارك الأمور ويمكنكم دعوة كل المقاطعين الى وقف هذه المقاطعة». وبعد تصفيق لكرم اثر انتهاء مداخلته، ردّ بري: «احاول الدعوة الى الحوار من اجل اختصار هذا الوضع وآمل أن يقتنع الناس بالحوار».
من جانبه، قال النائب هادي أبو الحسن في الجلسة: اما ان ننتظر الخارج او ان نحاول إيجاد مرشح في الداخل، لذا نرى ان من المعيب استمرار هذا المسلسل ولا حلّ إلا بفتح المجال للتشاور من اجل عقد جلسة حوار على طاولة مستديرة تحت عنوان اختيار رئيس. أما النائب ملحم خلف فسأل: هل من عائق دستوري في بقاء النواب داخل المجلس؟ ورد عليه برّي قائلاً: أنا فاتح استراحة هون؟
وكرّر رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع رفضه التام لوصول باسيل أو فرنجية إلى رئاسة الجمهورية مهما كانت التضحيات. وأكد عدم وجود «فيتو» من قبل «القوات» على انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية بشرط إجراء تعديل للدستور.
وانعكس المناخ السياسي المتوتر على أسواق الصرف والاستهلاك، وسجل سعر صرف الدولار في السوق السوداء ارتفاعًا جديدًا حيث سجل 42450 للمبيع و42550 للشراء، وسط توقعات خبراء اقتصاديين بأن يرتفع أكثر في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية السيئة والمأزومة.
ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة برودة سياسية في ظل تجميد الجلسات النيابية التشريعية وفي ظل مغادرة الرئيس نجيب ميقاتي الى السعودية للمشاركة في القمة الصينية – السعودية على أن تعود الملفات السياسية والاقتصادية الى سخونتها مطلع الأسبوع المقبل، إذ علمت «البناء» أن ميقاتي دعا الوزراء الى لقاء وزاري تشاوري الاثنين المقبل سيكون تمهيداً لعقد جلسة جديدة لمجلس الوزراء.
ومن غير المتوقع أن يتغير الاصطفاف الوزاري عن الجلسة الماضية، وقال وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام: «لا أحبّ ازدواجية المواقف ولم أًحبّذ مشاركتي في جلسة الحكومة لـ»أعمُل بطل» خصوصًا أنّ الجلسة قد يكون لها خلفيات سياسية وأنّها قد تضرب المكوّن المسيحي والجلسة «صارت مسرحية هزلية».
على صعيد آخر أكّد المدير العام للطيران المدني فادي الحسن، تعليقًا على تصريح مصادر قناة «العربية – الحدث»، عن «استخدام رحلات شركة «معراج» الإيرانيّة لنقل الأسلحة إلى «حزب الله»، ما سيؤثّر على عمل مطار بيروت»، أنّ «هذا الخبر عار من الصحّة، وأنّ الشّركة الّتي بدأت أوّل رحلة لها إلى مطار بيروت الدولي في 14 تشرين الثّاني الماضي، تستوفي كلّ الشّروط الأمنيّة، وتوقيت هذا الخبر مؤذ لسمعة مطار بيروت».

 

 

