افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 12 آب ، 2024

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 7 تموز، 2018
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 13 كانون الأول، 2017
مايا زيادة المثل والمثال

البناء
100 شهيد في مجزرة غزة… وكبار ضباط الاحتلال: نحن بعيدون جداً عن النصر
تقديرات مخابرات الكيان: اليوم يبدأ الرد من لبنان وإيران… والضفة الغربية تصعّد
حماس: المطلوب خطة تنفيذ ما قبلته الحركة في 2 تموز بدلاً من مفاوضات جديدة
بعدما بدا أن الأسبوع المقبل هو أسبوع التفاوض وفقاً للزخم الذي عبّر عنه البيان الرئاسي الموقع من الرئيس الأميركي جو بايدن وأمير قطر تميم بن حمد بن جاسم والرئيس المصريّ عبد الفتاح السيسي، والذي يقول إن هناك اتفاقاً لا ينقصه إلا خطة تنفيذية ويدعو للتفاوض الخميس حولها، يبدو من التسريبات التي نقلتها شبكة سي إن إن وصحيفة معاريف عن مصادر متعددة في الاستخبارات الإسرائيلية أن الأسبوع هو للرد المرتقب من إيران وحزب الله. وقد توقعت المصادر الاستخبارية في الكيان أن يقع ردّ حزب الله اليوم وأن يليه الرد الإيراني بعد ساعات، وفيما لا يظهر حزب الله وإيران وقوى المقاومة أي إشارات يُبنى عليها تقدير موعد للرد، نشر الإعلام الحربي لحزب الله تسجيلات لأفلام تشير الى دقة الرد وقوته وحتميته، بينما بدأت القنوات التلفزيونية الإيرانية تنشر ترويجاً لشعار الانتقام آتٍ لدم إسماعيل هنية.
في مناخ الترقب للمفاوضات الخميس وللردّ قبلها أو بعدها، اتسع حجم التساؤل حول فرص انعقاد المفاوضات، بعدما تكفل بنيامين نتنياهو بتفخيخها عبر الإعلان أن وفده ذاهب للتفاوض حول إطار الاتفاق وبنوده وليس خطة التنفيذ فقط، وهو يواصل عمليات القتل التي حصدت أول أمس مئة شهيد في مجزرة واحدة نتيجة استهداف غارات جويّة لمدرسة التابعين في غزة التي تؤوي آلاف النازحين. ورداً على بيان الدعوة للتفاوض وكلام نتنياهو والمجازر قالت حركة حماس إنها تطالب الوسطاء بوضع خطة تنفيذية لما سبق وأعلنت الحركة الموافقة عليه في الثاني من تموز وهو ما تضمّنته مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن، كما تضمنه بصورة واضحة قرار مجلس الأمن الذي أيّد المبادرة، طالبة من الوسطاء الحصول أولاً على موافقة نتنياهو على الاتفاق ثم البحث بخطة تنفيذه كي لا تتحوّل المفاوضات الى غطاء للمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين.
ميدانياً، تواصلت العمليات في غزة ومن جبهة جنوب لبنان، بينما شهدت الضفة الغربية عمليات نوعية استهدفت جنود الاحتلال، وجاء بيان أصدره ضباط الميدان الكبار الذي قاتلوا في غزة ليفتح النقاش حول مزاعم رئيس الأركان ورئيس حكومة الاحتلال عن قرب تحقيق النصر. وقال الضباط الكبار في الميدان إنهم من موقع ما شهدوه في الميدان يؤكدون أن الحديث عن نصر قريب لا علاقة له بالواقع، وأن لدى حماس مزيداً من المقاتلين والسلاح، سواء العابر للحدود او الطائرات المسيّرة بأنواعها المختلفة أو المزيد من الأنفاق الاستراتيجية.
