بعد ثبات المقاومة الفلسطينية على استراتيجية "مسيرات العودة" في "قطاع غزة"، تسارعت العمليات الفدائية في "الضفة الغربية" في الأيام الماضية. وبرهنت "العمليات الفردية" التي نفذها الفدائيون الأبطال الشهداء : أشرف نعالوة، صالح البرغوثي، ومجد مطير، أن المقاومة استطاعت "خلخلة" منظومة "دايتون" الأمنية، وهي بنية التنسيق الأمني بين "سلطة الحكم الذاتي" في رام الله، والأجهزة الأمنية الصهيونية. كما أن هذه "العمليات" تضع النظام الصهيوني نفسه، في واقع سياسي واستراتيجي جديد، ترتسم ملامحه في فلسطين المحتلة. وهنا تقرير مفصل بالتطورات الميدانية وآفاقها السياسية.
الحجر سلاح الفدائي!
أصيب جندي صهيوني، صباح اليوم الجمعة، بجراحٍ خطرة جراء عملية بطولية نفّذها شابٌ فلسطيني داخل مستوطنة "بيت إيل" شمال شرق البيرة. وأفادت مصادر في إعلام العدو، بأنّ جنديًا أصيب بجراحٍ وصفت بالخطيرة، بعد رشقه بالحجارة، قرب مستوطنة "بيت إيل". وفي وقتٍ لاحق، أعلن جيش الاحتلال أنه "خلال تراشق اندلع بين شاب فلسطيني وجندي قرب موقع عسكري في بيت إيل شمال مدينة البيرة، أصيب الجندي طعنا بسكين ثم بالحجارة من مسافة قصيرة. وزعم جيش الاحتلال أنّ الشاب أصيب قبل أن ينسحب من المكان. وفي وقتٍ سابق، قالت الإذاعة العبرية "كان"، إنّ شابًا فلسطينيًا اقترب من نقطة حراسة في المكان ورشق الجندي بحجر في رأسه، وانسحب على الفور. وقالت الإذاعة إنّ حالة الجندي خطيرة، بينما تقوم قوات كبيرة بعمليات تمشيط بحثًا عن المنفذ. (المصدر : رام الله ـ بوابة الهدف. الجمعة 14 ديسمبر 2018 | 12:22)
أكد مصدر مسؤول في حركة الجهاد الاسلامي بالضفة الغربية، أن تسلل شاب إلى مستوطنة بيت إيل الجاثمة على أراضي المواطنين في البيرة، وإصابته لجندي بجراح خطيرة إثر ضربه بحجر برأسه من مسافة الصفر، وانسحابه بأمان، تشكل ضربة لقيادة الاحتلال الإسرائيلي وأمنه. وقال المصدر المسؤول، أن عملية التسلل أسقطت المنظومة الأمنية للاحتلال، كما أسقطت حراساتهم الخاصة والمنظمة و"أمن المستوطنات" وأسلاكهم المكهربة والإلكترونية و كميرات مراقبتهم، ووهمهم وعلوهم، كما هو الحال في ناحل عوز بقطاع غزة. وأضاف، أن عملية التسلل أسقطت تبجح نتنياهو وتهديداته للضفة الغربية والشعب الفلسطيني، كون مستوطنة "بيت إيل" التي يخرج جنود الاحتلال منها للقتل والهدم والاعتقال في قرى كوبر وسردا والجلزون ولرام الله. (المصدر : فلسطين اليوم ـ رام الله، 14 ديسمبر/ كانون الأول، 2018)
نادي الأسير: الإحتلال اعتقل عشرات المواطنين غالبيتهم أسرى محررون
قال نادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال "الإسرائيلي" اعتقلت منذ فجر أمس الخميس وحتى فجر اليوم الجمعة أكثر من 100 مواطن شملت غالبية محافظات الضفة الغربية المحتلة. وترافقت مع حملات الاعتقال، اعتداءات على المواطنين وترهيب للأطفال، وتفتيش وتخريب للمنازل. وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية وفجر اليوم الجمعة حملة اعتقالات واسعة في محافظات الضفة الغربية طالت 46 مواطناً على الأقل بينهم سيدة ونائبان في المجلس التشريعي الفلسطيني وصحفي. ولفت نادي الأسير إلى أن غالبية المعتقلين هم من الأسرى المحررين منهم من قضى سنوات في معتقلات الاحتلال. وبين نادي الأسير أن قوات الاحتلال اعتقلت 16 مواطناً من عدة بلدات وأنحاء في محافظة الخليل، و في بيت لحم جرى اعتقال 10 مواطنين على الأقل. فيما اُعتقل ستة مواطنين من عدة بلدات في محافظة رام الله والبيرة، و10 مواطنين اُعتقلوا من القدس وضواحيها على الأقل بينهم أسيرة محررة. (المصدر : الضفة المحتلة ـ بوابة الهدف. الجمعة 14 ديسمبر 2018 | 12:42)
اقتحام مستوطنة وقتل وطعن جنود ومستوطنين، والمواطنون يواجهون الإحتلال
واعترف جيش الاحتلال بمقتل جنديين وجرح آخرين في عملية إطلاق نار على مجموعة من الجنود قرب مستوطنة جيفعات “عساف” قرب سلواد برام الله. واعلن جيش العدو حالة التأهب في مستوطنة جيفعات عساف بعد ان اكتشف ان شخصاً مسلحاً اقتحم المستوطنة. وجاءت العملية بعد قتل الاحتلال ثلاثة فدائيين شبان فلسطينيين لتنفيذهم عمليات ضده. وكان اصيب مستوطنان مساء الاربعاء في عملية طعن في منطقة “بيت شيمش” في القدس. وبعد ظهر اليوم أصيب جندي صهيوني بعملية دهس نفَّذها شاب فلسطيني في مدينة البيرة قرب رام الله. واطلق جنود الإحتلال النار على السيارة ما أدى الى استشهاد سائقها. كما ذكر موقع روتر الاخباري العبري بأن سائق سيارة فلسطينية حاول مساء اليوم الخميس دهس مجموعة من المستوطنين قرب مستوطنة “معالية هلفونا”. وقد شهد اليوم المدخل الشمالي لمدينة البيرة مواجهات بين عشرات الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال بعد وصول الشبان الى مكان لا يبعد كثيراً عن موقع عملية سلواد. وقد دفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية الى المنطقة. وأسفرت المواجهات عن اصابة خمسة عشر شاباً بجروح. كما وقعت مواجهات في مناطق عدة من الضفة. (المصدر : بيروت، المنار، الخميس 13 كانون الأول، 2018)
إضراب طولكرم بعد اغتيال الاحتلال الفدائيين اللذين نفذا عمليتي بركان وعوفرا
وأعلنت قوات الاحتلال الصهيوني اغتيال منفذي عمليتي "بركان" و"عوفرا" في الضفة الغربية. وقالت قوات الاحتلال "إن قوة خاصة استطاعت الوصول واغتيال أشرف نعالوه منفذ عملية بركان في احد المنازل التي كان يتواجد فيها في مخيم عسكر الجديد بنابلس". وأضاف شهود عيان "أن قوات الاحتلال منعت طواقم الهلال الاحمر من الوصول إلى المكان ونقل الجثمان إذ قام جيش الإحتلال باختطاف جثمان الشهيد قبل انسحابه من المكان". وبحسب الشهود فإن "القوات الخاصة الصهيونية كانت تحاصر المكان الذي يتواجد فيه الشهيد نعالوه واستطاعت الدخول الى المنزل من اسطح المنازل وتصفيته بعد اشتباك مسلح". وفي مدينة طولكرم مسقط رأس الشهيد نعالوه أطلقت دعوات لإضراب شامل في محافظة طولكرم اليوم، حدادًا على روح الشهيد أشرف نعالوه. وكان الشهيد أشرف نعالوه قد نفذ عملية في مستوطنة بركان قبل 9 أسابيع أسفرت عن مقتل مستوطنين واصابة ثالث استطاع خلالها من الفرار من قوات الاحتلال التي شنت عشرات العمليات العسكرية للوصول إليه. وفي مدينة رام الله، نعت حركة المقاومة الإسلامية حماس شهيدها صالح عمر البرغوثي منفذ عملية عوفرا الذي استشهد برصاص قوة صهيونية خاصة قرب سردا شمال رام الله الليلة الماضية. ومساء الاحد الماضي أصيب 9 مستوطنين في عملية اطلاق نار عليهم من قبل سيارة قرب مستوطنة عوفرا برام الله وعلى اثرها شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على محافظة رام الله بحثا عن المنفذين. (بيروت ـ العهد، الخميس 13 كانون الأول، 2018)
الفدائي ـ الفرد يتحرك سريعاً
ولحظة إعلان استشهاد أشرف نعالوة وصالح البرغوثي، انطلقت «عمليات الثأر» سريعاً، في ازدواج واضح ولافت بين العمليات الفردية والمنظّمة، لتحصد في المجمل ثلاثة قتلى إسرائيليين ونحو أربع إصابات، منها اثنتان في حال الخطر، والأكثر إزعاجاً للعدو أن غالبيتهم من الجيش أو الشرطة. في الصباح الباكر، هاجم الشهيد مجد مطير (26 عاماً) بسكينه اثنين من شرطة العدو في شارع الواد في البلدة القديمة في القدس، ليصيبهما قبل أن تُطلَق عليه النار ويُستشهد بعد تركه ينزف نحو 40 دقيقة، فيما نعته حركة «فتح» وقالت إنه من سكان مخيم قلنديا في القدس. بعد ساعات، نفذ فلسطينيان اثنان على الأقل هجوماً عند مفترق مستوطنة «غفعات أساف»، شرق رام الله، المنطقة التي تبعد نحو كيلومترين فقط عن موقع عملية «عوفرا» (شارك فيها الشهيد البرغوثي)، ليسقط فوراً جنديان قتيلان من لواء «ناحال»، ويعلن في وقت لاحق مقتل الثالث وبقاء جريح رابع بإصابة خطيرة. والصدمة التالية كانت فقدان سلاح أحد القتلى، إذ فتشت كل السيارات المحيطة بالمنطقة ولم يجدوا له أثراً، فضلاً عن أن أياً من الجنود لم يطلق رصاصة واحدة. فالثأر جَمَع المقاومين من القدس إلى نابلس، في عمليات منظّمة وأخرى فردية… واشتباك حتى الرمق الأخير.
من هنا، بدأت العملية العسكرية في رام الله التي كانت في حالة إضراب عام، واشتعلت المواجهات المستمرة، فيما أعلن العدو الاستنفار للبحث عن منفذي العملية. وفي المساء، أطلقت قوات العدو النار على سيارة كان يقودها رجل الأعمال حمدان العارضة (60 عاماً) في البيرة، وهو من سكان بلدة عرابة (جنين)، متهمة إياه بتنفيذ عملية دهس أصيب فيها جندي، كما أطلق العدو النار على مركبة أخرى قرب قرية كفر عقب شرقي البيرة، حيث أصيب أحد المستوطنين، واستطاع قائد السيارة الفرار من المنطقة التي كانت تعج بالمستوطنين. (المصدر : بيروت ـ الأخبار، الخميس 14 كانون الأول، 2018)
اغتيال الفدائي صالح البرغوثي بطل عملية عوفرا
وأعلن جيش الاحتلال الصهيوني، مساء الأربعاء، استشهاد الشاب صالح عمر البرغوثي (٢٩ عامًا)، بعد عملية خاصة لجهاز الشاباك والقوات الخاصة في سردا قرب رام الله. وزعم الشاباك الصهيوني أن الشهيد البرغوثي، المسؤول عن تنفيذ عملية عوفرا البطولية التي جرت يوم الأحد الماضي وأصيب فيها ٧ مستوطنين. ووفقًا لبيان الشاباك، فإن قوات الاحتلال اعتقلت عددًا من أفراد الخلية المسؤولة عن تنفيذ العملية برفقة الشهيد البرغوثي. وفي وقتٍ سابق، أطلقت قوة خاصة من جيش الاحتلال النار تجاه مركبة الشاب صالح البرغوثي في شارع سردا قبل أن يتم اعتقاله. كما اعتقلت الشاب وعد البرغوثي في سيارةٍ أخرى. من جانبها، قالت مصادر في إعلام العدو، إنّ أحد الشابيْن في حالةٍ حرجة بعد إصابته بالرصاص. وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال اقتحمت قرية كوبر بأعداد كبيرة، واقتحموا منزل ذوي الشاب صالح البرغوثي، وتم عزل أفراد أسرته، وإخراج جميع الشبان الذين تواجدوا في المنزل لمؤازرة أهله خارجا، ومنعوا أحدا من دخول المنزل، وبدأوا بعمليات تفتيش داخله. (المصدر : رام الله ـ بوابة الهدف. الأربعاء 12 ديسمبر 2018)
جنود الإحتلال يقتحمون ناد مقرب من السلطة
وادان نادي الارسال الاعتداء على مقره في مدينة البيرة والعبث بمحتوياته. وقال النادي في بيان صحفي "وفي الوقت الذي يتعرض له أبناء شعبنا لشتى أنواع القهر والجبروت الاحتلالي، تأبى سلطات الاحتلال إلا ان تعبث بأمننا وبهدوئنا وبحلمنا بتنشئة إنسان فلسطيني يؤمن بالأخلاق والمبادئ والقيم كأساس قويم لنهضة الشعوب، فقد فوجئت الهيئة الإدارية لنادي الإرسال يوم الأثنين الموافق 10-12-2018م، بقيام جنود الاحتلال باقتحام مقر النادي في المبنى الذي يحتوى على مؤسسات وطنية عدة من بينها وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)". وأوضح النادي في بينه أن المقر الذي اقتحمه جنود الاحتلال اليوم ليس إلا مقرا مستأجرا، وقد تزامن ذلك مع اليوم الأول لنقل محتويات النادي إليه، وإن الاعتداء على المقر أسوة بالاعتداء على مقرات مؤسسات أخرى يمثل تعديا سافرا على مقر لمؤسسة اجتماعية مسالمة، لا تنتهج إلا الرياضية والسلوك القويم نهجا في بناء الإنسان والمجتمع، وإن هذا الاعتداء يمثل ضربا لكل القيم الإنسانية والحضارية من قبل احتلال يرى في العمل الاجتماعي والرياضي والثقافي "إرهابا". (المصدر : رام الله ـ الحياة الجديدة، الخميس 13 كانون الأول، 2018)
ثقافة الفدائيين : «صراع في الظلام»
