الأخبار
الساعة الصفر واحدة في غزّة والجنوب
يُفسح تصاعد وتيرة التهديدات بحرب واسعة في الجنوب مقترناً بتسعير يومي متزايد للجبهة المجال امام تكهنات متناقضة: تقع الحرب لأن اسرائيل تريدها وتريد فرضها على حزب الله، ولن تقع لأن الحزب لا يريدها ولا اسرائيل قادرة على خوضها في هذا الوقت بالذات
قد تقع الحرب الواسعة لأن احد طرفيْها يدعو الآخر الى رقصة يتقنانها معاً وجرّباها اكثر من مرة. وقد لا تقع لانهما يكتفيان باستنفار ذروة ما يملكان من دعاية لفعلٍ لن يحدث.مع انه يقول بتحسّبه لها في اي حين، بيد ان الملاحظات التي يبديها حزب الله تفترض استبعادها في مدى قريب، وقد لا تقع ابداً:
1 – لن يتعدى ما يجري بين الحزب واسرائيل السقف المرسوم والمتفق عليه فوق ارض المعركة، وهو مسافة خمسة الى سبعة كيلومترات في جانبيْ الحدود. بدأ بالقصف لاستهداف المقاتلين والجنود والتجمعات والمقار، ثم راح يطاول المباني والمنشآت، ثم الافراد المدنيين، واخيراً بدآ لعبة تبادل احراق الاراضي. ذلك هو الاقصى. تالياً لا ذهاب الى حرب شاملة.
2 – يتمسّك حزب الله بحججه للمضي في حرب غزة وربط ما يجري في جنوب لبنان بما يجري في جنوب اسرائيل. الساعة الصفر واحدة لدى الجبهتين. ما ان يعلن وقف النار في غزة، يسري للتو في جنوب لبنان. احدى ابرز الحجج المعزوّة الى الاصرار على ابقاء المواجهة مفتوحة مع اسرائيل، سوى الوقوف الى جانب حماس لئلا يكون حزب الله «الثور الابيض» في اليوم التالي، تدني مستوى التشنج الشيعي – السنّي في لبنان والمنطقة منذ اندلاع حرب غزة الى نحو غير مسبوق، للمرة الاولى منذ احتلال العراق عام 2003، واغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 ومشاركة الحزب في الحرب السورية عام 2013، إذ يُنظر الى دوره في حرب غزة كدافع رئيسي لاعادة الاعتبار الى القضية الفلسطينية.
3 – متيقناً من وقف النار في غزة في نهاية المطاف، الا ان لا عودة الى قواعد الاشتباك الحالية النافذة منذ عام 2006. اول عهده فيها، قواعد اشتباك عام 2000 على اثر التحرير وُضعت حينذاك تبعاً لقاعدة موازية: مزارع شبعا في مقابل مزارع شبعا واستهداف مدنيين في مقابل استهداف مدنيين. استقر الخط الازرق ما خلا حوادث في المزارع. بعد حرب تموز 2006 في ظل القرار 1701 اعيد احياء قواعد الاشتباك نفسها وتوازن الردع، الا ان الانتهاكات الجوية الاسرائيلية تفاقمت. سرعان ما ادخل الحزب تعديلات عليها مذ تدخّل في حرب سوريا وانتقال المواجهة بينه وبين اسرائيل الى الاراضي السورية. استهدفت الدولة العبرية مقاتليه وتجمعاته ومراكزه ومخازنه، فأضاف الى قواعد الاشتباك السارية في لبنان: اذا ضُرب في لبنان يرد من لبنان، واذا ضُرب في سوريا يرد من لبنان.
