نص الخطاب التاريخي الذي القاه السيد حسن نصرالله يوم 30 كانون الثاني 2015، في احتفال تكريم شهداء مدينة القنيطرة الأبرار.
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع أنبياء الله والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم “إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيلالله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم” صدق الله العلي العظيم.
إنني في البداية أرحب بكم جميعاً وأشكركم على مشاركتكم الكريمة في حفل تكريم هؤلاء الشهداء الأعزاء.
في البداية أود أن أتكلم كلمة مع عوائل الشهداء وعن الشهداء وعن التعاطف وعن الناس، ثم مدخل للحديث عن ما جرى في الأسبوعين الماضيين أو الأيام القليلة الماضية، مدخل البيئة الإستراتيجية مثلما تحبون أن تسموه، ثالثاً: عملية الإغتيال في القنيطرة ورابعاً: عملية المقاومة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، خامساً: بعض الخلاصات والموقف.
أولاً أتوجه إلى سادتنا عوائل الشهداء بالتعزية لفقد الأحبة، وبالتبريك لنيل هؤلاء الأحبة الوسام الإلهي الرفيع والدرجات العالية عند الله سبحانه وتعالى، بالشهادة في سبيله، أبارك لعوائل الشهداء ارتقاء أحبتهم من مستوى الحياة الزائفة الفانية إلى مستوى الحياة الحقيقية والخالدة، وأسأل الله تعالى أن يتقبل منكم هذه القرابين، وأن يجعل شهداءكم شفعاءكم وشفعاءنا يوم القيامة، وأن يمنّ عليكم بالصبر والسلوان وأن يحفظ لكم ما أعطاكم من عز وشرف وكرامة في الدنيا وفي الآخرة.
كما أتوجه بالشكر إلى كل الذين شاركونا بالعزاء وقدموا التبريك لهؤلاء الشهداء الكرام، سواءً بالحضور المباشر أو الإتصال أو البرقيات أو البيانات أو أي وسيلة تعبير أخرى من لبنان إلى فلسطين ـ التي كان لشعبها وفصائلها تعاطفاً مميزاً جداًـ وإلى سوريا والعراق وإيران والأردن واليمن وتونس وموريتانيا وباكستان، وعلى امتداد العالمين العربي والإسلامي، وكذلك إلى كل الذين احتفوا قبل يومين وما زالوا بعملية المقاومة النوعية في مزارع شبعا، يجب أن أخص بالشكر المجاهدين والمقاومين في المقاومة الإسلامية في لبنان، الذين كانوا بمستوى المسؤولية منذ اللحظة الأولى للاغتيال الجريمة في القنيطرة، وكان لهم الحضور الكبير وروحيتهم العالية، واستعدادهم لكل التضحيات على مدى الأيام والليالي والساعات الماضية وإلى اليوم.
يجب أن أتوجه بالشكر إلى شعبنا اللبناني العزيز، إلى شعب المقاومة وإلى جمهور المقاومة وإلى كل الذين وقفوا إلى جانب هذه المقاومة أيضاً منذ اللحظة الأولى للاغتيال ـ الجريمة في القنيطرة، شاركوا في تشييع الشهداء بالرغم من المخاطر الأمنية، وعبّروا عن تعاطفهم وعن حضورهم وعن تأييدهم لأي قرار تتخذه المقاومة، أو خيار تلجأ إليه المقاومة، وكانوا يوم الأربعاء أيضاً بالتحديد في لحظة الخطر عندما كانت المنطقة كلها أمام احتمالات كبرى، كان هذا الشعب وهذا الجمهور وهؤلاء الناس، كانوا على العهد بهم، كما طوال العقود الماضية، الثابتين والصابرين والصادقين والراسخين، الذين يحق ويجب علينا أن نقول لهم في كل يوم وفي كل ساعة: ياأشرف الناس وأطهر الناس وأكرم الناس.
من واجبنا ونحن نحتفي بشهداء المقاومة أن نقف بإجلال وإكبار أمام شهداء الجيش اللبناني البطل الذين إستشهدوا في رأس بعلبك، وهم يدافعون عن البقاع وعن لبنان، وعن قراه الأمامية في وجه الجماعات المسلحة التكفيرية الإرهابية، التي يثبت في كل يوم أن تُكمل ما قام به الإسرائيلي وما يقوم به الإسرائيلي في سياق مشروع واحد، لقيادة الجيش لضباطه وجنوده ولعائلات شهداء الجيش الكرام هذه العائلات الشريفة التي تشارك أيضاً في ضريبة الدم، بالجود والبذل، إليهم أيضاً كل التحية والعزاء والتبريك.
أما الشهداء: الشهيد القائد العميد محمد علي الله دادي،الشهيد القائد محمد أحمد عيسى، الشهيد المجاهد جهاد عماد مغنية، الشهيد المجاهد علي حسن إبراهيم، الشهيد المجاهد عباس إبراهيم حجازي، الشهيد المجاهد غازي علي ضاوي، الشهيد المجاهد محمد علي حسن أبو الحسن، إلى هؤلاء الشهداء نتوجه بالتعبير عن عواطفنا ومحبتنا بصدق، وهذا ليس كلام مجاملة وليس كلاماً لتقطيع المناسبات، نقول لهؤلاء الشهداء: هنيئاً لكم، هنيئاً لكم هنيئاً لكم، طوبى لكم وحسن مآب، نحن إخوانكم نغبطكم على ما وصلتم إليه وحصلتم عليه، ونرجو الله سبحانه وتعالى في يوم من الأيام يختاره هو أن يمن علينا بهذا الشرف الذي منّ الله به عليكم. أما أنتم يا إخواننا وأبناءنا وأحباءنا الشهداء كما كل الشهداء الذين سبقوكم في كل الساحات وفي كل الميادين، أما أنتم فقد إرتحتم من هم الدنيا وغمها، وانتقلتم إلى حياة السلام والأمن والعز والكرامة والسعادة، وبقينا نحن نكابد صعوبات هذه الحياة ونسأل الله أن يمن علينا ـ إلى أن يأتي ذلك الزمن ـ بالصبر والثبات على طريقكم والوفاء لأهدافكم وقضاياكم ودمائكم الزكية.
أيها الإخوة والأخوات، هذه الثلة من الشهداء في عملية القنيطرة تُعبر عن أجيال المقاومة، أنظروا إلى الأعمار التي تعبر عن ثلاثة أجيال أو أربعة أجيال، هذه الثلة من شهداء المقاومة من الشهداء في القنيطرة تعبر ومن خلال شهادة العميد الله دادي والقائد أبو عيسى بالتحديد أيضاً على دوام حضور القادة في الميدان إلى جانب المجاهدين، وهنا سر قوة المقاومة، هذه الثلة من الشهداء تعبر عن إنتماء عائلات بأكملها ليس إنتماء أفراد بل إنتماء عائلات بأكملها إلى مدرسة الجهاد والشهادة.
عندما تضم هذه الثلة أبناء شهداء كالشهيد جهاد عماد مغنية نجل الشهيد القائد عماد مغنية، كالشهيد علي حسن ابراهيم نجل الشهيد المجاهد حسن ابراهيم كالشهيد السيد عباس حجازي صهر الشهيد القائد ابو حسن علي ديب والذي شيعّ في يوم واحد مع والده المجاهد السيد ابو كمال والذي كان من قدامى المقاومين ومن رجال المقاومة منذ أيامها الأولى في سنة 1982، هذه العائلات بكاملها تقدمت وتتقدم في هذا الميدان، في هذه الساحة، تجاهد وتصبر وتتحمل وتقدم الشهداء. وعندما يخرج نتنياهو أو يعلون أو غيره ليهددهم، يقولون له ما قاله إمامهم زين العابدين ابن الحسين عليه السلام للطاغية ابن زياد عندما هدده بالقتل فقال: أبالموت تهددني يا ابن الطلقاء، إن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة.
هذه عائلات تحمل هذه الثقافة وتنتمي إلى هذه المدرسة، إن هذه الثلة من الشهداء في القنيطرة تعبّر عبر امتزاج الدم الايراني واللبناني على الارض السورية – اتمنى الانتباه جيدا الى هذه الفقرة – ان هذه الثلة من شهداء القنيطرة تعبر من خلال امتزاج الدم الدم الايراني واللبناني على الأرض السورية عن وحدة القضية ووحدة المصير ووحدة المعركة التي عندما جزأتها الحكومات والتيارات السياسية والتناقضات والانقسامات دخلنا زمن الهزائم في الستينات، عندما وحّدها الدم من فلسطين إلى لبنان إلى سوريا إلى ايران إلى كامل المنطقة، دخلنا في زمن الانتصارات.
إن هذه الثلة من شهداء القنيطرة تؤكد أن مجاهدي حزب الله، وخلافا لكل ما ينفق من حبر يكتب ويؤسَّس من فضائيات تبث ويشاع من أكاذيب وأضاليل، أن هذه الثلة من شهداء المقاومة في القنيطرة تؤكد أن مجاهدي حزب الله ما زالوا وسيبقون مع بقية المجاهدين والمقاومين في مقدمة الجبهات وفي الخطوط الأمامية وفي طليعة الشهداء وأن الدنيا وما فيها ومن فيها لن تستطيع أن تحول بينهم وبين ما يؤمنون وما يعشقون.
أيها الإخوة والأخوات، نذهب إلى المدخل لنتحدث عن القنيطرة وشبعا ونختم بالموقف.
منطقتنا هذه، منذ عقود بالحد الادنى، منذ العام 1948 “مدخل مختصر فقط”، حكوماتها شعوبها كلها تعاني من وجود سرطاني اسمه الكيان الغاصب اسمه اسرائيل غدة سرطانية ودولة ارهابية وكيان عدواني وجرثومة فساد وعنوان للعلو والاستكبار والعنجهية.
لا نريد فتح الملف من العام 48 وحتى اليوم، نتحدث الآن ما نحن فيه، في الأشهر الماضية، هذه السنة بالحد الأدنى في فلسطين، إضافة إلى أنها ما زالت تحتل الأرض والمقدسات بغير حق، فهي تستبيح الضفة الغربية بحجة البحث عن ثلاثة مستوطنين، وتشن حرباً مدمرة على قطاع غزة 52 يوماً ترتكب فيها أفظع المجازر وتمعنوما زالت بحصار القطاع تنتهك المقدسات وتهدد جدياً المسجد الأقصى، تحتجز آلاف الفلسطينيين في السجون في ظروف قاسية تتنكر لأبسط حقوق الانسان الفلسطيني والشعب الفلسطيني وتستطيعون الزيادة إلى ما شاء الله، إضافة إلى أنها ما زالت تحتل الجولان منذ عقود فهي تستغل الحرب القائمة أبشع استغلال، تسعّر هذه الحرب الداخلية، تقدّم الدعم الواضح للجماعات المسلحة التكفيرية بهدف تدمير سوريا وتدمير جيشها وفي وضح النهار تعتدي وتقصف مواقع الجيش السوري وتشن غارات في العمق أيضاً بحجج وعناوين مختلفة، في لبنان إضافة إلى استمرار احتلالها لمزارع شبعا اللبنانية هي لا تعترف بالقرار 1701 الذي يقدسه بعضنا. انظروا إلى تقارير الأمم المتحدة، وليس تقارير الحكومة اللبنانية، أو المقاومة اللبنانية، آلاف الخروقات الاسرائيلية، هي لا تعترف لا بِبَرّ ولا بحر ولا جو، وتقصف أيضا عندما يحلو لها كما فعلت في جنتا وتغتال أيضا كما يحلو لها كما فعلت من خلال اغتيال الشهيد القائد الحاج حسان اللقيس، ويبقى لبنان دائما في دائرة الخطر، الإسرائيلي الآن كان وما زال في وضع يشعر فيه أنه قادر على تهديد الجميع، كل حكومات وجيوش وشعوب المنطقة وأنه قادر على الاعتداء وممارسة فعل العدوان على الجميع ساعة يشاء في الليل في النهار، اغتيال قصف طيران ويشعر أن يده مفتوحة، ما فيه مشكلة، ليس له مانع ودون عدوانه رادع وإلى آخره.
طبعاً هو مستفيد جداً من أوضاع المنطقة، الحروب القائمة خصوصاً في دول الجوار، انهماك جيوش المنطقة وحركات المقاومة في المنطقة، الانقسامات الحادة في الرأي العام العربي والاسلامي، التمزقات الموجودة في هذه المجتمعات وهذه الدول، فتن ومصائب، وأيضاً غياب كامل للدول العربية، واسمحوا لي أن أقول، لما يسمى بجامعة الدول العربية هذا ليس غائباً، هو ليس موجود أصلاً. هذا ليس شيئاً جديداً في فهمنا: نحن ولا في أي يوم كنا نراهن على شيء من هذا القبيل، لكن يتأكد الآن أكثر من أي زمن مضى وأقول هذا للشعب الفلسطيني وللشعب اللبناني وللشعب السوري ولشعوب المنطقة وللشعوب العربية، “ما في شي اسمه” الدول العربية، “ما في شي اسمه” للأسف جامعة الدول العربية، البعض يبالغ قليلاً ويقول “ما فيه عرب”. لا، هناك عرب ولكن لا يوجد جامعة دول عربية، وإلا هؤلاء الذين يثبتون ويقاتلون ويواجهون هذا التحدي في فلسطين في لبنان في سوريا في دول الجوار هم عرب وهم أبناء هذه المنطقة وشعوب هذه المنطقة. نعم لا وجود لهؤلاء العرب، لا للمال العربي ولا للسلاح العربي ولا للاعلام العربي ولا لجامعة الدول العربية ولا للقرار العربي المستقل الذي يعملون عليه مليون جبهة مع إيران وغير إيران، هو ليس موجوداً أصلاً، هم يقاتلون ويدافعون عن شيء لا وجود له في الخارج أصلاً، أين القرار العربي المستقل الرسمي. نعم هذا غير موجود عندما تكون المعركة مع اسرائيل، عندما تكون المعركة في داخل البلدان العربية، عندما يكون القتال في سوريا أو في العراق أو في اليمن أو في ليبيا أو كما هو الآن في سيناء، المال العربي يحضر، والسلاح العربي يحضر والإعلام العربي يحضر وتجد بعض الوجوه العربية الكالحة، هذا ليس بجديد.
تجربة الحرب الظالمة على غزة في العام الماضي هي شاهد على غياب المال العربي والإعلام العربي والسلاح العربي وجامعة الدول العربية وكل شيء من هذا النوع. هذه هي الوضعية الحالية، التي تجري فيها أو جرت فيها أحداث الأسابيع الماضية وتجري فيها أحداث المنطقة وتواجهها حركات المقاومة في فلسطين ولبنان ويواجهها محورالمقاومة على امتداد المنطقة إضافة إلى سوريا وإيران، في هكذا وضع ومناخ وبيئة ووضعية للعدو والصديق جاءت عملية الاغتيال في القنيطرة.
هنا أدخل الى العنوان الثالث
يوم الأحد 18-1-2015 قبيل الظهر يعني بين 11:30 و 11:45، قامت مروحيات إسرائيلية، في وضح النهار، بإستهداف سيارتين مدنيتين تقلان سبعة إخوة مما أدى إلى استشهاد الإخوة جميعاً، الإخوة كانوا في زيارة تفقدية في منطقة القنيطرة.
الآن إلى هذه اللحظة، وإن كان هذا اتضح قبل أيام، الصورة، يعني عملية الاغتيال وخلفية الاغتيال أصبحت واضحة، يعني لما يظهر من خلال ما قاله الإسرائيليون أو سربوه ـ لأنه حتى الآن هم بالموضوع الرسمي ما زالوا ضائعين ـ أنه هذا القرار أخذ في المجلس الوزاري المصغر أو في الطاقم الخاص لرئيس حكومة العدو، بل قيل إن رئيس المعارضة الإٍسرائيلية أُعلم بهذا القرار نتيجة حساسيته وخطورته وأهميته، يعني يوجد عدو جلس ودرس وحسب وجمع معلومات وقدّر المخاطر وأخذ قراراً عن سابق تصور وتصميم، نفذ عملية الإغتيال، وما جرى في القنيطرة هو اغتيال واضح وغادر.
هذا يُنهي أي نقاش حول حقيقة ما جرى، لأنه خرج بعض المحللين أو بعض وسائل الإعلام ليقولوا إن الذي حصل هو في ساعته، إن الشباب أخطأوا بالطريق لا أدري أين طلعوا، الشباب تجاوزوا الخط الذي يمثل حساسية للإسرائيليين، هذا كله كلام ليس له واقع. الواقع يقول ما يلي، يوجد قرار إسرائيلي بإستهداف هذه المجموعة، وهذا القرار اتخذ، الله أعلم قبل جمعتين، شهر ثلثة أربع الله أعلم، يعني زمن القرار ما زال غير واضحاً، لكن هذا قرار اتخذ في أعلى المستويات في كيان العدو وأعلم به رئيس المعارضة كما قالوا وكانوا ينتظرون ساعة التنفيذ، كان وقت التنفيذ يوم الأحد.
يعني نحن أمام عملية إغتيال غادر وعلني في وضح النهار، لا يوجد شيء ملتبس، أنا سأكون شفافاً وواضحاً كثيراً اليوم معكم، لأنه يوجد أشياء نريد أن نحسمها في الآخر. يعني مثلاً لمّا نُفذت عملية اغتيال الشهيد القائد الحاج حسان اللقيس، ممكن أحد يأتي ويقول لك يا أخي أنت تقول إسرائيل، من قال إنها إسرائيل؟ حسناً، أنا أسلّم أنه في مقدار ما يوجد إلتباس لكن نحن مقتنعون أنها إسرائيل ومعطياتنا تأخذنا إلى إسرائيل وهذا موضوع يستكمل، لكن للوهلة الأولى ممكن أن نجد أحداً يقول هذا ملتبس، أنت إلى أين تأخذ الموضوع؟
نحن هنا أمام عملية إغتيال واضحة وعلنية وفي وضح النهار شبيهة تماماً، يعني أنا ـ إذا تريدون ـ أشبهّها، بعملية اغتيال أستاذنا وقائدنا وحبيبنا وكبيرنا الشهيد السيد عباس الموسوي وزوجته السيدة أم ياسر وطفله حسين في وضح النهار على طريق الجنوب، هذه مثل هذه. لا قصة صدفة ولا بالخطأ ولا السيد أخطأ بالطريق، ولا “ماذا يفعل هناك”، الموضوع واضح. طبعاً هذا التوصيف له نتائج، أنا لا أجلس لأملأ وقتاً، لأنه ليس عملي أنا أن أوصّف وأحلّل، أنا عملي أن أصل إلى الآخر وأرى الموقف الذي يجب أن نتعاطى معه.
الإٍسرائيلي لم يتبنّ العملية في يوم الأحد 18 الشهر، وحتى الآن لا أعرف إذا كان يوجد تبنٍّ رسمي واضح من الإسرائيلي لأنهم بعدهم “عم يعلكوا فيها علك”، يعني عندما يتكلمون عن الموضوع (يقولون:) العملية التي يفترض أن إسرائيل قامت بها، أو العملية التي تتهم إسرائيل بأنها نفذتها، يعني يوجد “جعلكة” بالموضوع. يمكن الإسرائيلي افترض أن حزب الله “سيبلع” العملية ولا يعلن عنها ولا يقول إن الإسرائيلي قتلني. أنا معني أن أشرح لكم هذه الأمور، ولأن حزب الله الآن إذا قال إن الإسرائيلي قتلني في القنيطرة، يعني أمام جمهوره وأمام الناس وأمام الردع، وأمام قواعد الإشتباك، سيكون هناك حرج شديد، الآن هو، إلى آخر السنفونية، هو (حزب الله) الآن مشغول وملبّك ومرتبك وضعيف ومستنزف و”يا ويلاه”، أوقات نحن عندما نقرأ بعض الذي يكتب عنا “يلوى قلبنا على الذين يكتبون عنا”، أنه هالقد قلبكم محروق علينا. حسناً، فهو يمكن افترض أن حزب الله يبلعها ويقول أنه أنا سقط لي شهداء بسوريا، ونحن يسقط لنا شهداء في سوريا، هذا ليس أمر مخفي، هذا أمر علني وفي وضح النهار ونفتخر بهؤلاء الشهداء ونعتز بهم ونرفع رؤوسنا بهم ونعتبرهم شهداء المقاومة وشهداء طريق القدس في سوريا.
فيفترض هو أن حزب الله يأتي ويقول إن هؤلاء الشباب استشهدوا في سوريا مثل ما يستشهد هؤلاء الشباب ويحلّ نفسه من أي تبعات أو محاذير معنوية أو سياسية أو توازنات أو قواعد إشتباك أو ما شاكل. ورأى ـ ولذلك هو يمكن “لبد” ، يعني هو لم يعلن حتى الآن أعيد وأقول، أنا لا أعرف، الآن الإخوان يجب أن يؤكدوا لي.
أنا أعتقد أن المفاجأة الأولى من حزب الله للإسرائيلي كانت أنه يعد نصف ساعة فقط أعلن حزب الله رسمياً أن مجموعة ـ البيان الآول الذي صدر ـ أنّ مجموعة من مجاهدي حزب الله كانت تتفقد منطقة كذا في القنيطرة تعرضت لغارة بالمروحيات الإسرائيلية مما أدى إلى سقوط إصابات، وسيعلن عن أسماء الشهداء لاحقاً، وبنفس اليوم أعلنا عن أسماء الشهداء، السبعة، الستة + واحد، عزيزنا وكبيرنا العميد الله دادي. أيضاً هنا بين هلالين لم نخبئ شهداءنا، لا أخفيناهم ولا قسّطناهم، بين هلالين، نحن لا نفعل ذلك، لكل العالم، للبنانيين، للصديق للعدو للخصم للشامت للحسود للمحب، نحن يسقط لنا 50 شهيد نقول 50 شهيد، هذه أسماؤهم ونعتز بهم، يسقط خمسة شهداء، نقول هؤلاء خمس شهداء هذه أسمائهم ونعتز بهم، هذه تنتهي، يعني بين هلالين أيضاً هذه سمفونية في الطريق دعونا نخلص منها.
وأعلنّا عن أسماء الشهداء، أنا أعتقد هذا فاجأ الإسرائيلي وأصبح القاتل مرتبكاً، تصوروا يعني الأحد بعد استشهاد شهداء القنيطرة والإعلان أصبح هناك وضع جديد: القاتل مرتبك والمقتول غير مرتبك وواضح وشفاف، و ـ”جاييكم بالكلام”ـ يعرف نفسه إلى أين هو ذاهب، لكن القاتل لا يعرف نفسه إلى أين هو ذاهب.
حسناً، ما هي الحجة للاغتيال؟ سوف نشرح خطوة خطوة، ما هي الحجة للاغتيال؟ الذي قاله الإسرائيليون أو الذي سربوه من خلال المحللين والمعلقين، عدة أشكال من الحجج ولكن كلها توصل إلى جوهر واحد، سألوا أن هذه المجموعة استهدفت لأنها كانت تريد تنفيذ عملية في الجولان المحتل. الآن سيأتيكم تفصيل آخر، أن المجموعة، الشباب، السيارتين، كانوا بنقطة تبعد عن الشريط الحدودي للجولان المجتل ستة كيلومترات وبينهم وبين الشريط الحدودي يوجد آلاف المقاتلين من جبهة النصرة، فهؤلاء الشباب، أنهم هم في تلك النقطة قادمون لينفذوا عملية ضد الإسرائيليين، وقالوا أيضاً إنه هم قادمون ليحضروا لعمليات ستنفذ لاحقاً، وقالوا أيضاً، أنه هم قادمون ليتفقدوا أو يدرسوا أو يحضروا لصنع أو لوضع قواعد صاروخية أو منصات صاروخية في تلك المنطقة، يعني كله يدور مدار مسألة إسمها المقاومة في الجولان. هذا الذي هو بحد ذاته بحث لن يتسع له الخطاب الآن، دعوه، نعود له، يحتاج إلى القليل من التفصيل والكلام الهادئ.
إفترضوا هم، هذا الذي قالوه، أنه هناك مقاومة ما، شكل مقاومة، بنية مقاومة، مقدمات مقاومة، إذاً علينا أن نبادر ونضرب هؤلاء، هذا الذي قالوا، لست أنا الذي أحلل.
السؤال الكبير الذي يُطرح هنا على الجميع، على الشعب السوري، وعلى المعارضة السورية قبل الحكومة السورية، قبل النظام، وعلى الشعب اللبناني وعلى الشعب الفلسطيني، أتمنى الشعب الفلسطيني أيضاً الذي هو شريكنا الكامل ونحن شركاؤه في الدم وفي المصاب وفي الأمل وفي الفرح وفي الحزن وفي النصر، في كل شيء، وكل شعوب المنطقة، تتأمل بهذا السؤال. إسرائيل ماذا يوجد على حدودها الآن في الشريط الحدودي في الجولان، يعني الشريط الشائك، من الشريط الشائك مكان ما هي محتلة ونزول لآخر نقطة يوجد فيها تواجد للجيش النظامي أي الجيش السوري، ماذا يوجد؟ بعمق ستة كيلومتر وسبعة كيلومتر، على تفاوت المنطقة؟ يوجد جبهة النصرة، آلاف المقاتلين معهم دبابات، معهم مدافع ومعهم صواريخ ومعهم كل أنواع الأسئلة ومعهم ضد الدروع وعندهم كميات هائلة من المتفجرات وعندهم ثكنات عسكرية ومواقع عسكرية وتحصينات عسكرية. حسناً، جبهة النصرة مين؟ أيضاً لنذكّر الناسي، هي الفرع السوري لتنظيم القاعدة، تنظيم القاعدة الموضوعة على لوائح الإرهاب الأممية والأميركية والغربية والعربية، الفرع السوري لتنظيم القاعدة المصنف دولياً وغربياً وعربياً بأنه إرهابي، له حضور عسكري ضخم ما بين الجيش العربي السوري وما بين الشريط الشائك في الجولان المحتل. نتنياهو لا يشعر بأي قلق من هذا الوجود، يعالون الذي يقدم نفسه على أنه إستراتيجي، أمس كان يتكلم أن السيارة لماذا هي عادية وليست مصفحة، يعالون لا يشعر يأي قلق من هذا الوجود، بل يقومون برعاية هذا الوجود، وتغطيته جوياً وفتح أبواب الحدود لجرحاه للإستشفاء في المستشفيات الإٍسرائيلية ويتفقدون الجرحى أيضاً، يعني يذهب نتنياهو شخصياً، هو يتواضع ويتفقد هؤلاء الجرحى، إسرائيل التي لا تشعر بأي قلق من هؤلاء ولكنها تأخذ قراراً خطيراً لأنها تشعر بقلق من سيارتين مدنيتين يوجد فيهم سبعة شباب، ليس معهم لا صواريخ ولا عبوات ولا شيء، لديهم سلاحهم الفردي.
سؤال للعالم العربي، لحركات المقاومة للجميع، وصل الحقد في أناس إلى حد أنه يطلب منك أن تنسى “اسرائيل”، انا لدي مشكلة اسمها النظام في سورية ولدي مشكلة في العراق وفي مصر، أقول انت تريد ان تنسى اسرائيل فلتنسَها، نحن لا نستطيع أن ننساها. أنت تريد أن تنسى الشعب الفلسطيني فلتنسَه نحن لا نستطيع أن ننساه، ولا نسيناه ولن ننساه، هذه ثقافتنا وثقافة آبائنا وأجدادنا وأولادنا وأحفادنا. أولادنا هم بشهادتهم يعبّرون عن هذا المعنى وانتظروا قليلا سترون أحفاد، أحفادنا سيعبرون عن هذا المعنى من خلال شهادة الدم.
حسنا، هذا سؤال كبير ما الجواب عليه؟ هذا الأمر جدير بالتوقف. على كل حال بعد العملية وقبل ذلك كتب الكثير عن العملية ودلالاتها واستهدافاتها، انا اريد ان اكتفي بهذه النقطة لأنتقل إلى مزارع شبعا والموقف، كان المطلوب بعد العملية أو المفترض من الإسرائيليين وأحبائهم في المنطقة أن يصاب حزب الله بالارتباك وبالقلق والحرج ويضيع وماذا سيفعل؟ وبأي حائط يصطدم؟ وأين سيختبئ؟ وماذا سيفعل؟ وحصل تقييمات “طويلة عريضة” لأبعاد ودلالات هذا الاغتيال ـ الجريمة.
أنا قبل أن أنتقل إلى المقطع ما قبل الأخير أريد أن أختم هذا المقطع في جملة واحدة وأقول لكم مشاعرنا بصدق: هذا الكلام عبّر عنه العديد من الإخوة في مجالسهم وأصدقائهم ولمن اتصل بهم، في عملية الاغتيال في القنيطرة يوجد جانب مؤلم هو هذا البعد الانساني العاطفي، نعم نحن نتألم، وإذا كان أحد يتصور بأننا لا نتألم، لا نحن نتألم ونحزن، وعوائل الشهداء يحزنون ويبكون، وأنا أقول لهم ابكوا، لا يوجد مشكلة، وهذه ليست مسألة أننا لا نريد أن نبكي، لا فلتبكوا، حسناً في يوم من الأيام يمكن أن يحصل أن لا أبكي. نعم هذا له علاقة بالحرب الإعلامية السياسية النفسية، ولكن بعيداً عن الكاميرات أنا بكيت، أنا أب مثل كل أب. حسناً، بالبعد الانساني نعم نحن نتألم، نعم نحن فقدنا أحبة وفقدنا أعزاء، أما في غير البعد الانساني، كل ما حصل في هذه المصيبة لا نرى فيها إلا الخير والبركة والإيجابيات والألطاف الإلهية وليعرف الاسرائيلي أننا نفكر بهذه الطريقة، لا نرى فيها كلها من أولها إلى آخرها غير البعد الانساني، كلها خير وبركة وإيجابيات ولطف من لله سبحانه وتعالى، على مسيرتنا ومقاومتنا ومسارنا وقضيتنا ومنطقتنا وهنا أيضاً نحن نستعير من كربلاء لانها هي حادثة تلخص الكثير من القيم والمعاني هنا أيضاً نستعير من السيدة زينب عليها السلام عندما أتى عبيد الله بن زياد ليعيّرها ، دخلت لديه أسيرة مسبيّة مكبّلة اليدين، كيف رأيتِ صنع الله بأخيكِ؟ هل رأيتِ ماذا فعل الله بكم، قتّلكم ذبّحكم. ماذا قالت له زينب عليها السلام، وهذه هي ثقافتنا، ما رأيت إلا جميلا، ما رأيت إلا جميلا، أولئك قوم كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وستحاجج وتخاصم يوم القيامة، ثكلتك أمك يا ابن مرجانة. هنا الجرأة والشجاعة، الثبات والعزم الراسخ والإباء، إباء الضيم في مقابل جريمة القنيطرة وغيرها، نحن في هذه المعركة نتألم لفقد أحبتنا، ولكن نقول كما قالت سيدتنا زينب عليها السلام ما رأينا إلا جميلا، إخواننا السبعة قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وبيننا وبين هذا العدو الدنيا والآخرة.
من الساعات الأولى، فلننتقل إلى المقطع ما قبل الاخير، وأنا اليوم سوف آخذ وقت زيادة بما أنني الخطيب الوحيد، يعني آخذ حصتي وحصة من هو مفترض قبلي، من الساعات الأولى من الكشف عن جريمة الاغتيال وأسماء الشهداء، انشغل العدو والصديق والمحايد بالتحليل وبالدراسة وبالتأمل والتوقع، يعني كان هناك مسالة رئيسية، يعني سؤال مركزي، هل سيرد حزب الله؟ أو سيسكت؟ وإذا كان يريد أن يرد، متى؟ وأين؟ وكيف؟ وما هي حدود هذا الرد؟ وما هي المخاطر المترتبة علىيهن وأسئلة من يوم الأحد إلى يوم الأربعاء، ونحن الاربعاء “ريّحنا” الباحثين عن الإجابة عن السؤال، ليوم الأربعاء هذا النقاش موجود، لكن النقاش الأكبر، اين كان؟ كان لدى الاسرائيلي. حسنا، الذي قرأناه في لبنان وبالمنطقة، قرأنا الكثير من التحليلات والدراسات والتوقعات، يوجد من حلّل بشكل موضوعي بمعزل عن الحب والبغض، يوجد أناس حللوا ودخل الحب، ويوجد أناس حللوا ودخل البغض، على كلٍّ انتهى الأمر والسؤال الذي كان يسأل عنه تمت الإجابة عليه بنسبة كبيرة، ولكن المهم أن نقف قليلاً عند الموضوع الإسرائيلي. ما أصاب الإسرائيلي بعد إعلان حزب الله عن الاغتيال في القنيطرة هو المهم الذي أريد أن أتكلم عنه.
قبل الدخول إلى مزارع شبعا، يفترض أنت دولة إقليمية عظمى، وأنت تهدد وأنت ترعد وأنت تزبد وأنت قتلت عن سابق تصور وتصميم، وليس الموضوع عن طريق الخطأ أو بالصدفة، أنت أخذت قرارا، كيف تعاطى الاسرائيلي؟
الآن لا أريد أن أشرح لأنكم كلكم تابعتم، ولكن أريد أن أعنون، طريقة تعاطيهم مع العملية أساساً، إعلاميا وسياسياً: نحن، ليس نحن… نعم كلا… فلان علتان، ناقشوا لم يناقشوا، نتّهم مفترض، إلى الآن لا أعرف مثلما قلت لكم إلى الآن إذا كان الاسرائيلي رسميا خلص يعني قال نعم نحن “هذا بيان رسمي”، لكن بقوا عشرة أيام هم على هذا الحال، طريقة تعاطيهم مع استشهاد العميد محمد علي الله دادي، لا اعرف إذا تفاجأوا أم لم يتفاجأوا، لانه بوجد عميد إيراني بالمجموعة، وارتبكوا وماذا سيقولون، وصار ينقل رسائل بالاعلام ومعلقين مقربين، وتعرفون مثل كل الدنيا يعني، ممكن أن لا يخرج مسؤول رسمي يتكلم ولكن يقول لاحد المعلقين أو المحللين صديقه صاحبه، هو يعبر له عن موقفه، وضع إسرائيل في حالة استنفار خصوصاً في منطقة الشمال والجولان، إرسال القبب الحديدة الى اشمال، تركوا واحدة فقط مقابل غزة، وأتوا بكل ما يمتلكون منها إلى الشمال على حدودنا، تعزيزات إلى الشمال، إجراءات احترازية، استنفار معلوماتي استخباراتي 100%، وضع الحدود ليوم الاربعاء، من الأحد الى يوم الاربعاء، اذهبوا إلى الحدود اللبنانية الفلسطينية، هل تجدون مزارعاً أو جندياً او آلية أو دبابة أو سيارة؟ لا يوجد شيء، حتى في المستعمرات اختبأوا، قالوا لهم لا يوجد من شيء مخيف فذهبوا واختبأوا وخافوا.
حسناً، رسائل عبر دول مختلفة، وبنفس الوقت تهديد وتهويل ووعيد، إذا رد حزب الله سنقوم وسنفعل بلبنان وبسوريا وبالمنطقة، هذا قيل بالعلن وقيل بغير العلن، ولكن كل اسرائيل، قادتها السياسيون وجنرالتها وأناسها، مستوطنوها وجنودها وعسكرها، كان الجميع عيونه وعقوله وأذنيه على اين؟ على لبنان. على ماذا في لبنان؟ على حزب الله. على كلمة، على بسمة، على إشارة أو موقف، هذا الحزب ماذا سيفعل؟ ودعوني بهذا التعبير الشعبي ـ أنا اعتبر أن أول الانجازات لدماء الشهداء وأول الاعتراف الاسرائيلي بقيمة المقاومة وقدرة وجهوزية المقاومة أنه من يوم الأحد ليوم الاربعاء إسرائيل واقفة على “قدم ونصف”، تنتظر حزب الله، ليس على قدمين بل على قدم ونصف واقفة على الجدار “الحيط”، حسنا، وهذا ببركة دماء الشهداء وبركة عزم المجاهدين وشعب وبيئة وداعمي هؤلاء المجاهدين. يوجد أناس افترضوا أنه سوف تقوم الدنيا على رأس حزب الله وسوف تتصل ايران، اسمحوا لي بأن آخذ راحتي، ايران سوف تتصل وانتبهوا يا شباب عندنا المفاوضات النووية لا ادري اين، ونحن نجلس مع ال5+1 احتمال كبير أن تتيسر الامور، لا تخرّبوا الأمور علينا، أو أن القيادة في سورية يقولون لنا إن هؤلاء يهددون ويرعدون ويزبدون وتعرفون أن الآن الأولوية …….. أبدا، وأنا أقول لكم، لا من إيران ولا من سورية ولا من أي صديق ولا من أي حبيب، أصلا لا أحد من كل هؤلاء الأصدقاء والمحبين يرضى لنا المذلة، لا أحد من هؤلاء المحبين يرضى أن تسفك دماؤنا ونحن ننظر إلى سفك الدماء.
أيضا بين هلالين دعونا في الطريق كوني أغلق ملفات، بين هلالين هذه السمفونية كل مدة “الملف النووي الايراني والمفاوصات النووية الايرانية” ليس له علاقة، لا يوجد في لبنان ما له علاقة بالامر، فليأخذ اللبنانيون والمنطقة والاسرائيليون علما بأنه لا يوجد شيء له علاقة بالملف النووي الإيراني، لا رئاسة الجمهورية في لبنان ولا المقاومة وقرار المقاومة في الرد على اي عدوان، هذا أمر لبناني تحترمه الجمهورية الإسلامية في إيران، وتحترم مصالحنا وتحترم كراماتنا، وقفلوا بين هلالين ولننتهِ من هذه السوالف.
هذه الوقفة على الحائط لوحدها كانت كافية أن تقول للاسرائيليين وللعالم، أن تقول للاسرائيليين “لا يمكنكم أن تقتلوا الناس وتناموا في بيوتكم آمنين مطمئنين” وفلاحوكم يزرعون الحقول على الحدود وجنودكم “يتغندرون” على الحدود وتشعرون بالأمان والاستقرار والهدوء كأنكم قتلتم بعوضاً، ليس كذلك، لا، هذا من اللحظة الأولى اعترف الإسرائيلي أنه يواجه واقعاً من هذا النوع، وأيضا الإسرائيلي وضع كل الاحتمالات على مدى عشرة أيام، تكلم من عدم الرد إلى احتمال الرد، وعندما وضع احتمال الرد بدأ من الحد الادنى وصولاً إلى استهداف بنى استراتجية وصولاً إلى منشآت ومؤسسات الخ… لانه يعرف بأن المقاومة قادرة وأن المقاومة جاهزة وأن كل ما قيل حتى الآن، هل تعرفون من يعرف أكثر من غيره؟ الإسرائيلي.
شعبنا يثق بنا، يقول: أنتم قلتم هكذا، يعني هكذا.
الاسرائيلي ـ بمعزل عما إذا يثق بنا أو لا يثق بنا ـ معطياته تقول هكذا، وأحياناً قد تكون هذه من احدى بركات الجواسيس، هم يساعدون في الحرب النفسية. إذاً العدو يعرف ان كل ما تحدث عنه من دائرة الاحتمالات التي فتحها هي ممكنة بالنسبة لحزب الله وهو قادر عليها وقد يحتاج إلى قرار ـ ما زلنا الآن لم نصل الى العملية ـ في الوقت الذي يرتبك به الاسرائيلي ويناقش، تنتظر المنطقة كلها ـ أيضاً بنفس الشفافية أنا أقول لكم ـ من الساعات الأولى نهار الأحد، نحن كان لدينا وضوح، طبعاً احتجنا فيما بعد لأن نجتمع ونأخذ قراراً، ولكن كلنا عندنا وضوح، وعندما اجتمعنا هذا النقاش لم يأخذ أكثر من 10 دقائق.
أريد أن أتكلم بهذا الذي حصل معنا لأنه يوضح الذي حصل فيما بعد، ليس لأتكلم تجربة أو تاريخ، كلا نحن هكذا للمستقبل. نحن كان لدينا من الساعات الأولى وضوح شديد، يجب أن نرد، لم يكن هناك أي تردد في هذا، لم يكن هناك أي مجال للنقاش ولو بنسبة 0.1%، يجب أن يعاقب العدو الإسرائيلي على جريمته التي ارتكبها بالقنيطرة، يجب وضع حد لهذا التمادي الصهيوني في الإجرام والعدوان والاستعلاء والقتل. إن الأمر يستحق التضحية ـ اسمعوني جيداً ـ الأمر يستحق التضحية ولو ذهبت الأمور إلى النهايات.
حددنا منطقة العمليات، وطبيعتها، وزمانها، وماهية العملية، وما هي الخيارات المتاحة أمام الإخوة، درسنا الأمور بتكتم شديد، بنينا على أسوأ الاحتمالات، نحن ذهبنا إلى العملية وقد بنينا على أسوأ الاحتمالات، وجهزنا أنفسنا لأسوأ الاحتمالات، وأخذنا مجموعة من الإجراءات بناءً على هذا، وهذا ما فهمه الاسرائيلي جيداً قبل يوم الاربعاء، لأنه كان يوجد حركة واسعة لا تخفى على الاسرائيلي، فهم الاسرائيلي أن أي طلقة نار ستخرج في أي مكان من الأمكنة التي يتوقعها، أن هذا الذي يطلق النار الآن هو مستعد أن يذهب إلى أبعد ما يتصوره أحد في هذا العالم، وهو جاهز لذلك.
هذا كان له علاقة بالردع، كان له علاقة بالنتيجة التي آلت إليها الأحداث في مزارع شبعا وعلى الحدود، وكانت العملية النوعية للمجاهدين في مزارع شبعا يوم الأربعاء الساعة الحادية عشر والنصف تقريباً قبيل الظهر، وكان التوفيق الإلهي في كل شيء حاضراً وقوياً ولله الحمد والمنّة، نحن هكذا نعتقد، علينا أن نخطط ونفكر ونحضّر، والشباب يعملون ويتعبون ويجهدون ويتقدمون، أما الباقي فكله على الله سبحانه وتعالى، هو الذي يوفق، هو الذي يؤيد، هو الذي يسدد، إضافة إلى النتيجة فتكون بهذا الحجم وليس أكثر ولا أقل، يعني “حفر وتنزيل”، هذا كله عمل الله سبحانه وتعالى، هذه الحرفية والمهنية التي تتكلمون عنها، نحن نتكل على الله سبحانه وتعالى لتنفيذها، والأكيد أنه يوجد حرفية ومهنية أيضاً.
وحصلت العملية ـ هذه من خصوصيات العملية أرجو الانتباه إليها وقد تكلم عنها الجميع ولست أتكلم بشيء جديد ـ في ذروة الاستنفار والجهوزية الاسرائيلية، قمة الاستنفار، لان العدو قد أخذ علماً قبل الأربعاء، هو (العدو) تقريباً منذ الأحد شاهد مجموعة إجراءات في البلد على مستوى المقاومة، العدو يتنصت علينا، ويسمعنا وبالنهاية فالتواصل ليس كله عبر شبكة السلكي، ويوجد أيضاً خليوي، ويوجد أناس يتكلمون بالموضوع، وعدد كبير وإجراءات واسعة ففهم، لذلك هو منذ ليل الأحد والاثنين هو في ذروة الاستنفار المعلوماتي، الاستخباري، الفني، المصادر، العيون، الجواسيس، الحدود، الاحترازات، الجبهة، كل شيء، يعني يجب أن يحصي النملة على الحدود بالحد الادنى، وأخذ فرضية كل الأماكن. ولكن المقاومة في وضح النهار وفي ذروة الاستنفار الاسرائيلي قامت بهذه العملية النوعية في مزارع شبعا، وعجز الاسرائيلي ـ أقول هذا للعدو، ولشعب العدو الذي يعتبر أن جيشه جيش عظيم ـ حصلت العملية في ذروة الاستنفار، وداخل منطقة يوجد لديه فيها مواقع، وعنده مسيارات في السماء، ولديه سيطرة معلوماتية وفنية، ومنطقة صعبة جداً، هو عجز عن أن يفهم أو يعرف ماذا جرى من أول العملية حتى آخرها، عندما عاد الشباب استيقظ الاسرائيلي على نفسه.
وهذه رسالة للعدو ولشعب العدو وهي أيضاً رسالة الى الصديق، لأصدقائنا وشعبنا وأشرف الناس الذين يُعمل بشكل دائم على هز ثقتهم بالمقاومة، هذه مقاومتكم التي قيل عن عمليتها، حتى العدو قال ذلك، إنها عملية ذكية، وبارعة، ومتقنة، ومحترفة، ومهنية، ومتكتمة، وسرية، نعم هذه هي مقاومتكم.
في نتيجة العملية، نذهب إلى الموقف، في نتيجة العملية:
أولاً قتلونا في وضح النهار، قتلناهم في وضح النهار، الساعة 11 ونصف الساعة أو 12 إلا ربع، الساعة 11 ونصف إلا خمسة أو 11 ونصف وخمسة، سيارتين مقابلهما سيارتين و”حبّة مسك”، قتلى وجرحى مقابلهم شهداء ـ موضوع الأرقام نرى فيما بعد كيف نضع له حل ـ صواريخ مقابلها صواريخ، لم نذهب لنزرع عبوة أو ما شاكل، كلا، جهاراً، نهاراً، الشباب في الميدان، الصواريخ على اكتافهم واشتغلوا.
هناك فارقان بيننا وبين الإسرائيلي:
الفارق الأول: لأنهم جبناء، وليسوا رجالا، ولأنهم لا يقاتلونكم إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر، هم غدرونا. أما رجال المقاومة، لأنهم رجال ولا يهابون الموت جاؤوهم من الأمام، وجهاً لوجه.
يوجد فارق ثاني هو أن الإسرائيلي لم يجرؤ، يعني “عمل عَملته السوداء”، ولم يجرؤ على تبني العملية وأن المقاومة الإسلامية تبنت في بيان رقم واحد العملية مباشرة بعد حصولها.
ولذلك هذا الذي حصل حتى هذه اللحظة، كناتج، بينمال هم ما زالوا حتى الآن طبعاً “يعلكون”. النتيجة حتى الآن هم لن يحصدوا سوى الخيبة والندامة ولن يكون لنا سوى العز والنصر، وقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار.
لنذهب إلى الموقف، من الواجب هنا أن أتوجه بالشكر والتحية إلى مجاهدي المقاومة وقياداتهم الذين عملوا منذ الإغتيال بكل مسؤولية ودفة ويجب أن أخص بالشكر والتقدير أولئك المجاهدين الأبطال البواسل الذين نفذوا هذه العملية النوعية في قلب العدو/ وأقبّل أياديهم الطاهرة وجباههم المباركة الشامخة.
إذا إنتقلنا إلى الخلاصة والموقف، طبعاً كثير من الذي القيل بالدلالات وبالخلاصات صحيح وأنا لا أريد أن أعيد، لكن أنا أريد أن أركز على “ثلاث أربع” خلاصات ونصل للنهاية.
إكتشف الإسرائيليون الآن وعلى مدى الآيام القلية الماضية ـ والآن يوجد جدل بإسرائيل، وتعرفون الآن زمن إنتخابات، فالآن يحمى الجدل، طبيعي أن يحمى ـ أن تقدير قيادتهم الساسية والعسكرية والأمنية كانت تقديراً أحمق، مع أن هؤلاء يقدمون نفسهم على أنهم مخضرمون ولديهم خبرة وتجربة، ليس مثل أولمرت وبيرتس، هؤلائك الذين سننسى أسماءهم أو نسيناها. لكن هؤلاء الذين يفترضون أنهم مخضرمون وفاهمون وخبراء، ذهبوا إلى تقدير أحمق، كل تقديرهم كان خاطئاً وكل توقعاتهم كانت خاطئة واكتشف الإسرائيليون أن قيادتهم وضعتهم على حافة المخاطر الكبرى التي كان يمكن أن تلحق بهم وبكيانهم وبمصالحهم وبأمنهم وبإقتصادهم وبكل شيء عندهم نتيجة هذه الحماقة التي ارتكبتها هذه القيادة، والتي أدى هذا الإغتيال إلى نتائج معكوسة هو سيؤدي إلى المزيد من النتائج المعاكسة.
ثانياً، أن الجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية وكل مقدراته هي عاجزة عن مواجهة إرادة المقاومة وفعلها الميداني، هذه خلاصة. إسرائيل هذه هي، إسرائيل التي هزمناها في 2000 والتي هزموها أهل غزة مرات عديدة وإسرائيل التي هزمناها في 2006 وإسرائيل التي هزمناها بالأمس هي أوهن من بيت العنكبوت ولن تكون غير ذلك.
ثالثاً، يالخلاصات، أن المقاومة في لبنان في كامل عافيتها وجهوزيتها ووعيها وحرفيتها وشجاعتها وحكمتها وحضورها ووو… حتى ينقطع النفس.
رابعاً، أن الجماعات التكفيرية المسلحة وخصوصاً تلك المتواجدة على حدود الإحتلال في الجولان هي حليف طبيعي للعدو الإسرائلي وهي جيش لحد سوري جديد وإن رفعت الراية الإسلامية، هذه من الخلاصات التي يجب أن تكون حاسمة.
أما الموقف، أولاً، أود أن أؤكد، لأنه بعد المقابلة بالميادين، صدر الكثير من التحليل والكلام، ما قيل وكيف قيل. أريد أن أؤكد حتى لا أعيد، لأنه تكلمنا هناك كثيراً بمعادلات ووقائع، على كل كلمة قلتها في مقابلة الميادين في موضوع المقاومة والصراع مع العدو الإسرائلي ولا أحتاج إلى إعادة بل أقول اليوم بعد الذي جرى الأحد بالقنيطرة والأربعاء في مزارع شبعا، جربتونا، لا تجربونا بعد، هذا أولاً.
ثانياً، وهذه أهم رسالة مما حصل، الآن عندما تقول لي أهم شيئ في هذ الساعة ونصف فتقول لي أهم شيئ في هذا الكلام كله أقول لك هذه الجملة، للإسرائيلي، الآن الأصدقاء والأحباء نتكلم نحن وإياهم لا يوجد مشكلة ونقدّر المشاعر والمخاوف والمصالح الوطنية وأثبتت هذه المقاومة أنها تتصرف بمسؤولية وبحكمة، دعوا هذا جانباً، لكن الإسرائيلي يجب أن يفهم، دعوني أقولها بالفصحى من أجل أن يترجموها إلى العبري بشكل صحيح. يجب أن يفهم الإسرائيلي جيداً، أن هذه المقاومة ليست مردوعة، هو دائماً يقول مردوعة، لا ليست مردوعة، هي حكيمة وليست مردوعة، يوجد فرق بين الحكمة وبين الخوف، واحد يكون شجاع وقادر ولكن لديه حكمة، يوجد واحد يكون جبان أو يكون عاجزاً، هذا ليس له علاقة بالحكمة. هذه المقاومة شجاعة وقادرة وحكيمة وليست مردوعة، إذا كان العدو الإسرائيلي يحسب حسابه أن المقاومة مردوعة وأنها تخشى الحرب، أنا أقول له اليوم في ذكرى شهداء القنيطرة وبعد عملية مزارع شبعا النوعية فليأخذ هذا العدو علماً نحن لا نخاف الحرب ولا نخشاها ولا نتردد في مواجهتها وسنواجهها إذا فرضت علينا وسننتصر بها إن شاء الله.
