افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 20 آب، 2024

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 20 تشرين الثاني، 2018
إفتتاحيات الصحف اللبنانية،يوم الخميس 30 آذار، 2017
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 10 تشرين الثاني، 2016

الأخبار
المقاومة متوثّبة: سنكون حيث يجب أن نكون!
نجح حزب الله، خلال عقود أربعة، في إقناع الجمهور بأن هيبة المقاومة تمثّل نقطة قوة مركزية، ولا يمكن التساهل مع المسّ بها. كما أن صورة المقاومة الرافضة للكسر، هي نفسها الصورة التي ثبتت في عقول أعدائها على اختلاف أصنافهم. وهي الصورة التي تقف خلفها عقلية تعرف قيمة الفرد عندها. وقد تكون المقاومة الإسلامية في لبنان حركة التحرر العربية الأولى التي تعلّمت من كل تجاربها السابقة، كما من تجارب الآخرين، ووصلت إلى مرحلة يسيطر فيها العقل على كل قرار، مهما كانت الانفعالات حاضرة. وهي المقاومة التي لا تغامر بأي عمل إذا وجدت فيه مخاطر تفوق النتائج المرجوّة.لكنّ المقاومة في لبنان لا تهرب من الواجب. وتشير إدارتها لكل معاركها إلى أنها الطرف المستعدّ لدفع أثمان باهظة من أجل تحقيق الهدف. وهي لا تقف عند شكليات يهتمّ بها من يريد الخروج من الميدان. وعندما تقرّر الدخول في معركة، تدرس أمورها من زوايا عدة، لكنّ أفرادها يبقون في رأس القائمة، رغم أن فكرة الاستشهاد تمثّل عنصراً مركزياً في ثقافة المقاومين. وعندما يسقط الشهداء، تسارع إلى الاحتفاء بهم بمراسم لائقة. ومكانة الفرد في حسابات المقاومة جعلتها تقرّر وتنجح بعدم إبقاء أيّ من أفرادها في الأسر لدى العدو أو لدى أنظمة وجماعات إرهابية. كما جعلتها تكلّف فريقاً متفرّغاً للعمل ليلَ نهارَ من أجل تقصّي أثر المفقودين من عناصرها، والوصول إلى رفاتهم إن كانوا قد استشهدوا، علماً أن هذه المقاومة تتميّز عن غيرها من القوى، وحتى عن دول، في وضع برامج عمل طويلة الأمد لحفظ بقية الشهداء، من عائلات وآثار جهادية أو شخصية.
ولأن المقاومة على هذه الصورة، فإن سؤال ناسها عن الرد على اغتيال قادتها لا يحمل الرغبة في الانتقام أو الثأر كيفما كان. ونحن، بعد مرور سنوات طويلة على اغتيال قادة بارزين، لا نعرف إن كان الحزب قد انتقم لهم، أو عاقب من تورّط في قتلهم. لكن ما حصل في الثلاثين من تموز الماضي، في قلب الضاحية الجنوبية، لم يكن أمراً عادياً، ولا حادثاً عرضياً في سياق معركة كبيرة، حتى وإن كان القائد فؤاد شكر هو من يتولى تنسيق عمليات جبهة الإسناد اللبنانية ويجد العدو في ذلك مبرّراً لقتله، فإن ما حصل في ذلك الثلاثاء الأسود، شكلاً ومضموناً، يفرض على المقاومة، قيادة ومؤسسة وجمهوراً، التصرف بطريقة مختلفة.
والخشية من الحرب الكبرى الموجودة في عقل جمهور المقاومة وليس فقط لدى قيادتها، ليست من النوع الذي يعطّل ردات الفعل الغاضبة. وتسمع قيادة حزب الله الأصوات الآتية من البيوت والشوارع، والتي تحضّ على الرد سريعاً على الاغتيال. بل يوجد بين الناس، وبين المقاومين أيضاً، من يريد رداً يجبي في طريقه ثمناً إضافياً ممن اغتالوا القادة الآخرين. وهي رغبة ليست منفصلة عن الواقع، بل تعكس جوهر مفهوم الردع وتوازن الرعب مع العدو.
