افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 25 آذار، 2019

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 16 آذار، 2023
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 5 حزيران، 2020
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 4 كانون الثاني، 2019

أجمعت افتتاحيات الصحف على أن زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة إلى لبنان، فشلت في توليد استقطاب داخلي يخدم جدول الأعمال "الإسرائيلي" الذي عرضه أمام المسؤولين في بيروت. بل إن بعض القوى المحسوبة "تاريخياً" على الأميركيين، تعمدت توزيع تصريحات سياسية تبدي فيها حرصها على الإستقرار الوطني، وتتنصل من دعوات الوزير المذكور لها إلى فتح صراع لبناني ـ لبناني لا قِبَلَ للوطن وللمجتمع على حمل تبعاته المدمرة. سوى ذلك، تابعت الصحف الخلافات "الكهربائية" في الحكومة، كما لفتت الإنتباه إلى "حرتقة حريرية" على زيارة رئيس الجمهورية إلى روسيا.     
 
Image result for ‫عون في موسكو‬‎       
الأخبار
الحريري «يحرتق» على زيارة عون إلى موسكو
خطة الكهرباء: خلاف يوتّر الحكومة
القوات تفتح النار على «الطاقة»

يحاول الرئيس سعد الحريري التسابق مع الرئيس ميشال عون في العلاقة الاستراتيجية المحتملة مع موسكو. رغم العلاقة المتينة بين رئيس الحكومة والقيادة الروسية، إلا أن اقتراب عون من خيارات روسيا الكبرى يبدو واعداً في المستقبل (مقال فراس الشوفي).
على عجل، حضر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الى بيروت، مستبقاً زيارة الرئيس ميشال عون إلى موسكو. ومع أن الضيف الأميركي الثقيل لم يطرح خلال لقائه عون اعتراضاً أميركياً واضحاً على الزيارة التاريخية لرئيس الجمهورية إلى روسيا، ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين، إلّا أن كل الأجواء التي بثّها «جماعة الأميركيين» في بيروت، توحي بامتعاض أميركي من تطوّر منتظرٍ للعلاقة اللبنانية – الروسية، على ضوء قمة الرئيسَين.
وبين «جماعة الأميركيين» و«جماعة» الرئيس سعد الحريري، لا شيء سوى بثّ أجواء التهويل من انعكاسات أي تفاهم استراتيجي مع موسكو على العلاقة مع واشنطن، ومحاولة التقليل من أهميّة الزيارة في الإعلام. ولا يقف الأمر عند هذا الحدّ، إذ علمت «الأخبار» أن الحريري أبلغ الجانب الروسي، الأسبوع الماضي، رغبته بزيارة موسكو ولقاء بوتين. وفي احتفال تكريم جورج شعبان، مستشار رئيس الحكومة للشؤون الروسية قبل أيام، بدا الحريري كمن يسابق عون والوزير جبران باسيل في العلاقة مع موسكو، محاولاً الإيحاء بأن موقع رئيس الحكومة هو المرجع الصالح لإجراء تفاهم استراتيجي من هذا النوع، مع أن كل «الود» الحريري تجاه روسيا في السنوات الأخيرة بقي كلاماً في الهواء.
فحين كان الرئيس فؤاد السنيورة رئيساً للحكومة، عطّل الحريري ووزير الدفاع السابق الياس المرّ هبة الأسلحة الروسية الأولى، ومنع الجيش اللبناني من الحصول على كم كبير من السلاح الذي يحتاج له إرضاءً للأميركيين. ولاحقاً، جُمّدت اتفاقية التعاون العسكري التقني لسنوات، قبل أن يقرّها المجلس النيابي قبل عامين. والعام الماضي، منع الحريري إدراج اتفاقية التعاون العسكري مع روسيا على جدول أعمال الحكومة أكثر من مرّة، آخرها في الجلستين الأخيرتين للحكومة السابقة، بعدما أنهى الجيش تجهيز الاتفاقية مع الجانب الروسي. وليس بعيداً من الخضوع للضغوط الأميركية، حين تذرّع الجيش بعدم استخدام السلاح الروسي لرفض الهبة الروسية (ذخائر) قبل أشهر، عمّم فريق الحريري بأن الهبة ستحوّل لصالح قوى الأمن الداخلي. لكن، حتى الآن، لم تصل إلى موسكو أي رسالة رسمية لبنانية تطلب من الجانب الروسي تحويل الهبة، مع أن قرار قوى الأمن ووزارة الداخلية في عهدة الحريري.
جديد الحريري، بحسب معلومات «الأخبار»، هو محاولة إقناع الجانب الروسي بأن عون وباسيل لن يستطيعا المضي قدماً في توقيع اتفاقية التعاون العسكري (اتفاقية رمزية على المستوى التنفيذي، لكنها تعني كثيراً للجيش الروسي ووزارة الدفاع الروسية للتعاون الخارجي مع جيوش المنطقة)، وأن رئيس الحكومة هو الجهة الصالحة لهذه المهمّة، مع محاولة الأخير ربط الأمر بموافقة الجانب الروسي على القرض الذي طُرح سابقاً بقيمة مليار دولار لشراء أسلحة من روسيا، حتى قبل تحديد أنواع الأسلحة، وتحديث لائحة المطالب السابقة.
