الأخبار
التيّار ـ حزب الله: من حليف طاووس إلى حليف ضعيف
ليس استثناءً مَصَاب التيار الوطني الحر. قبله بعقود لحق بالأحزاب المعمّرة ما يشابه وما هو أسوأ، مع أحزاب الكتائب والوطنيين الأحرار والكتلة الوطنية والحزب السوري القومي الاجتماعي وحركة أمل عندما نشأ منها حزب الله. ما هو مماثل انقلابات داخلية فيها كما شهدت القوات اللبنانية لم تنتهِ سلماً. ليست هذه إلا بنت صراع تعايش الأجيال نفسها وتنابذها أو تعاقبها
من المبكر التحدّث عن المستقبل السياسي للنواب الثلاثة مغادري التيار الوطني الحر بالفصل أو طوعاً، الياس بوصعب وآلان عون وسيمون أبي رميا، ومَن قد يلتحق بهم. مع أن موعد الانتخابات النيابية المقبلة متأخر نظرياً إلى سنة وتسعة أشهر، وحملاتها تباشر قبل سنة، المُقدَّر من الآن تمديد ولاية البرلمان الحالي في ظل استمرار شغور رئاسي أضحى أبعد من المحسوب، وانقسام على القانون الحالي للانتخاب الأكثر استعصاء المضي فيه للمرة الثالثة أكثر من الانتخابات نفسها.الأساس في ما سيُعنى به التيار الوطني الحر في المرحلة المقبلة، علاقته بحزب الله. ليس خافياً أنه، كحزب القوات اللبنانية، في حال لا يُحسد عليها مع السنّة والدروز أضف المسيحيين الآخرين موزّعين خصوماً وأعداء. طبّع أخيراً علاقته بالرئيس نبيه برّي، فيما الحزب الآخر في مواجهة متساوية مع الثنائي الشيعي.
تدريجاً تراجعت كتلة التيار الوطني الحر وحلفائه من 21 نائباً إلى 17 نائباً حتى الآن على الأقل، بخروج محمد يحيى ثم جورج بوشكيان فالثلاثة الأخيرين. ذلك سيتيح المغالاة والمباهاة ـ وهو الواقع ـ أن حزب القوات اللبنانية صار الكتلة الأكثر تمثيلاً للمسيحيين. سيقال ما هو أكثر، إن التيار أضحى أيضاً أقل تمثيلاً إذا كان لا بد من الأخذ في الاعتبار أن ستة من نوابه الـ17 الحاليين، ساهم الصوت الشيعي في انتخابهم بالاقتراع مباشرة لهم، أو بتقاطع مع حلفائه في دوائر تتأثر به كزحلة والبقاع الغربي وبعلبك ـ الهرمل وعكار وبيروت الأولى.
أما ما بات في الإمكان توقّع ترداده من الآن فصاعداً، فيدور من حول بضع ملاحظات:
1 ـ ليس الانتحار السياسي وراء تفاقم الخلافات بين النواب الثلاثة ورئيس التيار النائب جبران باسيل سواء بمعاندتهم إياه أو رفض الاحتكام إلى النظام الداخلي أو الجهر بإرادة استئثاره بالسلطة. ما لم يكن في الإمكان توقّع أن يفعلوه قبل مدة طويلة من الآن، مذ نشب التباعد وفي خلال ولاية الرئيس ميشال عون وما قبلها حتى، تجرّأوا عليه أخيراً في ظل وجود المؤسّس. عنى ذلك ضمناً تحميل الرئيس السابق جزءاً من مسؤولية إخراجهم لمجرد اكتفائه بالإصغاء إلى وجهة نظر باسيل ودعمها وإطلاق يده في قطع رؤوس مؤسّسين أوائل للتيار. بعض ما ليس في الخفاء أن لعناد هؤلاء سنداً قد يحملهم في وقت لاحق على الذهاب إلى إعلان تيار رديف، يجمع رفاقهم الأوائل بدورهم المُبعدين قبل وقت طويل. تقاطَعَ إخراج أو خروج بوصعب وعون وأبي رميا مع حدث واحد عُزي إليه أنه أحد الأسباب المباشرة لما يقال إنه تأديبهم: التصويت لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية في جلسة 14 حزيران 2023.