تعيش المنطقة سباقاً بين المفاوضات المتوقع أن تستأنف منتصف الشهر الحالي بين الفلسطينيين وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، وبين رد محور المقاومة الذي تضاربت الأنباء والمعلومات الأميركية والغربية حول موعد حصوله، فيما لا تزال حالة الرعب والاستنفار تسيطر على كامل مفاصل الكيان الإسرائيلي بانتظار الرد. في موازاة ذلك تعقد اجتماعات رسمية مكثفة على كافة المستويات، وفق ما علمت «البناء» في السراي الحكومي وفي عين التينة لاتخاذ الإجراءات والخطوات اللازمة لمواجهة أي تطورات طارئة في حال توسُّع الحرب بعد رد محور المقاومة على الاغتيالات.
ولفتت أجواء مطلعة على موقف المقاومة لـ«البناء» إلى أن «لا أحد يمكنه التكهن بموعد الردّ وحجمه وطبيعته، وهو رهن الميدان وملك المقاومين واختيار الأهداف الحساسة، لكنه سيكون رداً مؤلماً ورادعاً للعدو الإسرائيلي لمنعه من تكرار عدوانه على الضاحية الجنوبية»، ولفتت الى أن «حالة الرعب والاستنفار التي يعيشها الكيان ومعه الولايات المتحدة الأميركية والقوى الغربية وبعض الدول الإقليمية هو جزء من الرد، لا سيما أن الكيان يتعرّض لخسائر باهظة اقتصادية ومالية وسياسية ومعنوية ونفسية». مضيفة أن الرد سيوازن بين ضرورة حماية معادلة الردع التي فرضتها المقاومة لا سيما العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية والمدنيين، وبين ضرورات المصلحة الوطنية وبما يخدم أهداف طوفان الأقصى واستراتيجية محور المقاومة باستنزاف كيان الاحتلال وجيشه، وأيضاً مساعي وقف إطلاق النار في غزة.
وذكرت شبكة «سي إن إن»، أن «الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن حزب الله سيبدأ هجوماً في 12 آب وبعده بساعات تشن إيران هجوماً»، فيما كشف موقع «أكسيوس» عن مصدرين، أن «هجوم إيران على «إسرائيل» سيكون مباشراً وسيبدأ قبل محادثات صفقة الأسرى المقرّرة في 15 آب». وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن «تقديرات الأجهزة الأمنية تشير إلى أن إيران ستوجّه ضربة أشد من هجوم نيسان الماضي».
ووفق تقرير لـ«يديعوت أحرونوت»، فإن «»إسرائيل» تودّ المباشرة بضربة استباقيّة على إيران أو حزب الله في لبنان، إلا أن ضغوطاً من واشنطن تكبلها، وترفض إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس بدء حرب إقليميّة بشدة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، مما يعرّض تل أبيب لأضرار «معنوية ونفسية واقتصادية». ووصفت الصحيفة فترة الانتظار هذه بأنها «مدمّرة ومحبطة لـ«إسرائيل»».
ورجّح خبراء في الشؤون العسكرية والإستراتيجية أن يستهدف «رد حزب الله ومحور المقاومة مجموعة واسعة من القواعد العسكرية الجوية والاستخبارية الإسرائيلية ومصانع أسلحة في شمال فلسطين المحتلة وتل أبيب إضافة الى مراكز عسكرية رسمية ربما وزارة الحرب الإسرائيلية، مع سعي حزب الله لتحييد المدنيين الإسرائيليين لسببين الأول كي لا تستخدمها «إسرائيل» في استعطاف الرأي العام العالمي والأميركي خصوصاً، والثاني كي لا تشكل ذريعة لتوسيع عدوانها على لبنان»، ولفتوا الى أن الرد قد يكون قبل انطلاق جولة المفاوضات في 17 آب وقد يكون بعده، فالأمر خاضع لعدة حسابات ومعطيات. واستبعد الخبراء عبر «البناء» «انزلاق الأمور الى الحرب الشاملة لأسباب عدة أهمها انشغال الأميركيين في الانتخابات الرئاسية، وعدم جهوزية الجيش الإسرائيلي لخوض جبهات عدة ولفترة طويلة في ظل غرقه في مستنقع غزة»، لكن الخبراء توقعوا «جولة تصعيد وضربات أمنية متقابلة بين «إسرائيل» والولايات المتحدة من جهة ومحور المقاومة من جهة أخرى».
من جهته، ذكر جيش الاحتلال أنه «لم يطرأ أي تغيير على تعليمات الجبهة الداخلية في ضوء التقارير التي نشرت بخصوص خطط إيران».
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، أن «الأعداء من إيران وحزب الله يهدّدون بإيذائنا بطرق لم يفعلوها في الماضي»، آملاً «ألا توسِّع إيران وحزب الله الحرب».
على صعيد آخر، وافقت حكومة الاحتلال على مقترح وزير الاتصالات شلومو كرعي، الّذي يقضي بتجديد حظر شبكة «الميادين» الإعلاميّة، ومصادرة المعدّات الخاصّة بها، وحجب مواقع الإنترنت التّابعة لها.
وأثار هذا القرار حملة استنكار واسعة، حيث دان عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية، قرار حكومة العدو الصهيوني ضد «شبكة الميادين الإعلامية» ومنعها المتجدّد من العمل والبثّين المرئي والإلكتروني. ورأى، أنّ القرار هو شكل من أشكال الإرهاب الذي يمارسه العدو الصهيوني، ويندرج في سياق محاولات العدو للتعمية على جرائمه ومجازره الإرهابية، وهي جرائم ضدّ الإنسانية.
وأكد عميد الإعلام، تضامن الحزب القومي مع «شبكة الميادين الإعلامية» ودعا إلى أوسع تضامن معها، لأنها تؤدي رسالتها بمهنية عالية وتعكس الواقع كما هو، والواقع أنّ العدو الصهيوني يرتكب جرائم موصوفة بحق الأطفال والنساء والشيوخ في غزة والضفة وكلّ فلسطين وفي جنوب لبنان.
كما أدان العميد حمية، المجزرة البشعة التي ارتكبها العدو الصهيونيّ بحق الأطفال والمدنيين في «مدرسة التابعين» في حي الدرج داخل قطاع غزة. ورأى أنّ هذه المجزرة التي قارب عدد شهدائها المئة والعشرات من المصابين تشكل تعبيراً واضحاً عن حجم الحقد والغلّ الذي يملأ نفوس المحتلين ساسة وأفراداً.
الى ذلك وبينما واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على الجنوب، كثفت ‌‏المقاومة ضرباتها ضد مواقع العدو، فاستهدفت مواقع المرج بقذائف ‏المدفعية ونقطة تموضع لجنود العدو ‏في موقع الراهب، وتجمعًا لجنود العدو في ‏محيط موقع بركة ريشا بالأسلحة الصاروخية، وتجمعًا آخر لجنود العدو في ‏محيط ثكنة ميتات بالأسلحة الصاروخيّة، كما استهدفت التجهيزات التجسسية في ‏موقع المالكية بمحلقة انقضاضية وأصابها إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها.‏
كذلك استهدف مجاهدو المقاومة موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة وتجهيزاته التجسسية ونقطة تموضع لجنود العدو في موقع المالكية بمحلقة انقضاضية وأصابوها بشكل مباشر.
وافادت وسائل اعلام إسرائيلية بأن سرب مسيّرات كبيراً هاجم الشمال من جنوب لبنان.
ولفتت شبكة «سكاي نيوز» الى استهداف مهبط طائرات شرق صفد بعدة مسيرات هجومية. وذكرت بأن نطاق ضربات حزب الله يتّسع ويصل منطقة جبل الجرمق وبلدات قرب طبريا.
وفي سياق ذلك، أشارت قناة «المنار» الى دوي صافرات الإنذار في أكثر من 30 مستعمرة إسرائيلية في الجليل الغربي والأعلى، وصولاً الى مشارف طبريا شرقاً وفي عمق أكثر من 20 كيلومتراً خشية من عبور مسيّرات من لبنان.
