وبخلاف ما تروج له مصادر ومواقع اخبارية، عن قرار «حزب الله» ارسال آلاف المقاتلين الى جبهة حلب، فإن المعلومات المتقاطعة تؤكد ان شيئا من هذا ليس صحيحا، وان مجموعات «حزب الله» في حلب هم بالمئات، وتوجهت مجموعات منهم الى تلك الجبهة بعد خطاب السيد حسن نصرالله في ذكرى الشهيد اسماعيل زهري في اطار «قوات التدخل»، وهي الوحدات التي ساهمت الى جانب الجيش السوري في الدفاع عن مناطق وقرى الريف الجنوبي، وكان دورها اساسيا في احتواء موجات هجوم الفصائل المسلحة، وإنزال خسائر كبيرة في صفوف «جيش الفتح» …
/++++++++++++++++++++/
النهار//
تعزيزات حلب تواكب قمة بوتين ـ أردوغان//
وواشنطن لا ترى حسماً سريعاً للمعركة//
“استقدمت قوات النظام السوري والفصائل المعارضة والمقاتلة تعزيزات تضم المئات من المقاتلين مع عتادهم الى مدينة حلب وريفها في شمال سوريا، استعداداً لمعركة “مصيرية” يسعى الطرفان من خلالها الى السيطرة الكاملة على المدينة. وتتجه الأنظار اليوم الى اللقاء الذي يعقد في مدينة بطرسبرج الروسية بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي يتوقع ان يطوي صفحة التوتر التي سادت بين البلدين عقب اسقاط مقاتلات تركية مقاتلة روسية على الحدود السورية في 24 تشرين الثاني 2015 ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين في القضايا الاقليمية ومنها الازمة السورية.
وسجلت التعزيزات العسكرية في حلب بعد اعلان الطرفين استعدادهما لمعركة قريبة بعدما أحرزت الفصائل المقاتلة تقدماً السبت في جنوب غرب حلب. وتمكنت اثر ذلك من فك حصار كانت قوات النظام قد فرضته قبل ثلاثة اسابيع على الاحياء الشرقية للمدينة، كما قطعت طريق امداد رئيسية لقوات النظام الى الاحياء الغربية في حلب.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: “كلا الطرفين يحشد المقاتلين تمهيداً لجولة جديدة من معركة حلب الكبرى”، مشدداً على ان “معركة حلب باتت مصيرية للمقاتلين وداعميهم”.
واوضح ان “قوات النظام والمجموعات المسلحة الموالية لها أرسلت تعزيزات بالعديد والعتاد إلى مدينة حلب وريفها الجنوبي”. وأضاف ان “نحو الفي عنصر من المقاتلين الموالين لقوات النظام، سوريين وعراقيين وايرانيين ومن حزب الله اللبناني وصلوا تباعا منذ يوم أمس الى حلب عبر طريق الكاستيلو (شمال المدينة) قادمين من وسط سوريا”.
وتلقت قوات النظام ضربة قوية السبت بعد تمكن الفصائل المقاتلة من السيطرة على الكليات العسكرية في جنوب غرب حلب، وعلى الجزء الاكبر من حي الراموسة المحاذي لها والذي تمر منه طريق الامداد الوحيدة الى الاحياء الغربية.
وأكد مصدر أمني سوري ان “القوات السورية استوعبت الصدمة وجلبت تعزيزات وثبتت مواقعها بشكل حصين”، لافتا الى انها “تتعامل مع الوضع المتشكل على نحو يشمل كل السيناريوات والاحتمالات”.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات عن مصدر ميداني ان “الجيش وحلفاءه استقدموا التعزيزات العسكرية اللازمة لانطلاق عملية استرجاع النقاط التي انسحب منها” جنوب غرب حلب. وقالت ان الجيش يسعى الى استرداد هذه المناطق “بعملية عسكرية وشيكة قد تنطلق في أي وقت”. كما اشارت الى اعلان “لواء القدس الفلسطيني الذي يؤازر الجيش العربي السوري عن وصول تعزيزات كبيرة له إلى معمل الإسمنت” حيث تتركز الاشتباكات حاليا بين الطرفين.
وفي موازاة ذلك، تمكنت قوات النظام منذ ليل الاحد حتى الفجر من ادخال عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمحروقات إلى مناطق سيطرتها في غرب حلب عبر طريق الكاستيلو.
ويخشى سكان الاحياء الغربية ان يتمكن مقاتلو الفصائل من فرض حصار كامل عليهم، مما دفع قوات النظام الى استخدام طريق الكاستيلو الذي كان طريق الامداد الوحيد الى الاحياء الشرقية لسيطرة الفصائل، قبل تمكنها من قطعه في 17 تموز اثر معارك ضارية امتدت اسابيع.
وقال عبد الرحمن بأن هذه الطريق باتت “المنفذ الجديد الذي تعمل قوات النظام على تأمينه كبديل موقت من الطريق الرئيسي الذي كانت تعتمده ويمر عبر منطقة الراموسة”.
وبث تلفزيون “الاخبارية” السوري في شريط اخباري عاجل: “بدء دخول صهاريج المحروقات والمواد الغذائية والخضروات الى مدينة حلب”.
ودخلت هذه المساعدات غداة ارتفاع غير مسبوق لاسعار المواد الغذائية وندرة بعضها في الاحياء الغربية، للمرة الاولى منذ عام 2013. ويقيم نحو مليون و200 الف نسمة في الاحياء الغربية لسيطرة النظام في مقابل نحو 250 الفاً في الاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة.
تعزيزات المعارضة
في المقابل، استقدمت الفصائل المعارضة والاسلامية تعزيزات عسكرية أيضاً. وقال عبد الرحمن ان “المئات من مقاتلي الفصائل وتحديدا من جبهة فتح الشام (“جبهة النصرة” سابقا قبل فك ارتباطها عن تنظيم “القاعدة”) ومقاتلي تركستان يصلون تباعا من محافظة ادلب وريف حلب الغربي الى محيط حلب”.