2 ـ منذ أشهر يُسمع رئيس التيار يردّد في بعض لقاءات أو اجتماعات يعقدها أن علاقته بحزب الله «على القطعة». بادئ ذي بدء لم يهضم عبارة «القطعة» على أنها تعني قالب كاتو، وفضّل «الملف». إلا أنه درج لاحقاً عليها. الكلام نفسه يُسمع في أوساط حزب الله أن علاقتهم بباسيل صارت بدورها «على القطعة». من المبالغ الاعتقاد بأن ما يُباعد بين الفريقين خلافات سياسية عميقة. آخرها المعلوم تباين الرأي من «وحدة الساحات». هامشي في تحالف عميق أرسياه عام 2006 أوصل عون الرئيس إلى قصر بعبدا بعد عقد من الزمن. واقع الأمر أن الخلاف انفجر منذ ما قبل نهاية الولاية صيف 2022 في اجتماع الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله برئيس التيار الوطني الحر لمناقشة دعم ترشيح فرنجية لخلافة عون. كمنت خيبة نصرالله في رفض باسيل تعهّدات قطعها له من حول عبارتين: قال له أن يكفل له فرنجية، فردّ بأن فرنجية «عند برّي» ولن يوفّر الغطاء المسيحي لانتخابه. مذَّاك تزايدت أسباب النفور بين الحليفين وتطورت إلى خلاف فإلى ما يشبه قطيعة. أسوأ ما رافقها في جلسة 14 حزيران أن يُصوّت التيار وحزب القوات اللبنانية، متضامنين في تقاطع مقلق للحزب، للمرشح الخصم لفرنجية هو الوزير السابق جهاد أزعور.
باسيل مهدّد يسهل التعاون معه منه قوياً داخل تياره
3 ـ لا يزال يُسمع في حزب الله أن التيار الوطني الحر حليفه، وإلى جانبه في كل حين عندما يواجه حزب القوات اللبنانية. في المقابل يحرص على الظهور في مظهر أنه لا يتدخّل في خلافات أو انقسامات داخل التيار. ليس سرّاً أن باسيل مهدّد وضعيف يسهل التعاون معه منه قوياً داخل تياره أشعر حزب الله أكثر من مرة تصرّفه كطاووس. النواب الثلاثة المغادرون يتقاطعون بدورهم مع حزب الله: تقرّب غير عادي لبوصعب من رئيس البرلمان، فيما دائرتا عون وأبي رميا في بعبدا وجبيل في مرمى الحزب. ذلك ما يفترض ـ وإن غلّب كفة رئيس التيار ـ إبقاء التواصل معهم لا مقاطعتهم حتماً لشأن لا صلة له به، إلى حين موعد الانتخابات النيابية المقبلة.
4 ـ يكاد يكون العامل الأكثر أهمية في حسبان حزب الله. مذ اندلعت حرب غزة وتداعياتها في الجنوب وانخراطه فيها، لم تعد انتخابات رئاسة الجمهورية ابنة الحسابات المحلية واحتساب الأصوات والحاجة إلى التغطية التمثيلية الميثاقية التي كانت رافقت الاستحقاق طوال سنة كاملة، من تشرين الأول 2022 بوقوع الشغور إلى تشرين الأول 2023 بانفجار «طوفان الأقصى». آنذاك كمنت المعضلة في الحاجة إلى التصويت المسيحي الأكثر تمثيلاً لمَن رام الثنائي الشيعي انتخابه ضمناً، وهو فرنجية، قبل ترشيحه العلني في آذار 2023، وحالت دونه الكتلتان المسيحيتان الكبريان. الآن أضحت الرئاسة جزءاً في أي تسوية يُفترض إبرامها بعد وقف النار في غزة، طرفها اللبناني الرئيسي حزب الله فيما يقتضي أن يكون طرفُها الإقليمي والدولي الآخر هم الأميركيين المعنيين بإعادة الاستقرار إلى الحدود الشمالية لإسرائيل بتطبيق القرار 1701 الذي يتقاطع عنده الطرفان. لم يكتم الحزب في الأشهر الأخيرة قلة اهتمامه بالاستحقاق الرئاسي ولا عدّه، كالجنوب وحرب غزة، إحدى أولوياته. على نحو مماثل لم تعد تعني له الكثير ممانعة باسيل مرشح الثنائي الشيعي.