4 – لأن لكل مرحلة عدّة شغلها وقواعد اشتباك خاصة بها متفق عليها، فإن لما بعد الساعة الصفر لوقف النار في الجنوب بالتزامن مع غزة، قواعد اشتباك مُطوِّرة لتلك النافذة منذ عامي 2000 و2006: حدّها الادنى المقبول العودة الى ما كان سارياً بين عامي 2006 و2023، وحدّها الاقصى المطلوب بتّ النقاط الحدودية المختلف عليها بما فيها قرية الغجر ووقف الانتهاكات الاسرائيلية الجوية ذهاباً الى مزارع شبعا. هي محور التفاوض اللاحق مع حزب الله بين الرئيس نبيه برّي والموفد الاميركي الخاص اموس هوكشتاين.
5 – لأنه لم يقلْ مرة منذ صدوره عام 2006 انه يقبل بالقرار 1701 او يرفضه، تصرّف حزب الله حياله على انه ابن المعطيات القائمة عند التوصل الى وقف النار في آب عامذاك. كما اسرائيل، رامَ وقف العمليات العسكرية وهو البند الوحيد المطبق مذذاك في القرار حتى الوصول الى 8 تشرين الاول 2023 غداة اندلاع حرب غزة. وضع القرار 1701 بموافقة المجتمع الدولي والحكومة اللبنانية الغطاء السياسي لقواعد اشتباك كرّستها في ما بعد الممارسة الميدانية ومعادلة المعاملة بالمثل على الارض بين طرفيْ المواجهة. فرضت اسرائيل انتهاكاتها الجوية، ففرض الحزب وجوداً عسكرياً غير منظور في منطقة عمليات قرار مجلس الامن وانتداب القوة الدولية والجيش اللبناني. كلاهما ظلّ يتأهب لمفاجأة ما في مرحلة لاحقة.
6 – المقاربة الحالية لحزب الله للقرار 1701 انه غير موجود. الاشتباكات اليومية تدور من النقطة الصفر التي هي الخط الازرق والحدود الدولية وليس من وراء شمال نهر الليطاني. كاسرائيل يتعامل معه. تالياً ليس قصفه المستوطنات والتجمعات والثكن ومقار القيادات العسكرية الاسرائيلية سوى تعبير عن انتهاكه – هو بدوره – القرار على نحو ما تفعل هي بقصف منطقة عمليات الجنود الدوليين واستهداف المدنيين والبلدات والاحراج.
الى ان يبدأ التفاوض الجدّي، لا وجود في حسبان حزب الله للقرار 1701 ما ان تجاوزه فتح جبهة الجنوب للانضمام الى جبهة غزة.
البناء
الأمم المتحدة تضع الكيان على القائمة السوداء… وتل أبيب تخشى وقف السلاح
حماس توزع مذكرة على الدبلوماسيين تحذر فيها من قرار أمميّ قبل الاتفاق
المقاومة جنوباً تفرض إيقاعاً جديداً على عمق الكيان: مسيّرة تصل إلى 50 كلم
تتوسّع يومياً الدائرة الدولية المتحرّرة من عقدة النقص والخوف في التعامل مع كيان الاحتلال، ومن عقدة الذنب تجاه الكيان، وعقدة القلق من الاتهام بالعداء للساميّة، وعلى طريق تحرر المنظمات الأممية من التبعية العمياء للهيمنة الأميركية، بدأت محكمة العدل الدولية وتبعتها نسبياً محكمة الجنايات الدولية حتى جمّدتها واشنطن عبر التلويح بالعقوبات، وواظبت اليونيسيف والأنروا ومنظمة الصحة العالمية ووكالات أممية عديدة على التحرّر من هذه التبعية وهذه الهيمنة، وشكل مكتب الأمانة العامة وتصريحات المتحدثين بلسانه في شؤون مختلفة على اتخاذ مواقف استقلالية شجاعة، توّجها أمس قرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بإدراج كيان الاحتلال على القائمة السوداء، على خلفية جرائم مفترضة بحق الأطفال، وفقاً لتقدير محكمة العدل الدولية في الدعوى المرفوعة من جنوب أفريقيا. ووقع القرار على تل أبيب وقوع الصاعقة، وأبدت حكومة بنيامين نتنياهو كما نقلت عنها هيئة البث الإسرائيلية خشيتها من أن تكون أولى عواقب القرار فرض حصار على بيع الأسلحة لكيان الاحتلال، بينما بدأت حملة منظمة ضد غوتيريس شخصياً وتصنيفه عدواً للكيان وداعماً لقتل “اليهود” وعدواً للسامية.