وأعلن تحالف “جيش الفتح” الذي يضم “جبهة فتح الشام” وفصائل اسلامية أخرى، في بيان ليل الاحد “بداية المرحلة الجديدة لتحرير حلب كاملة”، وقال: “نبشر بمضاعفة اعداد من المقاتلين ليستوعبوا هذه المعركة القادمة. ولن نستكين باذن الله حتى نرفع راية الفتح في قلعة حلب”.
وصرح رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” انس العبدة في مؤتمر صحافي باسطنبول: “انطلقنا الآن من حالة حصار إلى حالة تحرير كامل حلب… هناك فرصة حقيقية أمام الضباط والجنود الذين يقاتلون مع الجيش الاسدي للانشقاق”.
لقاء بوتين واردوغان
ومع الاستعدادات العسكرية في حلب، يلتقي بوتين واردوغان في بطرسبرج اليوم. وصرح إردوغان في مقابلة مع وكالة “تاس” الروسية الرسمية بأنه يريد إعادة ضبط العلاقات مع روسيا على صفحة بيضاء ومعاودة التعاون في مجموعة من المجالات.
وأشار الرئيس التركي مراراً إلى بوتين باعتباره “عزيزي” أو “المحترم” فلاديمير كما وصفه بالصديق. وقال :”هذه الزيارة تبدو بالنسبة الي معلماً مهماً جديداً في العلاقات الثنائية … بداية جديدة من صفحة بيضاء”. وأضاف: “ستفتح صفحة جديدة في العلاقات الروسية – التركية. ستشمل هذه الصفحة الجديدة التعاون العسكري والاقتصادي والثقافي”.
وعشية القمة الروسية – التركية، دعت روسيا واذربيجان وايران الى التصدي “بشكل شامل” للارهاب في اعلان مشترك تم تبنيه في ختام قمة لرؤساء روسيا واذربيجان وايران في باكو.
واشنطن
وفي نيويورك، رأت المندوبة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة سمانتا باور أن حسم المعركة على مدينة حلب، لن يكون سريعاً، متخوفة على مصير المدنيين العالقين في القتال.
وقالت امام مجلس الامن الذي انعقد لمناقشة الازمة في حلب: “كلما طال أمد القتال، علق عدد أكبر من المدنيين في الوسط، ودفعوا ثمناً أكبر”.
ولاحظت أن “القتال خلال الايام الاخيرة يؤكد ما عرفناه منذ فترة طويلة جداً… وهو انه على رغم القوة الكبيرة لنظام (الرئيس السوري بشار) الاسد وروسيا وايران وحزب الله، فان اياً من الطرفين لن يتمكن من تحقيق نصر سريع وحاسم في المعركة على حلب”.
واستمع اعضاء المجلس الى شهادات من اطباء سوريين عرضوا صوراً صادمة لاطفال مصابين بهجمات بالبراميل المتفجرة، وقالوا انهم لم يتمكنوا من انقاذهم بسبب نقص الادوية.
منبج
وعلى جبهة أخرى، يطارد مقاتلو “قوات سوريا الديموقراطية” آخر فلول تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) داخل مدينة منبج في ريف حلب حيث لا يزال عشرات الجهاديين يقاتلون في جيب بوسط المدينة، متوقعين الانتهاء من “تحرير المدينة بالكامل” خلال ساعات.
/+++++++++++++++++++++++/
السفير//
«السفير» تنشر وقائع من «ثغرة الراموسة» والاستعداد لغلقها//
هدوء حذر في حلب.. وبوتين يستقبل أردوغان «المصدوم»//
“ثلاثة أيام على «ثغرة الراموسة» التي لم تصبح «ممراً آمناً» حتى الآن. القوة النارية التي يسلطها الجيش السوري والحلفاء على الممر الضيق، جعلت قيمة النكسة التي تباهى بها «جيش الفتح» والفصائل المسلحة الاخرى، محل شكوك حتى الآن.
المراهنة على مفاعيل اللقاء البوتيني الاردوغاني اليوم قد تتطلب انتظارا زمنيا أطول مما تسمح به حساسية الخاصرة الحلبية. الانسحاب وإعادة التموضع في مواقع قتالية، واستقدام تعزيزات من وحدات العقيد سهيل النمر، وتعيين اللواء زيد صالح من «الحرس الجمهوري» رئيسا للجنة الأمنية في حلب، للاستفادة من كفاءته في معارك الليرمون وبني زيد والكاستيلو، كلها مؤشرات على ان عملا عسكريا ما يجري الإعداد له لإجهاض تداعيات النكسة التي أعلنتها الفصائل المسلحة باختراق دفاعات الجيش والحلفاء في التاسعة من مساء السبت الماضي.
وعلى الرغم من مسارعة الفصائل الى الحديث عن كسر الطوق الحكومي منذ يوم الجمعة، إلا أن الوقائع في الميدان لم تكن تؤكد ذلك، والخرق الذي سجل فعليا تحقق ليل السبت، من دون ان يعني فك الحصار عن حلب، الهدف المعلن لسلسلة الهجمات، الانتحارية الطابع، التي شهدتها جبهات جنوب وغرب حلب منذ أكثر من اسبوع.
وعلى الرغم من التهويل الاعلامي في الايام الثلاثة الماضية، إلا ان المحرض السعودي عبدالله المحيسني، أعلن عبر «اذاعة دعاة الجهاد» امس ان المسلحين على بعد خطوة من فك الحصار، ولم يتم حتى الآن.
وعلى الرغم من دور الطيران الروسي في عمليات حلب خلال الاسابيع الماضية، إلا ان «ثغرة الراموسة» طرحت تساؤلات حول المدى الذي يذهب اليه الروس في التناغم مع أولويات العمليات العسكرية التي يخوضها الحليفان السوري والايراني، وما اذا كانت للكرملين حسابات متباينة في ضبط ايقاع الجبهات والرسائل التي قد يكون بحاجة الى تمريرها هنا وهناك. وزاد من علامات الاستفهام، ذهاب القاذفات الاستراتيجية الروسية امس بعيدا نحو جبهة تدمر لقصف مواقع لتنظيم «داعش»، مع إدراك الجميع ان فاعلية الطيران الحربي في المعارك المتداخلة كما جرى في الريف الحلبي جنوبا، يصبح محدودا.
ومهما يكن، فإن انتظار ما سيسفر عنه اللقاء اليوم في سان بطرسبرغ، بين فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان، وهو الاول بينهما منذ إسقاط الطائرة الروسية فوق الاراضي السورية في تشرين الثاني الماضي، يبدو رهان المتفائلين بإمكانية استمالة الكرملين للرئيس التركي بعد جروح الانقلاب الفاشل، وهو ايضا خيار طبيعي بعد تصريحات اردوغان أمس برغبته في فتح «صفحة بيضاء» مع «العزيز والمحترم والصديق» بوتين، كما وصفه والتي زاد عليها بالقول ان الحل في سوريا سيكون «مستحيلا» من دون التعاون مع روسيا.
ومن الطبيعي أن يحاول بوتين، العائد عبر الساحة السورية، كلاعب دولي واقليمي قوي، أن يمتحن نيات اردوغان الذي أظهر في سنوات حكمه الطويلة قدرة هائلة على المناورة والتلاعب في الأحداث والمصالح والتجاذبات، بما يخدم سياساته الداخلية والاقليمية، وما اذا كان غزله المفرط قليلا بالرئيس الروسي، محاولة استفزاز للغرب والحلف الاميركي التاريخي، ام اعادة تموضع جديدة لـ «السلطان التركي» الذي هزته صدمة المحاولة الانقلابية، ومرارة الاحساس بتخلي الغرب عنه.
ماذا عن الميدان؟
لم تبدأ الفصائل المسلحة أي هجوم بعد إطلاقها مساء أمس الاول ما يسمى «معركة تحرير حلب»، فيما ساد هدوء حذر المنطقة الجنوبية الغربية لحلب، في ظل قصف مدفعي وصاروخي على مواقع ونقاط انتشار المسلحين في المنطقة، واستمرار الجيش والحلفاء بإغلاق «معبر النار» الذي فتحه المسلحون شكليا، ما بين مناطقهم في الريف الجنوبي، والأحياء الشرقية من حلب التي طوّق الجيش المسلحين بداخلها مؤخرا، وبدأوا يشكون من نقص في ذخيرتهم وصواريخهم الحرارية بحسب تقرير «نيويورك تايمز» أمس عن اوضاعهم.
وما زالت الكليات العسكرية التي دخلها المسلحون السبت شاهدا على عبثية الموجات الهجومية التي شنتها الفصائل خلال اكثر من اسبوع، والتي سوّاها الطيران السوري بالارض، ودفنت تحتها جثث عشرات المسلحين. وبكل الاحوال، أكدت المعلومات ان امدادات الجيش السوري الى داخل مناطقه في حلب لم تنقطع، حيث دخلت أمس قافلة شاحنات وقود كالمعتاد.
وقال «المرصد السوري» المعارض إن «المئات من مقاتلي الفصائل وتحديدا من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة) ومقاتلين تركستان يصلون تباعا من محافظة إدلب وريف حلب الغربي إلى محيط حلب».
وماذا عن المعلومات؟
منذ ان حدثت «ثغرة الراموسة» والتكهنات راجت حول عملية عسكرية وشيكة، لكن ما من جهات تقبل بتأكيدها رسميا، لكن المصادر تلفت الى اهمية الأخذ بالاعتبار ان أي عمل عسكري يتطلب استعدادات وتخطيطا وحشدا، وهي كلها تجري على قدم وساق في الوقت الراهن، والاهم ايضا معالجة الإخفاقات التي سمحت لبعض الجنود بإخلاء بعض مواقعهم في ساعات احتدام المعركة مع الفصائل المسلحة المهاجمة، ما سمح لها بالتغلغل في دفاعات الجيش والحلفاء. وتتحدث المعلومات عن ست موجات هجومية متتالية على خطوط دفاعات الجيش والحلفاء.
وبخلاف ما تروج له مصادر ومواقع اخبارية، عن قرار «حزب الله» ارسال آلاف المقاتلين الى جبهة حلب، فإن المعلومات المتقاطعة تؤكد ان شيئا من هذا ليس صحيحا، وان مجموعات «حزب الله» في حلب هم بالمئات، وتوجهت مجموعات منهم الى تلك الجبهة بعد خطاب السيد حسن نصرالله في ذكرى الشهيد اسماعيل زهري في اطار «قوات التدخل»، وهي الوحدات التي ساهمت الى جانب الجيش السوري في الدفاع عن مناطق وقرى الريف الجنوبي، وكان دورها اساسيا في احتواء موجات هجوم الفصائل المسلحة، وإنزال خسائر كبيرة في صفوف «جيش الفتح»، قدّرتها مواقع التنسيقيات المعارضة بأكثر من 500 قتيل، بينما امتنعت فصائل مثل جبهة النصرة والمقاتلين التركستان عن ذكر خسائرهم في المعارك.
كما شككت المصادر في مصداقية الأخبار التي تحدثت عن تدفق كبير للمقاتلين العراقيين وخصوصا من فصائل «عصائب أهل الحق». واشارت الى ان «حزب الله» من جهته، لم يرسل تعزيزات كبيرة، بعد التطورات الميدانية في الريف الحلبي، وان أي عمليات انتقال جرت في اطار عمليات التبديل الروتيني للقوات.
وحول «ثغرة الراموسة»، قالت المصادر لـ «السفير» إنه بعد سلسلة الهجمات الواسعة، وسقوط مئات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين، حدث خرق عبر مجموعة صغيرة عبرت من مواقع الدفاعات عن الكليات العسكرية، والتقت مع مجموعة اخرى اقتربت من حي الشيخ مسكين، في حوالي الساعة التاسعة مساء، قبل ان تتبعهم آلية دفع رباعي، علما انه جرى التصدي لهجمات الجمعة التي تخللها استخدام العربات المدرعة المفخخة، لكن الاشتباكات ظلت تدور داخل الكليات العسكرية طوال نهار السبت، الى ان جرى تطهير الخرق عصرا في كلية المدفعية، قبل ان يبدأ المسلحون بالانسحاب من كلية التسليح. وتتابع المصادر ان المسلحين نجحوا في تفجير عربة مفخخة جاءت من الاحياء الداخلية التي تقع تحت سيطرتهم نحو الراموسة، وهي التي ساهمت في فتح الثغرة الاساسية في مواقع النظام، تفاقمت مشكلة التعامل معها بعدما أخلى جنود بدون أوامر عسكرية عليا مواقع لهم من دون تنسيق مسبق، ما سمح للمسلحين بالحفاظ على الثغرة وتوسيعها.
ومع حلول الليل، قالت المصادر ان المسلحين راحوا يوسعون هجومهم من جنوب المشرفة نحو النقاط والتلال حولها، وفتح الممر وانما تحت نار الجيش والحلفاء، وتشرف عليه كل الوسائط النارية من مدفعية وغيرها، وما زال غير صالح للاستخدام الحر في ظل القصف الذي يتعرض له بالاضافة الى غارات الطيران المستمرة.
مجلس الأمن
أعربت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عن خشيتها على مصير المدنيين في حلب بسبب إمكانية طول أمد المعركة فيها. وقالت سامانتا باور خلال جلسة لمجلس الامن الدولي حول سوريا، إن «القتال خلال الايام القليلة الماضية يؤكد ما عرفناه منذ فترة طويلة جدا، وهو انه رغم القوة الكبيرة لنظام (الرئيس بشار) الاسد وروسيا وايران و «حزب الله»، فإن أياً من الطرفين لن يتمكن من تحقيق نصر سريع وحاسم في المعركة على حلب».
وحذر نائب السفير الفرنسي اليكسس لاميك من ان القتال في حلب قد يقضي على أي أمل في عملية السلام التي اطلقت في فيينا، قائلاً إن «حلب قد تصبح مقبرة لعملية فيينا».
لكن نائب المندوب الروسي في الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف اتهم واشنطن والغربيين بتسييس القضية الإنسانية، داعياً هذه الدول إلى «الإقرار بأن السبب الرئيسي لكل المشكلات الإنسانية في سوريا ليس إجراءات مكافحة الإرهاب التي تتخذها الحكومة السورية الشرعية».
اردوغان
انتقد أردوغان في مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري «المتأخرة» إلى بلاده، المقررة في الـ24 من آب الجاري، مضيفا ان الزيارة «متأخرة، متأخرة جدا، وهذا يحزننا. ماذا يتوجب أكثر على الاميركيين؟ حليفهم الاستراتيجي يواجه محاولة انقلاب، وهم ينتظرون 40 يوما لزيارته. هذا صدمنا».
وحول العلاقات التركية الروسية، اشار اردوغان الى أن بوتين اتصل به لتقديم التعازي و «لم يوجه انتقادات بشأن عدد العسكريين أو الموظفين الذين تمت إقالتهم» في تركيا. وتابع ان اللقاء معه اليوم سيشكل «مرحلة جديدة» في العلاقات بين البلدين.
/+++++++++++++++++++++++/
الأخبار
هدوء ما قبل التصعيد في حلب… والجيش يستعيد كنسبّا
”لا تغييرات سجّلت في «جبهات حلب» أمس. هدوء حذر خيّم على محاور المدينة في ظلّ استعدادات لجولة قتال جديدة تبدو قريبة. وبعد إنجاز «جيش الفتح» شمالاً، جاءت الانتكاسة من ريف اللاذقية ليعود ويخسر كنسبّا ومحيطها.
هدوء حذر خيّم على جبهات جنوب حلب بعد نجاح المسلحين في إحداث خرق كبير باتجاه أحياء حلب الشرقية. ورغم بيان «جيش الفتح» المتوعّد بـ«تحرير حلب»، لم تشهد المدينة أي هجمات ليوضع البيان في إطار «الحرب النفسية» على المواطنين والقوى المدافعة.
رغم ذلك، لا يبدو أن حالة المراوحة ستبقى، إذ يستعد الطرفان لمبادرة قد تفتح «الحساب» في المدينة وعلى أطرافها من جديد.
وأمس، واصل الجيش السوري وحلفاؤه تثبيت مواقعهم على الجبهات المتاخمة لنقاط المسلحين، حيث عزز مواقعه في محيط «الكليات الحربية» ومعمل الإسمنت المشرف على طريق الراموسة (مدخل حلب جنوباً)، وهو يحاول منع المسلحين من وصل نقاطهم بين «الكليات» والأحياء الشرقية بعضها ببعض، من خلال الاستهداف الناري لمواقعهم المواجهة للقوات السورية وحلفائها.
وكثّف سلاحا الجو السوري والروسي من غاراتهما على خطوط إمداد «الفتح» في خان طومان، والزربة، وأورم الكبرى، ومحيط «مشروع 1070» شقة سكنية، في وقت سعت فيه القوات المتمركزة في الريف الشمالي إلى توسيع نطاق سيطرتها لتأمين طريق «الكاستيلو»، ومنع المسلحين من قطعه نارياً، باعتباره خط الإمداد المدني الوحيد لأهالي مدينة حلب حالياً.
كذلك واصلت القوات من تكثيف رماياتها النارية على ضهرة عبد ربه المشرفة على طريق «الكاستيلو»، بالتزامن مع دخول بعض القوافل الغذائية والطبية وصهاريج الوقود إلى المدينة، وسط تخوّف من عمليات الاحتكار والغلاء المرافقة للتهديدات بحصار المناطق السكنية الواقعة تحت سيطرة الجيش.
