معرض القاهرة للكتاب : تحالف الإهمال والغلاء وإقبال على … رجل دين سعودي ؟

"ويكيبيديا" : أيُّ تضليل موسوعي ينتشر يومياً!
ما بعد الحرب:إعادة تخيل النفوذ الأمريكي في “الشرق الأوسط الجديد”
“هوليوود إمبراطورية اليهود” ترجمة مصطفى الطناني

تكاثرت معارض الكتب في المدن العربية خلال العقدين الماضيين. وهي تؤشر إلى توسع ونمو سوق الكتاب. لكن هذا التوسع هو مؤشر كمي على استهلاك الكتاب وازدهار الثقافة العربية. محمدالحمامصي يرصد “نتائج” معرض الكتاب الدولي في القاهرة، ويقدم شهادة مؤلمة عن واقع سوق الكتاب العربي :
أمر محزن أن تتابع معرضالقاهرة الدولي للكتاب منذ ما يقرب منذ أكثر من 15 عاما وتراه من دورة لأخرىيتهاوى، كنا ننتقد الراحل د. سمير سرحان إلى درجة التشهير، إلى أن جاء الوقت الذيترحمنا فيه على أيامه، حيث كانت الثقافة المصرية بكل رموزها وكتابها وأدبائهاالصغار والكبار يشكلون وجه المعرض، وفجأة ذهب سمير سرحان ثم رحل، ليتولى المعرضناصر الأنصاري قادما من معهد العالم العربى بباريس، ولا أحد يعرف ماذا جرى، بدأتالمشكلات والأزمات من ناشرين وكتاب ومبدعين وإعلاميين سواء مع الهيئة أو مع الشركةالخاصة المسؤولة عن تنظيم المعرض، وانتشـــــار أســــواق الأسطوانات المدمجة (سيدي) وأشرطة الكاسيت والكتب المسموعة، إلى جانب أسواق المنتجات الغذائية من أكلوشراب، وأسواق التحف والهدايا والملابس، وكأن هناك مؤامرة تحاك لإسقاط سوق الكتابوالندوة الثقافية والأمسية الشعرية، أضف إلى كل هذا جانب التوقيت الذي مضت أربعسنوات وهو يتوافق مع الطقس السيئ وما يصاحبه من برودة شديدة ومطر، وهروب الجمهورالذي اعتاد الحضور حتى لمجرد النزهة والترفيه عن النفس والأطفال، وتراجع حجم الشراءفي ظل ظروف اقتصادية طاحنة بكل ما تعنيه الكلمة، وهذا العام أضيف لكل هذا أنالجمهور الصغير الذي أتيحت له الزيارة حتى اللحظة لاحظ ارتفاع ثمن الكتب الأدبيةبشكل خاص أي الكتب التي يمكنه اقتناؤها ومن ثم قراءتها، أما الكتب غير المرغوب فيهااقتناء وقراءة فهي لا تزال زهيدة الثمن، أما بالنسبة للكتاب الديني ودور النشرالخاصة به فلا يزال في الصدارة حيث يلاقى إقبالا كبيرا من جانب قطاع كبير منالملتحين والمحجبات والمنقبات وهم كثر هذه الأيام.
يأس وفتور
الاقبالالضعيف على المعرض انعكس كل هذا على ندوات وأمسيات المعرض التي خلت من الجمهوروتعرض بعضها لاعتذار المتحدثين والمشاركين، ويبدو أن الشركة الخاصة القائمة علىتنظيم المعرض قد أحكمت قبضتها هذا العام لحصد المزيد من الأرباح عبر شباك التذاكر،مع تجاهل الكتاب والمثقفين.. والمتجول في سرايا العرض سواء تلك الخاصة بدور النشرالعربية أو المصرية الخاصة أو الأجنبية يستشعر حالة من اليأس والفتور لا يكسرها إلاإقبال بعض أبناء الجاليات العربية المقيمين أو الزائرين للقاهرة خاصة من الخليجيين .
وقد حملت هذه الدورة من المعرض اسم د. سهير القلماوي ليكون المحور الرئيسيللبرنامج الثقافي بعنوان «سهير القلماوي عطاء متجدد» وهي أديبة وكاتبة وناقدةومترجمة ورائدة من رائدات الحركة النسائية في مصر وقد حصلت على البكالوريا (الثانوية العامة) من المدرسة الأميركية «كلية رمسيس الآن» وكانت ترغب في دخول كليةالطب إلا أن رغبة د. طه حسين صديق الأسرة كانت في توجيهها لدراسة الأدب العربيفأصبحت أول فتاة مصرية تحصل على الدكتوراه عام 1941 من جامعة فؤاد الأول «جامعةالقاهرة الآن» ثم تولت رئاسة قسم اللغة العربية وآدابها من عام 1958 إلى عام ,1967وقد قامت سهير القلماوي طوال تاريخها الأكاديمي بالإشراف على أكثر من 100 رسالةللماجستير والدكتوراه، وهي مؤسسة المعرض وصاحبة فكرته وأول رئيسة له .
