وقالت مصادر مواكبة للاتصالات الجارية إن الوضع لا يزال كما هو وليس هناك ما يشير الى اتخاذ موقف جديد في اجتماع كتلة “المستقبل” اليوم بما يعني استبعاد تطور جديد اليوم. وجاءت هذه المعطيات مخالفة لمعلومات توقعت ان يتجه الحريري نحو تبني ترشيح العماد عون في وقت وشيك عبر مقابلة تلفزيونية خاصة بعد ان يطلع كتلة “المستقبل” على المعطيات التي تدفعه نحو حسم هذا الخيار، وان اجتماع الكتلة اليوم سيشهد نقاشاً مع النواب الرافضين لخيار عون قبل بت الموقف النهائي للحريري. وبرزت في هذا السياق حركة فرنسية في اتجاه بيروت تمثلت في وصول رئيس دائرة افريقيا والشرق الاوسط في وزارة الخارجية الفرنسية جيروم بونافون الذي اجتمع ليلاً مع الحريري في حضور السفير الفرنسي ايمانويل بون في حضور مستشار الرئيس الحريري للشؤون الأوروبية باسيل يارد …
/+++++++++++++++++++++++++++++++++++/
النهار//
لا مؤشرات حاسمة لموقف الحريري قبل اجتماع كتلته اليوم//
“قد يكون الجانب الايجابي لعودة الرئيس سعد الحريري مساء أمس الى بيروت ان عودته قد تضع حداً لموجات “التبصير” والتكهنات المتطايرة في كل الاتجاهات حول توقيت اعلانه لموقف ينتظر ان يكون حاسما في شأن تبني ترشيحه المحتمل للعماد ميشال عون. وقد واكبت هذه الاجواء عودة الحريري نفسها اذ كانت مجمل الاجواء الداخلية تغرد خارج حقيقة تحركاته وتردد على نطاق واسع ان زعيم “تيار المستقبل” كان قد حط رحاله قبل يومين في الرياض ولكن تبين انه عاد الى بيروت من باريس. وتبعا لهذه العودة تتجه الأنظار اليوم الى “بيت الوسط” ترقباً لاجتماع كتلة “المستقبل” التي يفترض ان تنعقد برئاسة الحريري للاطلاع منه على حصيلة تحركاته الخارجية المعلنة وغير المعلنة الاخيرة. لكن النقطة الاكثر اثارة للاهتمامات ولحبس الانفاس تتركز على ما اذا كان في جعبة الحريري ما يفضي أخيراً الى حسم موقفه من ترشيح عون أو انه سيتحصّن بمزيد من الوقت والتريث قبل اعلان موقفه الذي ينتظره الفريق العوني وسائر القوى الداخلية بفارغ الصبر. وقبل ان تتبلور أي معطيات واضحة عن الاتجاهات النهائية لموقف الحريري، استرعى الانتباه أن الفريق العوني بدا مطمئنا الى ان الحريري سيعلن تبني ترشيحه في الايام القريبة، فيما لم تحسم الاوساط المعنية القريبة من كتلة “المستقبل” هذا الاتجاه سلباً أو ايجاباً وتركت الامور عالقة رهن الاتصالات والمشاورات التي بدأت عقب عودة الحريري. وقالت مصادر مواكبة للاتصالات الجارية لـ”النهار” إن الوضع لا يزال كما هو وليس هناك ما يشير الى اتخاذ موقف جديد في اجتماع كتلة “المستقبل” اليوم بما يعني استبعاد تطور جديد اليوم. وجاءت هذه المعطيات مخالفة لمعلومات توقعت ان يتجه الحريري نحو تبني ترشيح العماد عون في وقت وشيك عبر مقابلة تلفزيونية خاصة بعد ان يطلع كتلة “المستقبل” على المعطيات التي تدفعه نحو حسم هذا الخيار، وان اجتماع الكتلة اليوم سيشهد نقاشاً مع النواب الرافضين لخيار عون قبل بت الموقف النهائي للحريري.
وبرزت في هذا السياق حركة فرنسية في اتجاه بيروت تمثلت في وصول رئيس دائرة افريقيا والشرق الاوسط في وزارة الخارجية الفرنسية جيروم بونافون الذي اجتمع ليلاً مع الحريري في حضور السفير الفرنسي ايمانويل بون في حضور مستشار الرئيس الحريري للشؤون الأوروبية باسيل يارد، وتناول اللقاء الأوضاع في لبنان والمنطقة من مختلف جوانبها. واستكمل الاجتماع إلى مأدبة عشاء أقامها الحريري على شرف بونافون، وحضرها الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ووزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج والنائب عاطف مجدلاني. وكان الموفد الفرنسي التقى أيضاً البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومن ثم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع واكتسبت زيارته دلالات من حيث توقيتها مع اقتراب موعد الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس الجمهورية في 31 تشرين الاول. ونقل بونافون “قلق فرنسا على الوضع الاقتصادي والمعيشي في لبنان والذي بدأ يلامس حدود الانهيار”، كما وضع زيارته في اطار استطلاع القيادات السياسية لمعرفة مدى امكان انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة المقبلة. وأكد وقوف فرنسا الدائم الى جانب لبنان بغية تعزيز الامن والاستقرار ومكافحة الارهاب ودعم الاقتصاد.
مجلس النواب
وتزامنت عودة الحريري مع انعقاد جلسة مجلس النواب اليوم لتجديد انتخاب لجانه الـ16 وهيئة مكتب المجلس بعد بدء العقد الثاني السنوي للمجلس منتصف تشرين الاول الجاري. ومن المقرر ان يلي جلسة انتخاب اللجان التي لن تستمر طويلاً اجتماع لهيئة مكتب المجلس للاتفاق على جدول اعمال الجلسة التشريعية التي يزمع رئيس المجلس نبيه بري توجيه الدعوة اليها بعد هذا الاجتماع، علماً انه كان وزّع جدولاً على النواب تضمن اقتراحات القوانين المعجلة المكررة والتي لها صفة العجلة والضرورة فقط من أجل اطلاع النواب عليها استباقاً للجلسة التشريعية التي سيدعو اليها. وعلمت “النهار” ليل أمس ان هناك اتجاهاً شبه مؤكد الى تحديد الجلسة التشريعية غداً الاربعاء وان هذا الامر بحث فيه بري مع الرئيس تمّام سلام في لقائهما أمس في عين التينة. وستتخذ القوى السياسية مواقفها من الجلسة التشريعية اليوم في حال تحديد موعدها غداً اذ يخلو جدول الاعمال من قانون الانتخاب ويقتصر على المشاريع الملحة ولا سيما منها المشاريع المتعلقة بالانفاق المالي الملح لفتح اعتمادات للرواتب والاجور في القطاع العام ولتغطية نفقات الوزارات والادارات وكذلك المشاريع المتعلقة باتفاقات ضريبية ومالية دولية استنفدت مهلة اقرارها وبات اقرارها ملحاً لئلا يواجه لبنان تصنيفاً دولياً سلبياً.
/+++++++++++++++++++++++++++++++++++/
السفير//
سيناريوهات «حرب الرئاسة».. بالأرقام والأسماء//
“أسهم العماد ميشال عون ترتفع اليوم، فينخفض سقف خطابه السياسي. أسهم «الجنرال» تنخفض غدا، فيرتفع سقف خطابه. الدليل القريب هو خطاب السادس عشر من تشرين أمام الحشد العوني في بعبدا.
