افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 25 حزيران ، 2024

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 10 آب 2016
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 26 تشرين الأول، 2018
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء، 28 حزيران 2022

اللواء
لبنان يربح معركة المطار.. وبرّي يكشف ما دار مع هوكشتاين
كسب لبنان الرسمي والسياسي والشعبي معركة نقاء الوضع في مطار بيروت، بعدما كذبت الجولة الوزارية – الدبلوماسية – الاعلامية على مطار رفيق الحريري الدولي ما تضمنه تحقيق صحيفة «التلغراف» البريطانية من ادعاءات عن لجوء حزب الله الى تخزين اسلحة في المطار، الامر الذي يعرّضه لمخاطر عدوان اسرائيلي لشله، وشلّ موسم السياحة والانتقام من حركة المسافرين سواء القادمين الى لبنان او المغادرين والتي سجلت ما لا يقل عن مليون وخمسماية زائر، الامر الذي جعل اسرائيل تغضب على خلفية عدم تحقيق اي من مطاراتها هذه النسبة من التشغيل، فلجأت الى «الحرب النفسية» على حد تعبير وزير السياحة وليد نصار.
على ان ابعد مما يمكن وصفه «بالحرب النفسية» او تسميم الاجواء اللبنانية بالاشاعات او «الدعاية السوداء» ارتفاع منسوب المخاوف من تدحرج الوضع في الجنوب الى حرب خارج السيطرة، او على الاقل محاولة تقدُّم اسرائيلية الى ما بعد الحدود التي تشهد توترات وقصف مدفعي وحارق في اوقات متفاوتة، مع تزايد نشاط وحدة غولاني، المكلفة بمواجهة «وحدة الرضوان» عند طرفي الحدود.
وحول الزيارة، رأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن زيارة امين دولة الفاتيكان اتخذت الطابع الإستطلاعي أي بدء الإهتمام بالوضع اللبناني والاستفسار وليست هناك من مهمة محددة له، إنما نقل هواجس الفاتيكان وتكرار دعم لبنان.
وأشارت إلى أن ملفي الجنوب والرئاسة كانا في صلب محادثاته، وأفادت أنه استفسر عن بعض الأمور ولاسيما مدى إمكانية قيام الحرب وتعثر الانتخابات الرئاسية.
إلى ذلك أوضحت المصادر نفسها أن تكتل الاعتدال الوطني الذي يباشر مجدداً مسعاه لم يحدد ماهية الخطوة الجديدة التي يعتمدها، لكنه على استعداد لأي جهد إضافي من أجل الوصول إلى حل.
قلق متزايد من اتساع الحرب وشهر حاسم
وفيما كان منسق السياسات الخرجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب زوريل يعرب عن قلقه من خطر تأثير الحرب على الوضع في الشرق الاوسط، وامتدادها على جنوب لبنان يتزايد يوماً بعد يوم، معلناً عن دعم جهود فرنسا واميركا لتفادي نشوب حرب بين اسرائيل وحزب الله، اعرب الرئيس نبيه بري عن قلقه من تطور الاوضاع في الجنوب، معتبراً «اننا امام شهر حاسم، والوضع غير مطمئن».
وشدد بري على ان المقاومة ملتزمة بقواعد الاشتباك، لكن اسرائيل تخرقها، وتعتمد سياسة الارض المحروقة بمناطق الشريط الحدودي».
وفي لقاء خاص مع فريق العمل بمكتب قناة RT في لبنان، أعرب الرئيس نبيه بري عن قلقه إزاء الأوضاع والتطورات في جنوب لبنان، مشددا على «أننا أمام شهر مصيري»، وقال: «أنا قلق جدا من انفلات الأمور، فنحن في مرحلة حساسة ودقيقة، وأمام شهر حاسم، والوضع غير مطمئن»، موضحا: «التقينا الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، وكنا ننتظر أجوبة منه بعد زيارته تل أبيب، لكن ذلك لم يحصل، وهذا يبعث على عدم الاطمئنان للمبادرة الأميركية (للتهدئة)».
وفي ما يتعلق بتفاصيل مبادرة الأميركية، كشف رئيس المجلس: «هوكشتاين طرح تراجع «حزب الله» 8 كلم عن الحدود لتهدئة الأوضاع بمناطق الشريط الحدودي، فطالبت بالمقابل بتراجع الجيش الإسرائيلي عن حدوده 8 كلم أيضا».
وأشار الرئيس بري إلى أنه «رغم خروقات إسرائيل للقرار الأممي رقم 1701، ما زلنا متمسكين بتطبيقه كاملا، بما فيه الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة».
وردا على سؤال عن الجهود الدبلوماسية لخفض التصعيد، أكد الرئيس بري أنها لا تزال قائمة، مشيرا إلى أنه «لن يلتقي وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي تزور بيروت يوم الأربعاء المقبل نظرا لتضارب المواعيد».
وأكد الرئيس بري أن «حركة أمل» التي يرأسها، «تقاتل على أرض لبنانية»، محذرا: «إذا ما حصل توغل بري إسرائيلي، سنكون بالمرصاد وبالصفوف الأمامية، وفي الميدان أمام حزب الله».
وفي إطار رده على سؤال حول ما يتعرض له مطار بيروت الدولي من حملات في الإعلام الغربي، قال بري: «ليست المرة الأولى التي يتعرض لها مطار بيروت لحملات مفبركة».
وقال رئيس الاركان الاميركي الجنرال تشارلز براون: اي هجوم اسرائيلي على لبنان قد يزيد مخاطر نشوب صراع اوسع تتجه اليه ايران، والمقاتلون المتحالفون معها، اذا تعرّض وجود حزب الله لتهديد، موضحاً: يصعب علينا دعم اسرائيل بالطريقة نفسها التي فعلناها عند صد الهجوم الايراني».
الجولة
وزارياً، جال في المطار وزراء الاشغال (علي حمية) والسياحة (وليد نصار) والاعلام (زياد مكاري) والخارجية (عبد الله بو حبيب) برفقة سفراء عرب واجانب واعلاميين، وكذبوا مزاعم ما ضمنته صحيفة التليغراف البريطانية من مزاعم حول تخزين حزب الله اسلحة في مطار بيروت الدولي.
وقال الوزير حمية في ختام الجولة: «تم اطلاع السفراء الذين زاروا المطار على آلية العمل المعتمدة هناك، خصوصاً على صعيد عمليات النقل والتصدير الملتزمة بالمعايير الدولية».
حضر الجولة وزراء الإعلام والخارجيّة والسّياحة وسفراء معتمدون في لبنان ومنهم الصينيّ والعراقيّ والمصريّ بالإضافة إلى المتحدث باسم السّفارة الإيرانيّة. وانضوت الجولة الميدانيّة، تجوالًا على امتداد سور المطار ومخازنه ومركز الجمارك، وسُمح بالتصوير والنقل المباشر من داخل هذه المخازن، إلّا أنّه وعند وصول الصحافيين إلى مركز الشحن الجويّ، مُنع هؤلاء من الدخول لتصوير المركز من الداخل، فيما سُمح للسفراء الحاضرين بالدخول والمعاينة، الأمر الذي أدّى إلى وقوع إشكال بين أحد المصورين والأجهزة الأمنيّة الحاضرة، عند سؤال المصوّر عن أسباب منع الدخول والتصوير.
ورأى الوزير بو حبيب أن «المطار آمن وأن هذه الشائعات تندرج ضمن محاولات إسرائيل لتبرير اعتداءاتها على لبنان».
واعتبر نصار أن لبنان يواجه حربًا نفسيّة نظرًا لأن إسرائيل واجهت ضربة كبيرة على صعيد السّياحة لديها، وأضاف: «عام 2023، تجاوز عدد الوافدين إلى إسرائيل المليون و500 ألف شخص، أما الحرب التي حصلت فجعلت الكيان الإسرائيليّ يخسر هذا العدد من الوافدين والسّياح، ولذلك من المتوقع أن يواجه لبنان الحرب النفسيّة الّتي تطال المطار حاليًّا».
أما وزير الإعلام زياد المكاري، فقال في تصريحٍ إن «حركة المطار طبيعيّة»، وأن هناك «109 طائرات خرجت من لبنان بينما هناك أكثر من 100 طائرة وصلت. وبالتالي، فإن المطار لم يتأثر رغم مقال تيلغراف».
وقال السفير المصري علاء موسى: «تم الإطلاع على آلية العمل في المطار وتفقدنا عددًا من المنشآت واستمعنا من المسؤولين تفاصيل عن مجريات العمليات هناك خصوصًا في ما يتعلق بالاستيراد والتصدير». وتابع: «وجودنا في المطار اليوم هو رسالة دعم للبنان ونحن ندعو للتهدئة وتخفيف التوتر قدر الإمكان». ولفت موسى إلى أن السعيّ الأساس يكمن في وقف حرب غزّة، معتبرًا أن «حصول ذلك سيؤدي إلى وقف الجبهات الأخرى»، وأردف: «ما نحتاجه في لبنان والمنطقة هو التهدئة من أجل الوصول إلى حلول لملفات عديدة». وردًّا على سؤال، قال موسى: «صحيفة تيلغراف تتحمل مسؤولية ما نشرته نقلاً عن مصادر غير معروفة. ليس لديّ صلاحية لتفتيش مطار بيروت ولكن ما استمعنا إليه من المسؤولين هناك يوضح أن مسار العمل يمضي وفق آليات جيدة».
دعوة في لندن
الى ذلك، كشف سفير لبنان لدى بريطانيا رامي مرتضى بأن العمل جارٍ مع مجموعة من المحامين لدراسة شروط تقديم دعوة ضد صحيفة «تيلغراف» البريطانية وفقاً للقوانين المعمول بها ضمن المملكة المتحدة، وبتوجيه من السلطات اللبنانية، والعقوبات حسب السفير مرتضى، تتراوح بين الزام الصحيفة اعادة المنشورة او «دفع تعويض» متحدثاً عن ان موقف لبنان قوي، لان ما جاء في التحقيق يستهدف مرفئاً حيوياً في لبنان.
