خفت حدة الاشتباكات المسلحة التي اندلعت في مخيم عين الحلوة يوم أمس، بعد اغتيال بائع السمك سامر نجمة. وفور شيوع نبأ الاغتيال، اندلعت اشتباكات عنيفة، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، بين «عصبة الأنصار» و«الشباب السلفي في المخيم» من جهة، و«فتح» من جهة أخرى، تركزت في كل طرق وأزقة الشارع الفوقاني (مكان الاغتيال) وتحديدا ما بين البركسات ومدخل سوق الخضر، إذ تمركزت «فتح» في أول الشارع، و«عصبة الأنصار» في الوسط، في حين تمركزت في آخر الشارع لجهة سوق الخضر عناصر متشددة تابعة للسلفي المتشدد بلال بدر.
وقد اندلعت الاشتباكات بعد بيان لـ «الأنصار» أعلنت فيه أنها مستهدفة بالاغتيال وأن نجمة ينتمي إليها وهو من كوادرها في المخيم داعية إلى تسليمها القاتل فورا. لكنها أعلنت «أننا سنحاول قدر الإمكان أن لا نسبب أي أذى لأهلنا في المخيم، لكن الذي نفذ العملية لا بد أن ينال عقابه، والفاعل يجب أن يعاقب».
وأدت المعارك، إلى سقوط قتيل يدعى محمود اليمني لا ينتمي إلى اي فصيل وقد قتل خلال تواجده في محله لبيع المفروشات أثناء اندلاع الاشتباكات، كما أدت إلى إحتراق بيوت وسيارات خصوصا في محور أحياء عرب زبيدة ـ عبرة ـ طيطبا.
وتنقل المصادر الأمنية تخوّفها من احتمال تجدد الاشتباكات، ولا سيما أنّ المقبرة حيث سيُدفن القتيلان تقع في منطقة درب السيم التي تُسيطر عليها حركة فتح. فضلاً عن أن الجنازة ستمرّ في مناطق نفوذ القيادي الفتحاوي (المفصول من حركة فتح والمنتمي إلى تيار محمد دحلان) محمد عيسى الملقب بـ «اللينو». ومعظم الذين سيشاركون في الدفن مؤيدون للقوى الإسلامية التي تكنّ العداء لحركة فتح. وتتخوّف المصادر من احتمال وقوع مناوشات خلال التشييع، من شأنها أن تُشعل حرباً داخل المخيم. أحد المسؤولين في «عصبة الأنصار» الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أبلغ «الأخبار» بأن الجريمة طابعها فردي، لكنه وضعها في خانة تهديد أمن المخيم، ولا سيما أنّها ضربت عقر دار العصبة. فيما قال قيادي إسلامي آخر إنّ الجريمة تتحمّل مسؤوليتها حركة فتح، باعتبار أنها وقعت في حي الصفصاف، والقتلة أتوا من منطقة فتح.
ودخلت القيادة الفلسطينية على خط وقف الاشتباكات بعد تلقيها اتصالات من مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد خضر حمود، ومن الفعاليات السياسية لمدينة صيدا التي اعربت عن استيائها وانزعاجها من هذه الاشباكات ومن الرصاص الذي تساقط فوق أحياء المدينة وتسبب بإقفال عدد من مدارس صيدا المجاورة للمخيم. وعقدت لاحقا اجتماعات شاركت فيها «فتح» و«عصبة الأنصار» وقيادة الأمن الوطني الفلسطيني و«حركة حماس» واللجان الشعبية ولجان الأحياء، وقد اتفق الجميع على إنهاء الاقتتال وسحب المسلحين وتشكيل لجنة تحقيق بعملية الاغتيال وبالاشتباكات.
مركز الحقول للدراسات والنشر
22 كانون الأول 2016