وبرغم عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت، ومن بعده مباشرة، وصول موفد فرنسي في «مهمة رئاسية عاجلة»، استوجبت طلب مواعيد من معظم القيادات السياسية، فإن التوقعات باكتمال الصفقة الرئاسية قبل جلسة 31 تشرين الأول، ليست في متناول يد أحد ما دامت ملامح الضمانات والتفاهمات، التي ستلي الإعلان الحريري الرسمي، لم ترتسم خيوطها الأولى بعد، ما يعني أن المواعيد الرئاسية مؤجلة حتى إشعار آخر.
واللافت للانتباه في السياق نفسه، أن الرئيس نبيه بري ينتظر أن يغادر بيروت إما السبت أو الأحد المقبلين في رحلة رسمية تستمر حتى التاسع والعشرين من تشرين الأول الجاري، أي إلى ما قبل يومين فقط من موعد جلسة الانتخاب، وبالتالي، لن تكون فسحة الثماني والأربعين ساعة (وتصادف عطلة نهاية أسبوع) كافية لإنضاج سلة أو تفاهم، الأمر الذي جعل أحد الأقطاب يجزم ليل أمس أن لا نصاب لجلسة 31 الحالي ومن المرجح أن تتأجل إلى الثامن والعشرين من تشرين الثاني المقبل (يوم إثنين).
هل تكون مهلة الشهر كافية لجعل ترشيح عون مستندا الى أرضية أكثر صلابة أم يصيبه ما أصاب ترشيح سليمان فرنجية، فيذهب الحريري الى باريس ويدخل لبنان في موسم الانتخابات الرئاسية الأميركية، فيتأجل كل شيء الى ربيع العام 2017؟
من ناحية الرابية، يبدو جلياً أن «صفر مشاكل» صارت النظرية الأحب إلى قلب «الجنرال»، بعدما قرر رمي كل المشاكل وراءه وفتح صفحة جديدة مع الجميع، وهي الرسالة التي أراد إيصالها للجميع من خلال خطاب ذكرى 13 تشرين.
بالنسبة الى عون، لم يعد يفصله عن القصر الجمهوري سوى إعلان سعد الحريري الترشيح رسمياً (التقديرات في الرابية أن ذلك سيحصل غدا الأربعاء أو بعد غد الخميس). ذلك الإعلان قد يشكل حجر «الدومينو» الأول لكل إجراءات «تتويج» عون رئيساً.
هل تأخر الإعلان؟
لا أحد يملك الجواب الشافي، لكن المرجح أنه إذا كان الحريري قد حسم أمره، فإن التأخير يصبح مرتبطا بإصراره على تقديم كل الأسباب الموجبة لهذا التحول الرئاسي، تمهيداً لتثبيت تفاهمات سياسية رئاسية ـ حكومية تثبيتاً أعمق، وذلك مخافة أن ينجح بإيصال عون وأن يكلف هو برئاسة الحكومة، ولكنه يعجز عن التأليف في ظل فخ التفاهمات، وإلى ذلك الحين، تجد كتلة «المستقبل» متسعاً من الوقت للتصويب على «الموقف التعطيلي الجائر لحزب الله وحلفائه» في بياناتها الأسبوعية، إلا إذا قرر الحريري في جلسة اليوم أن يبعث برسالة مختلفة.
في الرابية التي ستستضيف، اليوم، اجتماع «تكتل التغيير والإصلاح» الأسبوعي، ثمة استشعار أننا على «عتبة مرحلة سياسية جديدة ستبدأ اعتبارا من لحظة التبني الحريري الرسمي لترشيح الجنرال».
في مطلق الأحوال، هناك أربعة سيناريوهات للجلسة النيابية المنتظرة على الأقل يتم التدوال بها:
– يسير الحريري بعون مرشحاً، في إطار خريطة طريق تتضمن إرساء تفاهمات وطنية كبرى، وتشمل قيام عون بجولة على كل المرجعيات السياسية، وأبرزها الرئيس نبيه بري والنائب سليمان فرنجية، وهو الأمر الذي أشار إليه السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير بكل وضوح.
– تتعثر المبادرة، لأسباب محلية أو خارجية، فلا يعلن الحريري ترشيحه لعون، وتعود الأمور إلى نقطة الصفر.
– عدم نضوج ظروف المبادرة الحريرية، ما قد يؤدي إلى تأجيل جديد للجلسة، وهو الاحتمال الأكثر ترجيحا، مع الإبقاء على كل الخيارات مفتوحة.
– يذهب بري الى جلسة 31 تشرين الأول، ويسبقها إعلان الحريري ترشيحه لـ «الجنرال»، من دون تفاهم مع رئيس المجلس، الأمر الذي يبقي التنافس قائما بين عون وفرنجية، ويؤدي الى عملية خلط أوراق والتئام جلسة تنافسية برغم موازين القوى التي ستكون وازنة لمصلحة الرابية، وفق تقديرات المقرّبين من عون «ورقيا».
ومع افتراض سيناريو تخطي كل الألغام، فإن ذلك سيعني نزول كل الكتل إلى مجلس النواب للمرة الأولى منذ الشغور الرئاسي (جلسة الانتخاب الأولى عقدت قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان)، بحيث يمكن أن يصل عدد النواب إلى 128 نائباً (إذا حضر النائب عقاب صقر من «الغربة»).
عندها، ستمر الصندوقة الانتخابية أمام كل النواب، الذين ينتخبون بالاقتراع السري، قبل أن يبدأ موظفو المجلس بعدّ الأوراق. وهنا ليس مستبعداً أن يصل عدد الأصوات التي يمكن أن ينالها عون إلى 117 صوتاً، إذا سار فرنجية في ركب «الجنرال» بمباركة بري وجنبلاط.
أما النتائج المفترضة، فهي على الشكل الآتي: «التيار الوطني الحر» (21 نائباً مع احتساب النائب فادي الأعور)، «الطاشناق» (نائبان)، «الوفاء للمقاومة» (13 نائباً)، «التنمية والتحرير» (13 نائباً)، «القوات» (8 نواب)، «اللقاء الديموقرطي» (11 نائباً)، «الأحزاب الوطنية والقومية» (4 نواب)، «كتلة المردة» (4 نواب)، «الهانشاك» (نائبان)، «الجماعة الإسلامية» (نائب واحد)، ونحو 9 نواب مستقلين هم: ميشال المر، نايلة تويني، طلال ارسلان، نقولا فتوش، محمد الصفدي، ميشال فرعون، فريد مكاري، روبيرغانم وخالد ضاهر.
وهنا، ستلعب كتلة «المستقبل» (31 نائباً)، دورا في بلوغ هذا الرقم، برغم أنه يُتوقع ألا ينتخب كل أعضائها عون، حيث يتردد أن عدد المعترضين سيتراوح بين نائبين وخمسة نواب. وإذ كان الرئيس فؤاد السنيورة والنائب أحمد فتفت قد حسما أمرهما بعدم انتخاب عون، فإن المسألة لم تحسم من قبل النواب محمد قباني ومحمد كبارة وغازي يوسف، أي أن عدد المصوّتين لعون في الكتلة قد ينخفص إلى 26 نائباً في الحد الأدنى، وفق التقديرات العونية.
ويضاف إلى المعترضين، كتلة «الكتائب» (5 نواب)، «التضامن الطرابلسي» (نجيب ميقاتي وأحمد كرامي)، و «المستقلين» دوري شمعون وبطرس حرب.
وإذا لم ينته التوتر بين عون وفرنجية، فإن «كتلة المردة» (3 نواب كون إميل رحمه سيتبنى موقف «حزب الله») ستضاف إلى شاهري «اللا» بوجه «فخامة الرئيس». وعليه، فإن عدد الأصوات التي لن تسمي عون ستتراوح بين 11 (2 «المستقبل»، 2 مستقلان، 5 «الكتائب» 2 كتلة ميقاتي) و17 نائباً (5 «المستقبل»، 4 «الكتائب»، 4 «المردة» 2 «التضامن الطرابسي» و2 مستقلان).
وإذا كان السيناريو السابق، قد تركّز على وجود عون كمرشح وحيد وإبرام تفاهمات تبدو صعبة المنال حالياً، فإن استمرار فرنجية في ترشيحه سيخلط الأوراق، وسيسمح لكثير من المعترضين بالتعبير عن رأيهم بانتخاب منافس عون.
أما إذا لم يكن بري قد أبرم التفاهم مع عون، ومع افتراض تجرؤ العونيين على تأمين نصاب الجلسة، فإن فرنجية سيكون حكماً رقماً صعباً، وستكون الأرقام التي ستصب لمصلحة زعيم «المردة» على الشكل الآتي: كتلة بري (13 نائبا)، كتلة الكتائب (5 نواب)، كتلة المردة (3 نواب)، كتلة القومي (نائبان)، كتلة البعث (نائبان)، كتلة نجيب ميقاتي (نائبان)، كتلة ميشال المر (نائبان)، بطرس حرب ودوري شمعون، أي يكون مجموع الأصوات التي سينالها فرنجية بوجه عون 31 صوتا، قابلة للزيادة اذا قرر بعض المعترضين في «المستقبل» إعطاء أصواتهم الى فرنجية مثل محمد كبارة، وهو خيار مستبعد، علما أن أجواء الرابية تشي بأن «المستقبليين» المعترضين وهم لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة، لن يمنحوا أصواتهم لعون، وسيكتفون بالتصويت بأوراق بيضاء.
الخيار الأخير هو الأكثر ترجيحا حتى الآن، أن ينال العماد عون في ضوء هذا السيناريو حوالي 90 صوتا، على الأقل، فيما ينال فرنجية حوالي 30 صوتا.
حتى الآن، يمكن القول إن هذه السيناريوهات لا تجيب عن أسئلة سياسية مرتبطة بالعناصر الداخلية والخارجية للاستحقاق الرئاسي وحدود القدرة على «تحييد لبنان»، ومسارات معركتي الموصل وحلب وارتداداتهما على كل الإقليم. في الانتظار، لنرَ كيف سيتعامل «الجنرال» مع جلسة تشريع الضرورة التي ينتظر أن يدعو إليها الرئيس بري اليوم، ويرجح أن تنعقد بمن حضر، بعد غد الخميس، إذا اكتمل نصابها؟.
/+++++++++++++++++++++++++++++++++++/
الأخبار//
برّي: سأترك لكم السلطة//
الحريري يرشّح عون خلال 48 ساعة ومعركة العهد بدأت//
“بات من شبه المحسوم لدى غالبية القوى السياسية ان العماد ميشال عون سيُنتخب رئيساً للجمهورية، قريباً جداً، إلا إذا حدث ما ليس في حسبان أحد. ولأجل ذلك، بدأت معركة العهد المقبل. أول شاهري السيف، الرئيس نبيه بري، الذي يؤكد أنه بات منذ الآن في صفوف معارضة «عهد العودة إلى ميثاق 1943»!
النصاب العددي لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية بات شبه مكتمل. الرئيس سعد الحريري الذي عاد من الرياض أمس، استقبل مساء رئيس دائرة افريقيا والشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية جيروم بونافون يرافقه السفير الفرنسي ايمانويل بون، وأقام لهما مأدبة عشاء حضرها الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ووزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج والنائب عاطف مجدلاني.
ومن المنتظر أن يرأس اليوم جلسة لكتلة المستقبل، تكون في إطار الإعداد لخطوة إعلانه ترشيح عون في الساعات المقبلة. وبات مرجّحاً أن يقدم الحريري على خطوته غداً. وإلى غالبية نواب كتلة المستقبل، يُضاف نواب حزب الله وغالبية نواب اللقاء الديمقراطي وــ بطبيعة الحال ــ تكتل التغيير والإصلاح. عدد النواب المطلوب لوصول عون إلى بعبدا بات متوافراً. لكن المشكلة في مكان آخر. لم يسبق في السنوات العشر الماضية ان كان موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري بالحدة التي يواجه بها ترشيح عون إلى الرئاسة. تقول مصادر رئيس المجلس: “مبروك، انتصر خيار سعد الحريري، وأعاد مع عون إحياء ميثاق الـ43. ونحن سنكون خارج السلطة، في صفوف المعارضة”. القوى السياسية التي شاركت في اتفاق الطائف تقول دوماً إن الحرب الاهلية وليدة ميثاق الـ43. “صحيح”، تعلّق المصادر، مضيفة: “وما يقومون به سيؤدي إلى حرب أهلية. ونحن سنقاتل دفاعاً عنّا وعن حزب الله”! هل الاستعراض العسكري في ذكرى عاشوراء في النبطية رسالة بهذا الخصوص؟ “مشهد النبطية سخيف مقارنة بما يمكن ان نقوم به لإسقاط العودة إلى ما قبل الطائف”. ترى مصادر رئيس المجلس أن ما يقوم به الحريري وعون يستهدف “تجربة الشراكة مع الشيعية السياسية بعد اتفاق الطائف، ونحن لن نرضى بالمشاركة في هذه اللعبة. فليعتادوا حكومات يكون فيها حزب الله المؤتمن على حصة الطائفة الشيعية في الدولة”.