ومن دار الفتوى، اكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي:«بالنسبة إلى الموضوع الذي حُكي عنه بالأمس في ما يخص مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولي، انكم تعلمون أنَّ المديرية العامة للطيران المدني هي تابعة لوزارة الأشغال، ووزير الأشغال عقد مؤتمرًا صحفيًّا بالأمس، واليوم في هذه الأثناء هناك جولة في المطار، ونحن نطلب ونتمنى ونعمل حتى نحفظ كل مرافئنا وموانئنا الحدودية البرية والبحرية والجوية على أن تليق بلبنان، وأن يكون فيها الأمن والأمان، وأن تكون سليمة وآمنة من الافتراءات، ومن أي أخبار غير صحيحة، أو تفتقد إلى الدقة، ويكون من شأنها إلحاق السوء والأذى بالمطار، وبالوضع العام بلبنان».
الوضع الميداني
ميدانياً، استهدفت المقاومة الاسلامية تجمعاً لجنود العدو بين مستعمرتي المنارة ومرغليوت بالاسلحة المناسبة، كما استهدفت انتشاراً لجنود العدو في محيط موقع السماقة في تلال كفرشوبا المحتلة بقذائف المدفعية.
واستهدفت مدفعية العدو بلدة الطيبة بالقذائف الفوسفورية.
كما استهدفت مسيَّرة اسرائيلية جرود السلسلة الشرقية بين بلدتي جنتا ويحفوفا في البقاع الشرقي شرق مدينة بعلبك، كما استهدفت مسيَّرة اخرى عناصر الدفاع المدني عند اطراف بلدة ماسا في البقاع.

 

البناء
بوريل: نتنياهو يرفض مبادرة بايدن… وبراون: لا نستطيع المساعدة بوجه حزب الله
برّي: طالبت هوكشتاين بتوازن الانسحاب عن الحدود… و«أمل» في الطليعة للمواجهة
حمية فتح مستودعات المطار للدبلوماسيين والإعلام… ونحو الادعاء على «التلغراف»
على خلفية المعركة التي فتحها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بذريعة المطالبة بدعم تسليحي غير مشروط، تمهيداً للتموضع بعد خطابه أمام الكونغرس الشهر المقبل في الحملة الانتخابية للرئيس السابق دونالد ترامب، تحت شعار رئيس يدعم الكيان بلا شروط، قام نتنياهو بالخطوة الثانية التي كان يؤجلها منذ أسابيع، وهي المجاهرة برفض مبادرة بايدن التي صمّمت أميركياً لخدمة الكيان ونتنياهو شخصياً، كي يتم تحميل حركة حماس مسؤولية رفضها، او إجبارها على قبولها والموافقة على صفقة ليس فيها إعلان نهاية الحرب ولا الانسحاب الكامل للاحتلال من قطاع غزة، قالها نتنياهو بوضوح إنه لا يقبل صفقة شاملة ومستعد فقط لصفقة جزئية تعيد بعض الأسرى ويعود بعدها للحرب، وهو ما لاحظه مفوّض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي الذي قال إن كلام نتنياهو لا يحتمل تأويلاً لجهة رفض مبادرة الرئيس الأميركي التي ساندها الاتحاد الأوروبي، باعتبارها مقترحاً إسرائيلياً.
بالتوازي كان كلام رئيس الأركان في الجيوش الأميركية الجنرال تشارلز براون، حول فرضية حرب بين المقاومة وجيش الاحتلال على حدود لبنان، يتفاعل في لبنان والكيان والأوساط السياسية والعسكرية والإعلامية المتابعة، حيث قال براون إن قدرة الولايات المتحدة على الدفاع عن «إسرائيل» من هجمات «حزب الله» قد تكون «محدودة»، أكثر من قدرتها على المساعدة في اعتراض الهجوم الصاروخي والطائرات المسيّرة الذي شنته إيران على «إسرائيل» في أبريل، وقال براون: «من وجهة نظرنا، واستناداً إلى مكان وجود قواتنا، وقصر المدى بين لبنان و»إسرائيل»، فمن الصعب علينا أن نكون قادرين على دعمهم بالطريقة نفسها التي فعلناها في أبريل».
في لبنان، كان التقرير المفبرك الذي نشرته صحيفة التلغراف البريطانية محور الزيارة التي نظمها وزير الأشغال والنقل علي حمية للسفراء والمؤسسات الإعلامية لمستودعات مطار بيروت، رداً على ما تضمنه التقرير الذي دسّ اسم المنظمة العالمية للطيران المدني (آياتا) زوراً، ما استدعى منها النفي والاستنكار، وطعن بكل صدقية التقرير المهنية، ما يؤكد أنه عمل استخباري للتأثير على صورة المقاومة داخل لبنان رداً على حجم التأييد الذي تحظى به في لحظة يبدو الكيان كما قال رئيس حكومته أمام خطر حرب أهلية، ولإضعاف نجاح موسم الاصطياف والسياحة، حيث الحجوزات في الفنادق تبشر بموسم واعد، بينما أصيبت كل المرافق السياحية في الكيان بالشلل.