لا يخطئنّ في الحساب، وأعتقد أن يوم الأربعاء هو أهم رسالة لأن الموضوع ليس فقط عملية مزارع شبعا، وإنما أيضاً ما قبلها وما بعدها وما حولها، كل هذا يقرأه الإسرائيلي ويأخذ هذه الرسالة التي أقولها له، لا أحدّثه حرباً نفسية ولا أتحدث تهويلاً، أقول الحقيقة التي عبّرنا عنها بالميدان. للأصدقاء والمحبين، أحب أن أقول لهم: هناك فرق كبير بين أنك تريد الحرب، نحن لا نريد الحرب، هذا ليس كلام ضعف، هذا كلام عقل ومسؤولية، وعاطفة، هذا بلدنا وشعبنا ومدننا وقرانا وأهلنا وأيضاً حلفاؤنا ومنطقتنا. لا أحد، لا المقاومة في لبنان، ولا المقاومة في فلسطين تريد حرباً بهذا المعنى، قوة المقاومة هي ليست هنا، في مكان آخر، نحن اضطررنا أن نصبح مقاومة، جاهزون عسكرياً لأن هناك عدوان إسرائيلي واسع، وإلا ليست هذه سنخية المقاومة. أنا لا أريد الحرب، نحن لا نريد الحرب ولكن لا نخشاها. يجب التمييز بين الأمرين، اللبنانيون يجب أن يميزوا بين الأمرين حتى عندما يريدون أن يأخذوا موقفاً. والإسرائيلي أيضاً يجب أن يفهم هذا الأمر جيداً، نحن لا نخاف من الحرب. نتصرف بمسؤولية، لا نريد الذهاب إلى حرب، لا أخجل من هذا الكلام، لا نريد الذهاب إلى حرب ولكن لا نخشاها، لا نخشاها، لا نهابها. اسمحوا لي بتكرار هذه الجمل حتى يحفظ جيداً، هو وكل الذين يسمعون، أن يحفظوا جيداً، أننا رجالها وأننا مجاهدوها، وأننا صناع نصرها بعون الله وإرادته ومشيئته إن شاء الله.
ثالثاً، وأتمنى هنا الاصغاء وأن يدقق جيداً، أننا اليوم وبعد عملية القنيطرة والرد في مزارع شبعا، أريد أن أكون واضحاً، نحن في المقاومة الإسلامية في لبنان لم تعد تعنينا أي شيء اسمه قواعد اشتباك. نحن لا نعترف بقواعد اشتباك. انتهت. ولا في مواجهة العدوان والاغتيال، لا توجد قواعد اشتباك، ولم نعد نعترف بتفكيك الساحات والميادين، ومن حقنا، من حقنا الشرعي والأخلاقي والانساني والقانوني وفي القانون الدولي لمن يريد أن يناقشنا بالقانون، أن نواجه العدوان، أياً كان هذا العدوان، وفي أي زمان، وكيفما كان، أن نواجهه في أي مكان وأي زمان وكيفما كان. قصة ضربتك هنا ترد علي هنا، انتهت. هذه انتهت. ضربتني بهذه الطريقة ترد علي بهذه الطريقة، هذه انتهت. عندما تعتدي، أينما كان، وكيفما كان، وفي أي وقت كان، من حق المقاومة أن ترد أينما كان، وكيفما كان، وفي أي مكان. انتهينا من هذا الموضوع.
رابعاً، سمعنا الإسرائيلي عندما أراد أن “يبلع القصة” المتعلقة بمزارع شبعا، قال إنه اكتفى بهذا الرد الذي حصل، وعلى كل حال من يقف خلف هذا الهجوم سوف يدفع الثمن غالياً. من الممكن أن يفهم أن هذا حديث بالسياسة عندما هدد إيران وسوريا والحكومة اللبنانية والمقاومة في لبنان، لكن اسمحوا لنا أن نتأمل وندقق، أنا أقول للإسرائيلي ما الذي فهمته شخصياً أنا وإخواني، أنه يهرب من المواجهة العسكرية، ويذهب للتفتيش، من هم المسؤولون، من هم الشباب الذين أذلّوه يوم الأربعاء في مزارع شبعا، فيغتالهم، بعبوة هنا أو رصاصة هناك أو من خلال عميل هنا أو يرسل مجموعة كوماندوس إلى لبنان مثلما كان يرسل دائماً ولا زال كذلك من طريق البحر أو البر ويقتلهم! هذا ما فهمناه نحن. بناءً عليه أيضاً، نحن في الماضي كنا نميز، قد يسأل البعض، وهذا أشرت له قبل قليل، ما هو الفرق بين اغتيال شهداء القنيطرة وبين اغتيال الشهيد القائد الحاج حسّان اللقيس ، مثلاً نتحدث عن الجدد. القدامى، الحاج عماد نتحدث عنه في ذكرى الشهداء القادة. ما الفرق بينهم، أقول لك هذا عمل عسكري واضح لا يحتاج إلى دليل ولا إلى نقاش، في وضح النهار، هنا، عملية أمنية يمكن أن يقول أحد ما أنها ملتبسة، لكن أنا أقسم يميناً أنه الإسرائيلي. وكنا نحن نأتي ونتعاطى مع العمل العسكري أنه يستحق الرد ونذهب إلى الرد من دون تأمل، ونختار الوقت والمكان والأسلوب، كما حصل بعد قتل أخينا العزيز في منطقة عدلون. أما عندما يكون اغتيال أمني، نتريث وننتظر للتأكد. رسالتي اليوم: من الآن فصاعداً، أي كادر من كوادر حزب الله المقاومين، أي شاب من شباب حزب الله يقتل غيلة سنحمل المسؤولية للإسرائيلي وسنعتبر أن من حقنا أن نرد في أي مكان وأي زمان وبالطريقة التي نراها مناسبة. والحرب سجال، يوم لكم من عدوكم، ويوم لعدوكم منكم.
لقد أطلت قليلاً، لكني أحببت أن أعطي الموضوع بعض حقه، طبعاً لم أعطه كل حقه، هذه تجربة من يوم الأحد 18 الجاري حتى اليوم هي تجربة غنية، الموضوع ليس عملية وعملية رد. بعض المعلقين قال إن ما حصل في مزارع شبعا هو أكبر من ثأر وأصغر من حرب، هذا صحيح. هذا توصيف دقيق. الأسبوعان اللذان مرا، كانت المنطقة وكان الوضع كله أكبر من مواجهة وأصغر من حرب، لذلك يستحق التوقف والدراسة والتأمل وأخذ العبرة على كل صعيد. على الصعيد السياسي، المعنوي والعسكري.
نحن في الوقت الذي نؤكد على كل هذه المواقف التي ذكرت، طبعاً، نحن نتصرف، إخواننا أثبتوا أنهم يتصرفون بالحكمة المطلوبة، بالمسؤولية الوطنية المطلوبة، بالمسؤولية الشرعية المطلوبة، لا يأخذهم الحماس، ولا تأخذهم الحمية بمعزل عن الإحساس بالمسؤولية ودقة المسؤولية وفهم الظروف والمعطيات. لا أحتاج إلى المزيد من الطمأنة.
على كل، حتى الشهداء، هم الذين يرسمون لنا الطريق ويبشروننا بالنصر الحاسم، وبالأمل القادم. منذ العام 1982 ونحن نختم بياناتنا: المقاومة وحدها هي الرد وقوافل الشهداء تصنع النصر، وقوافل الشهداء صنعت النصر وستصنع المزيد من الانتصارات إن شاء الله.
البيان رقم واحد للمقاومة الإسلامية في لبنان
بسم الله الرحمن الرحيم
عند الساعة 11.25 من صباح هذا اليوم، قامت مجموعة شهداء القنيطرة الأبرار في المقاومة الإسلامية باستهداف موكب عسكري إسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، مؤلف من عدد من الآليات، ويضم ضباطاً وجنوداً صهاينة، بالأسلحة الصاروخية المناسبة ما أدى إلى تدمير عدد منها ووقوع إصابات عدة في صفوف العدو.
وما النصر إلا من عند الله العزيز الجبار
المقاومة الإسلامية
(28 كانون الثاني/ يناير 2015)
COMMENTS