على صعيد مسار التفاوض جمود كامل، واليوم يفترض أن يظهر الموقف النهائي لعضو مجلس الحرب في الكيان بني غانتس من مصير قراره بالاستقالة، وفق التحذير الذي وجهه إلى نتنياهو بالاستقالة ما لم يقم باتخاذ خطوات جدية على طريق إنجاح المسار التفاوضي. وفي ظل ترقب موقف بني غانتس، واستمرار الضغوط الأميركية لدفع حركة حماس لقبول نص اتفاق لا يتناسب مع مضمون العرض السابق للوسطاء الذي قبلته الحركة، أصدرت حماس مذكرة وزّعتها على الدبلوماسيين تشرح فيها موقفها، وتقول إن النص الذي وصلها مخالف لما قاله الرئيس الأميركي عن وقف الحرب والانسحاب الشامل، وتؤكد أنها لن توقع اتفاقاً لا يتضمّن الوضوح المطلوب في هاتين القضيتين بمثل ما يتم تثبيت نصوص واضحة حول ملف الأسرى. وحذّرت حماس في مذكرتها الدبلوماسية من خطورة صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يستبق التوصل الى اتفاق.
على جبهات المواجهة فالمقاومة في اليمن والعراق وغزة تكتب صفحات جديدة من الإنجازات، بينما سجلت المقاومة على جبهة لبنان حدثاً كبيراً تمثل ببلوغ إحدى طائراتها المسيّرة عمق 50 كلم من الحدود للمرة الأولى عبر استهداف مقار قيادية عسكرية في منطقة مرج بن عامر شرق العفولة، وعلى مسافة 10 كلم من جنين في الضفة الغربيّة، جنوب حيفا بـ 15 كلم. وقد تعامل إعلام كيان الاحتلال مع الخبر بذعر ورعب شديدين باعتبار الحدث يؤكد الهيمنة على الأجواء التي يفرضها حزب الله منذ شهر على الأقل..
وفيما لا تزال «الورقة القطرية» حول وقف إطلاق النار في غزة قيد الدرس لدى قيادة حركة حماس، علمت «البناء» أن المقاومة الفلسطينية لن توافق على أي اتفاق لا يتضمّن تنفيذ مطالبها الأساسيّة المتعلقة بوقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وليس من المناطق المأهولة فقط، إضافة إلى إطلاق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وإعادة الإعمار في قطاع غزة ودخول المساعدات الإنسانيّة.
وبقيت الجبهة الجنوبيّة في الواجهة في ضوء التهديدات الإسرائيلية بتوسيع العدوان على لبنان رداً على ارتفاع وتيرة عمليات حزب الله ضد مواقع وقواعد ومنصات القبب الحديدية في شمال فلسطين المحتلة. وما يلفت هو مشاركة وسائل إعلام محلية وقوى سياسية لبنانية بحملة التهديدات والحرب النفسية الإسرائيلية على لبنان. وكرّرت مصادر مطلعة على الوضعين الميداني والسياسي لـ”البناء” استبعادها قيام العدو الإسرائيلي بحرب شاملة على لبنان، رغم ضجيج قادة الاحتلال المهزومين في أرض الميدان في غزة ورفح، واضعة سيل التهديدات في إطار تطمين المستوطنين الذين يطلقون صرخات الخوف من حزب الله وتعبوا من الوضع القائم والمؤلم والذي لم تشهده “إسرائيل” في تاريخها ولم يعهده المستوطنون في كل الحروب السابقة، إضافة إلى التعويض عن فشل وزراء وجنرالات الحرب في تغيير المعادلة الميدانيّة في غزة وتحقيق أهداف الحرب، كما قالت صحيفة هآرتس أمس.
وشدّدت المصادر على أن لا ضوء أخضر أميركياً لتوسيع الحرب الإسرائيلية على لبنان لا سيما في الوقت الحالي على مسافة أشهر قليلة من الانتخابات الأميركية، فضلاً عن استنزاف الطاقة القتالية والتسليحية للجيش الإسرائيلي في غزة ورفح خلال ثمانية أشهر، عدا عن قوة ردع المقاومة والقدرات الكبيرة التي تملكها وشهدنا بعضها خلال الأسابيع الأخيرة على جبهة الجنوب.
وأضافت المصادر أن واشنطن تبذل جهوداً دبلوماسية مكثفة منذ بداية الحرب على غزة، أكان بالتهديد أو بالإغراءات للحؤول دون توسيع رقعة الحرب بين لبنان وكيان الاحتلال ولا زالت الرسائل والعروض تصل توالياً حتى الآن، وذلك خشية وقوع حرب تعمق أزمة الكيان وهزيمته، فهل مَن يستجدي التهدئة على الجبهة الجنوبية ويسعى لإطفاء نيران الحرب في غزة وتطويق امتداداتها إلى المنطقة، سيسمح لحكومة المجانين في “إسرائيل” بشنّ عدوان شامل على لبنان؟
وكشفت أوساط معنيّة بالتفاوض لـ”البناء” أن وقف الحرب على غزة ستكون ساعة وقف إطلاق النار على جبهة الجنوب، وكل الحديث عن أن استمرار الحرب على لبنان بعد وقف إطلاق النار في غزة يوضع في إطار الضغوط والحرب النفسيّة. ولفتت الى أن “إسرائيل” لم تردّ على الورقة الفرنسية التي حملها المسؤولون الفرنسيون مؤخراً، وقد سلّم رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد التشاور مع حزب الله الملاحظات التي لا تخدم المصالح الوطنية اللبنانية وتحقيق الاستقرار في الجنوب.
ميدانياً، استهدفت المقاومة مرابض مدفعية العدو الصهيوني في خربة ماعر وانتشارًا لجنوده في محيطها بقذائف المدفعية، كذلك استهدفت آلية عسكرية للعدو داخل موقع بركة ريشا بصاروخ موجّه أصابها إصابة مباشرة، وانتشارًا لجنود العدو الصهيوني في حرش نطوعا بالأسلحة الصاروخية.
في المقابل، استهدف طيران العدو الحربي منطقة كسارة العروش في جبل الريحان، بصاروخي جو -أرض. كما نفّذ، عدداً من الغارات الوهميّة فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل، ما أدّى إلى تكسير الزجاج في عدد من المدن والقرى.
ويواصل الإعلام الإسرائيلي الكشف عن الصورة الحقيقية لواقع التخبّط السياسي والعجز العسكري في التعامل مع جبهة الشمال ومواجهة خطر حزب الله، واعتبرت صحيفة “معاريف” العبرية أن الجيش الإسرائيلي وبعد ثمانية أشهر من الحرب في قطاع غزة، ومن المشكوك فيه أن يكون لديه القدرة على شن حرب واسعة النطاق في لبنان أيضاً، وتساءلت “أولئك الذين لم ينجحوا في إخضاع حماس لمدة ثمانية أشهر، كيف سيتمكنون من هزيمة حزب الله؟”. وأضافت الصحيفة العبرية “الوعد أمام الجمهور بإمكانية تدمير لبنان والخروج من الحدث بسلام ليس الوهم الوحيد الذي يخرج من أفواه قادتنا هذه الأيام، هناك تصريحات مؤسفة أخرى، على سبيل المثال، الوعد بإطلاق سراح المحتجزين عبر الضغط العسكري”. وأردفت “بعد ثمانية أشهر من اندلاع الحرب، قتل الجيش الإسرائيلي عددًا من المحتجزين عن طريق الخطأ أكثر ممن أُطلق سراحهم”.
في المواقف رأى نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن إيران هي قائدة حركة التحرّر وحركات المقاومة وتتحمل كل أعباء مواجهة النظام الأحادي الداعم للكيان الصهيوني.
وفي كلمة له خلال إحياء ذكرى رحيل الإمام الخميني في حفل أقامته السفارة الإيرانية في بيروت اعتبر قاسم أنّ غزة منصورة بالحق في الأرض وبالمقاومة وبالوحدة الإسلامية التي امتدت في المنطقة وبالتجارة مع الله، مؤكدًا أنّ الاحتلال الصهيوني مهزوم بارتكاب الإبادة ضد الأطفال والنساء والأبرياء. وهذا الكيان عاجز، يعاني من تمزّق كامل لقواه السياسية والشعبية، فهم لا يجتمعون على رأي، وهم في حالة من الفوضى. وأكّد أن مواجهة حزب الله للعدو الصهيوني في جنوب لبنان هي مواجهة مساندة للمقاومة الفلسطينية ودفاع عن فلسطين، مشددًا على أن في مواجهة الميدان الكلمة للميدان، ولا حديث للسياسة ولن تتوقف هذه الجبهة إلا بتوقف إطلاق النار في غزة.
ولفت الشيخ قاسم إلى أنه ليس لدى حزب الله مشروع للانزلاق إلى الحرب، ولكن إذا انزلقت “إسرائيل” يعني أنها قررت الحرب وحزب الله سيواجه ذلك، مؤكدًا أن “ما ترونه من ردود مؤلمة على العدو هي لردع “إسرائيل”، وهذه الردود محدودة بأهدافها، وليست ما يمتلكه حزب الله من قدرة للردود التي يحين وقتها”.
وتساءل الشيخ قاسم: “هل يُعقل أن نوقف جبهة المساندة وإطلاق النار مستمر في غزة. ليكن معلومًا لديكم في مواجهة الميدان الكلمة للميدان، ولا حديث في السياسة، وإذا أردتم السياسة لتؤثر على الميدان أوقفوا الحرب في غزة لتتوقف في لبنان، أوقفوها في غزة واتفقوا مع الفلسطينيين تتوقف عندنا دون أن نتعاطى في التفاصيل”.
على المستوى الرسمي، رحّب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالبيان الصادر عن قادة فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وألمانيا، ولفت إلى أنَّ “الاتصالات الديبلوماسية اللبنانية جنّبت لبنان في العديد من المحطات مخاطر الخطط الإسرائيلية لتوسيع الحرب، ليس في اتجاه لبنان وحسب، إنما على مستوى المنطقة، وهذا التوجّه عبّر عنه بيان الدول الأربع بتشديده على العمل لتجنب التصعيد الإقليمي”.
وكان رؤساء دول وحكومات اللجنة الرباعية (فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وألمانيا) قد أكدوا في بيانهم الصادر في باريس أن الحفاظ على استقرار لبنان مسألة حيوية، مشددين على عزمهم لتضافر الجهود من أجل الحد من التوتر على طول الخط الأزرق تطبيقًا للقرار 1701، ودعا الرؤساء جميع الأطراف لضبط النفس وتجنب أي تصعيد في المنطقة.
بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش إلى “وقف الهجمات المتبادلة بين “إسرائيل” وحزب الله على طول الحدود بين الدولة العبرية ولبنان”، معرباً عن قلقه من خطر نشوب “صراع أوسع نطاقاً تكون له عواقب مدمّرة على المنطقة”، بحسب “وكالة الصحافة الفرنسية”. وقال المتحدّث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك في بيان إنّه “مع استمرار تبادل إطلاق النار حول الخط الأزرق، فإنّ الأمين العام يدعو الأطراف مرة أخرى إلى وقف عاجل لإطلاق النار وتطبيق القرار 1701”. وأبدى الأمين العام أسفه “لأنّنا فقدنا بالفعل مئات الأرواح، ونزح عشرات الآلاف، ودُمّرت منازل وسبل عيش على جانبي الخط الأزرق”.