في المقابل، تبدو زيارة عون واعدة، مع وضع اللمسات النهائية على الطروحات التي يفترض أن يناقشها الطرفان على مستوى القمّة. وإلى جانب الملفات المصيرية اللبنانية والمبادرة الروسية للنازحين، فإن مسألة التبادل التجاري وفتح الاعتمادات المتبادلة للشركات اللبنانية والروسية في البلدين، بالليرة اللبنانية والروبل الروسي تبدو على قدر من الأهمية بالنسبة إلى الجانبَين مع ارتفاع حركة التجار ورجال الأعمال في البلدين المهتمين بالاستثمارات المتبادلة. كذلك الأمر بالنسبة إلى التبادل الثقافي والعلمي. الجانب اللبناني طلب من روسيا رفع عدد المنح التعليمية الجامعية الممنوحة للبنانيين، في مقابل التعاون بين الجامعات وتنشيط السياحة الدينية الروسية إلى لبنان، ومعالجة أزمة تأشيرات الدخول من قبل الجانب الروسي.
وعلى أهمية التعاون في ملفات النفط والغاز، ينتظر الجانب الروسي تعاوناً أكبر في هذا القطاع، لا سيّما في المرحلة الثانية المنتظرة من التلزيمات النفطية التي ستشارك فيها الشركات الروسية. لكن تبقى التفاهمات المشتركة بين المصرفين المركزيين في البلدين والتفاهمات المالية، بالإضافة إلى اتفاقية التعاون العسكري، العنوان الأبرز للاهتمام الروسي بتطوير العلاقة مع لبنان من خلال رئيس الجمهورية. ويتوقّع أن يزور وزير الدفاع الياس بو صعب موسكو في تموز المقبل للمشاركة في فعالية «الجيش الروسي 2019» السنوية، فيما يجري الحديث عن نيّة رئيس أركان الجيش الروسي دعوة قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون لزيارة موسكو في المرحلة المقبلة.
خطة الكهرباء: خلاف يوتّر الحكومة
القوات تفتح النار على «الطاقة»
الأسبوع الجديد محكوم بعنوانين بارزين: الأول كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، غداً، بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي التي أفرغ فيها ما في جعبته من تحريض على الحزب، والثاني جلسة الحكومة، الخميس، والتي ستناقش خطّة الكهرباء، وسط معلومات عن مطبات تعترضها، قد تعيد التوتر الى مجلس الوزراء.
بعدَ زيارة إستمرت يومين، غرّد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، عبر «تويتر»، بأن «زيارتي لبيروت كانت ناجحة جداً»، علماً بأن الضيف الأميركي الثقيل الذي جاء مُهدّداً ومُحرّضاً ضد حزب الله غادر حاملاً ذيول خيبته، إذ بدا أنه أخفق في إحداث الاحتكاك اللازم لإشعال فتيل اشتباك داخلي، بعدما سمِع موقفاً رسمياً موحداً رافضاً للإملاءات الأميركية. وقد عبّر عن ذلك، بوضوح، كلام رئيسي الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل، بأن «حزب الله مكوّن لبناني له حضور نيابي وحكومي ويحظى بتأييد شعبي كبير»، وأن «المقاومة ضد أيّ احتلال أو اعتداء حقّ تكفله القوانين الدولية». ولم يغرّد رئيس الحكومة سعد الحريري خارج السرب، إذ أكّد أن «الحكومة تلتزم البيان الوزاري والنأي بالنفس عن صراعات المنطقة»، فيما كان لافتاً كلام النائب القواتي وهبي قاطيشا، أمس، بأن «حزب الله مكون لبناني أساسي نتعامل معه بالقطعة في السياسة الداخلية ككل المكونات الاخرى، أما ما يقوم به في الاقليم وخارجه، فهذا لا يعنينا كدولة لبنانية».
في غضون ذلك، تتجه الأنظار إلى إطلالة الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، غداً، والتي تأتي في ظل مشهد إقليمي بات أكثر تعقيداً مع اشتداد المواجهة الأميركية – الإيرانية، واعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل. وبحسب المعلومات، سيكون الجولان في صلب كلام السيد نصر الله، الذي سيتطرّق الى مواضيع عديدة، منها التطورات الأخيرة في شرق الفرات، والقرار الأميركي بإبقاء 400 جندي أميركي في سوريا، والمواجهات في قطاع غزة، وزيارة بومبيو التحريضية وملف ترسيم الحدود البرية والبحرية.
الى ذلك، يعود، بدءاً من اليوم، التركيز على الوضع الداخلي انطلاقاً من ثلاث محطات أساسية: الأولى غداً مع اجتماع اللجنة الوزارية المُكلفة درس خطة الكهرباء خلال أسبوع وإبداء الملاحظات عليها والعودة إلى مجلس الوزراء لإقرارها، والثانية في جلسة عامة لمجلس النواب، الأربعاء، وعلى جدول أعمالها 14 سؤالاً للحكومة معظمها من نواب ينتمون الى قوى ممثلة في مجلس الوزراء، والمحطّة الثالثة، والأهم، ستكون الخميس في جلسة مجلس الوزراء التي لم يحدّد جدول أعمالها بعد، لكن المؤكد أن خطة الكهرباء ستكون البند الأساسي فيه.
المعلومات التي تسرّبت عن اجتماعات اللجنة والاتصالات بين القوى السياسية تشير الى «تقدّم إيجابي في الشكل ينطلق من مبدأ أن لا صفقات ولا بواخر»، في ظل معارضة أكثرية القوى داخل الحكومة لاستقدام بواخر جديدة ضمن ما يعرف بالحل المرحلي للقطاع الذي يستبِق الحل الدائم. ولكن، بحسب المصادر نفسها، «لا توافق كلّياً حول تفاصيل الخطّة». وفي المعلومات أيضاً أن قوى سياسية عدة تربط الحلّ «بخطة شفافة ومتوازنة تضع هذا القطاع على سكّة الحلّ النهائي وإخراجه من كونه عامل نزف للخزينة». وهذا الكلام يعني، بحسب أكثر من مصدر وزاري، «تعيين الهيئة الناظمة بعد تعهد الحكومة بذلك أمام مؤتمر سيدر، وتشكيل مجلس إدارة جديد لمؤسسة كهرباء لبنان بعدما تعذّر ذلك في الحكومات السابقة». وعلمت «الأخبار» أن أحد الحلول المطروحة للخلاف حول وضع التلزيم في عهدة دائرة المناقصات ينص على أن «تتولى اللجنة الوزارية وضع دفتر شروط التلزيم، وتوافق عليه دائرة المناقصات اختصاراً للوقت وتمهيداً لإجراء مناقصة لاستدراج عروض من شركات دولية».
المعلومات تؤكد أن لا اتفاق إلى الآن على أي من هذه النقاط، وأن «الخلاف على إقرار خطة الكهرباء في جلسة الحكومة الخميس أمر وارد، لا بل مؤكد»، ما يشير الى أن الأمور قادمة على توتر جديد داخل مجلس الوزراء. وقد بدأت تباشير هذا الخلاف، بالفعل، من جانب القوات اللبنانية التي فتح وزيرها غسان حاصباني أمس النار على الخطة، واعتبر في سلسلة تغريدات أنه «قبل زيادة أي قدرة إنتاجية على الشبكة يجب تحسين الجباية، ووضع عدّادات ذكية، وإصلاح الخنقات على الشبكة وإزالة التعديات»، قائلاً «نحن مع زيادة التعرفة، لكننا نبحث في آليتها وتوقيتها»، كما دعا الى «تشكيل هيئة ناظمة ومجلس إدارة لشركة كهرباء لبنان».
مصادر في وزارة الطاقة أكّدت لـ«الأخبار» أن «كل القوى أثنت على المقومات الأساسية التي وضعت في الخطة لنجاحها وأيّدت خطوطها الرئيسية». وأضافت: «نحن إيجابيون للغاية، لكن من غير المقبول أن يعتبر البعض إيجابيتنا ضعفاً. ولا يُمكن لأحد ان يزايد علينا في موضوع الشفافية والنزاهة. خطتنا واضحة لناحية خفض العجز وتجفيف الهدر وزيادة الانتاج والتعرفة وإزالة التعديات وبناء معامل جديدة ومناقصات عالمية شفافة والجمع بين الحل المؤقت والحل الطويل الأمد، وما الى هنالك من إصلاحات». ودعت الى «وقف المهاترات والمزايدات والمحاولات الفاشلة لإيهام الرأي العام بوجود نقص في الخطة عبر اعتماد أو سرقة الحلول الواردة أصلاً في الخطة عبر إيحاءات بوضع شروط لا معنى لها». كذلك دعت الى وقف «إدخال السياسة في ملف حيوي كالكهرباء، التي هي حاجة للمواطنين، وكفى عرقلة لغايات شعبوية. فنجاح خطة الكهرباء ليس مكسباً لطرف، بل لجميع اللبنانيين».

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


اللواء
«ما بعد بومبيو»: ترقُب خطير وحزب الله يردّ غداً على «الإساءة»
وفد نيابي إلى واشنطن للحوار حول العقوبات.. والحريري في باريس.. وعون إلى موسكو غداً

بعد الفعل، يأتي ردّ الفعل: الفعل ما ظهر وما بطن من مواقف صدرت على لسان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تجاه «حزب الله»، ونعت دوره بأبشع العبارات، والتي شكلت تطوراً، فتح الباب أمام تغيرات، بصرف النظر عن تحوّل الموقف إلى اعتداءات او عدوان إسرائيلي في دول الجوار، سواء لبنان أو غزة أو سوريا.
اليوم يحتفل لبنان بعيد البشارة، بشارة السيّدة العذراء، يوم الوحدة الوطنية اللبنانية، التي سيؤكد عليها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في كلمة له عبر التلفزيون في معرض التطرُّق لزيارة بومبيو.
محطة OTV، كشفت استناداً إلى معلوماتها، ما يُمكن ان يطرحه في كلمته، من وصف ما صدر عن بومبيو بالإساءة، وتمثلت بمحاولة تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض، حيث بدا ان في كلامه مشروع حرب أهلية جديدة، لم يستجب له أحد. ومن المرجح أيضاً وفقاً لمعلومات OTV ان يثني الأمين العام لحزب الله على الموقف اللبناني الرسمي الموحّد الذي يُشكّل عامل قوة، مثمناً بشكل خاص كلام وزير الخارجية في حضرة الضيف الأميركي، ومجددا توجيه التحية إلى الرئيس عون.
وغادر إلى باريس الرئيس سعد الحريري، يرافقه الوزير السابق غطاس خوري، في زيارة وصفت بالخاصة، وبانتظار عودته، يتقرر ما إذا كانت ستعقد جلسة لمجلس الوزراء.
وغداً، في سلسلة التحركات اللبنانية الخارجية، يتوجه الرئيس ميشال عون إلى موسكو في زيارة تستمر يومين.
مفاعيل زيارة بومبيو
وسواء كانت مفاعيل زيارة الوزير بومبيو إلى بيروت انتهت مع لحظة مغادرته العاصمة اللبنانية، بعد ان أدّت اغراضها في إظهار الدعم الأميركي لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في معركة الانتخابية، بحسب ما يقول حلفاء «حزب الله» في لبنان، أو انه لا يجوز تجاهل التحذيرات الأميركية التي حملتها الزيارة المثيرة للجدل، لأن فيه مغامرة لا يُمكن التكهن بنتائجها، بحسب ما يرى خصوم الحزب، فإنه في كل الأحوال لا بدّ من انتظار ما ستحمله الأيام وربما الأسابيع المقبلة من تطورات لاستكشاف الأهداف الحقيقية من الزيارة ومن المواقف النارية التي أطلقها بومبيو في بيروت ضد «حزب الله» وإيران، انطلاقاً من قناعة راسخة لدى عدد غير قليل من اللبنانيين، بأنه من السذاجة اعتبار الزيارة استعراضية سياسية، بل كانت عبارة عن هجوم محضر مسبقاً ضد الحزب وإيران، ولا بدّ لهذا الهجوم من ان تكون له تداعيات ستظهر وقائعها تباعاً.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن أولى هذه التداعيات، ستكون عبر إطلالة نصر الله عصر غد الثلاثاء، عبر شاشة قناة «المنار»، والتي سيخصصها للرد على هجوم بومبيو بهجوم مضاد حرص الحزب على ان يؤجله إلى ما بعد انتهاء الزيارة تفادياً لاحراج لبنان الرسمي الذي تعامل مع مفاعيل الهجوم الديبلوماسي الأميركي بكثير من المواقف الشجاعة، بحسب أوساط الحزب، من خلال التركيز على لبنانية الحزب، وانه من نسيج المجتمع اللبناني المقاوم لإسرائيل التي ما تزال تحتل أراضي لبنانية.
لكن الحزب، وان بدا انه غير قلق من الزيارة ومن مفاعيلها، بعد ان أدّت غرضها في إظهار الدعم الأميركي لإسرائيل، وانها كانت عبارة عن تبادل مصالح انتخابية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونتنياهو، الا ان خشيته كانت من نتائج التحريض الأميركي لفريق من اللبنانيين ضد فريق آخر، وهنا وجه الخطورة للمواقف الأميركية التي يرى الحزب انها تُهدّد الأمن اللبناني ومشروع فتنة، ويجب ان تكون مواجهتها بالتشديد على الوحدة الداخلية اللبنانية، على الرغم من الانقسام الذي ظهر لدى الرأي العام اللبناني، من مواقف بومبيو بين مؤيد ومعارض ومتحفظ أو لا مبالٍ.
وفي هذا السياق، شددت مصادر وزارية في الحزب على ان الاستقرار السياسي الداخلي خط أحمر عند جميع القوى السياسية، ولو اختلفت مقاربتها، فيما اشارت مصادر رسمية واكبت الزيارة إلى ان مفاعيلها اللبنانية لن تكون مؤثرة، بل لها مفاعيل خارجية عبر الرسائل التي أراد بومبيو إيصالها إلى حليفه الإسرائيلي، موضحة بأن الموقف اللبناني مما أثاره الوزير الأميركي حول حزب الله كان منسقاً سلفاً ومتفقاً عليه بين الرؤساء ووزير الخارجية، اما مواقف بقية الأطراف التي التقاها بومبيو فلا تعبر عن الموقف الرسمي بل عن الموقف السياسي المعروف لهذا الفريق أو ذاك.
وكانت السفارة الأميركية في بيروت، قد أعلنت عبر حسابها على «تويتر» بأن بومبيو غادر بيروت السبت ونشرت له صورة وهو يلوح بيده مودعاً قبل دخوله الطائرة، وهو خصص اليوم الثاني من زيارته للقيام بجولة سياحية في مدينة جبيل، ومن ثم زيارة لمتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة الذي يعرفه شخصياً منذ سنوات عديدة، كما زار قائد الجيش العماد جوزاف عون، مؤكداً له استمرار الدعم الأميركي للجيش اللبناني، الشريك الاستراتيجي في محاربة الإرهاب.
عون في موسكو
ولا تستبعد المصادر المطلعة، ان تكون زيارة الرئيس ميشال عون التي يبدأها اليوم إلى موسكو، من نتائج  تداعيات الهجوم الأميركي المستجد في المنطقة، على الرغم من تأكيد مصادر رسمية بأن ليس هناك من رابط بين الزيارتين، لأن زيارة موسكو كانت مقررة قبل مجيء بومبيو، إلا انها اشارت إلى ان الانسجام بين الموقفين اللبناني والروسي، سواء من إسرائيل أو من «حزب الله» وإيران، وصولاً إلى الحل السياسي في سوريا وعودة النازحين السوريين لا يعني ان هناك اصطفافاً في محور ضد محور آخر في المنطقة، وان لبنان لا يريد عن توثيق علاقاته بموسكو سوى تعزيز هذه العلاقة للمصلحة اللبنانية وللافادة من النفوذ الروسي في المنطقة لمساعدته في إنهاء وجود النازحين على أرضه عبر المبادرة الروسية ومن خلال علاقته بالنظام السوري، فضلاً عن ان الزيارة مفيدة للبنان اقتصادياً، عبر مشاركة الشركات الروسية في عمليات التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية اللبنانية.
وفي هذا السياق، كشف الرئيس نبيه برّي عن دور أميركي جديد في ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وفلسطين المحتلة برعاية الأمم المتحدة، معتبراً هذا الدور أحد المفاعيل الإيجابية لزيارة بومبيو، وملخصه سقوط «مشروع خط هدف» الحدودي الذي رفضه لبنان لأنه يحرمه مساحات واسعة من البلوك النفطي رقم 9 لمصلحة الكيان الإسرائيلي.
يُشار إلى ان وفداً نيابياً سيتوجه اليوم إلى واشنطن مؤلفاً من النائبين ياسين جابر وابراهيم كنعان ومستشار برّي علي حمدان، لاجراء حوار مع الإدارة الأميركية في خصوص موضوع العقوبات الأميركية، بالتزامن مع الاجتماعات السنوية التي يعقدها الصندوق والبنك الدوليان ووزارة الخزانة الأميركية.
أجندة الأسبوع
اما أجندة الأسبوع الطالع، بعيداً عن صراعات المنطقة، فستبدأ غداً الثلاثاء، باستئناف اللجنة الوزارية عملها لدراسة خطة الكهرباء في السراي الحكومي، تمهيداً لعرضها مجدداً على مجلس الوزراء الخميس المقبل، حيث ستكون أمامه ملفات اقتصادية حيوية أخرى، وبين موعدي الثلاثاء والخميس، ستكون هناك جلسة يوم الأربعاء للمجلس النيابي مخصصة للاسئلة والأجوبة، في سياق عمل المجلس لمراقبة أداء الحكومة الجديدة.
وعشية اجتماع لجنة الكهرباء، أكّد وزير الخارجية جبران باسيل، في خلال جولة له على القرى المسيحية في قضاء المنية- الضنية، على ان «انهاء أزمة الكهرباء تحتاج إلى قرار ولا تحتاج إلى الكثير، لأن الخطة موجودة وكل شيء جاهز، مشيراً إلى ان علينا ان نتحضر لايام صعبة، لأن الاقتصاد سينهار إذا لم نصلح ملف الكهرباء وننهي العجز. ولفت إلى وجوب إعادة النظر بالموازنة، منتقداً من يلوم الدولة، ومن ثم يقول ليس هناك حكومة، داعياً الحكومة إلى ان تأخذ قرارات حازمة في ملفات الكهرباء والنفايات ومناقصة النفط الثانية، مشيرا إلى ان هذه القرارات مطلوبة كل أسبوع لحماية الصناعة والانتاج وتشجيع الاقتصاد، لأنه بغير هذه الطريقة لا نستطيع ان نكمل.
وكان باسيل جال السبت في عدد من القرى والبلدات المسيحية في منطقة الشوف التي شهدت سقوط ضحايا أثناء احداث 16 آذار 1977 في أعقاب استشهاد كمال جنبلاط، وعصراً مثّل باسيل الرئيس عون في قدّاس «التوبة والغفران» الذي دعا إليه وزير شؤون المهجرين غسّان عطاالله، في كنيسة سيّدة التلة في دير القمر، في حضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي أكّد على أن المصالحة في الجبل تبقى اقوى وأهم وفوق كل اعتبار من أجل لبنان واحد موحد ومستقبل أفضل، في حين اعتبر باسيل ان الشهيد كمال جنبلاط هو شهيد كل اللبنانيين، وان الجريمة التي دفعت كانت بحق كل الوطن، مشيرا إلى ان العودة السياسية تحققت في الانتخابات الأخيرة، وان وحدة الجبل أساس لوحدة لبنان، لكن وحدتنا في الجبل لا تعني الانعزال والانغلاق عن الآخرين.. معتبرا ان لا مصالحة بلا معرفة الحقيقة، ولا ينبغي للمصالحة ان تهتز إذا اختلفنا في السياسة حول مواضيع مثل الفساد والكهرباء.
وأشار إلى انه بدأ بتفاهمات لتعزيز الوحدة الوطنية مع حزب الله وتيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية»، آملاً ان يقوم بذلك مع الحزب الاشتراكي.
الحريري
ومن جهته، اعرب الرئيس سعد الحريري عن اعتقاده بأننا نسير على الطريق الصحيح، وقال خلال تفقده ملتقى السراي الابداعي الذي انطلقت أعماله في الأسبوع الماضي، لمجموعة من الشباب في الجامعات اللبنانية، «ان اهتمام الحكومة هو اجراء الإصلاحات في مختلف القطاعات، الا ان تحقيق هذا الهدف في لبنان ليس سهلاً، باعتبار ان جميع الأطراف لا يملكون أجندة واحدة لتحقيق ذلك، مشيرا إلى ان «الكباش الحاصل اليوم هو بين من يريد التغيير الذي نريده نحن، ومن لا يريده»، لافتاً إلى وجود مقاومة للتغيير، ولكن بمشيئة الله ومع الشباب وافكار الشباب وتطلعاتهم نستطيع تحقيق التغيير.
وأعلن الحريري ان «مشروع سيدر سينطلق هذا العام، وستكون هناك مشاريع عديدة للشباب، سواء في البنى التحتية أو التكنولوجيا أو أي قطاع آخر، متوقعا ان يشهد هذا العام المزيد من الاستقرار في البلد وقدوم عدد أكبر من السياح، مبدياً تفاؤله في هذا الإطار.
مذكرة خليل
وبقيت المذكرة التي اصدرها وزير المال علي حسن خليل، بتعليق الانفاق وضبطه، والتي تضمنت إبلاغ جميع مراقبي عقد النفقات ضرورة وقف الحجز كلياً لمختلف أنواع الانفاق باستثناء الرواتب والأجور وتعويض النقل الموقت، اعتباراً من السبت ولحين إبلاغهم بتعليمات أخرى.
