بعد هزيمة “الإخوان” : تركيا تتجه نحو ائتلاف حكومي، ومخاوف من تصاعد الإرهاب

العدوان على سوريا والقانون الدولي
الجيش الأميركي والفساد : جنس وحفلات ورحلات و… صفقات تجارية
Our Precarious American Democracy Extreme Polarization and Alienation in Our Politics

خاص ـ الحقول / ألمحت أحزاب تركية معارضة إلى احتمال قبولها بتشكيل حكومة ائتلافية تخرج حزب “الإخوان” من حكم البلاد. وصدرت تصريحات عن زعماء حزب الشعب الجمهوري، وحزب الشعوب الديموقراطي تستحسن ائتلاف قوى المعارضة لتسلم السلطة التنفيذية، بعدما نجحت في انتزاع الأغلبية النيابية من يد حزب “العدالة والتنمية” الذي يسيطر على الحياة السياسية في تركيا منذ نحو 12 سنة. وتعتبر هذه النتيجة أكبر هزيمة لقوى الإسلام السياسي التركي والعربي، منذ إطاحة ثورة 30 يونيو 014 بنظام الرئيس “الإخواني” محمد مرسي في مصر.

وتوقع خبراء أن تشكل قوى المعارضة في تركيا حكومة جديدة. وقال الباحث السوري نبيل فياض إن حلم “العثماني الجديد” قد انتهى، بعد سقوط الحزب “الإخواني” الحاكم في الإنتخابات البرلمانية. ورأى فياض أن “حزب العدالة والتنمية”، وبعد أن خسر الأغلبية في مجلس النواب الجديد، سيماطل بتشكيل الحكومة، لتخويف المواطن التركي من الفراغ الحكومي؛ وسحبه، بالتالي، إلى انتخابات مبكّرة، أملاً في استجداء مزيد من الأصوات.

ورجح فياض حصول “سيناريو” آخر، يتمثل باتفاق الأحزاب العلمانية الديمقراطية على تشكيل حكومة إئتلافية. وقال إن مهمة هذه الحكومة ستكون حرمان إردوغان وحزبه من دفع تركيا إلى انتخابات مبكّرة. وكذلك، فتح ملفات الفساد الهائلة التي خالف فيها “حزب العدالة والتنمية” الدستور التركي. وخصوصاً ملفات ابن إردوغان بلال، وملفات عدد من نواب من الحزب “الإخواني” الذين كانوا تحت حماية الرئيس التركي.

وقال الخبير السوري إن من بين المهام المطروحة على حكومة المعارضة، إحالة إردوغان إلى المحكمة الجنائية التركية بسبب مخالفته للدستور، عبر نقل الأسلحة والرجال إلى تنظيمات إرهابية في دولة مجاورة هي سوريا؛ وهو ما توضحه الهستيريا الإردوغانية ضد صحيفة “جمهوريت” التي فضحت هذه المخالفات. كما أشار إلى أن الأحزاب العلمانية الديمقراطية تريد زج إردوغان وحزبه في نمط من الشفافية /”الغلاسنوست” الدستورية والقضائية التي حظرها أردوغان، ما يعني فقدان “العدالة والتنمية” لمزيد من الأنصار، إن لم يكن لمعظمهم.

وحذر فياض من أن التباطؤ في إقامة حكومة إئتلافية علمانية ديمقراطية، سيعطى إردوغان المزيد من الوقت للمناورة وبالتالي فرض انتخابات مبكرة على الشعب التركي.

ورجح الكثير من المحللين العرب أن تضعف هزيمة “الإخوان” في الإنتخابات التركية تيار “العثمانية الجديدة”، التي أطلقت أكبر موجة مذهبية في المثلث العربي ـ التركي ـ الإيراني منذ القرن الثالث عشر. وقال محلل لبناني طلب إغفال اسمه، إن حكومة أردوغان ـ داوود أوغلو مثلت الرافعة الأساسية لـ”مشروع الشرق الأوسط” الإمبريالي الأميركي. وتحدث عن أدوار تكاملية لفرض هذا المشروع على الأمة العربية، تورط فيه نظام الحكم الوهابي في السعودية، مع حليفته الجديدة ـ القديمة : “إسرائيل”.

ولفت هذا الخبير إلى أن ظهور العلويين الأتراك والأكراد الأتراك كقوة جماهيرية متماسكة على مسرح السياسة الداخلية في تركيا، سوف يعجل في كشف أواصر التحالف بين التيارات “الإخوانية” والقوى الإرهابية في الدول العربية ومنطقة الأناضول. واعرب هذا الخبير عن خوفه من أن “الإخوان” الأتراك لن يتورعوا عن استخدام الإرهاب المباشر ضد الجماهير الكردية والعلوية وضد عرب أنطاكيا، على غرار أفعالهم في مصر، وسوريا وليبيا والعراق. وقال إن جزءاً كبيراً من موارد الدولة في تركيا ما زال تحت سلطتهم.

Please follow and like us:

COMMENTS