عندما يتحدث برّي عن ان لا انتخاب رئيس للجمهورية قبل الحوار، وأن الحوار وحده يُحضِر إلى القاعة 86 نائباً على الأقل هم شرط الحوار والانتخاب معاً، يُفهَم مغزى التعويل على تسوية أوسع نطاقاً من استحقاق محلي هو أحد بنودها.
البناء
إيران: أولويتنا اتفاق تقبله حماس في غزة منفصلة عن قيامنا بواجب الرد الحتمي
البث الإسرائيلية: واشنطن حددت موعد التفاوض بحساب تقدير موعد رد حزب الله
نتنياهو للتفاوض على الاتفاق وليس التنفيذ… والقسام تبايع السنوار وإلى العمليات
بعد يوم واحد على البيان الذي وقعه الرئيس الأميركي جو بايدن، وطلب الى أمير قطر والرئيس المصري توقيعه معه، باعتباره موقفاً موحداً للوسطاء يقول إن هناك اتفاقاً جاهزاً حول غزة، لا ينقصه إلا الاتفاق على ترتيبات التنفيذ، وتوجيه الدعوة لكل من حكومة الكيان وقيادة حماس إلى جولة مفاوضات الخميس المقبل، لإنجاز الاتفاق نهائياً، بدأ يذبل ما ظهر من اندفاعة أراد البيان الإيحاء بها، خصوصاً أنه لم يكن خافياً ما قالته هيئة البث الإسرائيلية علناً من علاقة بين موعد التفاوض المقترح في البيان والسعي للتأثير على مواعيد ردّ كل من إيران وحزب الله على انتهاك كيان الاحتلال لخطوط حمراء عبر غاراته على عاصمتي لبنان وإيران وقتل قائدين كبيرين فيهما، بينما قالت إيران إن أولويتها تبقى التوصل الى اتفاق حول غزة تقبله حماس، لكن بصورة منفصلة عن قيام إيران بواجبها بالرد العقابيّ على الاعتداءات التي طالت العاصمة الإيرانية طهران واغتيال القائد الكبير في المقاومة إسماعيل هنية.
على الضفة المقابلة تكفل بنيامين نتنياهو بإفراغ مبادرة الوسطاء من قوة اندفاعها عندما أعلن أنه سيرسل وفداً تفاوضياً لكن للتفاوض على كل الاتفاق بنوداً وإطاراً وليس لبحث التنفيذ فقط، كما قال البيان، وهذا يعني كما تقول مصادر فلسطينية متابعة لمسار التفاوض احتمال تحول المفاوضات الى منصة لشراء الوقت وإجهاض رد المقاومة، دون نية التوصل إلى اتفاق، ودون وجود إرادة أميركية لممارسة أي نوع من الضغط على نتنياهو للقبول بالتوصل إلى اتفاق، فما يظهر هو أن واشنطن تريد التفاوض مكافأة لنتنياهو وليس تعويضاً وكفارة عن ارتكاباته، ودعوة له ليدفع في السياسة ثمن أفعاله العدوانية.
بينما لا توجد أي إشارات الى استعداد نتنياهو والأميركي من خلفه بكل ما حشده من قوة عسكرية تحت شعار حماية الكيان من الردود، لملاقاة شروط المقاومة في اتفاق يلبي مطالبها، تظهر المواقف داخل الكيان بالتحدث عن موازين قوى جديدة بعد الضربات التي نفذها جيش الاحتلال في بيروت وطهران، ما يعني رفع السقوف التفاوضيّة لنتنياهو، بعدما تكفلت سقوفه الأدنى بالتسبب بإفشال كل المسارات التفاوضية السابقة.