ووصفت المذكرة بأنها خطوة وقائية في ظل صرف الأموال، ومن قاعدة الاثني عشرية، وذلك اما لعدم وجود أموال كافية، أو تحسباً من تكرار الصرف كما حصل في عهد حكومات سابقة.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البناء
اليوم يوقّع ترامب لنتنياهو ضم الجولان… ومزارع شبعا اللبنانية ضمن القرار 
عون إلى موسكو: دعم عودة النازحين وحماية الثروة النفطية والأجواء… دون مقابل؟ 

نصرالله يضع غداً نقاطه على حروف بومبيو وترامب… و«القومي» يحذّر من المخاطر ويدعو لليقظة 
تتوزع الأنظار اللبنانية بين واشنطن وموسكو اليوم، حيث يصل إلى واشنطن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لملاقاة دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى سيطرة كيان الاحتلال، المفترض توقيع صكها من الرئيس الأميركي اليوم بحضور رئيس حكومة كيان الاحتلال، بينما يصل إلى موسكو رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون بعدما ودّع لبنان وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو بعد جولة محادثات شائكة لم يطمئن خلالها لبنان إلى مصير هواجسه بصدد مصير ثروته في النفط والغاز التي تحتزنها مياهه الإقليمية وتدور حولها مفاوضات غير مباشرة بقيادة واشنطن لترسيم حدودها، في ظل أطماع إسرائيلية معلنة بجزء منها، وكذلك بصدد مصر الانتهاكات الإسرائيلية المتمادية للأجواء اللبنانية واستعمالها في الغارات الإسرائيلية التي تستهدف سورية، والأهم أن لبنان لم يحصل على أي جواب إيجابي على طلباته بدعم مشروعه لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم دون وضع شروط مسبقة على هذه العودة، وفقاً لما سبق وقالته واشنطن وأعاد تأكيده وزير خارجيتها في زيارته لبيروت رابطاً العودة بالحل السياسي.
سمع لبنان من بومبيو تهديدات أميركية شديدة اللهجة ما لم يتخذ موقفاً من أحد مكوّناته الاجتماعية والسياسية والنيابية والحكومية التي يمثلها حزب الله، في دعوة مباشرة للحرب الأهلية، تحت طائلة التهديد بضرب النظام المصرفي اللبناني بالعقوبات الشاملة، لكنه لم يسمع شرحاً من بومبيو لقرار الرئيس الأميركي بالاعتراف بضم الجولان السوري المحتل لكيان الاحتلال، وماذا عن مصير مزارع شبعا اللبنانية التي يعتبرها كيان الاحتلال جزءاً من الجولان، والتي سيشملها الاعتراف الأميركي بضم الجولان، ويسقط عنها لبنانيتها بنظر واشنطن، ومعها يسقط دعم الدور الأممي المنصوص عليه في القرار 1701 لحسم أمر ترسيم الحدود في النقاط المتنازع عليها وأبرزها مصير مزارع شبعا، والتي ينطلق منها أيضاً ترسيم الحدود البحرية التي تحدد مصير النزاع على حقول النفط والغاز بين لبنان وكيان الاحتلال، بما يعني سقوطاً مشابهاً للوساطة الأميركية في هذا الملف أو تغييراً في قواعد الوساطة وموازينها على الأقل.
يصل رئيس الجمهورية إلى موسكو، التي تنشر بطاريات صواريخها في سورية، وتوفر شبكاتها الحماية للأجواء السورية الملاصقة والمتداخلة مع الأجواء اللبنانية، والقادرة بقرار سيادي لبناني يخاطب الدولتين السورية والروسية توفير الحماية للأجواء اللبنانية، في ظل ضعف في التوافق اللبناني على قرار بهذا الاتجاه رغم ما قاله وما سيفعله الأميركيون، ويصل الرئيس إلى موسكو وهو يتطلّع إلى تفعيل المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، رغم أن لبنان لا يجرؤ على القول لموسكو إنه جاهز لإقامة التوازن في مصادر تسليح جيشه بين روسيا وأميركا كما تفعل تركيا الأطلسية، لأن مكوّنات رئيسية في الحكومة اللبنانية ترفض ذلك، وهي تعلم أن واشنطن تريد للبنان أن يبقى مكشوف الأجواء بلا حماية، لأنها تريد لـ إسرائيل حرية كاملة في استعمال أجوائه.
يستعمل الرئيس ميشال عون مهابته وتاريخه ووطنيته في العلاقة مع موسكو وطلباته منها، بعيداً عن لغة المصالح، التي تفهمها الدول، ففي ملفات متداخلة إقليمياً ودولياً، كملفات النفط والغاز وحماية المياه والأجواء وعودة النازحين. الدواء عند موسكو، وثمنه معلوم، ولبنان متعلق بواشنطن وعاجز عن الحصول منها على غير التهديدات، والدفاع عن المصالح الإسرائيلية، وعاجز بالمقابل عن منح روسيا ما يحقق له دعمها ومساندتها، فلا هو قادر على منحها امتيازات نفطية عرضها على واشنطن مقابل الحماية ورفضتها، ولا هو قادر على منحها عقوداً عسكرية بشراء شبكات دفاع جوي عرضها على واشنطن ورفضتها، ولا هو قادر على منحها شراكة اقتصادية في مسيرة عودة النازحين وإعادة إعمار سورية عرضها على واشنطن ورفضتها.