وماذا عن موقف الحزب؟ يجيب المقربون من رئيس المجلس: “الحزب يرفض. وهذا الامر ليس سهلاً عليه”. العلاقة بين حركة امل وحزب الله هي في “أعلى درجات التماسك. ونحن نثق جداً جداً جداً جداً بالسيد حسن نصرالله. وكما قال الرئيس بري، لن نسمح لأحد بأن يدخل بيننا”. لكن هل من الممكن ان تفترقا رئاسياً؟ يجيب أحد معاوني بري بالقول: “نحن مرشحنا الرئاسي سليمان فرنجية. واحترمنا موقف حزب الله الداعم لعون، رغم اننا طرحنا نحو 50 سؤالا على الحزب تتعلّق بمزايا كل من عون وفرنجية، وكانت أجوبة الحزب تدل على أن فرنجية أفضل من عون، لكنهم ملتزمون بعون أدبياً. وكما احترموا موقفنا إلى جانب رئيس المردة، نحترم التزامهم بعون. نحن والحزب لن نختلف. ثمة تشنّج يظهر على وسائل التواصل الاجتماعي، لكننا مصرون على عدم حدوث مشاكل بين مناصرينا ومناصريهم”. يعدّد معاونو بري أسباب تحفّظهم على ترشيح الجنرال: “اولاً، سليمان فرنجية يطمئننا أكثر من عون. كلام باسيل في مقابلته الاخيرة، وتجنّب الحديث عن المقاومة، وطريقة تعليقه على قتال حزب الله في سوريا، لا تطمئن. وفي تفاهمهم مع سمير جعجع، هم ينصّبونه ولياً للعهد لقيادة الاكثرية المسيحية. أضف إلى ذلك أن جبران باسيل ونادر الحريري اتفقا على كل شيء. اتفقا على منح وزارة سيادية للقوات اللبنانية، وعلى النفط، وعلى وزارة المالية، وعلى قيادة الجيش، وحاكمية مصرف لبنان، وعلى ألا يُمنح المسيحيون المستقلون أي وزارة باستثناء وزارة واحدة للحريري. تخيّل انهما اتفقا على حكومة ما قبل الانتخابات، وعلى حكومة ما بعد الانتخابات التي ستكون كافة الوزارات المسيحية فيها من حصة القوات والتيار الوطني الحر”. وهنا، تجزم المصادر ذاتها بأن الحريري اشترط الإبقاء على قانون الستين، معبّرة عن استياء من الحريري لا يقل عن الغضب على عون. ألم يقل رئيس المجلس إنه مع سعد الحريري ظالماً ومظلوماً؟ “بلى. نحن مع سعد في مواجهة التطرف وأشرف ريفي، لا في العودة إلى ثنائية عام 1943”. تنفي المصادر أن يكون بري قد رفض لقاء باسيل. تؤكد أن ما جرى، قبل الجولة الأخيرة لوزير الخارجية على الشخصيات السياسية، انه طلب موعداً للقاء رئيس حركة امل، لكن الأخير “كان مشغولاً في تلك الفترة، فقال لجبران: إذا في شي، شوف (وزير المالية) علي (حسن خليل). لكن يبدو أن جبران صار اكبر من الحكي مع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب”. ما تقدّم لا يعني ان باب التسويات مقفل. “نحن ضد وصول ميشال عون إلى بعبدا، ونحن لن نوافق على هذه التسوية التي لم نكن شركاء فيها. هم مش قاريين حدا، فلماذا سنشارك في سلطتهم؟”. والحل؟ “موقفنا سيبقى على ما هو عليه، إلا إذا حصلت تطورات سياسية غير محسوبة، كأن يتراجع فرنجية عن ترشّحه. فعندها لا حول ولا قوة إلا بالله”.
لا ينفي معاونو بري تعمّد رئيس المجلس تشجيع فرنجية على الاستمرار بترشّحه: “نحن متمسكون به بكلتا يدينا”. هل يعني ذلك إقفال كل أبواب التفاهم مع عون والحريري؟ “كلا. عليهما أولاً أن يعلما ان التفاهم مع حزب الله لا يعني تفاهماً معنا. وأن مشكلتهما معنا ليست على حصة او منصب او حقيبة وزارية. عليهما أن يتخليا عن اتفاق العودة إلى ثنائية الـ43، وأن يرجعا إلى طاولة الحوار حيث نناقش مستقبل البلد. خلاف ذلك، فلنذهب إلى مجلس النواب، وليربح من يربح. وإذا فاز الجنرال، فسنهنّئه، وننتقل إلى صفوف المعارضة. على الأقل، تصبح لدينا مادة للحديث على المنابر بدل تكرار كلام لا طائل منه”.
يبدو حزب الله، الداعم لوصول عون إلى الرئاسة، متفهماً لموقف بري. إذ علمت “الأخبار” ان مسؤولين في الحزب بعثوا برسائل إلى الجنرال تقول إنه لا بد من التفاهم مع رئيس المجلس النيابي. ونصح المسؤولون مقربين من رئيس تكتل التغيير والإصلاح بضرورة ان يبادر باتجاه بري، لكن الأخير سيغادر لبنان هذا الأسبوع في رحلة طويلة نسبياً، ولن يكون الوقت الفاصل بين عودته وجلسة الانتخاب في 31 تشرين الاول كافياً لعقد تفاهمات. ما العمل إذاً؟ لا يبدو موعد جلسة الانتخاب في 31 تشرين الأول مقدّساً، “فمن انتظر نضج تسوية فرنجية سنة، يمكنه ان يمنح ترشيح عون أسابيع إضافية”.
قضية الطراس: هل تتكرر الوساطة مرتين؟
قرر قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا إخلاء سبيل الشيخ بسام الطراس بسند إقامة، إلّا أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر استأنف قرار إخلاء السبيل. وأحيل الملف إلى محكمة التمييز العسكرية لبتّه، فيما حدد الاثنين المقبل موعد الجلسة الثانية للاستماع إلى الطراس. وقد برر القاضي أبو غيدا قراره بتصديق إخلاء السبيل بأنه «لم يثبت لديه أن الطراس متورط في أي عمل أمني». وعلمت «الأخبار» من مصادر قضائية أن «الطراس ذكر أمام أبو غيدا أنه تواصل مع شيخ ينتمي إلى تنظيم داعش من دون علمه بذلك». أما في ما يتعلق بإفادة الموقوف علي غانم، العنصر الرئيسي في تفجير كسارة الذي ضغط على زر التفجير، فقد اعترف بأنّ الطراس عرّفه على العقل المدبر لتفجير كسارة المعروف بـ«أبو البراء» (تبين أنه نفسه محمد قاسم الأحمد، أمير خلية الناعمة والمسؤول عن تفجير السيارة المفخخة في الرويس). وذكر غانم أن الطراس طلب منه أن ينفذ كل ما يطلبه «أبو البراء» منه. غير أن غانم، بحسب المصادر القضائية، عاد لينكر إفادته أمام مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر. ولا يمرّ كل ما سبق من دون تشكيك، لا سيما أنه مرتبط بـ«مسرحية» الوساطة السياسية والقضائية التي افتُعلت لإخراج الطراس من التوقيف. والقاضي الذي أنكر أمامه الموقوف غانم إفادته، هو نفسه من كان سابقاً قد توسط لإطلاقه، باعثاً بمعاونه القاضي هاني حلمي الحجار ليل الأحد، للسهر على عدم بقاء المفتي السابق موقوفاً، علماً بأن تحقيقات الأمن العام وداتا الاتصالات للشيخ الموقوف وتسريبات التحقيق لدى فرع المعلومات، تُظهر أن الطراس تواصل مع ثلاثة من أخطر الإرهابيين الذين نفّذوا عمليات إرهابية في لبنان.
/+++++++++++++++++++++++++++++++++++/
اللواء//
الحريري مصرّ على ترشيح عون.. ويواجه شروطاً تعجيزية في رئاسة الحكومة//
حزب الله: غير معنيين بتفاهمات باسيل – الحريري والجلسة التشريعية بمشاركة مسيحية غداً//
“قضي الأمر. فالرئيس سعد الحريري، وفقاً للسيناريو العوني، سينهي هذا الأسبوع، ملف إعلان ترشيح النائب ميشال عون للرئاسة الأولى، وبالتالي، سيتعين على المرشح الرئاسي رئيس تكتل الإصلاح والتغيير ان ينتقل إلى مرحلة ما بعد الترشيح بزيارتين لكل من الرئيس نبيه برّي والنائب سليمان فرنجية، لإزالة التباينات والتفاهم مع الأوّل على الضمانات السلة، واحتواء الثاني والتمني عليه الخروج طوعاً من الترشيح، ليوفر النائب عون أمامه فرصة الرئيس الإجماع.