وتحدثت وسائل اعلام اسرائيلية عن سماع دوي انفجارات، واندلاع حرائق بعد هجوم واسع بالطائرات المسيّرة والصواريخ التي أطلقت من لبنان نحو عشرات المستوطنات. ولفتت الى دوي صفارات الإنذار في قاعدة عسكرية قرب بلدة «المغار» بالجليل الأسفل.
في المقابل أعلن مركز عمليّات طوارئ الصّحة العامّة التّابع لوزارة الصحة العامة، في بيان، «استشهاد شخصين في غارة إسرائيليّة معادية استهدفت بلدة الطيبة».
ومساء أمس، أعلنت وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور، في بيان، بأن «الغارة الّتي نفّذها العدو الإسرائيلي على بلدة معروب/ دردغيا أدّت في حصيلة أوّليّة إلى إصابة 7 أشخاص من التّابعيّة السّوريّة بجروح، حالة أحدهم خطرة؛ وقد توزّعوا على مستشفيات القضاء وإصاباتهم طفيفة».

 

اللواء
«دراما الردَّين» بين لهيب النار ومخاوف الإنفجار!
مجلس الوزراء يبحث عن تمويل خطة الطوارئ.. واليونيفيل ملتزمة التنسيق مع الجيش
تزايد الرهان على مفاوضات وقف النار، وترجيح تقدم مسار صفقة «تبادل الأسرى» على الرغم من تزايد الهجمات، وتوسُّع دائرة الاغتيالات في عموم المنطقة، اضافة الى المجازر الفائقة البشاعة، وغير المسبوقة في تاريخ الحروب القديمة والحديثة.
فبدءًا من هذا الاسبوع، تتكثف الاتصالات، لا سيما تلك التي يجريها الرئيس نجيب ميقاتي مع الخارج والداخل لترجيح حماية ممكنة للبلد من استهدافاته من قِبل اسرائيل، اذا ما حدث على صعيد رد حزب الله وايران،ما لم يكن بالحسبان.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الورقة المعدة من قبل الحكومة بشأن تثبيت الاستقرار في الجنوب والتهدئة لا تزال تخضع لتقييم من قبل الفرقاء السياسيين في الواقع الذي لا تزال المعارضة تقرُّ بأن الحكومة مغلوب على أمرها وأن حزب الله هو الآمر والناهي في الملف برمته.
وأوضحت المصادر نفسها أن ما صدر في هذا الصدد يعكس بوضوح العمل على التزام القرارات الدولية والسعي وراء التهدئة قبل أي أمر، معربة عن اعتقادها أن الانتظار سيد الموقف في ما خص المفاوضات بشأن التهدئة المنشودة.
وعليه، يعيش البلد أياماً يمكن وصفها، في نظر مراقبين، «بدراما الردّين» اللبناني والايراني (حزب الله والحرس الثوري)، على وقع تصاعد لهيب النار عبر الضربات الانقضاضية، او الاغتيالات المتفاقمة، فيما الدوائر الرسمية والديبلوماسية الاقليمية والدولية والمحلية، تتخوف من الانفجار الواسع.
وعلى طريقة من المرجَّح، هدّد وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ايران وحزب الله امام جنود جدد التحقوا بالخدمة قائلاً: من يلحق بنا الاذى بطريقة لم يفعلها في الماضي، فمن المرجح ان يتلقّى ضربة بطريقة لم نتصرف فيها في الماضي.
ومع اكتفاء لبنان الرسمي بورقة الحكومة التي عممتها على البعثات الدبلوماسية في انحاء العالم، وتتضمن رؤية لبنان لوقف اطلاق النار وتحقيق السلام والتعهد بنشر مزيد من عديد الجيش في الجنوب لضمان تنفيذ القرار 1701 ومطالبة المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف عدوانها، بقيت اسئلة كثيرة تحوم حول موعد رد «محور المقاومة» على اغتيال اسرائيل لرئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية في طهران والقائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية، بغضّ النظر عن طبيعته وحجمه واستهدافاته، ذلك ان الرد تأخّر اكثر من عشرة ايام، شهدت خلالها المنطقة ولبنان بشكل خاص تطورات متسارعة، منها استهداف مسؤول في حركة «حماس» في مدينة صيدا، وهي المرة الاولى التي يستهدف فيه العدو الاسرائيلي بإغتيالاته عاصمة الجنوب وبوابته، عدا عن تنفيذ اكثر من عملية اغتيال اخرى لكوادر في المقاومة في قرى الجنوب الحدودية مؤخراً.
ومع ان المقاومة ردت على استهداف صيدا واغتيال احد كوادر حماس فيها بهجوم مساء السبت بأسراب مسيَّرات على قاعدة «محفاه آلون» غربي طبريا في العمق الفلسطيني وهي تُستهدف للمرة الاولى، فإنه كان رداً من ضمن المواجهات اليومية في جبهة الجنوب، ما يعني ان الرد على إغتيال شكر لم يحن اوانه بعد ولم تُعرف طبيعته. لكن البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة اعلنت بعد الاعلان عن المبادرة الثلاثية الجديدة، «أن إيران ستسعى للرد على اغتيال العدو الاسرائيلي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بشكل لا يضر بوقف إطلاق النار المحتمل في غزة».
وأفادت البعثة في بيان لها، يوم الجمعة وتم نشره السبت (بسبب فارق التوقيت بين بيروت ونيويورك): أن أولويتها إحلال نظام ثابت لوقف إطلاق النار في غزة، وإن أي اتفاق تقبله حماس، سنعترف به نحن أيضاً.
قد يكون طرح هذه المبادرة في هذا التوقيت اربك الى حدٍّ ما المخططين في غرفة عمليات محور المقاومة المشتركة لتوقيت الرد وبغض النظرعن حجمه وطبيعته واهدافه، وقد يؤخر الرد قليلاً لتبيان نوايا العدو من المبادرة، وهل سيلتزم بها ويطبقها ام يُفشلها بمجازر جديدة وشروط غير قابلة للتنفيذ؟ إذ قد يختلف الرد في حال نجحت المبادرة فيبقى محصوراً ومدروساً بدقة باختيار أهداف منتقاة بعناية، ولو انه سيكون «قوياً وموجعاً ومؤثراً» كما قال السيد حسن نصر الله. اما اذا أفشل العدو المبادرة فثمة سيناريوهات اخرى سيجري بحثها للرد على كل الاعتداءات التي ارتكبها من طهران الى الضاحية الى مدرسة «التابعين». وقد يتزامن أو لا يتزامن رد ايران مع رد حزب الله في لبنان او الحوثيين في اليمن او فصائل المقاومة في العراق، تبعاً لما تقتضيه طبيعة الرد وحجمه وظروف كل فصيل، وكم سيربك جيش الاحتلال والجيش الاميركي الداعم له في البحر والجو وربما في البر ايضاً.
مجلس الوزراء
حكومياً، يعقد مجلس الوزراء قبل ظهر بعد غد الاربعاء جلسة في السرايا الكبير للبحث بالملفات الطارئة، وبجدول اعمال متنوع.
وحسب المعلومات المتوافرة، سيعرض الرئيس ميقاتي لنتائج الاتصالات التي اجراها، وما توافر لديه من معطيات، ثم تتطرف الجلسة الى جدول اعمال مالي، اداري، فضلا عن خطة الطوارئ التي أعدها منسق الخطة الوزير ناصر ياسين.
وكشف مصدر وزاري ان توفير التمويل بند رئيسي على جدول المناقشات في الجلسة.
الراعي: البلاد بلا رئيس تتفكك
رئاسياً، تطرق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الشغور الرئاسي المستمر، وقال في عظة الاحد من الديمان: ها نحن على بُعد سنتين الا ثلاثة اشهر من الفراغ في سدة الرئاسة، والبلاد تتفكك اوصالها.