ما سيحصل عليه لبنان من واشنطن اليوم هو إعلان التضحية بمصالحه لحساب إسرائيل في خطوة تبدأ بمزارع شبعا المصنّفة كجزء من الجولان في تل أبيب، وتمتدّ إلى الخلافات الحدودية البرية ووصولاً منها إلى البحرية بينما ما سيحصل عليه من موسكو من دعم ومساندة سيكون بلا مقابل يعرضه مما سبق وعرضه على واشنطن، وسيكون الدعم الروسي للبنان تعبيراً عن تقدير لرئيس الجمهورية وللتحالف الذي تشترك فيه روسيا مع المقاومة في مواجهة الحرب على سورية.
غداً ستقول المقاومة كلمتها، بلسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حول ما حمله بومبيو وما سيفعله ترامب، وهو ما كان مضمون موقف الحزب السوري القومي الاجتماعي الداعي لليقظة والتنبّه والحذر من المخاطر.
يتوجّه الرئيس ميشال عون الى موسكو اليوم في زيارة تستمر يومين يعقد خلالها لقاء قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويلتقي عدداً من المسؤولين الروس. وأشارت مصادر متابعة لتحضيرات الزيارة لـ«البناء» الى أن الزيارة تكمن أهميتها في أنها ستبحث في مختلف الملفات السياسية والاقتصادية التي تهمّ البلدين، حيث سيركز الرئيس عون على ملف النازحين لجهة ضرورة تفعيل المبادرة الروسية وعودة النازحين الى سورية من دون ربط عودتهم بالحل السياسي، الأمر الذي يتوافق مع الرؤية الروسية.
الى ذلك، يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عند الخامسة من عصر الثلاثاء المقبل ليتحدّث عن آخر التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، وتأتي إطلالة نصرالله غداة زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الى لبنان.
ولفتت مصادر مطلعة لـ«البناء» الى ان السيد نصر الله سيركز خلال إطلالته على مواقف الرئيس دونالد ترامب التي تشرع الاحتلال الإسرائيلي للجولان المحتل بعد القدس، مشيرة الى أن السيد نصر الله سيخاطب كل المعنيين في الداخل على وجه الخصوص بضرورة التنبّه لما يرسم للبنان وسورية واتخاذ موقف رسمي صارم رافض للسياسات الأميركية لا سيما أن الكلام عن الجولان يأتي في سياق المقترح الأميركي أو ما يُعرَف بصفقة القرن التي يروّج اليها الأميركي بالتوازي مع ما يُحاك لسرقة حقوق لبنان في ثروته البحرية لصالح العدو الإسرائيليّ.
ولفتت المصادر نفسها الى ان السيد نصر الله سيجدّد موقف الحزب من العقوبات الأميركية لجهة أنها تأتي في سياق الحرب المالية الاقتصادية الأميركية النفسية على حزب الله، ليؤكد أنها لن تؤثر على تماسك المقاومة وجمهورها ومناصريها، خاصة أن التجارب تؤكد أن المخططات الأميركية لم تتحقق، وأن المقاومة ستبقى تدافع عن حقوق متخطية كل الحصارات والعقوبات. وشددت المصادر على أن الامين العام لحزب الله سيثني على المواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي ووزير الخارجية خلال استقبالهم بومبيو. وسيؤكد السيد نصر الله أهمية الوحدة الداخلية والتسوية الرئاسية التي حافظت على الاستقرار.
وفي سياق متصل أكد وزير الصحة جميل جبق من بنشعي أول أمس رداً على سؤال حول تأثير زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو للبنان، على وزارة الصحة، «وزارة الصحة ليست لحزب الله، وأي عقوبات ستفرض على الوزارة ستطال الشعب اللبناني كله، ونحن نعمل في هذه الوزارة على الصعيد اللبناني ككل، وليس لأشخاص معينين في الوزارة».
الى ذلك أفادت المعلومات أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري سيوفد الى واشنطن لجنة برلمانية تتألف من النائبين إبراهيم كنعان وياسين جابر ومستشاره علي حمدان للحدّ من أضرار العقوبات الأميركية على حزب الله على لبنان والقطاع المصرفي والاقتصادي.
وأشار الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان أصدره عميد الإعلام في القومي معن حميّة أن الحملة المسعورة لوزير خارجية الولايات المتحدة ضد حزب الله، إنما هي حملة «إسرائيلية» بامتياز، هدفها ممارسة الضغوط على لبنان، لثنيه عن قراره والتمسك بحقوقه وثرواته، وللنيل من معادلة الردع التي رسختها المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني. واشار إلى أن ما صرح به بومبيو خلال زيارته لبنان، سواء في السر أو في العلن، وتصويبه باتجاه حزب الله، يشكل تدخلاً سافراً ووقحاً في شؤون لبنان الداخلية، وهو لم يراعِ أدنى اللياقات الدبلوماسية في تصريحاته، خصوصاً أنه سمع كلاماً لبنانياً حاسماً بأن حزب الله هو جزء أساسي من النسيج اللبناني، وأن المقاومة هي حق مشروع للبنانيين دفاعاً عن أرضهم وسيادة بلدهم. وأكد أنّ سياسة التهويل والترهيب التي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية ضد لبنان ومقاومته، والتلويح بفرض عقوبات اقتصادية، لن تنال من إرادة الوطنيين اللبنانيين ومواقفهم، ولن تفت في عضد المقاومة التي باتت معادلة راسخة بثلاثيتها الذهبية.