خلال الأيام العشرين الأخيرة، حصل الكثير من النقاش، ووردت رسائل كثيرة تدعو المقاومة إلى تجاوز الأمر، أو البحث عن هدف يحتاج إلى وقت طويل للوصول إليه، أو حتى البحث عن ردّ ذي طابع استعراضي لا يجرّ ردوداً تنقل المنطقة إلى مستوى جديد من المواجهة. وكل الذين اقترحوا هذه «المخارج» هم أعضاء في «نادي الاستعلاء والغطرسة الغربيَّيْن»، حيث لا قيمة عندهم سوى لبعض قتلاهم.
أما من طلب التروّي من الأصدقاء أو الحلفاء، فهم ممن ناقشوا إمكانية استثمار قرار الرد في المفاوضات الجارية لوقف المذبحة في فلسطين. وهؤلاء، يعرفون أن المقاومة لا تناقش في ما يتصل بماء الوجه هنا، بل في ثمن الدماء التي سالت. ولو أن دماء إسماعيل هنية وفؤاد شكر تجلب الهدوء إلى أبناء فلسطين، لما تردّد أحد في التفكير بطريقة أخرى. مع ذلك، فإن أصل قرار الرد يبقى متصلاً بما هو أكثر عمقاً في عقل المقاومة. إنه فعلٌ، يشكل التبرير العقلاني الفعلي لمسيرة المقاومة. وهذا، باختصار، ما يمكن أن يشرح كلمات قائد المقاومة بأن الردّ حتمي!
ها نحن ندخل اليوم الفصل الثاني من الجولة الجديدة من المفاوضات حول وقف الحرب في غزة. وفي الصخب المرتفع، نسمع كلاماً عن أن واشنطن تريد وقف الحرب، وأنها تبحث عن الصيغة الأنسب للوصول إلى قرار بوقفها، بما يرضي حماس ولا يغضب إسرائيل. أما الوقائع الآتية من غرف المفاوضات، فتشير إلى أن الهوة لا تزال كبيرة، وإلى أن قراراً أميركياً استراتيجياً لم يُتخذ بعد بإجبار إسرائيل على وقف المذبحة. ويجب الانتباه إلى طريقة تصرّف حماس مع هذه الجولة، حيث تحرص أكثر من كل الجولات السابقة على وضع الجمهور في نتائج المحادثات أولاً بأوّل، وتستهدف أولاً وأخيراً، تقديم الأمر على صورته الحقيقية. وهي، هنا، لا تخشى اتهامها بالعرقلة إن فشلت المساعي، لكنها معنية بأن تقول لأهلها أولاً، ولجمهورها ثانياً، ولحلفائها وأصدقائها ثالثاً، بأنها كانت مرنة إلى أبعد الحدود، لكنّ فكرة الاستسلام المعروضة غير واردة على الإطلاق.
وبناءً عليه، يمكن متابعة ما يجري بعيداً عن الأعين، في ساحات الكيان أو في ساحات محور المقاومة. ذلك أن تفعيل قرار الرد لم يعد يحتاج إلى كثير من الجهد. وهو تفعيل لا يمكن ربطه فقط بنوعية الأهداف، لأن المقاومة قالت إنها تسعى لردّ موجع ومؤلم بهدف معاقبة العدو وردعه. وبالتالي، فإن الآليات التنفيذية مجهولة إلا لدى من بيدهم القرار والتنفيذ. ولا حاجة هنا إلى أي نوع من التكهّنات. والأهم، هو أن الكرة الأرضية كلها باتت مقتنعة بأن الردّ آت. حتى العدو نفسه، بات يتصرف على أساس أن الرد حاصل، وهو ينطلق في ذلك من معرفته وخبرته مع المقاومة، لاتخاذ الإجراءات التي يعتقد بأنها مناسبة لمنعها من الوصول إلى أهداف استراتيجية، أو إحباط الرد قبل أو أثناء حصوله. لكنّ السيناريو الأهم على طاولة أصحاب القرار في كيان الاحتلال هو المتعلق باللحظة التالية لحصول الرد. حيث تظهر إسرائيل استعداداً معنوياً وسياسياً وعسكرياً لردّ مقابل، ولو كان شكله وحجمه مرتبطيْن بنوعية ردّ المقاومة.
وما يُنشر في كيان الاحتلال من دراسات أو آراء لخبراء، وليس لمعلّقين من صنف المنجّمين، يظهر بشكل واضح أن العدو يدرك أنّ الرد «يمثل حاجة لحزب الله من أجل استعادة صورة القوة» على ما ورد في دراسة لمعهد الأمن القومي. وهي دراسة توصي دائرة القرار بـ«أن عليها أن تبقى يقظة ومستعدّة، وكذلك النظر في احتمال حدوث مفاجآت». كما يتطرّق النقاش بين قادة الكيان إلى مدى الجاهزية للدخول في حرب واسعة، ويتوثّبون إزاء الحرب النفسية القائمة ضدهم، ويضعون كل ما تبثّه المقاومة من أفلام وصور ضمن هذه الحرب. لكنّ بعضهم يستنتج (سيث جيه فرانتزمان في جيروزاليم بوست) بأنها حرب «تعكس رغبة الحزب في تصعيد تدريجي من دون المخاطرة بحرب أكبر»، مع الإشارة إلى مخاطر الحرب الشاملة على الجبهة الداخلية في الكيان. وربما كان الكلام الأكثر وضوحاً، هو ما صرّح به مساعد المدير العام لوزارة الجبهة الداخلية دان رونين من «أن إسرائيل ليست مستعدّة لحرب شاملة على جبهات متعددة» وقوله صراحة: «إذا اشتعلت الجبهات مع حزب الله والحوثيين وإيران غداً، وإذا تم إطلاق آلاف الصواريخ هنا كل يوم، فأنا لست متأكداً من أن إسرائيل لديها حل».
هذه الخلاصة يردّدها آخرون في الكيان بطريقة مختلفة. فهم يشيرون إلى مسألة الجاهزية للقول إن الاستعداد للرد من خلال ضربة جديدة يقوم بها سلاح الجو، لا يجب فصله عما قد يليه من تطورات ميدانية. وهو أمر تطرّق إليه يائير غولان في «هآرتس» بإشارته إلى أن «كل قائد يحترم نفسه يعرف مصطلح اقتصاد الحرب، واقتصاد الذخائر، وقطع الغيار، إذ إنه يعلم كل ما قدّمته أميركا من مساعدات عسكرية، والنشاط غير المتوقف للمصانع الحربية، فإن هناك نقصاً في كل شيء. وعندما يجري الحديث مع جنود الاحتياط، يمكن التعرف إلى حقيقة أن هناك نقصاً مقلقاً في أغراض ضرورية جداً في عتادهم. هذا عدا أنّ لدينا جيشاً منهكاً وغير مؤهّل».
مع مرور ما مرّ من وقت، تبدو الصورة أكثر وضوحاً الآن. والاستعداد لمستوى جديد من المواجهة مع العدو أمر يبقى رهن سلوك الآخرين. ولم يعد هناك من وقت، لتقف أميركا على الحبل في منتصف المسير، وتقرر: هل ترفع العصا في وجه إسرائيل من أجل وقف الحرب على غزة، أم تقرر الانضمام إلى حفلة الجنون المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر؟ أمّا نحن، فليس عندنا سوى أن نمنح المقاومة المزيد من الثقة بعقلها وقوتها وقدرتها على أن تكون حيث يجب أن تكون!

 

البناء
بلينكن يتبنّى طلبات نتنياهو: على حماس القبول أو تحمل مسؤولية فشل المفاوضات
حماس: ما يفعله الأميركي هو مجرد شراء وقت من أجل استمرار الإبادة الجماعية
تصعيد الاحتلال للغارات على الجنوب والبقاع.. والقسام لعودة العمليات الاستشهادية
أنهى وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن زيارته التي بنيت عليها الآمال بتحقيق تقدم في المسار التفاوضي، بعد الاعتراف بأن اجتماعات الدوحة لم تنجح في تحقيق أي اختراق، رغم إشاعة التفاؤل ببيانات بعيدة عن الواقع، وسط كلام في داخل الكيان اوحى أن بلينكن آتٍ للضغط على رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو للتراجع عن طلباته الإضافية التي تطال ملف الأسرى بالاحتفاظ بحق الفيتو على العدد والأسماء وأماكن توجّه المفرج عنهم، وملف الانسحاب لجهة الاحتفاظ بمواقع وسط غزة وعلى الحدود بين غزة ومصر، إضافة لرفض التسليم بأن هدف الاتفاق هو إنهاء الحرب وربط القبول بذلك بقبول حماس بشروط الاحتلال لما يفترض أن يكون عليه الوضع في غزة بعد الحرب وإلا فإن العودة إلى الحرب أمر مفروغ منه. وبعد ثلاث ساعات من الاجتماع المغلق بين بلينكن ونتنياهو خرج بلينكن ليعلن موافقة نتنياهو على المقترح الأميركي، بينما يتوجّه نتنياهو الى بلينكن بالشكر لتفهم الطلبات الأمنيّة للكيان، وبعد قليل يتسرب لوسائل الإعلام في الكيان حقيقة ما جرى، وهو أن نتنياهو حصل من بلينكن على الموافقة على ما يريد.
وفقاً لكلام بلينكن الكرة عند حماس الآن وعليها إما القبول أو تحمل مسؤولية فشل المفاوضات، وليس عودة الحرب لأن الحرب لم تتوقف أصلاً، بل إن النظرية التي تحدث عنها رئيس أركان جيش الاحتلال تقول إنه أثناء المفاوضات يجب تصعيد الضغط العسكري لتحسين شروط التفاوض.
حماس لم تتأخّر بالرد على كلام بلينكن، وقد اعتبر القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أن «حديث نتنياهو عن الموافقة على مقترح محدّث يعني أن الإدارة الأميركية فشلت في إقناعه بالاتفاق»، وأن «كل ما يفعله الجانب الأميركي هو مجرد شراء للوقت من أجل استمرار الإبادة الجماعية»، وقال «نحن لا نريد سوى تطبيق مقترح الرئيس بايدن الذي وافقنا عليه»، وأوضح حمدان أنه لا بد للاتفاق أن يتضمن 5 نقاط محدّدة منها وقف العدوان والانسحاب من قطاع غزة والإعمار، مضيفاً أن «الوسطاء سيبلغون بلينكن أن حركة حماس تحترم التزاماتها وما وافقت عليه في الثاني من يوليو/تموز الماضي».
وفي سياق آخر أعلنت قوات عز الدين القسام مسؤوليتها عن عملية تل أبيب بالتعاون مع سرايا القدس، مضيفة أن العمليات الاستشهادية في الداخل الفلسطيني سوف تعود بعد توقفها لسنوات رداً على المجازر التي يرتكبها الاحتلال في غزة والاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون وجيش الاحتلال في الضفة الغربية والقدس.
على جبهة لبنان، تصعيد لافت في الغارات التي شنها جيش الاحتلال جنوباً وبقاعاً، وعمليات المقاومة تستهدف ثكنات جيش الاحتلال في المناطق الحدودية والعمق.
فيما يعيش لبنان والمنطقة حال ترقب بانتظار نتائج جولة مفاوضات القاهرة بعد تعثر جولة مفاوضات الدوحة بين حركة حماس والوفد الإسرائيلي، لا يزال كيان الاحتلال تحت وطأة انتظار رد محور المقاومة الحتمي، وفق ما تؤكد مصادر مطلعة لـ»البناء»، والتي تشير الى أن كل الضغوط والتهديدات بحرب واسعة على ردّ حزب الله وإيران، لم تحُل دون حصول الرد، كما لن ينفع الخداع الأميركي – الإسرائيلي عبر عقد جولات التفاوض بين الدوحة والقاهرة بإجهاض الرد وتحميل محور المقاومة مسؤولية فشل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وتوسيع رقعة الحرب. وشككت المصادر بجدية الأميركيين بالضغط على «إسرائيل» لوقف الحرب، لافتة الى أن زيارة وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن الى كيان الاحتلال لم تنجح بانتزاع وعد من رئيس حكومة الاحتلال بالموافقة على المقترح الأميركي الذي يلبّي المطالب الفلسطينية ولا بموافقته على وقف كامل لإطلاق النار والانسحاب من كامل غزة وتبادل عادل للأسرى والرهائن. وهذا ما عكسه تصريح نتنياهو مساء أمس بقوله إن «جهودنا مبذولة للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الأحياء في المرحلة الأولى من الصفقة».