على الأرض، اعلن المتحدث باسم «اليونيفيل» اندريا تيننتي ان «اليونيفيل ملتزمة بالعمل مع القوات المسلحة اللبنانية، بهدف تهدئة المواقف، والحد من التوترات على الارض، وكشف ان الانشطة المشتركة لم تتوقف، وان التنسيق مع السلطات اللبنانية قائم بتنفيذ العمليات.
الوضع الميداني
ميدانياً، نفذت المقاومة بين صباح ومساء أمس ما لم يقل عن 9 عمليات، إحداها بضربة انقضاضية طالت قاعدة عسكرية قرب طبريا، رداً على توسيع اسرائيل دائرة استهدافاتها للمدنيين والمقاومين من الجنوب الى صيدا وخارجها.
كما استهدفت المقاومة الاسلامية بعيد السابعة من مساء امس، تجمعاً لجنود العدو في نقطة الجروح.
وكانت صواريخ حزب الله تجاه الجليل الاعلى، ادت الى اندلاع حريق جنوب مستعمرة كريات شمونة.
واستمر الاحتلال الاسرائيلي باستهدافاته، فشن غارة على الطيبة، مستهدفاً دراجة نارية، كما استهدف بقذيفة مدفعية حي الطرش في ميس الجبل، وأخرى في بلدة محيبب.
وليلاً، استهدف العدو بغارات بلدتي بستات ومعروب، فأدت الغارة على دردغيا الى اصابة 8 اشخاص بجروح، بينهم 6 اشخاص من التابعية السورية.

 

الأخبار
الحشد العسكري الغربي والعربي: كيف نُبقي سيادة إسرائيل على السماء؟
أن تُلدغ من الجحر نفسه ألف مرة، أمر عادي بالنسبة إلى كثيرين ممن يتعاملون بدهشة مع المبادرات الأميركية لوقف الحرب على غزة. صحيح أن غالبية الناس تريد وقف الحرب، لكن أقلية تريد ذلك بأي ثمن. وهي أقلية موجودة على ضفّتَي الصراع. ذلك أن كلفة استمرار الحرب كبيرة جداً في مواجهة هدفها من جانبنا، تحرير الأرض من المستوطنين، وهدفها من الجانب الآخر، «تحرير» الأرض من الفلسطينيين.الغالبية الفاعلة في إسرائيل تريد الانتهاء من الحرب، لكن بعد تحقيق أهدافها. وعندما يخرج من يتحدّث عن غياب الأهداف الواضحة، يكون كاذباً، كونه أيضاً يسأل عن القدرة والكلفة، لكنه يعرف أن الهدف المُتفق عليه بين الإسرائيليين، شعباً وجيشاً ومؤسسات، هو دفع الفلسطينيين إلى الاستسلام. ومن يطلبون من بنيامين نتنياهو قبول الصفقة، إنما يطلبون فترة راحة قبل استئناف الحرب، ليس فقط ضد غزة، بل ضد كل أعداء إسرائيل.
نتنياهو ليس بطلاً مغواراً، لكنه يرى في وقف الحرب الآن تراجعاً وإشارة ضعف. وحجته أن إسرائيل قادرة على تحمّل الخسائر الحالية. وهو كان صريحاً في مقابلته مع «تايم» عندما قال إنه يخوض «حرباً وجودية». صحيح أنه أقرّ بأنها «مخاطرة»، لكنه أوضح فكرته: «سننجو إذا فزنا. وإذا لم نفز، فسيكون مستقبلنا في خطر عظيم». ليضيف: «إن الدمار له عواقب أكبر على أمن إسرائيل. وأنا أفضّل أن أحظى بتغطية إعلامية سيئة على أن أحظى بنعي جيد».
عقلية نتنياهو تنتج المزيد من حلقات الدم. ويبدو أن دماء غزة لم تعد كافية لتحقيق الهدف. وإسرائيل تريد حلقة دماء أوسع، وتسعى إلى جعل دماء غزة بقعة صغيرة يمكن القفز فوقها. وهذا ما يقف خلف القرار النوعي برفع سقف المواجهة مع محور المقاومة من خلال اغتيال إسماعيل هنية في إيران، وفؤاد شكر في بيروت.