ساعات قليلة هي التي فصلت بين عملية لقوة خاصة (مستعربين) في قرية سردا، شمال رام الله، واقتحام قرية كوبر، وبين إعلان العدو وصوله إلى المطلوب أشرف نعالوة بعد 65 يوماً من الملاحقة، متحصّناً في منزل في مخيم عسكر في مدينة نابلس (شمال) بعيداً من مدينته، طولكرم، حيث تركز البحث الإسرائيلي طوال الشهرين الماضيين، وهو ما يسلط الضوء على نجاح كبير ضمن واقع الضفة اليوم، في الانتقال لمسافة تزيد على 50 كلم والاختباء عن جيش وأجهزة أمنية إلى هذه المدة. لكن أشرف لم يسلم نفسه، وخاض قبيل الفجر اشتباكه الأخير مع القوة الخاصة التي احتجزت جثمانه مثلما فعلت مع جثمان الشهيد صالح البرغوثي الذي اختطف وفق شهادات العيان حياً من سردا، ليعلن العدو أنه تم «تحييد» جزء من منفذي عملية مستوطنة «عوفرا»، وتصفية منفذ عملية «بركان» الذي كان يقرأ في ساعات اختفائه كتاب «صراع في الظلام»، الذي أصدرته دائرة تابعة لحركة «حماس» ويتحدث عن كيفية مواجهة الاعتقال وطرق التحقيق والصمود خلالها. (المصدر : بيروت ـ الأخبار، الجمعة 14 كانون الأول 2018)
رواية العدو : الفدائي أشرف نعالوة "لم يرتكب الأخطاء أبداً"
قال أحد كبار الضباط في الجيش الصهيوني، أن المطاردة الحثيثة للفدائي المطارد ثم الشهيد\ أشرف نعالوة أتت من تيقن "الشاباك" بأن أشرف نعالوة أصبح "خطيرا جدا" ويستعد لشن هجوم آخر. وأكد الضابط أنه ليس هناك شك أن الشهيد أشرف لم يرتح أبدا خلال الشهرين الفائتين بعد تنفيذ الهجوم البطولي في مستوطنة بركان، وقال "لا شك في أنه لم يسترخ خلال الشهرين الماضيين. كان يخطط للقتال ، أو القيام بهجوم آخر". وقال الضابط الصهوني أنه كان هناك قرار بالوصول إلى أشِرف قبل أن ينقفذ هجومه التالي، وزعم أن قواته كانت قريبة من أسر نعالوة في عدة مناسبات إلا أنه كان يتمكن من الإفلات في اللحظة الأخيرة، بالإضافة إلى ذلك ، قال الضابط إن أشرف لم يستخدم الهاتف المحمول أو أي شكل آخر من أشكال التكنولوجيا للتواصل معه، مما جعل من الصعب على قوات الأمن تحديد مكانه وقال الضابط ""تقريبا لم يرتكب أي خطأ وكان قادرا على العيش هاربا لفترة طويلة من الزمن" وأضاف "لقد حظي بالكثير من الحظ والمساعدة بعد الهجوم". وفي اشارة الى اغتيال الشهيد البطل صالح البرغوثي منفذ العملية في عوفر قال هذا الضابط إن "ديناميكية هذه العملية العسكرية هي أنه في بعض الأحيان لا يستغرق الكثير من الوقت وأحيانًا ما يستغرق الأمر بعض الوقت ولكن ليس مثل السنوات الماضية عندما نجا المشتبه بهم المطلوبين. و"لكن هؤلاء لم يكونوا هاربين". و"لكن بينما كان نعالوة قد تهرب مراراً من القبض عليه على يد قوات الأمن لمدة شهرين" ، كانت "إسرائيل تقوم بمطاردته ، حيث قامت بعشرات من الاعتقالات واعتقال العديد من الأقارب والمتواطئين المزعومين واتهامهم". وأضاف "إن العشرات من العمليات نفذت في شمال الضفة الغربية لتحديد موقع الفدائي المطارد ، لكنها استغرقت وقتا وكانت صعبة كونه يعمل منفردا، ونجح في البقاء خارج الشبكة"، "وفي النهاية جاءت معلومة محلية صغيرة تفيد أنه كان موجودا في حوالي الساعة الواحدة والنصف صباحاً في مكان سابقاً"، واستشهد "بعد معركة بالسلاح الناري مع قوات الجيش" المحتل. (المصدر : بوابة الهدف ـ إعلام العدو/ترجمة خاصة، الخميس 13 ديسمبر 2018)
فشل العدو : حساب جديد مفتوح
هكذا، لم يستطع قادة العدو أو إعلامه الحديث عن «إغلاق الحساب» مع منفذي العمليتين الأخيرتين حتى فُتح حساب جديد، وبدأ البحث عن منفذي إطلاق النار في «غفعات أساف»، الذين قدّرت مصادر عبرية أن يكونوا من «خلية عوفرا» نفسها. وبغض النظر عن النتيجة المقدرة للعملية العسكرية الإسرائيلية الحالية، جرياً على عادة اكتشاف المنفذين والاشتباك معهم، فإن نجاح ثلاث عمليات إطلاق نار على التوالي مع لازمة انسحاب المنفذين من المكان وبدء عملية مطاردة، باتت تمثل السيناريو الأسوأ للعدو، خاصة أن العمليات الفردية الأخيرة كانت تنتهي غالباً باستشهاد المنفذين أو اعتقالهم في مكان التنفيذ. أيضاً، مثّلت السرعة في الرد، واستعمال التكتيك نفسه رغم الاستنفار الإسرائيلي، تحدياً كبيراً للعدو.