الا ان هذا السيناريو العوني يغفل عن عمد أو عن غير عمد الجوانب الأخرى ذات الصلة للمشهد الرئاسي اللبناني، سواء في ما يتعلق برئاسة الحكومة، وسلة الشروط المطلوبة من الرئيس الحريري، أو التقاطعات الدولية والإقليمية المتباينة حول وضعية لبنان، في ضوء محاولات وقف النار في اليمن، وتقدم المواجهة في حلب والموصل ضد «داعش»، ومجموعات المعارضة المسلحة في هذين البلدين.
ولا تخفي مصادر في تكتل «الاصلاح والتغيير» ارتياحها من المسار الإيجابي المتقدم للمعطيات اللبنانية لمصلحة النائب عون، لكنها لا تخفي في الوقت عينه، خشيتها من مفاجآت العنصر الخارجي الذي ما يزال عاملاً مؤثراً، ان كان في لعبة التوازنات الداخلية، أو مسار المشاورات الرئاسية.
أسئلة مقلقة
ووسط أسئلة مقلقة حول ما إذا كان الرئيس الحريري ضمن السيناريو المعلن لجهة مؤيدي عون («حزب الله» و«القوات اللبنانية) سيقدم على السير بخطوة ليست سهلة، وهي محفوفة بالمخاطر، ان لجهة سلّة الشروط المتعلقة بتشكيل الحكومة، أو السير عكس الرياح التي يشتهيها الرئيس برّي، وكلا الوصفين محفوف بالمخاطر لجهة فرصته من ان يكون ممكناً.
فبالنسبة لرياح رئيس المجلس، فالتحدي الكبير: هل يمكن ان يكتب لأي مبادرة النجاح من دون مباركة الرئيس برّي؟
اما بالنسبة لرياح رئاسة الحكومة، فالمعلومات تتحدث ان العقد لم تعد محصورة في شخصية رئيس الجمهورية، بل بدأت تظهر في رئاسة الحكومة، عبر تناهي مواقف من «حزب الله» ودمشق تعترض على وصول الرئيس الحريري إلى السراي الكبير.
ومن الشروط التعجيزية التي جرى الكشف عنها:
1- التخلي عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وهو شرط سبق وحدثت حوله مفاوضات أدّت إلى الاطاحة بصيغة عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة بعد استقالته في العام 2011 عندما انسحب 11 وزيراً من حكومته هم وزراء 8 آذار و«التيار الوطني الحر».
2- وقف الحملات الإعلامية والسياسية على نظام الرئيس بشار الأسد، وإعادة تطبيع العلاقات اللبنانية – السورية.
3- وقف الحملات على مشاركة «حزب الله» إلى جانب النظام السوري في قتال المعارضة.
وكشف مصدر مطلع ان اتصالات تجري من أجل تدوير الزوايا لهذه الشروط – العقد، قبل ان يعلن الرئيس الحريري موقفه النهائي من ترشيح عون.
«حزب الله»
وعلى هذا الصعيد، علمت «اللواء» ان المعاونين السياسيين لكل من الرئيس برّي الوزير علي حسن خليل والأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله الحاج حسين الخليل، التقيا الليلة الماضية، وتداولا في الوضع الرئاسي المستجد وحسابات كل من «حزب الله» وحركة «أمل» تجاه تبني ترشيح عون أو معارضته، وما يتوجّب فعله بعد الإعلان الرسمي من قبل رئيس تيّار «المستقبل».
وفي معلومات «اللواء» ان «حزب الله» كرّر على مسامع وزير المال ان حلفاءه في 8 آذار غير معنيين بالضمانات والتفاهمات التي تمّ التوصّل إليها أو التوقيع عليها بين وزير الخارجية جبران باسيل وبين مدير مكتب الرئيس الحريري السيّد نادر الحريري، فضلاً عن ان الحزب نفسه لا يعتبر انه معني بهذه التفاهمات، وإن كان حليفه عون طرفاً فيها.
الترشيح خلال أيام
اما في ما خص الخطوات الاجرائية لاعلان الترشيح، فقد ترددت معلومات بأن الرئيس الحريري يعتزم إعلان هذا الترشيح عبر شاشة التلفزيون، لكن مصادر نيابية في كتلة «المستقبل» جزمت بأن هذا الترشيح سيتم من خلال اجتماع لكتلة «المستقبل» يفترض ان يعقد اما اليوم أو الخميس المقبل، بعد ان يجري تقييم للموقف، وخلاصة المشاورات التي أجراها على مدى الأسابيع الماضية.
وقالت المصادر ان موعد الاجتماع يفترض ان يبت اليوم، على اعتبار ان الموعد لا يتقرر عادة الا في اليوم نفسه لاعتبارات أمنية.
مزاج الشارع
وإذا كانت أوساط عين التينة لا ترى مؤشراً جدياً على إمكان انتخاب عون في جلسة 31 تشرين أول، في ظل ترجيحات أن تكون كسابقاتها، فإن الدوائر العونية التي تكاد تنتشي على معلومات أن مسار وصول عون إلى الرئاسة الأولى ثابت، تنصح في الوقت عينه باستمرار التحضير لاستنفار الشارع العوني إذا ما حدثت مفاجآت بدّلت المشهد الجاري رأساً على عقب، مع العلم أن مزاج الشارع الإسلامي غير متحمّس لوصول عون إلى قصر بعبدا، فعدا اليافاطات والشعارات التي رُفعت، والمواقف التي عبّر عنها ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي (الفايسبوك وتويتر) فقد دلّ استطلاع «اللواء» رداً على سؤال: هل يمكن انتخاب عون رئيساً في جلسة 31 تشرين؟ أن غالبية المصوّتين على السؤال توزعوا بين 24 في المائة قالوا : نعم و76 في المائة قالوا: لا، في حين أن مزاج الشارع الشيعي، لا سيما بعد الاعتداء في احتفال التيار ببعبدا على مراسلة N.B.N الزميلة رشا الزين، آخد في الإتساع لجهة الامتعاض من دعم ترشيح عون للرئاسة الأولى.
وليس أبلغ تعبير عن مزاج الشارع الإسلامي، من صراحة الرئيس نجيب ميقاتي لوفد «التيار العوني» الذي زاره أمس، عندما أبلغه بأن هناك هوّة كبيرة جداً بين شريحة من اللبنانيين وخاصة من أمثّل (الجمهور السنّي) ومرشح «التيار الوطني الحر».
وبالنسبة لرئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الموجود في بيروت فقد قالت أوساطه أنه لن يُحدّد موقفه النهائي قبل أن يلتقي الرئيس برّي الذي بعث إليه بإشارات عقّب على تغريداته الأخيرة، والتي كان آخرها قوله: «العين ساهرة، وكلمة السر مشفّرة، وحلّوها يا شباب»، وذلك إلحاقاً بتغريدته الشهيرة والتي قال فيها: «أتت كلمة السر يبدو.. الله يستر».
موفد فرنسي
في غضون ذلك، ووفقاً لما أشارت إليه «اللواء» أمس بدأ الموفد الفرنسي رئيس دائرة افريقيا والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية جيروم بونافون، أمس، مهمته في بيروت موفداً من «الكي دورسيه» لاستطلاع القيادات السياسية لمعرفة مدى إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة النيابية المقررة في 31 الشهر الحالي، بالإضافة إلى رأي هذه القيادات تنظيم مؤتمر دولي لدعم لبنان حيال مسألة النازحين واستمرار الشغور الرئاسي، على ان يعقد هذا المؤتمر قبل نهاية العام.