في حالتنا الراهنة، يريد نتنياهو جرّ محور المقاومة إلى المواجهة المباشرة. ولندع جانباً كل الكلام الشعبوي، سواء الذي يصدر عن جمهور مؤيّد للمقاومة يتوقع تدميراً كاملاً للكيان، أو هلوسات جمهور إسرائيل بأن الحرب ستخلّص المنطقة من «الوباء الخميني»: عندما تريد إسرائيل جرّ كل محور المقاومة إلى الحرب الكبيرة، إنما تفعل ذلك بوعي يتصل بمصلحتها المركزية في حرب واسعة، لكنها لا تريد لهذه الحرب أن تكون معها وحدها، وهي حتى لا تريد أن يكون الأميركيون وحدهم حلفاءها في هذه الحرب، بل هي تريد إشهار التحالف العربي – الغربي الذي يرى في إيران ومحور المقاومة خطراً على مصالحه.
قد يكون هناك من يعتقد بأن إسرائيل غير قادرة على فرض أجندتها على الآخرين. وهذا البعض ينظر إلى الأمر من زاوية ضيقة للغاية، بل ببلاهة من يحصرون سبب اندفاعة نتنياهو بخشيته من الذهاب إلى السجن. لكن الواقع أن غالبية الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، أنتجت مع غالبية العرب، بقيادة مصر والسعودية، تحالفاً يوفّر الغطاء الذي يحتاج إليه مجانين إسرائيل لمواصلة سيركهم الدموي. وكل ما يفعله نتنياهو اليوم أنه احتفظ بالنرد بين يديه لثلاثة أشهر، حتى جاءته اللحظة المناسبة لرميه على الطاولة: لحظة الانقسام الأميركي الفعلي حول طريقة حكم العالم، ولحظة الشلل العربي حيال تحديات النمو والتبعية، ولحظة التقاعد الإلزامي لأوروبا بعدما تجاوزت منذ وقت طويل السنّ القانونية للعمل.
لماذا يتكتّم العدو على طبيعة الهدف الذي ضربته مُسيّرات المقاومة غرب صفد؟
مجرد أن تقول أميركا، ومعها أوروبا و«عرب السعودية ومصر»، بأن ما حصل في بيروت وطهران لا يستوجب رداً فعلياً، وما تلاه من استنفار غير مسبوق لحماية الكيان، كان مقدّمة لتوضيح أن نتنياهو نجح في إلزام حلفائه المعلنين أو المستترين بإشهار مواقفهم. وعندها، لا يبقى معنى لكل «سعدنات» دول تابعة، مثل الإمارات والأردن، أو قبرص واليونان.
ما سبق، يمكن وضعه في خانة الاستعداد لمعركة غير معروفة الاتجاهات، لكنها معركة قاسية بحسب ما يتصرف العدو وحلفاؤه. هي معركة يمكن أن تنتج عنها حرب كبيرة، تتطلب قدرات نارية استثنائية لتحقيق النصر. لكن أساسها بات محصوراً في خصائص الدفاع عند الكيان.
في هذا السياق، يتصرف الأميركيون على أساس أن ما حصل في بيروت وطهران جزء من المعركة القائمة، وبالتالي، لا يستوجب رداً خارج إطار هذه المعركة. وعندما يقول الأميركيون هذا الكلام، فهم يقترحون على إيران وحزب الله رداً متواضعاً لحفظ ماء الوجه. ولذلك، أخرج الأميركيون أرنبهم الوحيد، فقرروا بث الروح في المفاوضات حول غزة. غير أنهم لم يقدّموا اقتراحاً يقود إلى وقف للحرب. وجل ما يسعون إليه هدنة مؤقتة، تقتصر على المرحلة الأولى، بحيث يُمنح الفلسطينيون ستة أسابيع لدفن شهدائهم، فيما يكون جيش الاحتلال قد أعاد تنظيم صفوفه لجولة جديدة من القتال، ضد غزة نفسها، وضد محور المقاومة أيضاً.