وعلى وقع التهديدات الإسرائيلية والغربية بشن عدوان إسرائيلي شامل على لبنان، تصدّر تقرير صحيفة «التلغراف» البريطانية في شأن تخزين حزب الله السلاح في مطار بيروت المشهد الداخلي وشغل الوسطين السياسي والدبلوماسي، حيث كذبت الحكومة اللبنانية ممثلة بوزير الأشغال العامة والنقل علي حمية المزاعم التي ساقتها الصحيفة، وبالتالي أحبطت أهداف التقرير، وأكدت بأن المطار خالٍ من أي أسلحة وصواريخ إيرانية وغير إيرانية من خلال جولة إعلامية ووزارية ودبلوماسية نظمها وزير الأشغال في المطار.
ولفتت أوساط معنية لـ»البناء» إلى أن «الهدف من نشر التقرير إثارة البلبلة والخوف لدى اللبنانيين في ظل الإقبال الكبير الذي شهده مطار بيروت من قبل المغتربين والسياح مع حلول موسم الصيف والاصطياف، ولذلك كان الهدف محاولة ضرب موسم السياحة وإرهاب السياح والمغتربين لعدم السفر الى لبنان، وبالتالي استهداف موسم الاصطياف، اضافة الى ضرب أهم مرفق حيوي في لبنان وهو المطار كرافد مالي بالعملات الصعبة للاقتصاد اللبناني، ويُعدّ مؤشراً للاستقرار في كامل الأراضي اللبنانية رغم الحرب الدائرة في القرى الجنوبية الأمامية، بعكس الوضع على الضفة المقابلة في كيان الاحتلال حيث شمال فلسطين المحتلة بحالة شبه شلل وهجرة مئات الآلاف وتعطيل قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة». كما لفتت الأوساط الى أن العدو يحاول اتخاذ من هذه الإدعاءات ذريعة لشن عدوان واسع على لبنان. فيما وضعت مصادر رسمية عبر «البناء» هذه الادعاءات في إطار الحرب النفسية والضغط على الحكومة اللبنانية لإجبار حزب الله على وقف العمليات العسكرية على كيان الاحتلال وتهدئة الجبهة لكي تتمكن الحكومة الإسرائيلية من استعادة الأمن للشمال وإعادة المستوطنين اليها. وأوضح خبراء عسكريون لـ»البناء» أن «الحديث عن تهريب وتخزين حزب الله أسلحة وصواريخ في المطار أمر مثير للسخرية، فالمطار ليس مكاناً آمناً لتخزين أو نقل السلاح الى مكان آخر، لوجود عدة أجهزة أمنية لبنانية وشركات تجارية وسياحية، إضافة الى أنه ليس مكاناً عملياً من الناحية اللوجستية، علماً أن حزب الله لديه الكثير من الطرق البرية لنقل الأسلحة عبر المدى الجغرافيّ المتصل مع سورية والعراق وإيران ولديه أيضاً مصانع لتصنيع الأسلحة وسلاسل من الجبال الممتدة من الجنوب حتى البقاع إلى الداخل السوري، وبالتالي لا يحتاج لا المطار ولا المرفأ».
وجال وفد من الوزراء والسفراء المعتمدين في لبنان داخل مطار بيروت تلبية لدعوة الوزير حميّة، ردًا على الادعاءات الكاذبة التي وردت في صحيفة «تليغراف» البريطانية، وسط حضور إعلامي كثيف محلي وعربي ودولي.
وكان في الجولة الوزراء في حكومة تصريف الأعمال الإعلام زياد المكاري، والخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، والسياحة وليد نصار، وسفراء: الاتحاد الأوروبي، ألمانيا، مصر، الهند، باكستان، الصين، اليابان، كوريا، كوبا، رومانيا، البرازيل، كازاخستان، الأردن، إسبانيا، الجزائر ونيجيريا.
وتفقّد السفراء أقسام المطار برفقة حميّة والوزراء والمدير العام للطيران المدني فادي الحسن، وقائد جهاز أمن المطار العميد فادي الكفوري، وقادة الأجهزة الأمنية والإدارية العاملة في المطار. واستهلت الجولة الميدانية من مستودعات الشحن في المطار وهنغار استيراد البضائع، بعدها انتقل المشاركون إلى مركز الشحن الجويّ، لتختتم الجولة بتفقّد سور المطار.