اللافتللنظر والذي يكشف عن أبعاد سياسية دينية في المعرض حتى الآن أن محاضرة الشيخالسعودي د. عائض القرني «لا تحزن» وهى قراءة في كتابه ( لا تحزن) حظيت بحضور كثيفحتى لقد تدخل رجال الأمن المصري أكثر من مرة لتفادي مشاكل الزحام، وهذه المحاضرةتأتي ضمن البرنامج الثقافي للمشاركة السعودية بالمعرض، وعند دخول الشيخ انطلقالتكبير وأصوات مرتفعة مرحبة بالشيخ الذي تملأ أشرطته وكتبه في القاهرة، وعندماانتهاء المحاضرة عاد الزحام والتدافع مرة أخرى مما اضطر رجال الامن للتدخل مرةثانية !!
وهذه التظاهرة للشيخ السعودي لا تنفصل عن تجمع نحو 1500 شخص في اليومالثالث للمعرض في مظاهرة للاحتجاج على الحصار المفروض على قطاع غزة عقب صلاة الجمعةوانطلقت المظاهرة من أمام مسجد مقام بالقرب من الجناح الالماني بالمعرض حيث رفعالمتظاهرون لافتات تندد بالحصار الذي فرضته إسرائيل على الفلسطينيين بقطاع غزة.
ويبذل الإماراتيون جهودا ملحوظة لإنجاح مشاركاتهم كضيف شرف المعرض حيث قدمتفرقة الفنون الشعبية الإماراتية عروضا شملت لوحات من «العيالة» و«الحربية» ولوحات «البادية» و«اليزوة » و«البحارة» التي صممها عبيد علي بهدف التعريف بفنون وتراثدولة الإمارات، كما أقاموا قرية أطلق عليها «التراث والغوص وهى قرية نموذجية تعكسالبيئة الإماراتية حيث تجسد صورا للحياة الساحلية في دولة الامارات واشتملت علىمجسم لبيت «العريش» مع «البارجيل» وكذلك المنزل الخاص لفصل الشتاء والذي اشتمل علىكافة الاكسسوارات الخاصة لبيت الساحل بالاضافة الى أدوات صيد البحر المختلفة والحرفاليدوية التي تستخدم في هذه المنازل.
وتقدم القرية للزوار مختلف أنواعالمأكولات الشعبية، وهناك ركن خاص للتعريف بالصيد بالصقور والأدوات المستخدمة فيهكما يوجد ركن خاص للذهب التقليدي وركن آخر للغوص على اللؤلؤ وعرض أنواع اللؤلؤوأدوات «الطواش» كما احتوت القرية على المغزل ومواد صناعة حرفة الغزل والحرف اليدويالأخرى.
هـــذا ويحاول مجــلس الثقافة الليبي العام تحقيق حضــور فئ المعرضحــيث يشارك بجناحين، يضـــمان أكثر من 300 عنــوان لكتاب في شتى المجالات ـ أدب وثقافة و فــكر و فلسفــة وسياسة وعلـوم واقتــصاد وفنون، هذا فضـــلا عن ندواتلمناقشة بعض كتب الكتاب الليــبيين ويشارك في مناقشتها أســماء مثل صلاح فضلومحـــمد عبد المطــلب وأحمد الشهاوي وحلمى سالم وصلاح السروي ومحمد حبوشة !!
وبعـــيدا عن المعرض أقــامت دار آفـــاق وغاليري «5+5 لوحـــة وكتاب» حفلاًثنائياً مشــتركاً يجمع بين الشاعر العراقي الكــبير ســعدي يوســف والفنانةالنمساوية أنــدريا تيرني، حيث وقع ســعدي يوسف ديوانه الشـــعري الجــديد إصدارآفاق 2008 « أغنية صياد السمك وقصائد نيـــويورك» وافتتاح المعرض الفني لأندرياتيرني الذي يرعـــاه كل من آفاق للنشـــر وغالــيري 5+5 وهو الأول لهــا في مـصرتحت عنــوان «حــدود فرشاتي» وضــم أعمالا للفنــانة «تصوير وطباعة على ورق ونسيج» متضمنة لوحة غلاف ديــوان الشاعر.

صحفي عربي من مصر، مراسل جريدة السفير اللبنانية.

Please follow and like us:

COMMENTS