خاص ـ الحقول : ينوي الرئيس الأميركي دونالد ترامب تزويد جيش الكيان الصهيوني بأقوى قنبلة تقليدية. وتعرف بأنها “قنبلة عصف هوائي جسيم” من طراز “جي بي يو-43/بي”. وفي ولايته السابقة، أمر ترامب بإلقاء “أم القنابل”، كما تسمى، على “هدفٍ إرهابي” بولاية ننگرهار في أفغانستان في نيسان عام 2017.
ونقل هذه القنبلة من ترسانة الجيش الأميركي إلى ترسانة جيش العدو الإسرائيلي بعد ثماني سنوات على استعمالها الميداني الأول، يعني ان الإستعمال الميداني الثاني، سيكون في ساحات القتال مع أعداء “اسرائيل” الظاهرين والكامنين. وهؤلاء موزعون جغرافياً، حتى الآن، ما بين شواطئ بحر الشام وبحر العرب وصولاً الى الهضبة الإيرانية.
وقد فتح هذا التطور التكنوحربي في قدرات جيش الإحتلال الإسرائيلي، نقاشاً فنياً في كيان العدو، بشأن كيفية ضمان تحريك هذه القنبلة التي يزيد وزنها عن 11 طن، وإطلاقها نحو الهدف المفترض. ومن المفيد إطلاع المواطنين على هذا النقاش كما ورد أمس في إعلام العدو، وتحديداً في تقرير “القناة 12 الإسرائيلية”، مع تعليق صغير.
تضمن تقرير “القناة 12” النقاط التالية :
1 – في الآونة الأخيرة، أفادت تقارير بأن الولايات المتحدة تنوي نقل أقوى قنبلة أميركية غير نووية، والمعروفة باسم “أم القنابل”، إلى “إسرائيل”
2 – رغم ذلك لم يؤكد أي مسؤول إسرائيلي هذه التقارير، وفي واقع الأمر، لا يملك سلاح الجو الإسرائيلي طائرة مقاتلة واحدة قادرة على حمل هذه القنبلة
3 – يملك سلاح الجو الإسرائيلي طائرات نقل من طراز C-130 يمكن من خلالها حمل هذه القنبلة ولكن على عكس أفغانستان، حيث لم يكن لدى طالبان القدرة العملياتية لتهديد الطائرات الأميركية، فإن الأهداف التي تحتاج “إسرائيل” إلى هذه القنابل من أجلها محمية بأنظمة دفاع جوي ثقيلة
4 – فرصة نجاح طائرة نقل إسرائيلية تحمل قنبلة وزنها 11 طناً، بحيث تكون قدرتها على المناورة محدودة، تحول أي فكرة عن مثل هذه المهمة إلى مهمة انتحارية
إذن، يكاد التقرير أن يقول أن واشنطن وتل أبيب، تهددان إيران بهذه القنبلة. لأنها الطرف الوحيد من بين أعداء “اسرائيل” التي تملك “أنظمة دفاع جوي ثقيلة” تحد من مناورة طائرات الإحتلال الإسرائيلي التي قد تحمل هذه القنبلة الى الهدف المطلوب. انتهى التقرير.
بدأ حديث العدو عن “أم القنابل”، بعد نحو أسبوع على تصريح ترامب عن توقيعه توجيهاً رئاسياً صارماً لتنفيذ “الضغوط القصوى” على إيران. والذي قرنه بالقول بأنه “مستعد للقاء” الرئيس الإيراني “لكي يقنعه” بالتخلي عن امتلاك السلاح النووي، بزعم ترامب.
إن تهديد إيران بسياسة “الضغوط القصوى” الأميركية، له أهداف متعددة، مثل تعطيل برنامجها النووي، أو حرمان طهران من الوصول الى أسواق بيع النفط وصولاً الى تغيير او تدمير النظام نفسه. ولكن يجب ان نعلم بأن هذا التهديد يمس أمن الصين، التي تملك اتفاق شراكة استراتيجية مع إيران، منذ عام 2021. كما انه يصيب أمن روسيا التي وقعت اتفاقية شراكة استراتيجية مع إيران اواسط الشهر الماضي.
إن تنفيذ التهديد ب”أم القنابل” ضد إيران يواجه كما نرى عقبات استراتيجية جسيمة، تأتي من قلب أوراسيا، وليس مجرد عقبات فنية تفرضها الأيروديناميكيا على طائرات العدوان الإسرائيلي، حسبما ادعى تقرير “القناة 12”.
مركز الحقول للدراسات والنشر
منشور على تلغرام يوم 10 شباط/فبراير الجاري على الرابط التالي :
https://t.me/Alhoukoulnews/4727
COMMENTS