وأكّدت مصادر ميدانية إمكانيّة سيطرة الجيش على ضهرة عبد ربه، في ظل معلومات عن عملياتٍ جديدة في مناطق أُخرى، أخفّ تعقيداً من محور «الكليات». ولفتت المصادر إلى أن إنجاز الجيش في ريف اللاذقية واستهدافه مراكز مهمة للمسلحين في إدلب، يُسهم في الضغط على المسلحين والتخفيف عن مقاتليه غربي حلب، بعد تراجعه عن بعض مواقعه في المنطقة.
بالتوازي، استعادت وحدات الجيش سيطرتها على بلدة كنسبّا في ريف اللاذقية الشمالي، بعد عملية التفاف على نقاط المسلحين، أدت إلى إفشال وصول مؤازراتهم إلى البلدة، لوقف تقدّم الجيش. وأدّى استهداف الجيش لمواقع المسلحين في قرية عين القنطرة المجاورة إلى فشلهم في تدارك الخسارة الميدانية في جبال الساحل السوري، بحسب مصدر ميداني، مشيراً إلى أن وحدات الجيش واصلت قضم القرى المحيطة بكنسبّا، بهدف تأمين مواقعها الجديدة. إذ أعلنت سيطرتها على قرى مرج الزاوية، وبيت جناورو، وعين البيضا المجاورة لجبل القلعة، على جبهة جبل التركمان. وأشار إلى أن «القوات استطاعت التمركز في تلك القرى، ولا سيما بعدما كان لها الفضل في معركة بيت جناورو، لضمان السيطرة على القرى الجبلية المجاورة لبلدة كنسبّا الاستراتيجية، بشكل نهائي».
«جيش الإسلام» يبادر
وفي غوطة دمشق الشرقية، فشل مسلحو «جيش الإسلام» في معركتهم الجديدة «ذات الرّقاع»، التي أعلنوها أمس، بعد تخطيط قيادتهم للهجوم على النقاط العسكرية الممتدة من مطار مرج السلطان إلى مبنى البحوث الزراعية.
وبدأ المسلحون معركتهم بالهجوم على المزارع الممتدة بين البلالية ومرج السلطان، إلا أن قواهم تشتّت بعد أن صدّ الجيش هجومهم، وسط غطاء جوّي ومدفعي كبير.
وفي ريف حمص الشرقي، استهدفت مدفعية الجيش مواقع مسلحي «داعش»، في محيط قرى جب الجراح والمسعودية ومكسر الحصا.
وفي «الجبهة الجنوبية» أفشل الجيش هجوماً مفاجئاً للفصائل المسلحة على تل أحمد ومحيط الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي. وذكر مصدر ميداني تصدّي الجيش لمحاولة تسلل عبر محور الحميدية – الحرية إلى إحدى نقاطه العسكرية في محيط مدينة البعث في القنيطرة، ما اضطرهم إلى انسحاب المتقدمين، بعد تكبيدهم خسائر فادحة.
/+++++++++++++++++++++++/
اللواء//
حشود للمعارضة والنظام في حلب استعداداً لـ«منازلة مصيرية»//
واشنطن تستبعد حسماً سريعاً… والائتلاف يعتبر التحرير الكامل «مسألة وقت»//
“استعداداً لمعركة «مصيرية» يسعى الطرفان من خلالها الى السيطرة الكاملة على المدينة؛ الامر الذي من شأنه ان يشكل انقلاباً حاسما في موازين الصراع في سوريا؛ استقدمت قوات النظام السوري والفصائل المعارضة والمقاتلة تعزيزات تضم المئات من المقاتلين مع عتادهم الى مدينة حلب وريفها في شمال سوريا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «كلا الطرفين يحشدان المقاتلين تمهيدا لجولة جديدة من معركة حلب الكبرى»، مشددا على ان «معركة حلب باتت مصيرية للمقاتلين وداعميهم». واوضح ان «قوات النظام والمجموعات المسلحة الموالية لها ارسلت تعزيزات بالعديد والعتاد إلى مدينة حلب وريفها الجنوبي».
وذكر ان «نحو الفي عنصر من المقاتلين الموالين لقوات النظام، سوريين وعراقيين وايرانيين ومن حزب الله وصلوا تباعا منذ يوم امس الى حلب عبر طريق الكاستيلو (شمال المدينة) قادمين من وسط سوريا». وكان تحالف يضم فصائل مقاتلة وجهادية اعلن مساء الاحد بدء معركة «تحرير» كامل حلب.
وفي بيان اصدره قال تحالف «جيش الفتح» الذي يتألف من فصائل عدة بينها جبهة فتح الشام «اننا في جيش الفتح وبعد اسبوع من المعارك المتواصلة (…) نعلن بداية المرحلة الجديدة لتحرير حلب كاملة». واضاف البيان «نبشر بمضاعفة اعداد من المقاتلين ليستوعبوا هذه المعركة القادمة، ولن نستكين باذن الله حتى نرفع راية الفتح في قلعة حلب».
ونقلت صحيفة «الوطن» القريبة من النظام عن مصدر ميداني ان «الجيش وحلفاءه استقدموا التعزيزات العسكرية اللازمة لانطلاق عملية استرجاع النقاط التي انسحب منها» جنوب غرب حلب. واستقدمت الفصائل المعارضة والاسلامية بدورها تعزيزات عسكرية ايضا، وفق المرصد.
وقال عبد الرحمن ان «المئات من مقاتلي الفصائل وتحديدا من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة) ومقاتلي تركستان يصلون تباعا من محافظة ادلب وريف حلب الغربي الى محيط حلب».
وقال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية انس العبدة امس في مؤتمر صحافي في اسطنبول «انطلقنا الان من حالة حصار إلى حالة تحرير كامل حلب». واضاف «هناك فرصة حقيقية امام الضباط والجنود الذين يقاتلون مع الجيش الاسدي للانشقاق».
وقال العبده ان سيطرة الفصائل المسلحة المعارضة على مدينة حلب بأكملها ليست سوى مسألة وقت. واضاف «نرى بوضوح ان قوات النظام غير قادرة على المقاومة».