وأكد وزير الأشغال أنَّ «مطار بيروت يخضع لكافة المعايير الدوليّة»، وأضاف: «لقد تمّ إطلاع السّفراء الذين زاروا المطار على آلية العمل المُعتمدة هناك. خصوصًا على صعيد عمليات النقل والتصدير الملتزمة بكافة المعايير الدوليّة. كذلك، زار السفراء سور المطار للاطلاع على كافة الإجراءات الأمنية المُتخذة هناك». وأضاف: بحثنا مع رئاسة الحكومة في الإجراءات القانونية اللازمة التي سنتخذها بحقّ «التلغراف» لما شكّلته من ضرب معنويّ ليس فقط للمطار بل لكل لبنان واللبنانيين. أضاف «لن نكتفي بجولة اليوم ونحن جاهزون لزيارات ميدانيّة لكلّ سفير في المطار». وأكد «إننا انتقلنا من الخروقات الجويّة إلى حرب نفسيّة عبر مقالات مكتوبة سخيفة». وأجاب ردًّا على سؤال عمّا إذا كان مقال «التلغراف» مقدّمة لعمل ما قد يحصل: لا أعلم بالغيب.
بدوره شدّد بو حبيب على أن المطار آمن وان هذه الشائعات تندرج ضمن محاولات «إسرائيل» لتبرير اعتداءاتها على لبنان، في حين اعتبر المكاري أن «المطار مرفق عام يعني جميع اللبنانيين وهو صورة لبنان ونحن على أبواب صيف واعد للاغتراب لذلك فإن نيات مقال «التلغراف» واضحة جداً». وأكد أن «لا يُمكن أن يُخزّن حزب الله صواريخ في مكان يدخل إليه سفراء العالم فهناك سخافة واضحة في المقال، ولكن نخشى أن يؤثّر الأمر سلباً على الموسم وعلى حياة اللبنانيين وأعتقد أنّ كلّ هذا في سياق الحرب النفسيّة».
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتمع مع الوزير حمية الذي قال بعد الاجتماع: «ناقشنا موضوع الإجراءات القانونية التي من المؤكد أن الدولة اللبنانية ستتخذها بحقها، لأن هذا الموضوع يعتبر ضمن إطار الحرب النفسية على لبنان وتشويه سمعته وسمعة المطار، الذي يعتبر المرفق الجوي الوحيد في لبنان».
في غضون ذلك، تواصلت الحملة الإعلامية الإسرائيلية – الغربية – العربية لتهديد لبنان بحرب إسرائيلية شاملة على لبنان، ويجري رسم سيناريوات وتحديد مهل ومواقيت لها، إلا أنه وفق خبراء عسكريين فإن هذه التهديدات تندرج ضمن الحرب النفسية ضد لبنان، لا سيما أن «إسرائيل» لا تستطيع في ظل وضعها الحالي على المستويات العسكرية والسياسية وجبهتها الداخلية والحالة الدولية، خوض جبهة جديدة في ظل الإخفاقات في غزة ورفح»، كما أشار الخبراء لـ»البناء» الى أن خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بلغ أعلى درجات الردع وبالتأكيد سيعدّ أركان الحرب ومركز القرار في «إسرائيل» للألف قبل الدخول بحرب شاملة مع حزب الله الذي أعد مفاجآت كثيرة وكبيرة ستغير مسار الحرب وتحقق انتصاراً كبيراً سيلاقي الإنجازات التي تحققها المقاومة الفلسطينية».
وعلمت «البناء» أن الأميركيين والأوروبيين يبذلون جهوداً دبلوماسية مكثفة مع لبنان والمسؤولين في «إسرائيل» لاحتواء التصعيد ومنع انزلاق الوضع الى حرب شاملة. كما سيزور عدد من المسؤولين الأوروبيين لبنان لهذه الغاية، أبرزهم وزيرة الخارجية الألمانية.
ومساء أمس، أعلن البنتاغون بأن «جهودنا تنصب على التوصل لحل دبلوماسي للتوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية». ولفت البنتاغون الى أن حاملة الطائرات «آيزنهاور» ستظل في شرق المتوسط لفترة وجيزة قبل عودتها إلى الولايات المتحدة، ولفت الى اننا نركز على الحيلولة دون توسّع الصراع في المنطقة.
بدوره، أشار مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الى «دعم جهود فرنسا وأميركا لتفادي نشوب حرب بين «إسرائيل» وحزب الله»، موكداً أن «الاتحاد الأوروبي يتوصل لاتفاق بشأن مزيد من العقوبات على حماس ومستوطنين».
وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي تشارلز براون قال إن الولايات المتحدة على الأرجح لن تستطيع ان تساعد «إسرائيل» في الدفاع عن نفسها بالشكل الذي فعلت عندما نفّذت إيران الهجوم عليها بواسطة الصواريخ والمسيرات في نيسان الماضي.
وخلال دردشة مع الصحافيين في طريقه إلى دولة «بوتسوانا» للمشاركة في لقاء وزراء الدفاع الأفارقة، صرّح براون بأن التصدي لقذائف حزب الله القصيرة المدى سيكون أكثر صعوبة، وأضاف «الولايات المتحدة تواصل الحديث مع المسؤولين «الإسرائيليين» وتحذيرهم من توسيع النزاع»، وشدّد على أهمية النظر في تداعيات أيّة عملية تطال لبنان، وكيف قد تؤثّر ليس على المنطقة فحسب، بل على القوات الاميركية الموجودة في المنطقة أيضًا». وحذّر براون من أن الاجتياح «الإسرائيلي» للبنان قد يضع القوات الاميركية في المنطقة في خطر.