وبقي فيديو «عماد 4» الذي نشره الإعلام الحربي في المقاومة الأسبوع الماضي في صدارة الاهتمام في الإعلام الإسرائيلي، ولفت معلّق الشؤون العربية في القناة 12 «الإسرائيلية» أوهاد حامو فرأى الى أنّ «وراء هذه الصور لأنفاق حزب الله هدف واحد: الرغبة في ردع «إسرائيل» عن الدخول في حرب كبرى مع الحزب».. وهناك شيء آخر في الأمر: نظرة استثنائيّة لجزء من مشروع أنفاق ضخم نفّذه حزب الله في السنوات الأخيرة، استعدادًا للمواجهة مع «إسرائيل»».
بدوره، تطرّق رئيس شعبة الاستخبارات «الاسرائيلية» السابق اللواء احتياط تامير هايمن الى فيلم حزب الله، فقال: «عمل احترافي وواسع للغاية بهدف الحفاظ على قدرات حزب الله النارية وصواريخه بعيدة المدى». وأشار الى أنه «من الصعب معرفة مكان النفق الوارد في الفيديو، لكن يمكن الافتراض أنه يقع في عمق لبنان»، لافتًا إلى أن «حزب الله يمتلك عدة أنواع من الأنفاق في لبنان كما هو الحال في غزة».
ووفقًا لهايمن: «في منظومة حزب الله التحت أرضية، هناك عدة أنواع مختلفة من الأنفاق المخصّصة للاستخدام لأغراض مختلفة. وإلى جانب الأنفاق المُصمّمة لتخزين الصواريخ ونقل المقاتلين، هناك نوع آخر هو الأنفاق المُصمّمة لحماية كبار مسؤولي التنظيم، مثل تلك التي يختبئ فيها (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله على الأرجح».
ميدانياً، استمرّ التصعيد جنوباً، فشنّ طيران العدو الحربي غارة استهدفت منزلاً في الساحة العامة لبلدة طيرحرفا في القطاع الغربي من قضاء صور. وألقى جيش الاحتلال قذائف فوسفورية على منطقة تل نحاس مما أدى إلى اندلاع حريق قرب مركز قوة «اليونيفيل». وتعرّض وادي حامول في أطراف الناقورة في القطاع الغربي لقصف مدفعي. كما خرق طيران الاحتلال جدار الصوت على دفعتين فوق بيروت وضواحيها وكسروان، وصولاً الى صيدا ومنطقة جزين وعلى علو منخفض.
في المقابل أعلن «حزب الله «أنه و»بعد منتصف الليل، (أمس الأول) و»بعد مراقبة ‏ومتابعة لقوات الجيش الإسرائيلي وعند رصد تسلُّل مجموعة من جنوده إلى حرش حدب عيتا، تصدّى ‏لها مجاهدونا واستهدفوها بالأسلحة الصاروخية وقذائف ‏المدفعية، ممّا أجبرها على التراجع وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة».
ووفق ما يشير خبراء في الشؤون العسكرية لـ»البناء» فإن تسلل الدورية الإسرائيلية الى داخل الأراضي اللبنانية تهدف الى جس نبض جهوزية المقاومة في أي عملية دخول بري الى الجنوب، أو لتنفيذ عملية أمنية داخل الأراضي اللبنانية، وأوضح الخبراء أن اكتشاف المقاومة لعملية التسلل تؤكد الجهوزية العالية والرصد الدقيق لكامل الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
ومساء أمس، أفيد عن تعرّض بلدات في قضاء بعلبك لثلاث غارات إسرائيلية معادية، استهدفت الأولى محلة ضهور العيرون في سرعين التحتا، والثانية أغارت على جرود النبي شيت في محلة القوز، والثالثة قصفت منطقة السهلية بين بلدتي تمنين التحتا وقصرنبا. كما أفيد أن سيارات الإسعاف توجهت الى المنطقة من المناطق كافة.
وكان جيش الاحتلال، زعم أنّ «طائراتنا هاجمت بالأمس مباني عسكرية لحزب الله في عيتا الشعب وبيت ليف وحولا في جنوب لبنان». وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن غارة العدو الإسرائيلي على بلدة حولا هذا الصباح أدت إلى استشهاد شخصين. ونعى حزب الله «الشهيد المجاهد عباس بديع ملحم «جهاد» مواليد عام 1990 من بلدة مجدل سلم في جنوب لبنان». ونعى «الشهيد المجاهد محمد علي حسن قدوح «أمير» مواليد عام 2005 من بلدة الغندورية في جنوب لبنان».
إلى ذلك وبناء على تعليمات وزير الخارجية وجّهت بعثة لبنان الدائمة في نيويورك شكوى إلى مجلس الأمن حول خرق الطيران الحربي الإسرائيلي لجدار الصوت فوق المناطق اللبنانية ومن ضمنها العاصمة بيروت. وأدان لبنان في متن الشكوى هذه الخروق التي تشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة لبنان ومجاله الجوي، ولقرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١ (٢٠٠٦)، إضافة الى خرقه لعدد من أحكام القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر كافة أساليب العقاب الجماعي والترهيب المعنوي الذي تمارسه «إسرائيل» من خلال ترويع جميع المدنيين وبث الذعر بينهم، الأمر الذي يؤثر بصورة خاصة على الشرائح الأكثر ضعفاً في المجتمع مثل الأطفال.

 

اللواء
عدوان إسرائيلي جوّي «استباقي» يستهدف إمدادات البقاع
ميقاتي يطلب من التفتيش تحديد مسؤوليات قطع الكهرباء.. وترحيب رسمي وشعبي بمبادرة الرئيس الجزائري
كشفت المحادثات المكثفة والمطوّلة التي بدأها وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن عن الصعوبات التي تواجه مفاوضات وقف النار في غزة وصفقة تبادل الاسرى والمحتجزين، لا سيما بعد لقاء الساعات الثلاث مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي بدا اكثر تشدداً من اي وقت مضى، بما اسماه الحاجات الامنية «لدولة الاحتلال»، مما يكرّس الفجوة الكبيرة في مواقف دولة الحتلال وحركة حماس، ومعها الفصائل الفلسطينية المقاتلة في غزة.
وعليه، ارتفعت المخاوف من العودة الى التصعيد، سواءٌ لجهة تزايد عمليات التدمير في غزة او لجهة توسيع الحرب الاستباقية علي جبهات المساندة، ومنها جبهة لبنان، مع توسيع عمليات الاستهداف الجوي، لتطال البقاع ليل امس.
وحسب المعلومات ان الطائرات المعادية نفذت 3 غارات، طاولت الاولى سهل قصرين، والثانية سهل النبي شيت – السفري، والثالثة حصلت بين السفري وسرعين، بعد يوم حافل بالقصف طاول معظم البلدات الحدودية الجنوبية.
التحقيق بانقطاع الكهرباء
في خضم هذا التأزم التفاوضي والحدودي قفزت الى الواجهة مسألة بالغة الخطورة، تتعلق بالانقطاع الشامل للكهرباء السبت الماضي، الامر الذي كشف حجم الخلل في عمل المؤسسة وعمل الدولة ككل..
وعليه، قرّر الرئيس نجيب ميقاتي التحرك، فبعث بكتاب لرئيس هيئة التفتيش المركزي جورج عطية، طالبه باجراء تحقيق فوري بموضوع الانقطاع الكلي للتيار الكهرباء..
واعتبر الكتاب «انه بدلا من تجاوز الازمة بفعل التجاوب المطلق مع طلب وزارة الطاقة والمياه ومؤسسة كهرباء لبنان، تفاجا رئيس الحكومة بأن مجلس ادارة المؤسسة لم ينعقد بسبب غياب المدير العام، لا بل قطع التواصل مع الجميع ولم يفوّض أياً من اعضاء المجلس بالصلاحيات لا سيما المالية منها، علما انه لا يمكن تنفيذ التدابير التي تم الاتفاق بشأنها بصورة طارئة تفاديا للوقوع في الظلمة الكاملة، مع ما ينتج عن ذلك من اضرار مباشرة للمواطنين وللمرافق العامة، الا من خلال مقررات مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان صاحب الصلاحية في اتخاذ القرارات الادارية اللازمة، ورغم الحالة الطارئة والخطيرة، ورغم تجاوب مجلس الوزراء مع طلبات الوزارة والمؤسسة، لم يبادر مجلس ادارة المؤسسة الى القيام بواجباته، ولم يجتمع لإتخاذ القرارات اللازمة بغياب اي دعوة من رئيسه حتى تاريخ يوم الاحد 18 آب ،وذلك بعد ان حصلت العتمة الكاملة وانفصلت الشبكة عن الخدمة، ووقعت الاضرار التي كنا نسعى جاهدين لتفاديها.
ولم يكن خفياً ان الرئيس ميقاتي يتهم بصورة لا لبس فيها بأن مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان هو المسؤول عن الازمة.
ففي الكتاب جاء: بعدما تبين ان التقصير في عدم دعوة مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان الى الانعقاد، ادى الى وقوع ازمة كان من الممكن تفاديها، مما يقتضي معه مساءلة المسؤولين عنها،
نطلب منكم اجراء التحقيقات لتحديد المسؤوليات القانونية».
وفيما تحدثت المعلومات ان الباخرة الجزائرية في طريقها الى الشواطئ اللبنانية نفى الناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي امس ان يكون العراق قد توقف عن تزويد لبنان بالوقود. وقال: الشحنة الجديدة خلال الايام المقبلة، مؤكداً التزام العراق بالاتفاق الموقع بين بغداد وبيروت.
بدوره، ثمّن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، خلال استقباله سفير الجزائر لدى لبنان رشيد بلباقي، المبادرة الأخوية المقدّرة جداً لفخامة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بتزويد لبنان بشكل فوري بالفيول لسدّ حاجته في قطاع الكهرباء. ونقل بوحبيب للجزائر عبر السفير بلباقي امتنان حكومة لبنان وتقديرها لقرار الرئيس تبون.
ولاقت مبادرة الرئيس الجزائري ارتياحاً شعبياً لدى الاوساط كافة، فضلاً عن التقدير النيابي والحكومي والاقتصادي للخطوة الجزائرية.
وكشف وزير الطاقة وليد فياض أن لبنان ينتظر وصول شحنات الغاز من مصر بحلول 23 آب الجاري.
شكوى ضد خرق جدار الصوت
دبلوماسياً، وجهت بعثة لبنان الدائمة في نيويورك شكوى إلى مجلس الأمن حول خرق الطيران الحربي الإسرائيلي لجدار الصوت فوق المناطق اللبنانية ومن ضمنها العاصمة بيروت. وأدان لبنان في متن الشكوى هذه الخروقات التي تشكل إنتهاكاً صارخاً لسيادة لبنان ومجاله الجوي، ولقرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١ (٢٠٠٦)، إضافة الى خرقه لعدد من أحكام القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر كافة أساليب العقاب الجماعي والترهيب المعنوي الذي تمارسه إسرائيل من خلال ترويع جميع المدنيين وبث الذعر بينهم، الامر الذي يؤثر بصورة خاصة على الشرائح الأكثر ضعفاً في المجتمع مثل الأطفال.
الوضع الميداني
ميدانياً، استهدفت المقاومة الاسلامية مباني يستخدمها جنود العدو في مستعمرة الشوميرا بالاسلحة الصاروخية.
وليلاً، استهدف الطيران الحربي الاسرائيلي المعادي البقاع بعدوان جوي، مستهدفاً عدداً من البلدات في البقاع، شرق لبنان.
ووقع انفجار كبير في بلدة سرعين البقاعية، تحدثت مصادر امنية عن استهداف مستودع اسلحة لـ«حزب الله».
وحسب المعلومات سجلت 6 اصابات طفيفة من جراء الغارات التي طالت البقاع.
وقالت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي نفذ هجمات ضد ما اسماه مستودعات صواريخ لحزب الله على مسافة 80 كلم من الحدود مع اسرائيل.
وكانت اسرائيل أغارت على محيط بلدتي المنصوري وبيوت السياد في الجنوب.
كما غارت الطائرات المعادية ليلاً على بلدة الطيبة.

Please follow and like us:

COMMENTS