ويقول الباحث المتخصص في الشؤون السورية توماس بييريه «ليست معركة حاسمة بمعنى انها هي التي ستحدد الفائز. وبغض النظر عن الجهة التي ستحقق الفوز، فإن الحرب لن تتوقف ابدا. انها جولة هامة ستحدد نتائجها مسار النزاع».
ويضيف «اذا حققت الفصائل الفوز، سنكون امام تقسيم للبلاد مع نظام ممسك بالجولان ودمشق وحمص والساحل. واذا انتصر النظام، ستنكفئ حركة التمرد الى محافظة ادلب التي تسيطر عليها حركة احرار الشام وفتح الشام» بشكل رئيسي.
بالمقابل، قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سمانثا باور امس ان حسم المعركة على حلب، لن يكون سريعا، معربة عن خشيتها على مصير المدنيين العالقين في القتال.
وذكرت باور امام مجلس الامن الذي التقى لمناقشة الازمة في حلب «كلما طال امد القتال، كلما علق عدد اكبر من المدنيين في الوسط، وكلما دفعوا ثمنا اكبر».
وقالت باور ان «القتال خلال الايام القليلة الماضية يؤكد ما عرفناه منذ فترة طويلة جدا (..) وهو انه رغم القوة الكبيرة لنظام الاسد وروسيا وايران وحزب الله، فان ايا من الطرفين لن يتمكن من تحقيق نصر سريع وحاسم في المعركة على حلب».
وقالت باور «مرة أخرى نحث روسيا على وقف تسهيل الحصار واستخدام نفوذها للضغط على النظام لإنهاء الحصار في كل أنحاء سوريا نهائيا.» ودعا مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة لفترات توقف عن القتال مدتها 48 ساعة أسبوعيا لتوصيل مساعدات لسكان حلب
في المقابل اتهم فلاديمير سافرونكوف نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة واشنطن وحلفاءها الغربيين بتسييس القضية الإنسانية وحث هذه الدول على «الإقرار بأن السبب الرئيسي لكل المشكلات الإنسانية في سوريا ليس إجراءات مكافحة الإرهاب التي تتخذها الحكومة السورية الشرعية.»
وأضاف سافرونكوف قائلا «الدعاية واللهجة المشوبة بالعاطفة والاتهامات غير المثبتة والحملة المعلوماتية تعني أنه لا يمكن لنا أن نتقدم نحو تسوية سياسية في سوريا.» وقال الدبلوماسي الروسي إن الخطوة الأولى لإنهاء الصراع القائم منذ خمس سنوات ينبغي أن تتمثل في تضافر الجهود لمكافحة الإرهاب ثم استئناف محادثات السلام السورية.
/++++++++++++++++++++++++/
البناء//
لافروف: لن تفلت النصرة من العقاب… وبوغدانوف لنظيره التركي: سورية الأصل//
أردوغان وبوتين وعلى الطاولة مشروع تفاهم حول سورية وسط قرع طبول الحرب//
جلسة رئاسة جديدة بلا رئيس… وحكومة تعجز عن حسم مصير مدير عام//
“على خلفية الحشود والمواقف المتقابلة في جبهات حلب عن حرب حاسمة، وما فيها من وعود متباينة، سيختبر الرئيسان الروسي والتركي اليوم فرصة أن يكونا على تفاهم في كيفية التعامل مع هذه الحرب، وهما ينطلقان من الجبهتين المتقابلتين، كخندقين متقدمين في كلّ منهما، فروسيا تدرك أنّ تركيا هي القاعدة المركزية للحرب على سورية، وأنّ إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا كان تعبيراً عن هذا التخندق المتقابل في قلب هذه الحرب ولم يكن خطأ فردياً، كما تدرك أنها لم تضع شرط الاعتذار للتطبيع بهدف كسر المعنويات التركية، بل لرمزية الاعتذار في إعلان تغيير البوصلة السياسية، وربط التطبيع بالتموضع على خيارات سياسية تتيح استعادة العلاقات المبنية على المصالح. وفي حال عدم نضوج القرار الحاسم بصدد الحرب في سورية، فإنّ النيات والرغبات المنطلقة من محاولة الفصل بين العلاقات الاقتصادية والمشاريع السياسية في شأن على هذه الدرجة من الحيوية بالنسبة للحكومتين سيصبح عملاً عبثياً بلا جدوى سرعان ما ينهار، ولذلك ترى موسكو في رمزية الموقف التركي المستجيب بعد طول تأخير وتردّد ورهانات، قراراً ضمنياً بتبدّل جوهري في الموقف مما يجري في سورية، عبّرت عنه مواقف تركية قبل مشروع الانقلاب الفاشل في تركيا وبعده، عن أولوية جديدة لتركيا غير إسقاط الدولة ورئيسها في سورية، بل ضمان عدم قيام كيان كردي مناوئ على الحدود، وبعد التطورات التي حملتها التفجيرات في تركيا، مزيد من الحذر في الرهان على التنظيمات المسلحة الوافدة من رحم تنظيم القاعدة. وتقول مصادر روسية متابعة للعلاقة بتركيا، إنّ أردوغان يعرف جيداً أنّ القوة الحيوية في جبهة النصرة التي ترعاها تركيا ذات منشأ آتٍ من العمق الآسيوي، وأنها جزء من الأمن القومي لروسيا. وتضيف المصادر أنّ ما جرى في الأسابيع الأخيرة بعيداً عن الرهانات، التي يفترض أنّ اردوغان قد اختبرها كثيراً خلال خمس سنوات، يتركز على أمرين يتصلان بالأمن الروسي: الأول هو إسقاط المروحية الروسية ومقتل طاقمها على يد جماعة النصرة، والثاني اندماج الجيش التركستاني بجبهة النصرة في خطوط القتال في حلب. وما تنتظره موسكو من أردوغان هو موقف واضح وعملي من كيفية ترجمة الصداقة التي يتحدث عنها هذين اليومين كثيراً في التعبير عن التعاون مع روسيا في مواجهة المخاطر المحيطة بأمنها.
وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف صرّح في باكو بعد قمة إيرانية روسية آذرية، بأنّ جبهة النصرة لن تفلت من العقاب مهما غيّرت أسماءها، بينما التقى معاونه ميخائيل بوغدانوف بنظيره التركي أوميت يالتشين تمهيداً للقاء القمة الذي سيجمع بوتين وأردوغان.
في حلب حشود ومواقف متقابلة تنبئ بجولة وجولات ساخنة مقبلة، ستتقابل فيها القوى والمقدرات وتتكاسر الإرادات، حتى ينجلي الغبار مع نهاية آب ومطلع أيلول عن معادلة جديدة، تجزم قوى المقاومة، وفقاً لمصادر عسكرية في حلب، أن ما جرى خلال الشهرين الماضيين يؤكد أنها ستكون معادلة اليد العليا لمحور المقاومة، فهجمات جنوب غرب حلب، رغم ضراوتها وحجم الاعتداد الإعلامي بنتائجها من جانب جبهة النصرة ومشغليها، لا تستطيع إخفاء حقيقة أنّ الحصار الذي تحقق على الأحياء الخاضعة للجماعات التابعة للنصرة ما زال قائماً، وأنّ الأحياء التي يسيطر عليها الجيش السوري تتلقى المواد التموينية والمحروقات ويتنقل منها وإليها المسافرون، ولا صحة لفرض حصار عليها، كما لا تستطيع إخفاء حقيقة نسبة واحد إلى عشرة في الخسائر البشرية للطرفين المتقابلين، بينما صارت النسبة واحداً إلى عشرين مع جولات القصف الجوي والبري الذي شهده أمس. وستختلّ النسبة أكثر قبل أن تكتشف هذه الجماعات وعلى رأسها جبهة النصرة عجزها عن توسيع نطاق سيطرتها، وصعوبة شنّ هجمات جديدة، وأنّ الهجوم المعاكس سيحمل مفاجآت تغيّر طبيعة ووجهة المعركة. وربما لا يكون على النقاط التي سقطت بيد المهاجمين، بل نحو إدلب أو سراقب أو معرة النعمان أو خان طومان، فيما يكسر ظهر المجموعات التي تمركزت جنوب حلب ويضعها تحت الحصار القاتل.
بانتظار ما سيجري في بطرسبورغ في قمة بوتين أردوغان، وما سيجري في حلب على مستوى الميدان، واصل لبنان انتظاراته المملة مع جلسات رئاسية في مجلس النواب لا تنتج رئيساً، ومع جلسات مرتقبة لحكومة تنعقد للمرة الرابعة وعلى جدول أعمالها ملف التخابر والإنترنت غير الشرعي، وتخشى البت بمصير مدير عام.
إرجاء الجلسة إلى أيلول
لم تعقد الجلسة 43 لانتخاب رئيس للجمهورية لعدم توافر النصاب ما دفع رئيس المجلس النيابي نبيه بري لإرجائها إلى السابع من أيلول المقبل، وكان لافتاً تدنّي نسبة حضور النواب عن الجلسات السابقة ما عكس أجواء خلوة طاولة الحوار الوطني التي لم تنجح في التوصل إلى حل لأزمة الرئاسة، وبالتالي سيكون مصير الجلسة الـ44 مرتبطاً أيضاً بنتائج جلسة الحوار في الخامس من أيلول.
وقالت مصادر في كتلة التنمية والتحرير لـ «البناء» إن «الكتل النيابية ستقدّم في جلسة 5 أيلول ممثلين عنها في اللجنة التقنية لدراسة مقرّرات خلوة آب». وأوضحت أن «نتيجة جلسة أمس كانت متوقعة مسبقاً وبالتالي عدد الحضور ليس مهماً لمعرفة النواب المسبقة بأنه لن يحصل انتخاب، لذلك الموضوع سياسي متعلّق بموقف كتلة وليس بأفراد وعندما يتمّ التوافق على رئيس ستنزل الكتل بكامل أعضائها للانتخاب».
وعن احتمالات حصول اختراق ما في جلسة الحوار المقبلة رئاسياً، قالت المصادر: «يحاول الرئيس بري فتح الباب أمام اختراق بمكان معين، إن كان في الرئاسة أو في قانون الانتخاب، لكن الأمر رهن الاتصالات التي يُجريها بري مع الكتل النيابية من الآن حتى الجلسة، ومتوقفة على قدرة الأطراف على خلق اجتهادات وحلول داخلية، بما أن المبادرات الخارجية معطلة نتيجة الصراع في المنطقة، وبالتالي إن لم نصل إلى حل في أيلول، فإن الجمود والمراوحة سيكونان سيد الموقف»، مشيرة الى أن «بري لن يسرف في التفاؤل، ولكنه غير مشائم في الوقت عينه والتواصل مستمر مع الجميع ولدينا متسع من الوقت حتى أيلول وربما تحصل بعض المتغيرات تساعد في حل الأزمة».
لا نمانع الرئيس الوسطي
ونفت مصادر نيابية في تيار المستقبل لــ «البناء» حصول أي تصويت في الكتلة على ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، موضحة أن «كل نائب أبدى رأيه في الملف الرئاسي وكانت جلسة لتداول الأفكار وتقديم طروحات وجرى تقييم للمرشحين الأربعة ومناقشة خيار مرشح من خارج الأقطاب إذا حصل توافق عليه من كل الكتل النيابية، لكن لم تكن جلسة تصويت، ولا زلنا متمسكين بترشيح الوزير سليمان فرنجيه ولم يتغير شيء». وشددت على أن «المستقبل لا يمانع برئيس وسطي في حال تمّ التوافق عليه ولا فيتو على أحد من ضمنهم العماد عون شرط أن يحصل توافق عليه، والآن لا توافق على مرشح واحد والأمور مازالت معلقة».