تبدو بالمقابل، قيادة حماس الجديدة بقيادة يحيى السنوار في موقع استكشاف مضمون الدعوة التفاوضية وخلفياتها، رغم تمسك المقاومة بالسعي إلى اتفاق عبر المفاوضات، والتدقيق بخلفيات الدعوة وسياقها وطلب المزيد من الإيضاحات رافقته مبايعة قوات القسام لرئيس الحركة يحيى السنوار، كما قال بيان الناطق بلسان القسام أبو عبيدة، بينما المقاومة ترفع وتيرة العمليات في غزة وشمال فلسطين المحتلة.
فيما تشير الأجواء والمعلومات الأميركية والغربية الى اقتراب رد محور المقاومة سارعت الولايات المتحدة الأميركية الى تحديد موعد لإعادة استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لوقف إطلاق النار في غزة عبر بيان أميركي مصري قطري حدّد ١٥ آب المقبل موعداً لجولة مفاوضات جديدة، وذلك لوقف رد المقاومة بذريعة أن الرد المتوقع سيُطيح بالمفاوضات ويشعل الحرب الإقليمية.
إلا أن مصادر مطلعة على موقف المقاومة أكدت لـ«البناء» أن الرد بات حتمياً وبعدها يمكن النقاش والتفاوض مع محور المقاومة حول مساعي التهدئة ووقف التصعيد وتفادي توسّع الحرب بكل المنطقة. وشكّكت المصادر بالنيّات الأميركية بالضغط الجدّي لوقف إطلاق النار في غزة وما مسارعة واشنطن لتحديد ١٥ آب موعداً لجولة تفاوض جديدة إلا من باب المناورة لتعطيل رد المقاومة او التخفيف من حجمه وآثاره ومن ثم تمييع المفاوضات وتمرير الوقت وإفقاد وهج الرد وبعدها يتكفّل نتنياهو بعرقلة المفاوضات وتحميل حركة حماس مسؤولية إجهاض المفاوضات، وبالتالي تحميل محور المقاومة مسؤولية اي تصعيد. ولفتت المصادر الى ان الرد سيكون مؤلماً ورادعاً ويحدث صدمة كبيرة في كيان الاحتلال ليتوقف عن عدوانه وتجاوز الخطوط الحمر وقواعد الاشتباك.
ولفتت أوساط سياسية لـ«البناء» إلى أن الأميركيين يحاولون توظيف عمليات الاغتيال التي نفذها جيش الاحتلال في الضاحية الجنوبية وطهران من خلال منع محور المقاومة من الردّ للسماح لـ«إسرائيل» بترميم جبهتها الداخلية واستعادة جزء من هيبتها وقوة ردّها وفرض قواعد اشتباك جديدة على المقاومة، ومن جهة أخرى إظهار محور المقاومة أنه ضعيف ولا يجرؤ على الرد وأيضاً لزرع الخلاف بين أطراف محور المقاومة، ولهذا السبب محور المقاومة حسم الرد والتوقيت مرهون بالميدان. ولفتت الأوساط الى ان الرسائل الخارجية التي وصلت الى لبنان لم تنجح بثني حزب الله عن تقديم أي وعد بتخفيف حدّة الرد، وقد كان الموقف اللبناني متماهياً مع موقف المقاومة بتحميل العدو الإسرائيلي مسؤولية العدوان وأن من حق لبنان الدفاع عن نفسه.
وتواصلت الحرب النفسية الأميركية الإسرائيلية على لبنان، فيما استمرت حالة الاستنفار والذعر في كيان الاحتلال بانتظار ردّ المقاومة. إذ نقلت شبكة «أي بي سي» عن مسؤول دفاعي إسرائيلي، قوله إن «جيشنا ينسّق مع البنتاغون للتحضير لسيناريوات الردّ على إيران وحزب الله»، معتبراً أن «أحد الخطوط الحمراء بالنسبة لنا سيكون التعرّض لهجوم يستهدف المدنيين».
وشدّد المسؤول على أن «لا مصلحة لنا في الحرب أو التصعيد، لكننا لن نتسامح مع الهجمات على مواطنينا».
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن «سكان البلدات الحدوديّة مع لبنان مطالبون بالبقاء قرب الأماكن الآمنة حتى إشعار آخر».
وفي وقت سابق، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن «إسرائيل» في حالة استنفار قصوى، مشيراً إلى أن الجيش يعرف كيف يشنّ هجوماً سريعاً في كل مكان.
بدورها أشارت صحيفة «معاريف» العبرية إلى أن التحدّي الذي يواجه قيادة الجبهة الداخليّة هو كيفيّة تحذير الجمهور في وقت معقول من هجوم، وفي الوقت نفسه السماح بحياة طبيعيّة في «إسرائيل»، موضحة أنّه من المفترض أن يتمّ تنفيذ التحذير كما تمّ تنفيذه في الأيام القليلة الماضية في الشمال: تحذير للجمهور باستمرار قربه من الأماكن المحمية، أو تحذير للجمهور بتجنب الحركة في الأماكن المفتوحة في مناطق معينة.
ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعدّ لعدة سيناريوات للهجوم: من لبنان، من إيران، ومزيج من الهجوم من الجبهتين وأكثر من ذلك، مشيرة إلى أنه «في الأسبوع الماضي، قام الجيش الإسرائيلي بتشغيل سلسلة من أنظمة الاستخبارات وأنظمة التنبؤ وأنظمة الكشف الجوّي والاعتراض الجوّي، وفي الوقت نفسه، زاد الجيش من استعداداته على الحدود الشماليّة لمواجهة سيناريوات هجوم إضافية».
ورأت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ الاجتماع المرتقب الخميس المقبل في 15 آب هو اجتماع الفرصة الأخيرة بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين «إسرائيل» وحركة حماس.
ونقلت عن مصادر مطلعة، قولها إنّ «البيت الأبيض حدد موعد الجولة المقبلة للمفاوضات على أمل إبداء الجانبين مرونة كبيرة»، مضيفة «من الممكن أن يكون احتمال تنفيذ حزب الله هجومه قد أثر على موعد الاجتماع».
وذكرت المصادر أنّه «من المتوقع أن يكون الاجتماع بالدوحة ولم يحدد المكان حتى الآن بشكل نهائي»، لافتة إلى أنّ «من المتوقع أن يرأس رئيس الموساد الوفد الإسرائيلي».
رسمياً، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان أن «الحكومة اللبنانية ترحب بالبيان المشترك لقادة مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية الذي أكد ضرورة وضع حد فوري لمعاناة الفلسطينيين في قطاع غزة والتوصل الى وقف لإطلاق النار وإبرام اتفاق للإفراج عن الرهائن والمعتقلين، ودعوته طرفي النزاع لاستئناف المناقشات العاجلة لتذليل العقبات المتبقية أمام التوصل الى الاتفاق المنشود». أضافت: وتؤكد الحكومة، «أن ما تضمنه بيان القادة الثلاثة يجسد رؤية لبنان لخفض التصعيد في المنطقة ونزع فتيل اشتعال حرب إقليمية شاملة، انطلاقاً من خطوة أولى أساسية هي الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2735 المبني على مباردة الرئيس الأميركي جو بايدن». وختم البيان: «وإذ تشكر الحكومة اللبنانيّة قادة الدول الثلاث على الجهود الكبيرة التي يبذلونها لإيقاف دوامة العنف في المنطقة، تشدّد على ضرورة ممارسة أقصى الضغوط على «إسرائيل» لإلزامها بالجلوس الى طاولة المفاوضات وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2735، من دون أي تأخير، باعتبارها الجهة التي تسعى للتصعيد وتضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
بدوره، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، الذي قال:
تدعم الحكومة اللبنانية البيان المشترك الصادر عن الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ومن الضروري تقديم الإغاثة الفورية للشعب الفلسطيني في غزة وللرهائن وعائلاتهم الذين تحمّلوا معاناة هائلة. إن الجهود التي بذلها القادة الثلاثة والجهات المعنية في دولهم لوضع «اتفاق إطار» تستحق الثناء. وتقدّر الحكومة اللبنانية أهمية إنهاء اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين استنادًا إلى المبادئ التي وضعها الرئيس بايدن وأقرّها القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي تحت الرقم 2735». أضاف: «تعتبر الحكومة اللبنانية أن لا مجال للتأخير الإضافي، وتحض كل الأطراف المعنية على تسريع عملية إطلاق الرهائن، وبدء وقف إطلاق النار، وتنفيذ الاتفاق من دون تردّد. كما تعتزم الحكومة اللبنانية دعم وتقديم مقترح جديد لاستكمال تنفيذ البنود الأخرى بطريقة ترضي جميع الأطراف المعنية. تنضم الحكومة اللبنانية إلى الدعوة لاستئناف المناقشات العاجلة يوم الخميس، 15 آب، في الدوحة أو القاهرة لإنهاء الاتفاق وبدء تنفيذه على الفور». وختم بوحبيب: «حان الوقت للتصرّف بحزم والوفاء بالتزاماتنا لإحلال السلام وإعانة الأفراد المحتاجين والمتأثرين بالأحداث الجارية وعودة الهدوء الى المنطقة».
على صعيد آخر ذكرت السفارة الأميركية في بيروت، أنها «تشجع الراغبين في مغادرة لبنان على حجز أي تذكرة متاحة لهم، حتى لو لم تغادر تلك الرحلة على الفور أو لم تتبع مسارهم المفضل». وأضافت: «نوصي المواطنين الأميركيين الذين يختارون عدم مغادرة لبنان بإعداد خطط طوارئ للتعامل مع المواقف الطارئة والاستعداد للبقاء في أماكنهم لفترة طويلة من الزمن».
وفي السياق، اعلنت الحكومة القبرصيّة عن استعدادها للمساعدة في إجلاء المدنيين الأوروبيين من لبنان.
إلى ذلك، أشار النائب السابق أمل أبو زيد، خلال احتفال لمناسبة مرور 80 عامًا على تبادل العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وروسيا في موسكو، بحضور الممثل الشخصي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف، إلى أنّ «العلاقة التي تجمع بين لبنان وروسيا قديمة وحميمة، وقد بدأت في عهد القيصر إيفان الرهيب عندما قدّمت موسكو مساعدات سخيّة للكنيسة الانطاكية الأرثوذكسية، وفي لبنان أبناء لها وإكليروس ومؤسسات متنوعة. ثم اتسع نطاق المساعدات ليشمل جميع مسيحيي الشرق بلا استثناء. بل إن الشعب الروسي العظيم ضحّى بنخبة من أبنائه لتحرير اللبنانيين من الاحتلال التركي. وتحتضن مقبرة مار متر في الأشرفية رفاة الجنود الروس الذين استشهدوا في بيروت».
اللواء
التمديد «لليونيفيل» يلاقي القواعد اللبنانية لمرحلة الاستقرار الطويل في الجنوب
قبرص على خط ترحيل الرعايا الأوروبيين.. والاحتلال يغتال قيادياً من حماس في صيدا
الخميس المقبل 15 آب، عيد انتقال السيدة العذراء، وهو يوم عطلة، في لبنان، وربما دول أخرى، ومع ذلك يقفز هذا التاريخ الى الواجهة، باعتباره موعد العودة الى طاولة المفاوضات من أجل «هدنة» وصفقة تبادل ووقف لإطلاق النار في غزة، وامتداداً الى سائر جهات المساندة من لبنان الى اليمن، وصولاً الى طهران، التي لم تزل تعرب بين اليوم والآخر منذ 9 أيام عن ان ردَّها على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد اسماعيل هنية، آتٍ وحتمي ومؤثر..
وبالانتظار، انشغلت الأوساط الدبلوماسية والسياسية على اختلافها بموعد 15 آب التفاوضي، بعد اعلان حكومة بنيامين نتنياهو موافقتها على إرسال وفد للمشاركة في المكان والزمان الذي يختاره القيِّمون على البيان الثلاثي، الصادر عن مصر وقطر والولايات المتحدة، والداعي الى استئناف المفاوضات، واعتبار الوقت صار ضرورياً لوقف الحرب التي دخلت شهرها العاشر.
وفي موقف أوروبي يصب بالاتجاه عينه، أبلغ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مساء امس امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ان بلاده ستعمل مع اليونيفيل لضمان الاستقرار في لبنان، مؤكداً على الدعوة لوقف النار في غزة.
القواعد اللبنانية
لبنانياً، فضلاً عن دعم الدعوة لاجتماع التفاوض المقبل، عممت الدبلوماسية اللبنانية على بعثاتها في الخارج ورقة لبنان للتوصل الى استقرار مديد في الجنوب، والاعراب عن ان الحرب الشاملة يمكن تجنبها.. فضلا عن التأكيد على دور الجيش اللبناني ووحدات اليونيفيل في الانتشار وحفظ الامن من زاوية الالتزام بمندرجات القرار 1701.
وحسب الورقة اللبنانية، فإن حكومة لبنان ملتزمة بتطويع دفعات من الجنود لتعزيز عديد الجيش اللبناني.
وأعادت الحكومة اللبنانية التأكيد على أن التفاهمات الأخيرة بشأن الحدود البحرية تدل، بما لا يقبل مجالاً للشك، بالتزام لبنان بالمفاوضات وحل النزاعات بالطرق السلمية مع التأكيد على التزام الحكومة اللبنانية بسلامة وأمن مواطنيها وسيادة لبنان وسلامة أراضيه..
وكان الموقف اللبناني تبلور خلال اللقاء بين الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، حيث تم التأكيد على موافقة لبنان، بعد تغيير طفيف في النسخة الاولى للتمديد لليونيفيل نهاية الشهر الحالي.
خطة الطوارئ
حياتياً، ما تزال الوزارات المعنية تتخذ ما يلزم من اجراءات من زاوية تعزيز خطة الطوارئ في حال اندلاع الحرب الواسعة، والتي تكسر قواعد الاشتباك على غرار ما حصل عام 2006.
وحسب وزير الاقتصاد، فإن التمويل والامتدادات الغذائية تكفي لخمسة اشهر، والوقود لـ 5 اسابيع في حال حصار اسرائيلي..
قبرص.. وترحيل الرعايا
على صعيد ترحيل الرعايا الغربيين والأجانب، جددت وزارة الخارجية البريطانية امس الطلب من المواطنين البريطانيين تجنب السفر الى لبنان، تحت طائلة إبطال تأمين السفر الخاص بهم في حال سافروا الى لبنان خلافاً لنصيحة الخارجية والكومنولث.
وجددت السفارة الاميركية في بيروت تذكير رعاياها بأنها «تشجع الراغبين في مغادرة لبنان على حجز اي تذكرة متاحة لهم، حتى لو لم تغادر تلك الرحلة على الفور، كما اوصت السفارة المواطنين الاميركيين الذين يختارون عدم المغادرة باعداد خطط للتعامل مع المواقف الطارئة والاستعداد للبقاء في أماكنهم لفترة طويلة من الزمن.
ولم تتأخر الحكومة القبرصية للاعراب عن استعدادها للمساعدة في اجلاء المدنيين الاوروبيين من لبنان..
الوضع الميداني
ميدانياً، أغارت مسيَّرة اسرائيلية على سيارة رباعية الدفع عند تقاطع الحسبة (السوق الشعبي للخضار والفواكه) مع المنافذ باتجاه الجنوب، ووسط المدينة وشرق صيدا ومخيم عين الحلوة.. وأدت الغارة الى استشهاد القيادي في «حماس» سامر الحاج، وجرح مواطنين آخرين وقد نعته الحركة، احدهما فلسطيني والآخر لبناني.
وأعلن «حزب الله» انه «ردًا على اعتداءات العدو على بلدة حناويه قصفنا مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة بصلية من صواريخ الكاتيوشا».
وأضاف بأن «عناصره استهدفوا عند الساعة 09:40 من صباح أمس الجمعة تجمعًا لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط موقع المطلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة»، وانه «وردًا على الاغتيالات والاعتداءات التي نفذها العدو الإسرائيلي وخصوصاً في بلدتي الناقورة وحناويه، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة بصواريخ فلق».
ومساء، عاودت الطائرات المعادية، الغارات على قريتي عيتا الشعب وحولا.
COMMENTS