لماذا حظرت أفغانستان “كتاب التوحيد” لإبن عبد الوهاب

لماذا حظرت أفغانستان “كتاب التوحيد” لإبن عبد الوهاب

باحث أفغاني : "الكتاب شتت شمل الشعب وسفك دماء الأبرياء"

الجيش اليمني يتوعد سفن “إسرائيل” في البحر الأحمر
كوريا الديموقراطية تواصل “تجريب” الصواريخ، والبنك الدولي يتوقع تصاعد أزمة الديون في العالم
معاهدة «أوشي» : كيف باع أسلاف أردوغان ليبيا للإيطاليين ؟

خاص ـ الحقول : حظرت حركة طالبان “كتاب التوحيد” الذي وضعه محمد بن عبد الوهاب (1703 ـ 1792)، مؤسس الدين الوهابي وطائفة الوهابيين. ويعتبر هذا الكتاب أحد أهم مصادر الفكر التكفيري الإرهابي في الأزمنة المعاصرة، وعنوانه الكامل هو : “كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ويُعرف اختصارًا باسم كتاب التوحيد.

وكانت طالبان قد نددت بإبن عبد الوهاب المذكور، إذ وصفه وزير القانون الأفغاني الشيخ عبدالحكيم حقاني بالمبتدع الضال المنحرف الخارجي والتكفيري. والكتاب هو من اهم المراجع العقدية للوهابيين عموماً.

ورداً على سؤالٍ عن أسباب منع حركة طالبان تداول “كتاب التوحيد” في أفغانستان، قدم خبير أفغاني شرحاً موجزاً برر فيه القرار، ربما لعدم إغضاب بعض الأوساط الوهابية في المملكة العربية السعودية والخليج العربي، إذ قال :

ـ إن أهل أفغانستان يتبعون مذهبا معيناً في العقيدة، كما أنهم يقلدون مذهب الحنفية في الفقه وكما تعلمون أن المستوى العلمي لعامة الناس منخفض جداً في أفغانستان ولإجل ذالك يسمِّي بعض العرب الذين عاشوا في أفغانستان، عامةَ الأفغان بالقبوريين والشركيين لجهلهم وعدم اطلاعهم على مسائل الدين العميقة.

ـ إن بعض القضايا التي ذكرها إبن عبد الوهاب في هذا الكتاب تخالف مذهبنا وعقيدتنا وتضر بالمجتمع الأفغاني وعامة الناس ضرراً بالغاً، مثلاً تكفير المسلمين واستباحة دمائهم وتكفيرهم بالعمومات. ويشكل هذا أساس التطرف والداعشية هنا في أفغانستان. إن الدواعش يستغلون هذا الكتاب لإثبات عقيدتهم وتحريض الشباب على قتل المسلمين الأبرياء وتكفيرهم على أصغر الأعمال عندنا في أفغانستان.

ـ لقد رأينا الفتنة الداعشية خاصةً في المحافظات الأفغانية التي تتواجد فيها المدارس الوهابية وتدرس فيها هذا الكتاب مثلاً محافظة جلال آباد وكونر، وقد عانى الشعب الأفغاني من هذه الفتنة الخبيثة معاناةٍ هائلة.

ـ سببت داعش في تشتيت شمل الشعب الأفغاني المسلم وسفك دماء الأبرياء في بيوت الله والأماكن العامة، والجدير بالذكر أنه وُجد في بعض مخابئ الدواعش نسخ كثيرة لكتاب التوحيد أثناء العمليات التي شنها عناصر “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.

وختم لأجل هذه المخاطر تم منع “كتاب التوحيد” في أفغانستان ليسدّ باب استغلال الدواعش لفكرتهم المتطرفة وعقيدتهم المتشددة من هذا الكتاب. لكن الخبير نفى ان تكون طالبان قد منعت الديانة الوهابية نفسها.

مركز الحقول للدراسات والنشر

‏الجمعة‏، 16‏ شعبان‏، 1446 الموافق ‏14‏ شباط‏، 2025

هذا التقرير منشور على قناة الحقول الأخبارية على تلغرام على الرابط التالي :

t.me/Alhoukoulnews/3091

Please follow and like us:

COMMENTS