وفي هذا السياق، جال الموفد على كل من البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب، والرئيس الحريري في «بيت الوسط».
واستكمل الاجتماع إلى مأدبة عشاء أقامها الرئيس الحريري على شرف بونافون، حضرها الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ووزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج والنائب عاطف مجدلاني.
ونقل بونافون، وفقاً للمكتب الإعلامي لجعجع، قلق فرنسا على الوضع الاقتصادي والمعيشي في لبنان الذي بدأ يلامس حدود الإنهيار، كما وضع زيارته في إطار استطلاع القيادات السياسية لمعرفة مدى إمكانية انتخاب رئيس جمهورية في جلسة الانتخاب المقبلة.
جلسة التشريع
وبالنسبة للجلسة التشريعية، والتي كانت موضع مشاورات جرت أمس بين الرئيسن برّي وتمام سلام، رجحت مصادر نيابية أن تعقد جلسة التشريع الأربعاء بدل الخميس تلافياً لتضارب الموعد مع جلسة مجلس الوزراء المقررة الخميس المقبل، على أن تستكمل الجلسة بعد ظهر الخميس، إذا احتاج الأمر لذلك، مشيرة إلى أن اجتماع مكتب المجلس الذي سيجتمع اليوم بعد جلسة انتخاب اللجان النيابية يفترض أن يحسم الخيار النهائي للجلسة التشريعية والتي يريد الرئيس برّي عقدها بأسرع وقت، وقبل سفره المقرّر إلى جنيف في 21 الحالي، لافتة إلى أن الرئيس برّي سبق أن وزّع جدول الأعمال على النواب السبت تلافياً لشرط مرور 48 ساعة على الدعوة للجلسة.
وفي معلومات «اللواء» أن مسألة مشاركة الكتل المسيحية في الجلسة، ولا سيما كتلتي «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» باتت مرجحة بعد أن تمّ الاتفاق على مخرج وصف بأنه جيّد لشرط قانون الانتخاب.
ويقضي المخرج الذي اقترحته «القوات» بعد ظهر أمس بأن يُصار إلى وضع قانون الانتخاب على جدول الأعمال بشكل معجل مكرر لطمأنة الكتل المسيحية، علماً أنه يعود للهيئة العامة البتّ بهذا الأمر أثناء الجلسة.
إعتصام النقل البرّي
نقابياً، أعلن رئيس اتحادات ونقابات النقل البري بسام طليس أن «الإعتصام المفتوح مستمر في كل مراكز المعاينة الميكانيكية في لبنان، إلى حين اتخاذ مجلس الوزراء القرار المناسب، وهم في انتظار ما سيصدر عنه الخميس المقبل».
وكان قطاع النقل البري بدأ اعتصاماً مفتوحاً منذ ساعات الصباح الأولى أمام مركز المعاينة في الحدث احتجاجاً على زيادة الرسوم الميكانيكية. وشهدت الطرقات المؤدّية إلى مركز المعاينة، ازدحاماً نتيجة توقف الشاحنات والسيارات أمام المركز وترافق الإعتصام مع إقفال مراكز المعاينة في المناطق اللبنانية كافة.
/+++++++++++++++++++++++++++++++++++/
البناء//
واشنطن تتريّث بانتظارالموصل… وموسكو تفتح الخميس باب خروج المسلحين//
الحريري يعلن اليوم من كتلته ترشيح عون لتبدأ المشاورات الصعبة//
هل يعلن بري ترشيح فرنجية ويضع جلسة 31 بين التنافس والتأجيل؟//
“المشهد الإقليمي الذي خطفت أضواءَه معركة تحرير الموصل من سيطرة داعش، بدا مراوحة في المكان على صعيد الاتصالات الخاصة بسورية، من دون توقفها رغم عدم عودة المتحاورين في لوزان إلى اللقاء، كما وعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، فإدارته لا تبدو مستعجلة لحلحلة تفرضها على حلفائها المنخرطين في الحرب في سورية، وخصوصاً تركيا والسعودية، ومَن معهما من الجماعات المسلحة، بينما تبدو الأولوية السعودية يمنية والأولوية التركية عراقية، لذلك تقول مصادر إعلامية أميركية مقرّبة من البنتاغون، إنّ تحقيق إنجاز نوعي في معركة الموصل سيكون كافياً بالنسبة للأيام المتبقية من ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما ودعماً مناسباً لمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، فيما يبدو الإنجاز على المسار السوري أشدّ تعقيداً، سواء بسبب عدم حماسة الأفرقاء المعنيين لتعويم التفاهم الروسي الأميركي، الذي كان أفضل ما يمكن بلوغه على المسار السياسي، أو بسبب عدم حماسة العسكريين الأميركيين لقيود تعاون مع العسكريين الروس تستدعي السير بالتفاهمات المتعددة، خصوصاً ما يتمثل بالأسلحة الاستراتيجية التي تسبّب حرجاً كبيراً للبنتاغون ونظرته لمستقبل اقتصاديات صناعة الأسلحة الصاروخية ومكانتها في اقتصاد أميركي مأزوم، فيصير التشاور على نار هادئة هو الأمثل، بعد قناعة الذين اجتمعوا في لوزان على أهمية مواصلة السعي لإيجاد تفاهمات، ربما تبدأ من اليمن، وتتواصل في سورية.
مندوب روسيا رئيس مجلس الأمن فيتالي تشوركين، قال بعد جلسة استماع للمبعوث الأممي الخاص في سورية ستيفان دي ميستورا، أرادها المشاركون في لوزان بديلاً عن اجتماعهم، قال إن لا تقدّم إلا بالاستعداد للمناقشة البراغماتية، لكن لا إنجاز في مجال فصل جبهة النصرة عن المعارضة، وفقاً لما تراه روسيا طريقاً لوقف الأعمال العدائية، وما تضمّنه التفاهم الروسي الأميركي، وما سلّم به المجتمعون في لوزان، ولذلك قال تشوركين إنّ وقف النار الذي أعلنته موسكو من طرف واحد في شرق حلب لثماني ساعات يوم الخميس المقبل، هو محاولة لفتح الباب لخروج المسلحين، مشيراً إلى أنّ تعداد عناصر النصرة شرق حلب يقارب أحد عشر مسلحاً وفقاً لوزير الخارجية البريطاني، وليس قرابة الألف، كما سبق وقال المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.
المراوحة السياسية، مع التسليم بعدم التصعيد، عبّر عنه موقف الاتحاد الأوروبي الذي صعّد كلامياً ضدّ روسيا وحلفائها في سورية، لكنه رفض السير بنهج العقوبات، خلافاً لما سبق ولوّح به الفرنسيون والبريطانيون. بينما سجل الميدان العسكري في سورية مواصلة للعمليات الواسعة والمتسارعة للجيش السوري والحلفاء في شرق حلب، وفي شمال حماة، وفي ريف دمشق، ليقرّر هذا الميدان جولة سياسية جديدة كما في كلّ مرة.