على صعيد آخر، وغداة قرار المدعي العام التمييزي بالتكليف القاضي جمال الحجار بكفّ يد النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون، وجّه الرئيس ميقاتي كتابًا إلى الوزارات والإدارات العامّة كافّة، لوجوب التقيّد والالتزام بالتّعميم الّذي أصدره النّائب العام.
بدورها تساءلت القاضية عون: “فهِمتوا يا جماعة الخير شو يعني؟ يا مودعين يا منهوبين، أي أنّه ممنوع أن تعرفوا أين ذهبت الـ8 مليارات دولار. ممنوع أن تعرفوا ما وثّقته شركة “ألفاريز آند مارسال”، وممنوع أن يعطي حاكم مصرف لبنان السّابق معلومات”. وشدّدت في تصريح، على أنّ “هذه الخطّة لسرقة أموالكم، وممنوع أن تفتحوا فمكم، وممنوع أن يحاسب القضاء على سرقة أموالكم. يا للعار!”، سائلةً: “متى ستستفيقوا وترفضوا هذه السّرقة المفتوحة؟”. وتوجّهت إلى ميقاتي، قائلةً: “هذه الاستباحة للدستور غير مقبولة. هناك فصل سلطات، ولا يحقّ لك إرسال هذا الكتاب للإدارات، ولا يحقّ لك مخالفة المادّة 7 من القانون رقم 206/2022 لحماية نفسك أو أي شخص آخر”، مؤكّدةً أنّك “تخالف القانون صراحةً، وهذا يعرّضك للملاحقة”.
وكانت عون قالت في تصريح سابق: “أطمئنكم بأنني لن ارتكب جرم الاستنكاف عن إحقاق الحق. انا ملزمة وفقاً لقسمي بالنظر في كل ادعاء يقدّم لي”.
بدوره، سأل التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل: “كيف يحق لأي كان أن يمنع الضابطة العدلية من أن تستجيب لإشارات مدعي عام، أي أن يكف يده عملياً؟ هذا الأمر يعود للمجلس التأديبي وليس لقاضٍ آخر. وأوضح باسيل في تصريح له على “إكس”: لقد صح ما نبهنا منه مراراً من أن تتم ملاحقة القضاة الذين يلاحقون الفاسدين ومن سرقوا أموال المودعين عوض مكافأتهم، وهذا ما يتم على يد المنظومة الحاكمة التي تريد إدامة إمساكها بالقرار المالي والاقتصادي والقضائي…
وأضاف باسيل: هل كانت المنظومة لتفعلَ الأمر نفسه مع المدعين والقضاة المتقاعسين والمحميين؟ أم أن الاستسهال وصل الى درجة المس فقط بمدعي عام جبل لبنان، وجرمها أنها تتجرأ على فتح ملفات لا يجرؤ الآخرون عليها! فأين التدقيق الجنائي؟ أين ملف أوبتيموم؟ أين رياض سلامة المطارَد دولياً والمحمي محلياً في كنف هذه المنظومة؟.
اللواء
بيان الأربعة لضبط النفس.. وصورة الدمار المرسومة تردع الإحتلال!
مسيَّرة تضرب جنوداً في الناصرة.. والسفارة تبرئ «مجتمع النازحين» من الهجوم
قبل أسبوع ونيف من عيد الأضحى المبارك، طغى سؤال ضاغط، هل ينجح الراعي الأميركي، من أعلى مراتب الهرم في إلزام بنيامين نتنياهو رئيس «مجلس الكابينت» المتطرف في الاذعان لمستلزمات صفقة تبادل الأسرى، وفي مقدمها كتاب خطي بأن لا حرب يشنها الجيش الاسرائيلي بعد اتمام الصفقة، سواء خلال مرحلة أو اثنين أو ثلاث؟.