وقالت وسائل إعلام أميركية إن هذه التصريحات تعكس ضغوط إدارة بايدن على الحكومة الإسرائيلية لعدم التحرك ضد حزب الله مع تزايد حدة التوتر.
وكرّرت مصادر في فريق المقاومة كلام السيد نصرالله الذي أكد بأنه إذا شن العدو عدواناً شاملاً على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط وأسقف، موضحة لـ«البناء» أن المقاومة لا تريد الحرب ولن تذهب اليها مبتدئة ولن تمنح الذريعة للعدو لكي يوسّع عدوانه على لبنان للخروج من مأزقه، لكن بحال ارتكب العدو حماقة فإن المقاومة ستذهب الى الحرب المفتوحة حتى النهاية وباتت مستعدة لها ومجهزة لأسوأ السيناريوات وستمنع العدو من تحقيق أهداف عدوانه ولن تسمح له بتحقيق نصر ولو وهمي يغطي على فشله الكبير والتاريخي في غزة. بل سيتكبد هزيمة جديدة تعمق مأزقه الاستراتيجي.
وشدّدت المصادر على أن العدوان الشامل على لبنان سيُشعل كل الجبهات وسيصبح كل الكيان الإسرائيلي في مرمى الصواريخ والمسيرات، إضافة الى القواعد العسكرية والمصالح الأميركية في المنطقة.
وأكد قائد القوات البرية في الجيش الإيراني كيومرث حيدري، أن «محور المقاومة لن يبقى صامتاً أمام أي هجوم إسرائيلي على حزب الله ولبنان».
وفي وقت سابق، ذكرت شبكة «سي أن أن» في تقرير لها نشرته، أن الولايات المتحدة قدمت ضمانات لإسرائيل بالوقوف إلى جانبها في حال اندلاع حرب شاملة مع حزب الله.
بدوره، أكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في الحفل التأبيني الذي أقامه حزب الله في بلدة عدشيت الجنوبية لعنصره جهاد أحمد حايك، أننا «سنبقى نتصدّى لهذا العدو حتى نهزم مشروعه ونمنعه من تحقيق أيٍ من أهدافه». وشدد رعد على أن «رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو مصيره واستمراره في السلطة مرهون بمواصلة عدوانه في غزة والذين يبحثون عن طريقة لوقف العدوان يأتون إلى لبنان، ولبنان لم تكن الحرب فيه إلا تضامناً ومساندة للمظلومين في غزة وعليه ليوقف العدو الصهيوني عدوانه على غزة ولا داعي للبحث مع اللبنانيين».
وأوضح أن «من أراد أن يوقف الحرب، فعليه أن يبدأ بالضغط على الإسرائيلي لوقف عدوانه في غزة والانسحاب منها»، مضيفاً «الإسرائيلي فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافه وهو الآن مأزوم على المستوى السياسي ومنقسم على نفسه وحكومته مفككة واتجاهاته السياسية متناكفة وهناك تظاهرات تطالب باستقالة رئيس الحكومة وبتغيير الحكومة كذلك حصلت استقالات داخل الجيش الإسرائيلي». وقال: «لأهلنا من اللبنانيين الذين ربما لا يوافقون على طريقة التصدي للعدو الإسرائيلي لكن الحل ليس بأن نستسلم لإرادة العدو الإسرائيلي بل بتحقيق مزيد من التماسك الوطني حتى يعرف العدو أننا على قلب رجل واحد في التصدّي له».
على صعيد آخر، وغداة تطويق ذيول التوتر بين لبنان وقبرص بتأكيد الحكومة القبرصية بأنها لن تسمح بأن تكون أراضيها مصدر تهديد للبنان، برز تصريح وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، الذي حاول صبّ الزيت على النار وتحريض قبرص على لبنان، وأشار الى أن «من غير المقبول أن يطلق حزب الله تهديدات ضد قبرص الدولة ذات السيادة في الاتحاد الأوروبي». كما قال إن «الاتحاد الأوروبي يتضامن مع قبرص ضد تهديدات المنظمات الإرهابية».