مقابل هذه المراوحة السياسية والحماوة العسكرية في سورية، تقدّم لمساعي وقف النار في اليمن مع إعلان حكومة منصور هادي الموافقة على وقف للنار لاثنتين وسبعين ساعة يشمل وقف الغارات السعودية، ووقف العمليات الحدودية السعودية اليمنية. بينما كانت معارك الموصل في ذروتها، حيث يخوض الجيش العراقي والبشمركة والحشد الشعبي، بمشاركة خمسة آلاف جندي أميركي من الوحدات الخاصة، وغطاء ناري يقدمه الطيران الأميركي، بينما لا يزال التقدّم بوجه داعش محصوراً في الجوار الريفي، بانتظار ما ستسفر عنه لحظات المواجهة الأولى في المدينة، وترسم عبره مسار المعركة.
لبنانياً، يبدو الارتباك والانشغال على المستويين الدولي والإقليمي، سبباً لضياع لبناني في التعامل مع الاستحقاق الرئاسي، فبينما يحسم الرئيس سعد الحريري خيار ترشيح العماد ميشال عون، وينتظر وفقاً لمصادر مطلعة أن يعلن هذا الترشيح بعد اجتماع دعا كتلته إليه اليوم، مطلقاً بذلك ماراتون الاتصالات التي يزمع العماد عون مباشرتها كمرشح يحظى بدعم يؤهّله السعي للحصول على الإجماع، ترى مصادر المتشائمين تجاه مسعى الحريري وعون أنّ المبادرة الحريرية تأتي بلا تغطية دولية وإقليمية، وهذا وجه إيجابي من جهة يرجّح مساحة اللبننة، لكنه يخفض فاتورة الحريري التي كانت ترتبط بها خياراته الرئاسية بما يجلبه معه من دعم خارجي لهذه الخيارات. وتضيف هذه المصادر بالقول إنّ ما حصل عليه الحريري وفقاً للمعلومات المتداولة من مفاوضاته مع فريق العماد عون، تصحّ في حالة الحريري القويّ محلياً وصاحب التغطية الدولية والإقليمية، ولا تصحّ عندها إلا عندما يتشارك الجميع في التزامها، لكن في وضع الحريري المأزوم من جهة وحاجته الماسة لتسوية تعود به إلى رئاسة الحكومة، وما يجعله في وضع المطالب بسداد فاتورة إنقاذ من مأزق، وبغياب أيّ تغطية دولية وإقليمية يمنحها وجوده في أي تسوية، يصير ما منح له خطأ مزدوجاً، مبالغة وتفريطاً من جهة، وتخطياً للشركاء من جهة أخرى، وتقول المصادر إنّ ما يفترضه البعض من جولة بروتوكولية للعماد عون ليقف على خاطر رئيس المجلس النيابي نبيه بري، هي اختزال لقضية سياسية كبرى بالمجاملات، فالرئيس بري لا مشكلة لديه مع العماد عون، لكنه لا يحب تناول الطبخات الجاهزة، ولا الديليفري.
المصادر ذاتها لم تستبعد أن يكون موعد بري وعون بعد عودة بري من سفره للمشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي بصفتيه كرئيس للبرلمان اللبناني وكرئيس للاتحاد البرلماني العربي، ما يجعل المهلة الفاصلة عن جلسة نهاية الشهر الحالي لإنضاج أيّ تفاهمات حقيقية غير كافية، ويطرح تأجيل الجلسة لموعد ثانٍ، يتيح مواصلة التشاور، إلا إذا اعتبر العماد عون والرئيس الحريري أنّ تفاهمهما كافٍ للنزول إلى جلسة الانتخاب، التي يحضرها نواب كتلة التنمية والتحرير التي يترأسها الرئيس بري، بصورة دائمة، وبالتالي اكتفاءهما برفع العتب مع الرئيس بري، ما قد يجعل من إقدام بري على إعلان دعمه لترشيح النائب سليمان فرنجية وارداً، وترك التنافس تحت قبة البرلمان يحسم اسم الرئيس، أو الذهاب إلى التأجيل.
الرئاسة في أسبوعها الحاسم!
دخلت رئاسة الجمهورية أسبوعها الحاسم الذي ينتظره اللبنانيون وأنظارهم مشدودة الى الموقف النهائي للرئيس سعد الحريري، الذي عاد مساء أمس الى لبنان، من ترشيح العماد ميشال عون.
ومن المتوقع أن يضع الحريري كتلته النيابية اليوم التي ستجتمع برئاسته في أجواء جولته الخارجية التي شملت باريس والرياض، بحسب ما قالت مصادر تيار المستقبل لـ «البناء». وعن احتمال إبلاغ الحريري الكتلة موقفه الحاسم من مسألة الرئاسة، «فضلت المصادر انتظار ما سيقوله الحريري».
وعن موقف السعودية وتغريدة النائب وليد جنبلاط حول وصول كلمة السر، أجابت المصادر: إسألو جنبلاط. وحيال حديث عضو الكتلة النائب أحمد فتفت عن أن الوضع الإقليمي الراهن غير مهيّأ ولا يسمح بتسوية رئاسية في لبنان، قالت المصادر: هذا رأيه الشخصي، لكن سيطلعنا الحريري عن رؤيته للوضع الإقليمي من خلال جولته الخارجية.
التسوية بخواتيمها…
ومن المتوقع أن يبدأ الحريري جولة داخلية على القيادات السياسية، قالت مصادر عين التينة لـ «البناء» إن رئيس المجلس النيابي نبيه بري لا يعارض الوضع المستجد للرئاسة لمجرد المعارضة، وهو قال علناً إنني أميل الى الوزير سليمان فرنجية ولا مانع لديه من خوض غمار اللعبة الديمقراطية في المجلس بين مرشحين. فالأمر يتعلق بالميل والانسجام والقناعات السياسية، فكما لحزب الله مرشحه عون ونحترم خياره فلنا مرشحنا. فهناك خلل بين بري والجنرال في المواقف حول شرعية وقانونية المجلس النيابي الذي سينتخبه رئيساً إذا حاز على الأغلبية أو الإجماع»، كما أن بري لديه أجندة داخلية تعكس بنود طاولة الحوار الذي تمّ نسفه تحت ذريعة الميثاقية في ظل شلل المؤسسات وكأن بري يضرب الميثاقية». وأشارت المصادر أن «رئيس المجلس لا مانع لديه من أي لقاءات مع عون، فالقنوات السياسية مفتوحة منذ فترة ولا قطيعة، وبالتأكيد ستحصل جولات وزيارات، لكن ليست زيارات بروتوكولية بل يجب أن تحمل تفاهماً حول عناوين سياسية رئيسية لتسلك أي تسوية رئاسية خواتيمها».
كاسحة جليد للعهد الجديد…
وقالت مصادر كتلة التنمية والتحرير لـ «البناء» إن «الغموض والمراوحة لا يزالان سيدَيْ الموقف في الرئاسة ونشهد ولادة متعثرة للرئيس التي تواجهه عقد إقليمية ومأزق داخلي»، مشيرة الى أن «رئيس المجلس ينتظر أين سترسو جولة الحريري ودورة اتصالاته، لكنه يرى أن المشهد الإقليمي غامض ولم يصدر عن الراعي الإقليمي موقف حاسم وواضح»، مضيفة: «لا يجوز وضع العربة قبل الحصان وبعد إعلان ترشيح الحريري لعون سيتحدث بري في مروحة النصائح كي لا يسمّيها سلة التي تسبب الحساسية لدى البعض، وكأنها أمر مبتكر».