ولن نقف في وجه التوافق المسيحي
ولفتت المصادر إلى أن «المستقبل يتخلّى عن ترشيح فرنجيه فقط في حالة حصول توافق بين مسيحيي 8 و14 آذار على مرشح ما، وحينها لن نقف في وجه هذا التوافق بمعزل عن اسم المرشح»، مشيرة إلى أن «التواصل مستمر بين المستقبل والتيار الوطني الحر على صعيد النواب بشأن الرئاسة، لكن لا اتفاق حتى الآن».
الأولوية للرئاسة
وعن رفض المستقبل السلة الكاملة التي طرحها رئيس المجلس النيابي نبيه بري على طاولة الحوار، اعتبرت المصادر أن «السلة المتكاملة تحتاج الى وقت طويل لإنجازها ونرى في المرحلة الحالية أن الأولوية هي انتخاب الرئيس، ولاحقاً تبحث كل الأمور الأخرى»، مشددة على أن «المستقبل مع تطبيق اتفاق الطائف ويؤيد كل إصلاحات النظام تحت سقف هذا الاتفاق»، مرجحة أن «تسمّي كتلة المستقبل في اجتماعها الأسبوعي اليوم الرئيس فؤاد السنيورة أو النائب سمير الجسر ممثلاً عنها في اللجنة التقنية لبحث إنشاء مجلس الشيوخ وقانون انتخاب لاطائفي وانتخاب مجلس نيابي وطني».
جلسة حكومية الخميس
على صعيد آخر، يعقد مجلس الوزراء الخميس جلسة عادية الخميس المقبل لن تكون التعيينات العسكرية أو الأمنية على جدول أعمالها، ومن المقرر أن يُستكمل خلالها البحث في ملف الاتصالات وهيئة أوجيرو. وفي غضون ذلك وجّه وزير الاتصالات بطرس حرب رسالة إلى رئيس الحكومة يطلب فيها إلى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل تزويد رئيس الحكومة أو الأمانة العامة لمجلس الوزراء نسخاً من الدعاوى الـ45 التي أفاد باسيل في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة أنه تقدّم بها ضد المدير العام للوزارة عبد المنعم يوسف، ومن بينها دعوى تزوير مستند وارد من الشركة القبرصية CYTA، وذلك خلال تولي باسيل وزارة الاتصالات.
.. ولا جلسة للاتصالات
ولن تعقد لجنة الاتصالات النيابية جلسة اليوم، والتي أرجئت الى 29 من الشهر الحالي على أن تخصص جلسة الثلاثاء المقبل في 16 آب، للبحث في موضوع تعيين رئيس ومجلس إدارة وموازنة لتلفزيون لبنان وستسأل اللجنة وزير الإعلام عن تعيين مدير عام جديد من قبل قاضي الأمور المستجلة وليس في مجلس الوزراء وسيقدم الوزير دراسة متكاملة حول وضع مؤسسة تلفزيون لبنان». وأكدت مصادر في اللجنة لـ «البناء» أن «اللجنة تلقت وعوداً من القضاء في الجلسة الأخيرة بأنه سيقدّم المعطيات والأدلة الكاملة عن قضية الإنترنت غير الشرعي في الجلسة المقبلة»، لافتة الى أن «قضية مدير عام هيئة أوجيرو عبد المنعم يوسف خرجت من مهمة اللجنة منذ طلب وزير الصحة وائل أبو فاعور خروج يوسف من الجلسة، وبالتالي باتت في عهدة القضاء الذي سيقرر إذا كان يوسف متورطاً أم لا وعلى أساسه ستتقرر إقالته من منصبه على أن تتابع اللجنة ملف التخابر والإنترنت غير الشرعي». وتابعت المصادر: «طلبت اللجنة من وزير المالية أن يقدم لها تقريراً مالياً عن الخسائر والهدر الذي لحق بخزينة الدولة جراء التخابر الدولي والإنترنت غير الشرعي وسيبحث هذا الأمر خلال الجلسة المقبلة». وعلقت المصادر على أجواء جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، متحدثة عن صراع سياسي داخل المجلس بين التيار الوطني الحر والوزير حرب وخلفيته الخلاف حول التوظيفات في شركتي ألفا وأم تي سي بشكل غير قانوني ومن خارج مجلس الخدمة المدنية، لافتة الى «التنافس الانتخابي بين باسيل وحرب في دائرة البترون». بينما دعت مصادر مستقبلية في حديثها لـ «البناء» الى «ترك ملف يوسف الى القضاء الجهة الوحيدة التي تقرّر إذا كان متورطاً أم لا وتيار السمتقبل لن يغطي أحداً في حال تورطه إن كان يوسف أو غيره».
نجل توفيق طه سلّم نفسه للجيش
يواصل الجيش اللبناني إنجازاته الأمنية، حيث تمكن أمس من توقيف الفلسطيني محمود د. في محيط مخيم عين الحلوة المتهم بارتباطه بـ «جند الشام» والمشاركة في القتال ضد الجيش اللبناني. كما سلم الفلسطيني محمد توفيق طه، نجل قائد كتائب عبدالله عزام توفيق طه، نفسه الى مخابرات الجيش عند الحاجز العسكري لمخيم عين الحلوة قرب مستشفى صيدا الحكومي.
وقالت مصادر في اللجنة الأمنية العليا في المخيم لـ «البناء» إن «محمد طه يواجه بعض القضايا القضائية وليس متهماً بأعمال إرهابية وسلّم نفسه بالتنسيق مع والده»، لكن المصادر استبعدت أن يحذو توفيق طه حذو نجله ويسلم نفسه للجيش، مؤكدة أنه «لا يزال في مخيم عين الحلوة ومتهم بجرائم إرهابية عدة»، موضحة أن «كتائب عبدالله عزام موجودة في المخيم منذ دخول الموقوف نعيم عباس الى المخيم ويتراوح عدد أعضائها 20 عنصراً يتواجدون في جامع النور لكن لا يشكلون خطراً على أمن المخيم»، مشددة على أن «قيادة الأمن الوطني الفلسطيني عززت من إجراءاتها الأمنية في الآونة الأخيرة وأجرت مناقلات وتعيينات في بعض المواقع الأمنية، والوضع جيد داخل المخيم».