وما يوحي ببدء مرحلة جديدة هو البيان الصادر بسرعة عن «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، إنْ لجهة تبنّي الشهيدين نعالوة والبرغوثي، أو لجهة الإشارة إلى عمليات أخرى، إذ قالت «القسام» إن مقاومتها «ستظل حاضرةً على امتداد خريطة الوطن، ولا يزال في جعبتنا الكثير مما يسوء العدو ويربك كل حساباته»، مضيفة: «جرّع أبطالنا الاحتلال الويلات بتنفيذ عملياتهم الموجعة رداً على الاعتداءات اليومية من قوات الاحتلال وقطعان المغتصبين الذين يستبيحون الضفة الغربية المحتلة ويعيثون فيها فساداً… جمر الضفة تحت الرماد سيحرق المحتل ويذيقه بأس رجالها الأحرار من حيث لا يحتسب العدو ولا يتوقع». (المصدر : بيروت ـ الأخبار، الجمعة 14 كانون الأول 2018)
موقف الفصائل و… "السلطة"
وأقامت «حماس» في غزة بيت عزاء لشهداء الضفة الثلاثة، قال رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، إن «الضفة… تتغير، والسنوات العجاف التي عاشتها الضفة أزف رحيلها، وهناك صفحة جديدة مع المحتل فتحت بالدم والشهادة والبارود والنار». في الوقت نفسه، أصدرت غالبية الفصائل والأذرع العسكرية بيانات تأييد للمقاومين في الضفة، داعية إلى المزيد منها وأيضاً إلى وقف التنسيق الأمني بين السلطة والعدو. أما حركة «فتح»، فقالت إن «استهداف قوات الاحتلال ومستوطنيه لشعبنا، عبر تصعيد الاعتداءات والتصفية والاعتقالات، وآخرها التهديد والتحريض على قتل سيادة الرئيس محمود عباس، لاقت الرد الفلسطيني». ودعت إلى «تصعيد المواجهة الجمعة (اليوم) في كل الضفة»، وإلى «اليقظة التامة وتفعيل لجان الحراسة للدفاع عن قرانا»، كما قال البيان: «ندعو شعبنا للوعي وحرمان هذا الاحتلال أي معلومات مجانية من خلال كاميرات المراقبة المنتشرة التي تخدم أغراض الاحتلال وعبر تناقل المعلومات والصور عبر وسائل التواصل». إلى ذلك، التقى رئيس السلطة محمود عباس، في مقر الرئاسة في رام الله، وفداً من جهاز «المخابرات العامة» المصري، ناقلاً إليه رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس المخابرات اللواء عباس كامل. وحضر الاجتماع من الجانب الفلسطيني رئيس «هيئة الشؤون المدنية» حسين الشيخ، ورئيس «المخابرات العامة» اللواء ماجد فرج، وقائد جهاز «الأمن الوقائي» اللواء زياد هبِّ الريح، فيما لم تتضح مجريـاته بعد، وعلاقته بالأحداث القائمة. (المصدر : بيروت ـ الأخبار، الجمعة 14 كانون الأول 2018)
يد المقاومة هي العليا
تؤكد هذه العمليات الفلسطينية ان لا يدا عليا للاحتلال على الرغم من استخدامه الامكانات الضخمة لمنع تفعيل المقاومة معتمدا على القمع اليومي عبر توسيع دائرة حملات الدهم والاعتقال مستفيدا من شبكة التجسس التي يعمل على زرعها الكترونيا او بشريا عبر العملاء الذين يبعون شرفهم ووطنهم وشعبهم ودينهم بحفنة من الدولارات التي لن تعيد لهم كرامة سقطت ولا نخوة سحقت، كما يحاول العدو الاستفادة الى اقصى درجة من التعاون والتنسيق الامني مع الاجهزة الامنية في الضفة الغربية، ولكن على الرغم من كل ذلك أثبتت الضفة انها بيئة حاضنة للمقاومة وإلا كيف نفسر استنفار العدو لأيام او لفترة زمنية طويلة لملاحقة مقاوم لم يقبل الاستسلام او إراحة العدو بسهولة.