وهذا الاستحقاق يشكّل، بالنسبة إلى العدو، فرصة لإظهار قدرة إسرائيل على إلزام جميع الحلفاء بأن يهبّوا، دفعة واحدة، لمعالجة ثغرة بدأت بالبروز، ولم تكن في الحسبان سابقاً، تتعلق بسيادة إسرائيل على السماء في كل الشرق الأوسط. ولذلك، فإن ما نراه اليوم من استنفار دفاعي للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول عربية يتقدّمها الأردن، إنما يصب في خدمة الهدف نفسه، لأن الأمر لا يتعلق بالمُسيّرات التي أمكن لمحور المقاومة إيصالها إلى مواقع العدو في الفترة السابقة، بل يتعلق أكثر بإيجاد علاج دائم وفعّال لأصل التهديد. وهو علاج يتطلب ما هو أكبر من الجهد الدفاعي، ويأمل نتنياهو أن يكون الرد من جانب محور المقاومة كفيلاً بجعل الملف أولوية تتقدم على أي أولوية أخرى في الصراع القائم.
أمران لافتان حصلا خلال الساعات الـ 36 الماضية، يجب التوقف عندهما:
الأول: قول يؤاف غالانت إن ايران وحزب الله «يهددان إسرائيل بضربها بطرق لم يستخدماها سابقاً، ما سيدفعنا إلى الرد بطرق لم نستخدمها سابقاً. وعليهم أن يحذروا حتى لا نضطر إلى القيام بخطوات توقع ضرراً كبيراً، وترفع احتمال الحرب على عدة جبهات، وهو أمر لا نريده، ولكن من واجبنا الاستعداد له».
الثاني: إن حزب الله شنّ هجوماً نوعياً على مركز عسكري بالقرب من طبريا. وقال إن المُسيّرات الانقضاضية ضربت قاعدة محفاة ألون الواقعة جنوب غرب صفد. ورغم انشغال وسائل إعلام العدو بالسؤال عن عدد المُسيّرات، وصمت المتحدّث باسم جيش الاحتلال، إلا أن «القناة 14» العبرية قالت في وقت لاحق إن المُسيّرات «ضربت عدة أماكن، ممنوع الحديث عنها بأمر من الرقابة العسكرية».
وعلى ما يبدو، فإن الهدف الذي أصابته المُسيّرات يتصل بالقدرات الخاصة بسلاح الجو الإسرائيلي. صحيح أن المقاومة لم تستخدم أسلحة جديدة، إلا أن مجرد حصول ما حصل، أعاد إلى الواجهة التحدي المركزي عند جيش الاحتلال، والمتعلق بالسيادة على السماء.
وكون العدو يعرف جيداً أن أبرز ما يميزه عن حلفائه وأعدائه، موجود في سلاحه الجوي، وفي منظومات الدفاع الجوي لديه، إلا أنه بعد اختبار عشرة أشهر مع لبنان، ومع صواريخ «أنصار الله» والمقاومة العراقية في الجنوب والغرب، صار مضطراً لأن يتواضع قليلاً. ولذلك، فهو يركّز التعاون مع حلفائه من الغربيين والعرب على هذا القطاع دون غيره. وقد بات واضحاً أن كل ما استقدمه الأميركيون والأوروبيون إلى قواعدهم في الأردن وقبرص واليونان، والأسلحة المنصوبة على قطعهم البحرية المنتشرة قبالة سواحل لبنان وسوريا وفلسطين، إنما هدفه تأمين الدعم في مجال الدفاع الجوي لمواجهة هجمات يعتقدون بأنها ستتم عبر مُسيّرات أو صواريخ تُرسل من اليمن والعراق وإيران ولبنان، فيما الوجه الآخر لهذه المهمة هو توفير قواعد بديلة لسلاح الجو الإسرائيلي في حال تطورت المواجهة إلى ما هو أبعد من ضربة على هامش الحرب الدائرة الآن.

Please follow and like us:

COMMENTS