ومع دخول حرب غزة شهرها التاسع، وارتفاع عدد الشهداء والجرحى والمجازر بما يتجاوز المائة وثلاثين ألفاً بين شهيد وجريح، وترنح جيش الاحتلال على الأرض، انحرفت الاسئلة مجددا باتجاه جبهة المساندة في جنوب لبنان: ماذا يحضر وراء الاكمة، وهل مع توقف حرب غزة، تتوقف ام ان دولة الاحتلال، ستتفرغ للثأر من لبنان وحزب الله؟.
حزب الله يأخذ في الحسبان مخاطر الإنزلاق الى الحرب الواسعة، في ضوء التقارير التي تتحدث عن ان وزراء في حكومة نتنياهو يلحون على عملية واسعة في الجنوب، على خلفية القضاء على تهديد حزب الله (القناة 13 الاسرائيلية).
لكن مجلة «نيوزويك» الأميركية نقلت كلاما لرئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي السابق عيران عتصيف، فيه ان «اسرائيل ستخسر الحرب مع حزب الله، خلال الساعات الـ24 الأولى، بسبب ما سنراه من دمار شامل في مناطق حساسة، داخل اسرائيل على نطاق لم نشهده من قبل.
على ان السعاة الدوليين، ما زالوا عند موقفهم بتحرير الجانب الاسرائيلي من حرب مدمرة، تعيد خلط الاوراق كلها في الشرق الاوسط.
ورحب الرئيس نجيب ميقاتي بالبيان الصادر عن قادة فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وألمانيا، أمس، والذي «شدد على ضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان وتوحيد جهودهم من خلال المساعدة على خفض التوتر على طول الخط الأزرق، وفقًا للقرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة».
وقال: «إننا نثمن عالياً هذا الموقف الداعم للبنان والداعي الى بذل كل الجهود لوقف التصعيد، ونعتبر أن الأولوية لدينا هي التواصل مع أصدقاء لبنان في العالم ودول القرار للجم التصعيد ووقف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان».
ولفت إلى أنَّ «الاتصالات الديبلوماسية اللبنانية جنّبت لبنان في العديد من المحطات مخاطر الخطط الاسرائيلية لتوسيع الحرب، ليس في اتجاه لبنان وحسب، إنما على مستوى المنطقة، وهذا التوجّه عبر عنه بيان الدول الاربع بتشديده على العمل لتجنب التصعيد الإقليمي».
ووزع قصر الاليزيه بيان اللجنة الرباعية على مستوى رؤساء دول وحكومات اللجنة الرباعية (فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وألمانيا) الصادر في باريس والذي أكّد أن الحفاظ على استقرار لبنان مسألة حيوية، مشددين على عزمهم لتضافر الجهود من اجل الحد من التوتر على طول الخط الأزرق تطبيقًا للقرار 1701، ودعا الرؤساء جميع الاطراف لضبط النفس وتجنب أي تصعيد في المنطقة.
وتحضر الأوضاع في لبنان، سواء الوضع المتفجر في الجنوب بين اسرائيل وحزب الله، او التعثر الحاصل على صعيد سعي اللجنة الخماسية لانهاء الفراغ الرئاسي في لبنان، وانتظام عمل المؤسسات، على جدول اعمال القمة الفرنسية- الأميركية، بعد الاحتفالات في النورماندي بذكرى الانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية.
وحذر الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش من التورط بصراع اوسع، لان عواقبه ستكون مدمرة على عموم المنطقة، مطالبا بالحاح بتطبيق القرار 1701.
وفي مجريات، ارتدادات المخاوف الامنية، نصحت كندا مواطنيها بتجنّب السفر الى لبنان، وقالت الخارجية الكندية في بيان ان السبب يعود الى «تدهور الوضع الأمني والنزاع المسلح المستمر مع إسرائيل».
وطالبت مواطنيها الحجز والمغادرة عبر الرحلات التجارية.
سنة تقترب من بيان الخماسية
رئاسياً، بعد شهر وأيام قليلة، من موعد سنة كاملة على اعلان بيان اللجنة الخماسية العربية- الدولية بشأن الالتزام سيادة لبنان واستقراره، وحث القادة اللبنانيين على الاسراع باتجاه اجراءات تنهي المأزق السياسي في البلاد، ما يزال الوضع يراوح مكانه بين اتصالات بجمع هذا الطرف مع ذلك، او تبريد الخطاب السياسي والاعلامي المتوتر، او بأسوأ احتمال ملء الفراغ مع استمرار الفراغ.
وفي اللقلوق، استضاف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل نواب كتلة «الاعتدال الوطني» الى مأدبة غداء، ناقشت الملف الرئاسي، والمبادرة الجارية واهمية التنسيق تمهيدا للتوافق على رئيس للجمهورية او التنافس الديمقراطي.
الودائع أمام اللجان الثلثاء
نيابياً، وفي أول موقف تشريعي من نوعه ادرج الرئيس نبيه بري اقتراح القانون الرامي الى حماية الودائع المصرفية والمشروعة واعادتها الى اصحابها، كما ادرج على جدول اعمال جلسة اللجنة المشتركة، (المال والادارة والعدل، والداخلية والتربية والاشغال العامة والاقتصاد والصحة والعمل وتكنولوجيا المعلومات والبيئة)، واقتراحات قوانين من بينها انشاء الصندوق الائتماني لحفظ اصول الدولة واداراتها.
رئاسة الحكومة للالتزام بقرار الحجار
قضائياً، وفي حين تتحرك القاضية غادة عون لتقديم مراجعة امام مجلس الشورى الدولة لوقف مفاعيل قرار النائب العام التمييزي القاضي جمال حجار بكف يدها عن النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، اعلنت رئاسة الحكومة انه بعد تلقي رئاسة مجلس الوزراء من القاضي الحجار القرار، وجَّه رئيس الحكومة كتابا الى الوزارات والادارات العامة كافة وجوب التقيد والالتزام بالتعميم الذي اصدره القاضي الحجار والذي يهدف الى تأمين اعادة الانتظام الى عمل النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان.
السفارة تبرئ مجتمع اللاجئين
وفي بيان مفاجئ، قالت السفارة الاميركمية امس ان «مجتمع اللاجئين في لبنان لا يتحمل اي مسؤولية عن الهجوم الذي طال مبنى السفارة في عوكر».
وجاء هذا الموقف، في وقت طالبت فيه كتلة «الجمهورية القوية» من مفوضية اللاجئين عدم اصدار بطاقات استقبال جديدة لهؤلاء.
الوضع الميداني
ميدانياً، اعلن حزب الله استهداف آلية عسكرية داخل موقع بركة ريشا بصاروخ موجه اصابها اصابة مباشرة.
كما استهدف حزب الله انتشارا لجنود العدو ومدفعيته في خربة ماعر، بقذائف المدفعية.
وفي وقت لاحق، قصفت مسيرة انطلقت من جنوب لبنان هدفا عسكريا في شرق الناصرة، ولم تتمكن منظومة القبة الحديدية من اعتراضها.
ونفذت طائرة مسيرة اسرائيلية مساء امس غارتين جويتين استهدفتا منطقة رأس الناقورة في جنوب لبنان، الامر الذي ادى الى سقوط اصابات، واتجهت الى هناك سيارات الاسعاف.
ومشط الجيش الاسرائيلي بالاسلحة الرشاشة محيط بلدة كفركلا الحدودية.
COMMENTS