خاص ـ الحقول : أعلنت وزارة الخارجية المصرية عن مبادرة القاهرة للدعوة إلى انعقاد قمة عربية طارئة في القاهرة يوم 27 شباط/فبراير الجاري لبحث التطورات الخطيرة بشأن القضية الفلسطينية. فما هي فرص نجاح هذه القمة؟
اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة الى مصر والأردن المجاورتين. وقد استمرأ رئيس حكومة الكيان الصهيوني هذا الإقتراح، فأضاف السعودية الى لائحة الدول العربية المرشحة لاستقبال الفلسطينيين الذين ينوي ترامب – نتنياهو تهجيرهم من وطنهم.
طبعاً، مصر والأردن وقعت كل منهما “معاهدة سلام” مع الكيان الصهيوني منذ عشرات السنين. والسعودية”مرشحة” من إدارة ترامب للدخول في “مسار تطبيع” مع كيان الإحتلال الصهيوني. ولكن لا المعاهدات ولا إبداء الإستعداد للدخول في مسار تطبيع مع “اسرائيل”، جنب هذه الدول شر الأميركيين و”الإسرائيليين”.
إن الدعوة الى قمة عربية جديدة لمواجهة هذا الشر الذي يهدد السيادة والإستقلال للدول العربية الثلاث وشعوبها الشقيقة، تردنا الى القمة الأخيرة وسبب انعقادها ونتائجها.
لقد انعقدت القمة العربية الأخيرة في الرياض في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، بالإشتراك مع “قمة الدول الإسلامية” للتصدي بحر الإبادة الجماعية الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. وصدر بيان موحد عربي وإسلامي “اتهم إسرائيلَ بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وأكد أن لا سلام معها قبل انسحابها حتى خط الرابع من يونيو/حزيران 1967.”
لكن تلك القمة فشلت في وقف حرب الإبادة الجماعية الاسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة. ولم يتحقق ذلك إلا بفضل المقاومة الفلسطينية التي أثخنت جيش العدو الإسرائيلي قتلاً وجرحاً وتدميراً، حتى أرغمت قادة النظام الصهيوني في فلسطين المحتلة على القبول بوقف إطلاق النار، وتنفيذ خطة تبادل الأسرى، بعد مضي 471 يوماً من القتال المتواصل.
ولكن هل يعني الفشل العربي والإسلامي أمام “اسرائيل” في غزة، فشلاً مسبقاً محتماً للقمة العربية الطارئة المنتظرة أواخر هذا الشهر؟
أبداً، فالإقتراح الأميركي – الإسرائيلي” ليس اختيارياً، بل أمر إجباري وجهه ترامب لهذه الدول، خصوصاً مصر والأردن، أولاً. وكل من الدول العربية المذكورة ردت على لسان أعلى هيئاتها القانونية والسياسية، بالرفض المطلق لمخطط ترامب – نتنياهو في سائر الجغرافيا الفلسطينية، ثانياً.
بعد ذلك لم يتراجع ترامب عن خطته بل أرسل مبعوثين لتسويقها. وكذلك فعل نتنياهو ومسؤولين آخرين في الكيان الصهيوني اقترحوا دولاً أخرى. بالمقابل، ثبتت الطرف العربي خطوطه، وأدلى ببيانات وتصريحات واضحة وقاطعة في رفض تصفية القضية الفلسطينية، ودعم الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة.
هذا الصدام السياسي – الدبلوماسي الذي يشكل ظرف وسبب انعقاد القمة العربية المقبلة، لا يعني ان نتائجها محسومة سلفاً، ولا انها تكرار للقمة العربية والإسلامية السابقة.
لماذا. لأن هذه الدول حددت موقفها، ومصر والسعودية، خصوصاً، من شبه المؤكد أنهما ستحافظان على هذا الموقف الوطني الذي ينتظر الدعم القومي والمساندة من القمة العربية المقبلة.
مركز الحقول للدراسات والنشر
منشور على تلغرام يوم 9 شباط/فبراير الجاري على الرابط التالي :
https://t.me/Alhoukoulnews/4716
COMMENTS