ومن المتوقع ان يبادر العدو الى رفع حدة ووتيرة ممارساته في مناطق الضفة، في ردود انتقامية مباشرة على هذه العمليات، وبحسب صحيفة “معاريف” الصهيونية فقد قرر رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو في ختام جلسة مشاورات أمنية موسعة في مقر وزارة الحرب الصهيونية مساء الخميس “تسريع عمليات هدم منازل منفذي العمليات خلال 48 ساعة، وشن حملة اعتقالات إدارية في صفوف عناصر حركة حماس”، كما قرر العدو “نصب المزيد من الحواجز ومحاصرة مدينة رام الله، بالإضافة إلى سحب التصاريح من عائلات منفذي العمليات، والدفع بعدة كتائب عسكرية للضفة الغربية خشية تدهور جديد للأوضاع”، وقرر العدو “شرعنة آلاف منازل المستوطنين في الضفة لا سيما في مستوطنة عوفرة التي وقعت على مدخلها عملية إطلاق نار قبل أيام”.
لكن هل يعتقد العدو ان مثل هذه الاجراءات التي هي متبعة اصلا في الاراضي المحتلة وخاصة بالضفة والقدس، هي من الامور التي قد توقف عمليات المقاومة وعمليات كل فلسطيني سيتخذ القرار لاستخدام سلاحه الفردي او استخدام السكين او سيارته لدهس المستوطنين والعسكريين الصهاينة؟ أليس المقاومة وكل الشعب الفلسطيني باتوا يدركون كيفية التعامل مع هذه الممارسات ويعرفون كيفية التخلص من اي قيد قد يحاول العدو فرضه على الارض؟
ان سقوط الشهداء في الضفة سيزيد من اصرار الشعب الفلسطيني الذي لا يهزم ويتحدى هذا المحتل الغاصب الذي لا يقيم اي اعتبار للاعراف والقوانين الدولية ويخالف وينتهك كل الحقوق الانسانية للشعب الفلسطيني ويتمادى في جرائمه، كل ذلك سيدفع بالفلسطينيين الى التكاتف اكثر فاكثر لتكون المقاومة كتلة واحدة تمتد من غزة الى الضفة وكل الاراضي المحتلة، ما يوجب على كل الاطراف الفلسطينية عدم إراحة العدو بل الوقف الفوري لاي تعاون او تنسيق معه بما يجعل الصهاينة يتخبطون داخل النفق الامني الذي وضعتهم به المقاومة، تمهيدا لتحقيق الاهداف في الحرية والعودة وتحرير القدس وكل فلسطين وطرد المحتل الغاصب. (المصدر : بيروت، المنار، الخميس، 13 كانون الأول، 2018)
العمليات تفرض قضية فلسطين في العرب والإقليم والعالم
حاولت جهات عدة في الكيان الصهيوني أن تضع العمليات الفدائية الجارية في سياق رد الفعل الظرفي، أو من قبيل التقليد فقط، فإن الوتيرة المتسلسلة للعمليات، وما سبقها من تحذيرات في الجيش و«الشاباك» خلال الأشهر الماضية، يؤكد كونها جزءاً وامتداداً لحركة المقاومة المتواصلة على أرض فلسطين، وأنها تتويج لما سبقها من محاولات وعمليات، وتمهيد لما يليها. وتؤكد حقيقة كون الضفة ساحة هذه العمليات، بكل ما تنطوي عليه من دلالات سياسية وأمنية وجغرافية، أن كل فلسطين هي ساحة للمقاومة، وتتكامل بذلك مع قطاع غزة الذي جسَّد إرادة الصمود والمقاومة بأعلى صورها. من هذه الزاوية، تبدد العمليات رهانات الكيان على إمكانية الاستفراد بغزة، كما تسقط رهان القيادتين السياسية والأمنية في تل أبيب على أن يؤدي الهدوء على هذه الجبهة، الذي ساهمت في بلورته مجموعة من العوامل الإقليمية والردعية، إلى تعميم الهدوء في كل فلسطين. ويكشف كونها أتت بعد الانتصارات التي حققتها المقاومة في غزة، عن أن مسار المقاومة في فلسطين في مسار تصاعدي. في المقابل، ينبغي القول إن هذه الأبعاد والمفاعيل المقدرة لهذه السلسلة الناجحة من العمليات مرهونة باستمرارها بهذا المستوى من الزخم. وفي السياق الداخلي الإسرائيلي، أتت عمليات المقاومة في الضفة في توقيت سياسي حساس بالنسبة إلى رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو. فبعدما أحرج القطاع قيادة العدو خلال الجولة الأخيرة من الصواريخ، ما أدى إلى استقالة وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، حاول نتنياهو أن يحرف الأنظار نحو الشمال، لتبرير الهدوء إزاء الساحة الفلسطينية بالتفرغ لمواجهة تهديد الجبهة الشمالية. لكن الضربات التي تلقاها من المقاومة في الضفة أربكت حساباته وحشرته أمام خصومه السياسيين في الحكومة وخارجها. إذ تشكل هذه الضربات ضربة مباشرة إلى نتنياهو ليس لكونه رئيساً للحكومة فقط، بل وزيراً للأمن، أي المسؤول مباشرة عن مواجهة هذه التحديات. في السياق نفسه، بدأت المزايدات السياسية التي تحوّل هذه الضربات إلى مادة سجال وتنافس بين القوى السياسية. على هذه الخلفية، يأتي تهديد «الاتحاد القومي» الشريك في الحكومة، عبر كتلة «البيت اليهودي»، بالانسحاب، وهو ما سيؤدي إلى إسقاط الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة، وذلك في حال لم يجتمع «المجلس الوزاري المصغر» (الكابينت)، ويتخذ إجراءات محددة ضد الفلسطينيين. في المقابل، أتى موقف وزير التعليم نفتالي بينت، الذي رأى أن هذه العمليات «نتيجة أن الفلسطينيين لم يعودوا يخافوا منا»، ليشكل إقراراً مباشراً بتراجع قوة الردع الإسرائيلية. مع هذا، حاول نتنياهو احتواء غضب المستوطنين واليمين المتطرف. ولقطع الطريق على مزايدات منافسيه، بادر عبر بيان صادر عن مكتبه إلى إصدار قرار بـ«تنظيم وضع آلاف المنازل في مستوطنات الضفة التي لم يُنظّم وضعها القانوني حتى الآن، وبعضها منذ عشرات السنين».
على المستوى التكتيكي، مثّل نجاح سلسلة العمليات تجسيداً لإبداع المقاومة الفلسطينية بنجاحها في تجاوز الإجراءات المشددة، وكذلك التنسيق الأمني. وهو أمر يتوقع أن ينعكس على الأجهزة الإسرائيلية التي قد ترى في نجاح هذه العمليات مؤشراً على إمكانية نجاح عمليات لاحقة. وفي محاولة لاحتواء هذه المفاعيل، تقرر أيضاً، على المستوى الأمني، كما صدر عن مكتب نتنياهو بعض المقررات المتصلة، إذ أشار إلى «تسريع عملية هدم منازل منفذي العمليات خلال 48 ساعة، وزيادة الاعتقالات الإدارية لناشطي حماس في الضفة، وتعزيز قوات الجيش في المناطق، وتعزيز حماية محاور الطرقات ونصب حواجز، وعزل البيرة». في الدائرة الأوسع، تأتي عمليات المقاومة في سياق مواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية، الموسومة بعنوان «صفقة القرن»، ورداً على خطوات التطبيع الخليجي التي تستهدف تطويع الفلسطينيين وبث روح اليأس فيهم بهدف إحباطهم ودفعهم إلى الخضوع للواقع. كما تأتي العمليات لتؤكد استمرار المقاومة التي ستفرض قضية فلسطين على الساحتين الإقليمية والدولية، في مواجهة كل محاولات طمسها وإخمادها. (المصدر : بيروت ـ الأخبار، مقال علي حيدر. الجمعة 14 كانون الأول 2018)
مواقع التواصل تنتصر للفدائيين
"افتتحنا هذا العام بأحمد جرار وها نحن نوشك على انهائه بصالح البرغوثي وأشرف نعالوة، بهم نبتدئ وبهم نختم وبهم يُرسم زماننا، سادة الأرض وملحها، مسك الشهادة وأريجها، فخر فلسطين، وشهداء الرمق الأخير"، بهذه الكلمات غرّد الناشط محمد عويد تعقيباً على استشهاد الشاب صالح البرغوثي وأشرف نعالوة. واستشهد الليلة الماضية واليوم الخميس، ثلاثة شهداء برصاص الاحتلال، وهم: الشهيد المطارد أشرف نعالوة الذي اغتالته قوات "اسرائيلية"، والشهيد صالح البرغوثي والشهيد مجد جمال مطير.
وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر- فيسبوك- انستغرام) انتفضت عن بكرة أبيها تنعي شهداء الضفة الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن، معبرة عن فخرها بالعمليات البطولية التي تؤكد شرعية المقاومة وأن الاحتلال لا يفهم إلا لغة الدم.
"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" رصدت تدوينات وتعليقات عبر التواصل الاجتماعي، فغرّد أحمد منصور: " من خرج يبحثُ عن الحقيقة ..حَكم على نفسه بأن يبقى دائماً في الطريق، فخيارنا إما النصر أو "النصر".
وكتب عدنان أبو عامر: "أي ليلة ليلاء عاشتها الضفة الغربية، يمضي أشرف نعالوة وصالح البرغوثي معاً، وقد أوفيا الوعد للجميع، للدماء والدموع وحرقة الأنفاس، وحفظا مشاهد الأشلاء المهروسة تحت الدبابات، والأسرى خلف القضبان، وحناء الفتيات يودعن أفئدتهن على أبواب السماء، والشهداء يقدمون أشلاءهم جسورا صوب التحرير".
أما أحمد البهبهاني فغرّد: "عندما تدرك أن والدي أشرف نعالوة وأخوه كانوا في زنازين الاحتلال طوال فترة مطاردة أشرف قرابة الشهرين، وتم التضييق على عائلته وأصدقائه وبيتهم مهدد بالهدم، تقف خاشعاً أمام تضحيات أبطال الضفة، فالضريبة التي يدفعها المقاوم الضفاوي بأسره أو قتله قليلة أمام الضريبة التي تدفعها عائلته".
وكتب فوزي عطيلي: "تاج الرؤوس كتبوا بالدم لفلسطين ثلاثة أسود وكان الرد بقتل ثلاثة قرود عملية سلواد، العين بالعين والسن بالسن والرأس بالرأس، المجد لمن رحلوا أجساداً ويبقون فكرة".
وتسائل يوسف حمايل: "بعد عملية سلواد المباركة، هل ستسيطر حماس وفصائل المقاومة على الضفة الغربية والقدس؟؟؟، مستدركاً قوله: مش بعيدة".
فيما غرّدت لؤلؤة: "الرصاص نوعان؛ رصاص يقتل، وآخر يُحيي، يوقظ النيام ويستنهضهم ويصرخ فيهم : (لم نذهب عبثًا، فاتبعونا)."
وكتبت ليلى عودة: "لم يكن في حسبان القادة السياسيين والأمنيين الإسرائيليين الذين تنفسوا الصعداء بعد اغتيال أشرف نعالوه وصالح البرغوثي أن تكون عملية الرد جاهزة وأن يتم تنفيذها بسرعة وبدقة قد تشيران إلى دخول الضفة الغربية في مرحلة الغضب الذي لطالما تجنبته اسرائيل . أن تكون عملية الرد جاهزة فهذا تطور".
أما وليد فوزي غرّد: "لا تمت قبل أن تكون نداً هذا ما فعله الشهداء الأبطال أشرف نعالوة و صالح البرغوثي والآن تعانقا صعوداً الى جوار المصطفى عليه الصلاة والسلام".
(المصدر : فلسطين اليوم ـ خاص ـ غزة، الخميس، 13 كانون الأول / ديسمبر، 2018)
أخيراً …
صبيحة اليوم، ذكّرت "الأخبار" اللبنانية بالتقييم الأخير لكلٍّ من رئيس «الشاباك» نداف أرغمان، ووزير الأمن المستقيل أفيغدور ليبرمان، بشأن الضفة المحتلة. حيث تحدثا عن «واقع معقّد وخادع»، وعن «الخوف من مئات المسلحين يهاجمون المستوطنات والجيش دفعة واحدة». وقالت : فعلاً، لم يخيّب مقاومو الضفّة أشرف وصالح ومجد وشهداء أحياء ظنونهم، وهذه المرة من رام الله، حيث التمركز الأساسي للسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية.
مركز الحقول للدراسات والنشر
الجمعة 14 كانون الأول/ ديسمبر، 2018