واعتبرت المصادر أن الوزير جبران باسيل والسيد نادر الحريري لا يشكلان الرافعة السياسية الداخلية في ملف الرئاسة الذي يعني اللبنانيين جميعاً، وبالتالي هناك نقص في المشهد الرئاسي الذي لم يكتمل وإن حصلت اتفاقات ثنائية وصلت الى حدود تعيينات حاكم مصرف لبنان وقائد الجيش وتفصيلة الحكومة والوزراء، فالرئاسة بحسب الرئيس بري تحتاج الى سلة ككاسحة جليد أمام العهد الجديد تتضمن عقدة البيان الوزاري كي لا نستعين بقواميس العالم لصياغة معادلة الجيش والشعب والمقاومة، كما تتضمّن جميع المواضيع السياسية التي تتعلق بآلية الحكم فضلاً عن سلاح المقاومة وقانون الانتخاب، فهل سنذهب الى تسوية على قانون الستين أم نمدّد فترة محددة أم ماذا؟
الحريري أبلغ عون موقفه الحاسم
الأجواء التفاؤلية هي السائدة لدى قيادة وجمهور التيار الوطني الحر بشأن ترشيح الجنرال عون، بحسب ما قال مصدر قيادي في التيار لـ «البناء»، لكنه استدرك بحذر قائلاً «لا تقول فول حتى يصير بالمكيول». وكشف المصدر أن «الحريري بعث برسائل الى عون منذ أيام بأنه قد حسم أمره بترشيحه للرئاسة وسيجاهر بذلك في غضون أيام قليلة كي يعمل على تخريج موقفه داخل كتلته وتياره».
بري شريك الميثاق ولن يعرقل
وأوضح المصدر أن لا مشكلة أو عقدة تعجيزية اليوم تحول دون وصول الجنرال الى بعبدا. وهو الذي يحظى بدعم حزب الله والقوات اللبنانية في ما الكتائب أبدوا انفتاحهم ولم يمانعوا، أما الرئيس نبيه بري فلن يكون هو الجهة المعرقلة للحل ولوصول عون، خصوصاً أن هناك حواراً مفتوحاً بدأ منذ فترة في ملفات عدة بين عين التينة والرابية التي تأبى أن يكون بري خارج أي عملية ميثاقية، بل هو شريك أساسي فيها. ولفت المصدر العوني الى أن «الجنرال يرفض منطق الصفقات الثنائية والثلاثية ضد الآخرين في الوطن، بل يريد إعادة بناء جهاز الحكم والدولة التي تفترض الشراكة الكاملة والتفاهم بين الجميع».
كما توقع المصدر أن «يحصل لقاء ثلاثي بين بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والجنرال عون بعد حسم الحريري موقفه لتذليل العقبات وتعبيد الطريق». وأشار المصدر الى أنه «لا اتفاقات بمعنى التحاصص بين الحريري وعون، بل تفاهمات على عناوين وطنية عريضة والسيبة الثلاثية الأضلاع هي أساس هذه التفاهمات، أي وصول الرؤساء الأقوياء في طوائفهم، وبالتالي الحريري رئيساً للحكومة وبري لرئاسة المجلس أما الحقائب فلم يتمّ التطرق إليها، فيتم الاتفاق عليها لاحقاً لأن تشكيل الحكومة من مهمة رئيس الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية الذي يبدي رأيه ويوقع مرسوم تشكيلها».
هل وصلت كلمة السر؟
وبعد إعلان النائب وليد جنبلاط عبر «تويتر»، أن «كلمة السر يبدو أتت، الله يستر»، غرّد أمس قائلاً: «العين ساهرة وكلمة السر مشفرة… وحلّوها يا شباب»! وعلق المصدر العوني على التغريدة قائلاً: «هو يبشر بقدوم عون الى بعبدا كما بشّر بالتسونامي العوني عقب عودة الجنرال الى لبنان في العام 2005. وهذه إشارة واضحة الى أن كلمة السر أتت من الرياض». وتساءل المصدر: «لو عاد الوزير وائل أبو فاعور من السعودية بفيتو على عون لقال ذلك في الإعلام، مؤكداً أن الحريري تلقى إشارات ايجابية من السعودية تجاه الترشيح حيث سنشهد بعده شبه إجماع على انتخاب عون».
هل يزور عون فرنجية؟
وأضاف المصدر أن «داخل كتلة المستقبل هناك أجواء متباينة، فريق الحريري المؤيد لخيار انتخاب عون وفريق السنيورة الذي يعتبر وصول الحريري الى رئاسة الحكومة خطراً عليه وعلى مستقبله السياسي ويعمل لوضع العصي في دواليب أي تفاهم أو تسوية. أما تيار المرده فلا مشكلة معهم وعند إعلان الحريري ترشيح عون سيرسل عون وفداً الى بنشعي ولا مانع من أن يذهب هو شخصياً ويتفاهم مع الوزير سليمان فرنجية حول المرحلة المقبلة. فالعلاقة لم تصل الى مرحلة القطيعة». وختم المصدر بسؤال: إذا جاهر الحريري فمن سيعرقل حينها؟ ومَن سيتحمّل مسؤولية تخريب البلد؟ عون جاهز ويمد يده لجميع الأطراف.
وفد «التيار» عند ميقاتي…
وفي غضون ذلك واصل «التيار الوطني الحر» جولته على الأطراف المحليين، حيث زار وفد منه أمس الرئيس نجيب ميقاتي الذي أعلن «أنني أوضحت للتيار أن ثمة هوة كبيرة جداً بين شريحة من اللبنانيين، وخاصة مَن أمثل، ومرشح «التيار»، وشرحت أن أية اتفاقات ثنائية لا يمكن أن تلغي التراكمات التاريخية التي حصلت على صعيد العلاقة بين جميع اللبنانيين».
انتخاب هيئة المكتب واللجان
على صعيد آخر، من المتوقع أن يدعو الرئيس بري الى جلسة تشريعية في وقت قريب، بحسب مصادر عين التينة.
وتعقد اليوم جلسة لانتخاب هيئة مكتب مجلس النواب واللجان النيابية، وأكد أمين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان مشاركة التكتل في الجلسة.
واستقبل بري في عين التينة رئيس الحكومة تمام سلام الذي غادر من دون الإدلاء بأي تصريح، وعلم أن الحديث تمحور حول الأوضاع والتطورات الراهنة على الصعد كافة.
الى ذلك، يغادر بري بيروت في 21 الحالي، ليشارك للمرة الأولى بصفتيه اللبنانية كرئيس مجلس نيابي، والعربية بعدما انتخب رئيساً للاتحاد البرلماني العربي، في المؤتمر السنوي للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف على أن يعود في 28 منه.
الإرهاب يغتال عز الدين في عرسال
أمنياً، وفي عملية ليست الأولى من نوعها في عرسال، اغتال الإرهاب الرقيب أول في الجيش اللبناني خالد عز الدين أمام منزله، وأوضح الجيش في بيان أن «شخصين ملثمين يستقلان دراجة نارية في بلدة عرسال، أقدما على إطلاق النار من سلاحين حربيين باتجاه الرقيب أول خالد عز الدين من عناصر الجيش، والذي كان موجوداً بالقرب من منزله، ما أدى إلى استشهاده على الفور».
وفي المقابل ردّ الجيش باستهداف مواقع للتنظيم بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ في جرود القاع ورأس بعلبك والمخيرمة في جرود عرسال ما أدى الى مقتل وجرح عدد من الإرهابيين.