 

الأخبار
مقاربة أميركية جديدة في لبنان لضمان أمن إسرائيل
خلال العقدين الماضيين، لم يكن أيٌّ من الموظفين في الإدارة الأميركية يكذب حين يُسأل عن الهدف الأول من السياسة الخارجية لبلده في المنطقة، فيجيب بوضوح: أمن إسرائيل. ولم يكن ذلك مرتبطاً بصدق الديبلوماسية الأميركية وشفافيّتها، بل بإصرار الأميركيين على عدم إفساح المجال لسياسيين وإعلاميين وناشطين ورجال أعمال لبنانيين للتذاكي أو القول لاحقاً إنهم يتقاطعون مع الأميركيين فقط على قضايا جانبية مثل حقوق الانسان وإنشاء المحميّات وتشجيع صناعة المخلّلات والمكدوس. وخلال السنوات الماضية، وسّع الأميركيون استثمارهم في البلد لتطعيم دائرة المتعاونين تاريخياً معهم، من رجال دين وسياسة وقانون وأمن وإعلام، بوجوه جديدة أكثر حماسة واندفاعاً وأقلّ ثقافة وتحسّباً.لكن المفارقة منذ السابع من أكتوبر أن الأداء الأميركي كان مختلفاً بالكامل عمّا هو متوقع. إذ يقول الأميركيون في الممارسة – حتى الآن – إن الطريق لضمان أمن إسرائيل لا يمرّ بالفوضى في لبنان وإنما بالفوضى في إسرائيل، ولا يمكن حماية إسرائيل بتهديد حزب الله وإنّما بتبنّي تهديدات الحزب لإسرائيل.
فرغم قدرة واشنطن على إثارة فوضى جدّية في لبنان جرّاء تقدّمها على خصومها في الإدارة اللبنانية والمؤسسات الأمنية والإعلام وطباعة الدولار، آثرت عدم إطلاق صفّارة الفوضى كما حصل بعد زيارة وزير الخارجية الأميركية السابق مايك بومبيو لبيروت عام 2019 ورفض رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون الامتثال لأوامره في ما يخصّ الصواريخ الدقيقة والتوطين وصفقة القرن. ويمكن في هذا السياق المقارنة بين ما يشهده الشارع الإسرائيلي من تظاهرات ضخمة للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو، والشارع اللبناني الذي لم يجد من يترجم حملة «لا للحرب» على الأرض أو يواصل تمويل حملتها الإعلانية.
ومن الشارع إلى الإعلام، كمّ الأخبار التي تتلاعب بالرأي العام الإسرائيلي رغم الرقابة الاسرائيلية الصارمة لا تقارن بمواقف بعض التافهين في لبنان ممن يتنقّلون بين المنصّات التفاعلية وبعض التلفزيونات، في ظل غياب القرار والتمويل لفتح الهواء جدياً ضد الحزب كما حصل بعد تفجير المرفأ مثلاً. وهو ما يسمح بالقول إن الوضع في لبنان أفضل على المستوى الإعلامي ممّا هو في إسرائيل، رغم وجود رقابة هناك.
وعلى المستوى الحكومي – السياسي، في إسرائيل اليوم حكومة ومعارضة وجيش ومجموعات دينية يتناتشون بعضهم البعض، وضمن كل مكوّن من هؤلاء مشاكل لا تحصى. في الائتلاف الحكومي وزراء موالون لنتنياهو ومناوئون له. «مجموعة نتنياهو» تنقسم بين متديّنين وعلمانيّين، والمتديّنون ينقسمون بين متشدّدين وغير متشدّدين، والأمر نفسه ينسحب على سائر مكوّنات الائتلاف الحكومي والمعارضة والجيش، بحيث لا يعود المتابع في نهاية اليوم قادراً على فهم من مع من، ومن ضد من.
في المقابل، أخرج حلفاء واشنطن في لبنان أنفسهم من السلطة التنفيذية، تاركين لحزب الله تنسيق الموقف الرسمي للدولة اللبنانية براحة مطلقة، سواء مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أو وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، فيما تحرص قيادة الجيش على التنسيق مع الحزب في علاقة متجانسة بين الحكومة والجيش والمقاومة. وفي ظل الموقف الأميركي السابق ذكره والانكفاء السعودي، انتقل كثيرون من موقع مخاصمة الحزب إلى «إسناده»، وخصوصاً في البيئتَين السنّية والشيعية. وهو ما يسمح بالقول إن الجبهة الداخلية اللبنانية التي كان يفترض بواشنطن أن تستخدم أدواتها فيها لإشغال حزب الله أو تشتيت تركيزه أو الضغط عليه هي أكثر تماسكاً اليوم من مراحل كثيرة سابقة ولا تشكّل أيّ ضغط عليه، على عكس الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي يستخدمها الأميركيون بدقة وكثافة للضغط على نتنياهو.
الأهم والأكثر جدية على مستوى دور واشنطن هو ما كررته وزارة الخارجية الأميركية ثلاث مرات خلال الأسبوع الماضي على لسان مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، ومبعوث الرئيس الأميركي عاموس هوكشتين، ثم الوزارة نفسها في بيان رسمي: «تبنّت» ليف مقاربة حزب الله، داحضة كل المشكّكين بجدوى الجبهة اللبنانية وتنمّرهم على «إسناد غزة»، بقولها حرفياً «إن وقف إطلاق النار في غزة سيُمثّل اختراقاً من أجل الوصول إلى حلّ على الحدود بين لبنان وإسرائيل»، وتبعها هوكشتين بالقول من بيروت إن «وقف الحرب في غزة وإيجاد حل ديبلوماسي يمكن أن يفضي إلى حل بشأن الخط الأزرق ويسمح للمدنيين بالعودة من الجانبين»، قبل أن يؤكد بيان الخارجية أن «التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة سيسهم في خفض التصعيد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية». ولا شك في أن مرور الإعلام مرور الكرام على هذه التصريحات الثلاثة، رغم أهميتها، كان لتجنب الإحراج إذ تمثل ضربة هائلة لخصوم الحزب في الداخل والخارج، سواء عبر دحض خيار الحل العسكري لتأمين الأمن لإسرائيل، أو عبر تجاهل القرارات الدولية وعدم ذكر القرار 1701 من قريب أو بعيد، أو عبر القول بكل وضوح إن الحل الوحيد الذي تقدّمه الخارجية الأميركية للإسرائيليين اليوم هو ما قدّمه حزب الله في الثامن من أكتوبر: «تتوقف الحرب الإسرائيلية على غزة فيتوقف إطلاق النار من لبنان»، ليتبيّن بالتالي أن الإسناد الذي سخر منه خصوم المقاومة يحقق غايته، وهو لم يعد أداة أساسية بيد المحور لوقف الحرب على غزة فحسب، وإنما الأداة الأساسية وربما الوحيدة في واشنطن لإقناع نتنياهو بقبول التسوية في غزة. فبعدما تبيّن للأميركيين عدم اكتراث نتنياهو بضغوطهم المباشرة عليه والتحوّلات على مستوى الرأي العام العالمي واعتراف عدّة دول جديدة بالدولة الفلسطينية ومحاكمة إسرائيل دولياً وتعاظم مشاكلها داخلياً، ثبت لهم أن الجبهة الشمالية مصدر قلق كبير له، فباتوا يحاولون «إمساكه» من خلالها: وقف إطلاق النار جنوباً يوصل إلى حلّ شمالاً، تقول له ليف. واللافت هنا أن نتنياهو الذي لا يمرّر أيّ موقف أميركي لم يعلّق على ثلاثيّة الخارجية الأميركية، ولا على إعلان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة بأن واشنطن «تحذّر» إسرائيل من «توسيع الصراع»، في ظل قدرات الحزب التي «تتجاوز قدرات حماس» ويصعب «صدّ صواريخه»، كما «يصعب علينا دعم إسرائيل بالطريقة نفسها التي فعلناها في نيسان عند صدّ الهجوم الإيراني».
الحلّ الذي تقدّمه الإدارة الأميركية للإسرائيليين هو ما قدّمه حزب الله: تتوقف الحرب على غزة فيتوقف إطلاق النار من لبنان
مع العلم أن الأسابيع القليلة الأولى التي تلت السابع من أكتوبر، وما تبعه من إسناد لبنانيّ لغزة، شهدت تقصّياً جدّياً حول خلفية التوصيات الأميركية المتتالية للأدوات السياسية والإعلامية في لبنان بوجوب الهدوء والعمل على طمأنة حزب الله بدل أي شيء آخر، قبل أن يتّضح القرار الأميركي أكثر غداة جريمة قتل المسؤول القواتي في جبيل باسكال سليمان، حين استنفرت السفارة الأميركية شركاءها اللبنانيين من رجال دين وأمن وإعلام وسياسة لاحتواء الحادث، ليتكرّر الاحتواء بسرعة أكبر بعد الاعتداء على السفارة نفسها في عوكر رغم محاولة قناة «العربية» فتح الهواء والاستثمار في الموضوع. ومن يدقّق في المشهد من هذه الزاوية، يلاحظ أن من يطبّلون ويزمّرون للإسرائيلي هم من نشأوا في المعسكر الإسرائيلي، أما المؤتمرون بالأوامر الأميركية فيلزمون الهدوء حتى لو غلبت طباعهم العدوانية تطبّعهم بين وقت وآخر.
وإذا كان الثابت دائماً في السياسة الخارجية الأميركية هو ضمان أمن إسرائيل، فإن القراءة الهادئة للأداء الأميركي تتيح القول إن الأميركيين يتصرّفون اليوم، عملياً على الأرض، على أساس أن الاستقرار السياسي وفعل كل ما يلزم لطمأنة حزب الله من جهة، وتسعير الانقسامات الإسرائيلية باختلاف أشكالها في وجه نتنياهو من جهة أخرى، هو ما يضمن أمن إسرائيل. مع الأخذ في الحسبان دائماً أن هذا كله قد يكون مؤقتاً حيث بإمكان الولايات المتحدة أن تغيّر التكتيك المعتمد لتقرع جرس الفوضى الداخلية – مهما كانت فعاليّتها – حين تعتقد أن الوقت قد حان لذلك. لكن حتى يحصل ذلك، في حال حصوله مستقبلاً، ثمّة براغماتية أميركية لا بد من التوقف عندها والبناء عليها.

Please follow and like us:

COMMENTS