وأكد الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان أنّ موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن الاعتراف بالسيادة «الإسرائيلية» على الجولان السوري المحتلّ، ليس منفصلاً عن السياسات الأميركية إزاء منطقتنا، بل هو التعبير الأوضح عن صلف هذه السياسات منذ اغتصاب فلسطين إلى اليوم. وعليه، فإنّ المواقف الدولية والإقليمية والعربية الرافضة والشاجبة لهذا الإعلان الأميركي، ليست كافية، بل المطلوب ترجمتها بخطوات عملية للوقوف بوجه القوة الغاشمة الأميركية، ولوضع حدّ للاحتلال والغطرسة والبطش والعدوان، ولوقف استباحة حقوق شعبنا، والعبث بالمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية.
وإذ شدّد على ضرورة أن تتحمّل الدول كافة مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية دعماً لحقنا المشروع في أرضنا، كلّ أرضنا، وحقنا في مقاومة الاحتلال والإرهاب والعدوان، حذّر من أنّ سيادة شريعة الغاب الأميركية، ستؤدّي إلى تهديد الاستقرار العالمي.
في المقابل، رأت مصادر مطلعة تدور في فلك 14 آذار لـ«البناء» ان زيارة بومبيو رسمت حقيقة الموقف الأميركي لجهة الضغط غير المسبوق على حزب الله وتحذير المعنيين في المواقع الرسمية والاقتصادية والمصرفية من أية محاولة تهدف الى الالتفاف على العقوبات المفروضة على حزب الله، لأن القطاع المصرفي سوف يتعرّض لعقوبات من جراء اية محاولة من هذا النوع. واعتبرت المصادر المسلمة بالدور الأميركي الداعم للبنان في شتى المجالات، أن واشنطن لن تغضّ النظر عن أي تقاعس رسمي لبنان عن الالتزام بالقرارات الأميركية، مشيرة الى ان بومبيو لم يكن راضياً عن مجريات لقائه والوزير جبران باسيل، وأن على المعنيين الالتزام بما اعلنه الرئيس سعد الحريري خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي لناحية الالتزام بالنأي بالنفس عن المحاور الإقليمية في إشارة لإيران والالتزام بالبيان الوزاري، انطلاقاً من أن المساعدات الأميركية كما بات واضحاً سوف تكون مشروطة بالخيارات اللبنانية، معتبرة ان الرئيس الحريري يرفض تعريض الاستقرار في لبنان للاهتزاز لقطع الطريق على تدهور الوضع الاقتصادي بسرعة.
وكان بومبيو زار قائد الجيش العماد جوزاف عون، ترافقه زوجته ومساعده لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل، ومساعده بالوكالة ديفيد ساترفيلد، بحضور السفيرة الأميركية إليزابيت ريتشارد، وأكد للعماد عون «استمرار الدعم الأميركي للجيش اللبناني، الشريك الاستراتيجي في محاربة الإرهاب».
وعلى صعيد الوضع الاقتصادي والمالي، وبعد القلق الذي أحدثه كتاب وزير المال علي حسن خليل الموجّه الى مديرية الموازنة ومراقبة النفقات أكّد خليل أنه تم إبلاغ جميع مراقبي عقد النفقات بضرورة وقف الحجز لمختلف أنواع الإنفاق باستثناء الرواتب والأجور، لافتاً الى أن تعويض النقل الموقت لا علاقة له بالدفع ولا بالسيولة، ولا علاقة له أيضاً بالجلسة بين حاكم مصرف لبنان والمصارف.
وأوضح خليل أنه «إجراء إداري داخل وزارة المالية مرتبط بالحد من الإنفاق، حتى لا نصل إلى مناقشة الموازنة في الحكومة ومجلس النواب وتكون الوزارات والادارات قد عقدت نفقاتها وحجزت أموالها وبالتالي لا يعود هناك إمكانية للقيام بالتخفيضات الضرورية».
كما شدد وزير المال على أن لا ضرائب جديدة على المواطنين، ولا تحميل أعباء جديدة على الطبقات الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود.
أما وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل فكرّر سلسلة مواقف خلال جولته في قرى الضنية، فأكد «ان امكانيات الدولة تقل، وبالإمكان تغيير واقعها الحالي عبر تبني مشاريع الإنماء والخدمات وترشيد الإنفاق». وقال «علينا التقشف في الموازنة، وأن نتوقف عن هدر المال، وعلينا أن نعرف أن هناك قرارات صعبة سنتحملها لسنوات وبعدها سيقلع البلد، لأن اقتصادنا لا يحتاج إلى الكثير لينطلق، لكن لا يمكن أن نؤجل الاستحقاقات، لأنه تأتي مواعيد الديون، علينا أن نتوقف عن زيادة ديوننا، بل أن نكبر اقتصادنا، علينا أن نصغر ديوننا ونكبر اقتصادنا وليس العكس. وهذه تحتاج إلى قرارات صعبة علينا أن نتحمّلها كلنا، وليس على حساب أحد من البلد».
الى ذلك، وقّع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون 3 قوانين وهي إجازة استدانة الحكومة اللبنانية بمبلغ يقارب 5 مليارات دولار ثم قانون إعطاء سلفة لشركة كهرباء لبنان بقيمة 790 مليار ليرة وقانون اعتماد الصرف من قبل إدارات الدولة والوزارات على القاعدة الاثنتي عشرية حتى 31 أيار.

Please follow and like us: