خاص ـ الحقول / خفض أحد مراكز الدراسات العربية تصنيف تركيا، فاعتبرها “فاعلاً إقليميا” بدلا من “قوة إقليمية صاعدة”[1]، وذلك للدلالة على تضاؤل الوزن الإقليمي لهذه “الدولة الأطلسية”، تحت حكم حزب العدالة والتنمية “الإخواني”. ويرى بعض الصحفيين والباحثين أن تورط حكومة رجب اردوغان في “المسألة السورية”، هو سبب هذا الفشل الإستراتيجي، الذي تنتشر شواهده في تقارير الصحافة اليومية[2].
هذا الصباح، ذكرت وكالات الأنباء أن 8 جنود أتراك قتلوا وأصيب 9 آخرين في انفجار بمنطقة كارليوفا في محافظة بينغول شرقي تركيا[3]. تكرر وسائل الإعلام المحلية أنباء مقتل الجنود في عمليات عسكرية داخل الأراضي التركية. الجيش التركي اعترف بمقتل 88 جنديا ما بين شباط/فبراير ـ آب/اغسطس 2012، بمعدل عشرة قتلى عسكريين كل شهر[4]. وبعد انفجار اليوم، وكذلك، بعد انفجار محافظة افيون في الغرب عند بحر ايجة، ومقتل 25 جنديا وجرح عشرات آخرين[5]، فلا بد أن يكون معدل الخسائر البشرية في الجيش التركي قد ارتفع قليلا.
إنها تركيا المضطربة. حينما زار وزير الخارجية أحمد داوود اوغلو دمشق يوم الثلثاء في 9 آب 2011، لكي يسلم القيادة السورية “رسالة تركيا الأخيرة”، كان رئيسه رجب أردوغان قد سبقه بالصراخ عن “نفاذ صبره”[6] من القناع الديبلوماسي الذي وضعه منذ آذار 2011، لتمويه غدر الحزب “الإخواني” التركي وعدوانه على الدولة والمجتمع، وكذلك، على النظام السياسي في سوريا.
في الشهور اللاحقة تبين أن انقلاب السياسة الخارجية التركية، وتخلي الثلاثي “الإخواني” الحاكم في أنقرة : غل، أردوغان، أوغلو عن “السياسة الناعمة … وسياسة صفر مشكلات تجاه جيران”[7] تركيا، موجه حصريا ضد الجمهورية العربية السورية.
فقد امتطى الأتراك الذين خرجوا من الباب السوري العريض، المجموعات “الإخوانية” السورية ذات العقل التكفيري والإرهابي، وفتحوا مدن وبلدات “لواء اسكندرون”، وخطوط الحدود السورية ـ التركية امام تمركز وانطلاق كافة الأجهزة الأوروبية والأميركية و”الإسرائيلية” المعادية للحكومة السورية[8]، ومن أجل إقامة قواعد إيواء وـتدريب ودعم كل مجموعات الإرهاب والتكفير السياسي والطائفي والمذهبي التي ترتكب جرائم القتل والإغتيال والخطف والتدمير في الأراضي السيادية للدولة السورية[9].
أدت عدوانية حكومة اردوغان إزاء “المسألة السورية” إلى “نقل الأزمة” إلى الداخل التركي[10]، حيث تدفع الإنقسامات المذهبية بين المسلمين السنة والمسلمين العلويين، نحو وضع “المسألة العلوية”، وهي مشكلة تركية تاريخية، على جدول الأعمال السياسي والإنتخابي الراهن للحزب “الإخواني” الحاكم ومعارضيه[11].
وفي غمرة النزاع المذهبي السني ـ العلوي، تغرق تركيا في الصدام القومي التركي ـ الكردي أيضا. ويبرهن هذا الإنشراخ العمودي في الإجتماع السياسي “التركي”، وخصوصا حول “المسألة الكردية”، كيف بدأت أصابع حكام أنقرة “الإخوانيين” تحترق في نار “المسألة السورية”، وقد تأتي هذه “النار” على مصير رجب أردوغان وحكم حزب العدالة والتنمية في انتخابات عام 2014.
ينكر الحكم “الإخواني” في انقرة مسؤوليته عن “تضاعف الجنازات” في صفوف أفراد الجيش[12]، ولا سيما دعمه للمجموعات الإرهابية والتكفيرية في سوريا. ويحاول حصر السبب في التحركات السياسية الكردية، لا سيما أنشطة “إرهابيي” حزب العمال الكردستاني الذين ـ كما يزعم وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو أنهم ـ “لن يستطيعوا فرض أجنتدهم السوداوية على البلاد”[13].
لكن نتائج القتال التركي ـ الكردي لم تعد تلخص ببيانات رئاسة الأركان في أنقرة عن “قصف مواقع عسكرية” في شمال العراق. لقد نجح حزب العمال الكردستاني في العبور بـ”المسألة الكردية” من العتبة إلى داخل البيت التركي. فالجيش الذي يخوض قتالا مريرا يكاد لا ينقطع ضد مقاتلي هذا الحزب في مدن وبلدات وقرى محافظات جنوب شرق الأناضول، بات بحاجة إلى “الإسناد الجوي”[14] من مقاتلات من طراز إف ـ 16 وطائرات هليكوبتر هجومية[15] لضمان تفوقه جنوده على وحدات الحزب الكردي الناشطة هناك.
وتؤكد دراسات جادة أن التطورات السياسية في الدول العربية قد ساهمت في تراجع إجمالي صادرات تركيا إليها بنسبة 13 في المائة في عام 2011. ولكن “المسألة السورية” تترك تأثيرا أعمق على الإقتصاد التركي، لأن شبكة المواصلات البرية السورية هي مفتاح أسطول الشحن البري للصادرات التركية نحو أسواق دول الخليج العربي والعراق والأردن ولبنان. وهذه الشبكة مقفلة الآن, ولا يوجد بدائل عنها تحقق ذات المنفعة العملية. كما أن السوق السورية ذات أهمية كبيرة للمصالح التركية، ووفقا لإحصائيات مجلس المصدرين الأتراك، فإنه تم تصدير منتجات تركية إلى سوريا بقيمة 1.825 مليار دولار خلال عام 2010 [16].
أدت هذه الخسائر الإقتصادية إلى تحرك طبقة “رجال الاعمال الاتراك” ضد حكومة العدالة والتنمية. وقد وجهوا رسائل شديدة اللهجة لرئيسها رجب اردوغان حيث حملوه مسؤولية تدهور أوضاع البلاد اقتصاديا، وضرر التدخل التركي ضد سوريا على استثماراتهم. وأكدوا في رسالتهم أنهم لن يحتملوا المزيد من تردي الاوضاع.
ويكشف رجال الاعمال الاتراك في رسالتهم الإحتجاجية عن أن أردوغان وبحضور وزير خارجيته داوود أوغلو كان وعدهم بأن “النظام السوري سوف يسقط خلال ستة أشهر، وتعود الاوضاع الى سابق عهدها”، غير أن هذا لم يحصل، وأصبح استمرار اغلاق البوابة السورية في وجه التجارة التركية يشكل خطرا كبيرا على الاستثمارات ومنتوجات المصانع، وافقدهم هذا الاغلاق اسواقا تجارية واسعة في الخارج[17].
إن تقهقر “الإخوانية” التركية على عتبة “القلعة السورية” الشامخة، يتجلى في تضاؤل نسبة الأتراك المؤيدين لعدوان حكومة أردوغان على سوريا العربية. وتشير إحصاءات المصادر المعادية لحكومة الرئيس بشار الأسد، إلى أن 49 في المئة أي أقل من نصف من الأتراك يؤيدون سياسة أردوغان ضد سوريا، منهم 13 في المئة يعارضون دعوته إلى التدخل العسكري ضدها، بينما تحفظ الباقون عن إبداء تأييدهم للتدخل[18].
وربما تفسر هذه الإحصاءات تشديد حكومة أردوغان ومساعديه على قضايا اللاجئين السوريين الإنسانية[19]، وسعيها لإخفاء الدعم الأمني والعسكري واللوجستي الذي تقدمه أو تنقله تركيا للمجموعات الإرهابية والتكفيرية في سوريا. فقد كشفت صحيفة “ايدينليك” التركية أن “حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب اردوغان أسست في السر شركة تحت اسم شركة الدفاع الدولية الاستشارية للإنشاءات، وهي تقوم بتدريب المجموعات الإرهابية المسلحة لتنفيذ اعتداءاتها في سوريا”[20].
يدل عدوان حكومة اردوغان ضد سوريا على “أن تركيا لم تدر وجهها من الغرب الى الشرق” أبدا[21]. فقد ترافق العدوان التركي “الإخواني” ضد الدولة العربية الوحيدة التي ما زالت في حال حرب ضد “إسرائيل”، مع تشديد التبعية السياسية والإستراتيجية التركية للسياسة الأميركية ـ “الإسرائيلية” في المشرق العربي والشرق الإسلامي. واتضح ذلك بقرار حكومة العدالة والتنمية نشر قواعد ورادارات “الدرع الصاروخي” الأميركي في تركيا[22]، وهو ما رأت فيه جمهورية إيران الإسلامية تهديدا لها، يمكن ان تهاجمه[23].
هكذا قعدت تركيا تحت حكم “الإخوانيين” عن أن “تطير بأجنحة متعددة” في الإقليم، كما كانت تفعل فيما مضى عبر “البحار الخمسة”. فهي، اليوم، “تتلقى الصدمات من الاصدقاء قبل الإعداء”[24]، بعدما اوقعها الثلاثي “الإخواني” : أردوغان، غل، أوغلو في أسر الجناح “الأطلسي” الذي تحركه واشنطن لا حكام أنقرة.
مركز الحقول للدراسات والنشر
16 أيلول 2012
[1]مقابلة خاصة مع أحد مسؤولي هذا المركز، أجراها عضو هيئة تحرير الحقول في شهر أيار 2012.
[2] سيد عبد المجيد، رسالة أنقرة، الأهرام، الثلاثاء 11 سبتمبر، 2012.
[3] وكالة أنباء “سكاي نيوز”، الأحد 16 أيلول 2012
[4] http://ara.reuters.com/article/worldNews/idARACAE88908K20120910?pageNumber=1&virtualBrandChannel=0
[5] http://alhoukoul.com/article/6312
[6] أوغلو في دمشق لإيصال رسالة تركيا الأخيرة.
http://www.alriyadh.com/net/article/657650
[7] الرئيس التركي عبدالله غل في محاضرة ألقاها في “معهد تشاتام هاوس” في لندن يوم 9 تشرين الثاني 2010.
http://www.dp-news.com/pages/detail.aspx?articleid=62358#ixzz26eQactif
[8] وكالات، نقلا عن صحيفة “حرييت” التركية يوم الأحد 16 ايلول 2012.
[9] محمد نور الدين، السفير، 29 آب 2012.
[10] الصحف البريطانية: الازمة السورية تنتقل الى تركيا، الأربعاء، 15 حزيران/يونيو، 2011.
http://www.bbc.co.uk/arabic/inthepress/2011/06/110615_inthepress.shtml
[11] تقرير في جريدة “نيويورك تايمز” الأميركية، نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط، يوم 8 أيار 2012، ويتحدث عن انتقال الأزمة السورية إلى تركيا، وانقسامات السنة والعلويين فيها. كما ان محمد نور الدين، السفير، 29 آب 2012. نقل عن صحيفة “راديكال” تعليقات عن “الحساسيات المذهبية” بين الأتراك سنة وعلويين.
[12] http://ara.reuters.com/article/worldNews/idARACAE88908K20120910?pageNumber=1&virtualBrandChannel=0
[13] قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، إننا سنثبت للإرهابيين أنهم لن يستطيعوا فرض أجنتدهم السوداوية على البلاد، وإبعادنا عن الحزم في تحديد سياساتنا الخاصة. وقدم داود أوغلو خلال كلمة في إجتماع حول مشروع تنمية سهل قونيا وسط تركيا، تعازيه لأسر ضحايا الهجوم الذي أودى بحياة 8 من الشرطة صباح اليوم في ولاية “بينغول”، لافتا إلى أنه زار عددا من ذوي الشهداء قبل حضوره الإجتماع. وأكد داود أوغلو مضي تركيا في طريقها لتأخذ مكانها بين الدول الأكثر تقدما في العالم، لافتا إلى أنها مستمرة في مكافحة الهجمات الإرهابية التي تستهدف سيادة البلاد ووحدتها الوطنية، وذلك بكل ما بوسعها.
أوردته “وكالة الأناضول للأنباء”، 16 أيلول 2012.
http://www.aa.com.tr/ar/headline/82102
[14] ذكرت وكالة أنباء “دغان” التركية أن “اشتباكات اندلعت بالقرب من قرية باغلار في إقليم هاكاري (في جنوب شرق تركيا) بين الجيش ومجموعة من حزب العمال الكردستاني خلال عملية ضد المسلحين”، لافتة الى انه “قتل في الاشتباكات جنديان وأصيب 7 آخرون”. وذكرت الوكالة أن “عمليات الإسناد الجوي لا تزال متواصلة ضد المسلحين في المنطقة”. الإثنين 10 أيلول 2012،
[15] http://ara.reuters.com/article/worldNews/idARACAE88908K20120910?pageNumber=1&virtualBrandChannel=0
[16] محمد عبد القادر، دراسة “تركيا وثورات الربيع العربي”، مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية.
http://acpss.ahramdigital.org.eg/News.aspx?Serial=86
[17] جريدة المنار المقدسية، 5 أيلول 2012.
http://www.manar.com/page-457-ar.html
[18] ياسر الزعاترة، “عن التدخل التركي في المسألة السورية”، الدستور ـ عمان، 5 أيلول 2012
http://www.addustour.com/ViewTopic.aspx?ac=\OpinionAndNotes\2012\09\OpinionAndNotes_issue1782_day05_id435764.htm#.UFZAQ1G3xn8
[19] طلب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مجلس الأمن الدولي إقامة مخيمات داخل الأراضي السورية “من دون تأخير” من أجل إيواء اللاجئين السوريين الذين يحاولون الفرار من أعمال العنف الدائرة في بلدهم” على حد تعبيره. وخلال اجتماع لمجلس الأمن على المستوى الوزاري خصص لبحث الأزمة في سوريا، قال داود أوغلو إن” تركيا لن يكون بمقدورها قريباً مواصلة استقبال المزيد من اللاجئين السوريين”، مشيراً إلى أن”عدد اللاجئين السوريين في تركيا بلغ حالياً 80 الفا وأن أربعة آلاف لاجئ سوري يعبرون الحدود كل يوم في حين هناك عشرة آلاف ينتظرون على الحدود دورهم للعبور”. وكالات، 12 آب 2012
[20] … وأوضحت الصحيفة أن “الشركة تم تأسيسها من قبل ضباط أتراك متقاعدين موالين لهذه الحكومة” التي يرأسها اردوغان. ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية قولها إن هذه الشركة تدرب وتسلح سوريين وأجانب “لشن اعتداءات وهجمات إرهابية ضد الدولة السورية والعمل على خلق حرب أهلية”. وتعمل الشركة “تحت مظلة رابطة انصار العدالة”، و”يترأسهما معا العميد المتقاعد عدنان تانري وردي الذي يحمل أفكارا متطرفة”.
وأكدت الصحيفة التركية في تقريرها أن “الشركة المذكورة نشرت على موقعها الإلكتروني معلومات حول الخدمات التدريبية التي تقدمها بشكل علني”، مشيرة إلى أن “جميع هذه المعلومات تعتبر غير شرعية ومخالفة للقوانين التركية إضافة إلى أنها تصنف كجريمة في القانون الدولي”.
وبيّنت الصحيفة التركية ان “هذه الشركة غير القانونية تقوم بتحويل الأموال الخليجية وتلك التي تخصصها حكومة أردوغان من خزينة الدولة إلى المعارضة السورية”.
وأضافت أن “الشركة تشير في موقعها الإلكتروني إلى أنها تقدم خدمات تدريبية عسكرية في مجال حرب الشوارع وحرب العصابات والاغتيالات والأعمال التخريبية إضافة إلى تأمين جميع أنواع الأسلحة والتدريب عليها ونقلها إلى الأمكنة المطلوبة”.
وبينت الصحيفة أن “رابطة أنصار العدالة تأسست في عام 2000 بمبادرة من الضباط الذين تم طردهم من القوات المسلحة التركية، حيث عملت كمركز للنشاطات العسكرية السرية لحكومة حزب العدالة والتنمية بعد وصولها إلى الحكم”.
وكالة أنباء آسيا، 4 ايلول 2012.
http://asianewslb.com/vdcdnf0f.yt0k96242y.html
[21] أرشاد هرمز أوغلو كبير مستشارى الرئيس التركى : “إن تركيا لم تدر وجهها من الغرب الى الشرق بل صححت فقط هذا المسار فهى لا تزال فى عضويتها الفاعلة بالعديد من المنظمات كالناتو ، منظمة التعاون الاقتصادى ، منظمة الأمن والتعاون الاقتصادي، ومنظمة التعاون للبحر الأسود والبلقان وتسعى للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبى لكنها وفى الوقت نفسه أصبحت مراقبا فى الجامعة العربية، وعضوا فاعلا فى المؤتمر الاسلامى ولديها تعاون استراتيجى مع مجلس التعاون الخليجى” .. ولخص كبير مستشارى عبد الله جول هذه الفلسفه بقوله ان تركيا أصبحت دولة “تطير بأجنحة متعددة وليس لحساب منطقة على حساب الاخرى”. الوفد، نقلا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، 12 أيلول 2011.
[22] أعلن مسؤول تركي ان “الرادار المضاد للصواريخ التابع لحلف شمال الأطلسي “الناتو” سيتم تشغيله خلال أسبوع في تركيا”. ونقلت صحيفة “حريت” التركية عن المسؤول الذي رفض ذكر إسمه قوله ان “الرادار المخصص للتحذير المبكر من الصواريخ الباليستية سيبدأ العمل في مدينة ملاتيا بجنوب شرق تركيا خلال أسبوع”. “حريت” التركية، الأحد 25 كانون الأول 2011
[23] مسؤول إيراني يهدد باستهداف الدرع الصاروخي في تركيا، بي بي سي، الأحد، 27 تشرين الثاني/نوفمبر، 2011
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2011/11/111126_iran_turkey_miaailw_shield.shtml
[24] سيد عبد المجيد، رسالة أنقرة، الأهرام، الثلاثاء 11 سبتمبر، 2012.
http://www.ahram.org.eg/Journalist-reporters/News/170384.aspx
COMMENTS