الأخبار
حزب الله ــ التيار: الخلاف مضبوط
من نافل القول إن غلالة شديدة السواد تظلّل تفاهم – بل تحالف – حزب الله والتيار الوطني الحر. لكن المؤكد أن الطرفين شديدا الحرص على البقاء تحت سقف الحفاظ على العلاقة، وهو ما تبدّى بين سطور البيانين التوضيحيين اللذين صدرا أمس، عن كل من مكتب العلاقات الإعلامية في حزب الله الذي انتهى بالتأكيد على «حرصنا على الصَّداقة والأصدقاء»، وعن اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في التيار التي أنهت بيانها بأن «التيار الوطني الحرّ يعرف معنى الصداقة جيّداً ويقدّم كل ما يلزم في سبيل حفظها والحفاظ عليها». وترافق ذلك مع تراجع حدّة التصريحات العونية وتأكيد عدد من نواب تكتل لبنان القوي بأن الطلاق بين الطرفين لم يقع، وتعميم حزب الله مجدداً على كافة مسؤولي الحزب ومؤسساته الإعلامية ومناصريه على وسائل التواصل الاجتماعي بعدم الدخول في أي سجال. فالبيان «كفّى ووفى وتناول نقطة معينة استوجب توضيحها من دون الرد على بقية النقاط التي تحدث عنها النائب جبران باسيل لأن الحزب ليسَ في وارد الدخول في سجال»، علماً أن «هناك قضايا تحتاج إلى نقاش ويأتي وقتها لاحقاً»، وفق مصادر مطلعة أكدت أن «حزب الله شديد التمسك بهذا التحالف وبالدفاع عنه».
رغم ذلك، كان واضحاً من البيانين أيضاً أن «سوء التفاهم» بينهما ليس عرضياً، وأن هواجس الطرفين باتت كبيرة وأن الالتباسات في العلاقة تتسع، وهو ما يستدعي الجلوس سوياً، وسريعاً، ويجعل من المصارحة أمراً شديد الوجوب. بحسب مصادر مطلعة، يُفترض أن يختم البيانان النزاع العلني ويحسما الوجهة إلى التهدئة، على أن يُترك بدء إعادة التواصل إلى الأيام القليلة المقبلة، مشدّدة على أن ما بين التيار وحزب الله هو «زواج ماروني» وليس «عقد زواج مؤقت»، وهما يدركان أنهما لا يملكان ترف الانفصال.
ورغم التوجّه الذي اعتمده بالابتعاد عن السجال، كان البيان الصباحي لحزب الله «طبيعياً بعد التشكيك في مصداقية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، خصوصاً أن رأسمال الحزب هو التزامه بوعوده»، فكان لا بد من أن يوضح البيان بأن الحزب «لم يقدّم وعداً لأحد بأنّ حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا بعد اتفاق جميع مكوناتها على الاجتماع، ولم يقدّم وعداً للتيار الوطني بأنّه لن يحضر جلسات ‏طارئة للحكومة إذا غاب عنها وزراؤه. قلنا بوضوح إنّ الحكومة لن تجتمع إلا في حالات الضرورة والحاجة الملحّة. وفي حال اجتماعها، فإنّ قراراتها ستؤخذ بالإجماع». وأكد أنّ «الصادقين لم ينكثوا وعداً، وقد يكون الأمر التبس على الوزير باسيل، فأخطأ عندما اتهم الصادقين بما لم يرتكبوه».
مفردة «الالتباس» وردت أيضاً في بيان اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في التيار، رداً على بيان الحزب، وجاء فيه أن «ما ورد في بيان العلاقات الإعلامية في حزب الله ملتبس جداً ويحمل تناقضاً بين الحرص على إجماع مكوّنات الحكومة في اتخاذ القرارات فيما لا ينسحب ذلك على حضور الجلسات، فإذا لم يكن هناك إجماع في الحضور فكيف يكون في اتخاذ القرارات».
وفيما حرصت مصادر في التيار الوطني الحر على الإشارة إلى أن «بياننا كان مهذباً»، قالت مصادر مطلعة إن «البيانين توضيحيان ولا يهدفان إلى تصعيد الموقف». وأشارت إلى أن «لا تواصل بينَ الطرفين حتى الآن، ولا يزال كل منهما يدرس بهدوء مآلات ما حصل لتحديد توجهاته في المرحلة المقبلة». ولفتت إلى أن بين إشارات التهدئة التي أعطاها التيار الوطني الحر في جلسة مجلس النواب أمس، عدم اتخاذه «خطوة نافرة» أو الإقدام على «دعسة ناقصة»، رغمَ تهريب أحد الأصوات للنائب ميشال معوض، مشيرة إلى أن من شأن ذلك تبريد الأرضية السياسية تمهيداً لفتح نافذة حوار.
بدا من تصويت التيار في جلسة انتخاب الرئيس أنه يحفظ خط الرجعة مع حزب الله
وفي السياق، فإن الجلسة التاسعة لانتخاب رئيس الجمهورية التي انعقدت أمس، بعد الاشتباك السياسي الكبير بين حزب الله والتيار الوطني الحر، لم تختلف عن سابقاتها لجهة نتيجتها المحكومة بالفشل. إذ انتهت بـ 39 صوتاً لميشال معوّض و39 ورقة بيضاء و5 أصوات لعصام خليفة و9 لـ «لبنان الجديد» وواحد «لأجل لبنان» وواحد لزياد بارود وصوت لصلاح حنين الذي أعلن أمس رسمياً ترشحه) وثلاثة أصوات لبدري ضاهر وصوت لفوزي أبو ملهب وصوت لـ «التوافق» وصوت لـ «معوض بدري ضاهر» و4 أوراق ملغاة. وعلّقت مصادر سياسية بأن ما حصل يؤشر إلى أن «التيار الوطني الحر يحفظ خط الرجعة مع حزب الله حتى الآن، إذ لم يخرج نهائياً من خيار الورقة البيضاء ولم يذهب إلى تسمية مرشح محدد»، خصوصاً أن باسيل الذي «يبدو الأكثر انضباطاً وهدوءاً بين التياريين في مقاربة الخلاف يدرك ضيق الهوامش أمامه وخطورة الانفصال الكلي عن حزب الله وأهمية التحالف الاستراتيجي معه، مع علمه أن من هم في الداخل والخارج ينتظرون فرصة للتضييق عليه وعزله».

Please follow and like us: