الأخبار
قرار المقاومة قيد التفعيل… والدولة تغطي «الحق في الرد»
حسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الموقف بإعلانه حق لبنان في الرد على العدوان الاسرائيلي، معتبراً ما قام به العدو إعلان حرب يوجب الرد، بمعزل عن متابعة الامر مع الامم المتحدة.
أهمية موقف رئيس الجمهورية ليست فقط في تغطية إعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله جاهزية المقاومة للرد العسكري على الاعتداءات التي طالت الضاحية الجنوبية ومقراً للمقاومة في سوريا، بل تكمن في كونه شكّل ردّاً واضحاً على الرسائل الغربية التي انهالت على الدولة اللبنانية خلال الساعات الـ 24 الماضية، وتضمنت تحذيرات من مغبة قيام المقاومة برد عسكري.
الرواية الأميركية
وعلمت «الأخبار» أن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو تولى، بعد اتصالات مع الجانب الاسرائيلي، عملية الضغط الاساسي، وتبعه في ذلك مسؤولون من بريطانيا وفرنسا. وركز المسؤول الاميركي على أن بلاده «تقرّ بأن ما حصل كان انتهاكاً للقرارات الدولية، لكن يمكن إعادة ضبط الامور». وبحسب معلومات «الأخبار»، حاول الجانب الاميركي إقناع الحكومة اللبنانية بأن إسرائيل «لم تعمد الى تغيير قواعد اللعبة»، شارحاً أن الهجوم في سوريا «كان ضرورياً لمنع هجوم مقرر من جانب الايرانيين، وان القوات الاسرائيلية تثبّتت من خلوّ المقر من أي عناصر بشرية قبل أن تقصفه، ولم تكن تتقصّد إيقاع إصابات بشرية في صفوف عناصر حزب الله».
وفي ما يتعلق بعدوان الطائرات المسيّرة على الضاحية الجنوبية، روّج الأميركيون أنه «لم تكن هناك نية للقيام بعمل هجومي، وما حصل أن طائرة مسيّرة كانت تقوم بعمل استطلاعي دوري، تعرضت لمشكلة ما، أوجبت إرسال طائرة أخرى لتفجيرها». وهدفت هذه الرواية الى القول إن على الحكومة اللبنانية إصدار موقف يمنع حزب الله من القيام بعمل عسكري ضد إسرائيل. وقد أرفق المسؤول الاميركي ذلك بنقل رسالة تهديد بأن إسرائيل «ستردّ بقسوة على لبنان في حال قام حزب الله بعمل ضدها، ولن تفرّق بين الحكومة والحزب». وهو ما أشار اليه محلل الشؤون الدبلوماسية في القناة الـ13 باراك رافيد الذي أشار إلى أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو طلب من الوزير الأميركي أن ينقل للحريري الرسالة التحذيرية الآتية: «قل للحريري إنه إذا ردّ حزب الله ضد إسرائيل، فإن إسرائيل سترد بشدة ضد دولة لبنان كلها، ولن تفصل بين حزب الله وحكومة لبنان، المسؤولية ستكون على حكومة لبنان، ونحن سنرد ضد دولة لبنان كلها».
الجانبان الفرنسي والبريطاني حرصا، من جهتهما، على تعزيز الرواية الأميركية، مع الإيحاء بتقديم ضمانات بعدم تكرار إسرائيل للعدوان، محذّرين من أن إسرائيل ستوجه ضربة كبيرة للبنان في حال رد حزب الله بهجوم عسكري عبر الحدود. وترافق ذلك مع نشاط بريطاني لافت إزاء ملف الحدود الشرقية للبنان، وسؤال الجيش اللبناني عن كيفية تنفيذ إجراءات تحول دون بقاء أي مجموعات عسكرية على الحدود، في إشارة إلى مواقع مجموعات من الجبهة الشعبية – القيادة العامة، مع إصرار على أن «حزب الله يستخدم هذه القواعد». بينما نشط الفرنسيون، طيلة أمس، في محاولة لرصد ردود الفعل في لبنان واحتمالات الرد من جانب حزب الله. وترافق ذلك مع توجيه طلبات الى قيادة قوات الطوارئ الدولية في الجنوب لتعزيز دورياتها داخل القرى وخارجها وعلى طول الحدود، لمنع أي ظهور مسلح، والإبلاغ عن أي تحرك «من شأنه تهديد الاستقرار القائم».
أما الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيتش، فقد كان أكثر وضوحاً، إذ قال في لقاءين منفصلين مع الرئيسين ميشال عون ونبيه بري إن إسرائيل ارتكبت خطأً، لكن «على لبنان الاستفادة من هذه الفرصة بالتوجه سريعاً الى مجلس الامن للاستحصال على إدانة واضحة لكل أنواع الخروقات الاسرائيلية، البرية والجوية والبحرية»، معبّراً عن «الاستعداد لمساعدة لبنان للحصول على هذا القرار». وأرفق دعوته بضرورة تجنّب لبنان التصعيد.
الحزب: الردّ أولاً
حزب الله لم يكن بعيداً عن مضمون هذه الاتصالات، لكن موقفه كان حاسماً بالتأكيد على ما اعلنه السيد نصر الله والتشديد على أن الرد العسكري سيحصل في توقيت تختاره المقاومة. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن الحزب لن يقبل بالمعادلات التي تطرحها الوساطات الغربية. ومختصر موقفه يقول: «انتظروا ردّنا وبعدها هاتوا ضمانات بأن لا يكرر العدو عمله ويتوقف عن كل أنواع الخروقات. لكن لن يكون أي بحث أو ضمانة إلا بعد أن تتثبت المقاومة، ووفق قواعدها، من التزام العدو بقواعد اللعبة».
وبحسب مصادر معنية، فإن المسؤولين اللبنانيين على اختلافهم، وكذلك جهات غربية، فهموا من خلال رسائل متنوعة أن المقاومة لن تعمل تحت الضغط ولا تحت طلب أحد، وأنها ستثبت للجميع أن قواعد اللعبة الجديدة تفتح الباب أمام سياسة التماثل التام: صاروخ مقابل صاروخ، وطائرة مسيرة مقابل طائرة مسيرة، وقذيفة مقابل قذيفة ورصاصة مقابل رصاصة ودم مقابل الدم».
ردود خارجية
وفي ردود الفعل الخارجية، دعا المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك كل الأطراف الى ممارسة «أقصى درجات ضبط النفس». وأوضح أن الأمم المتحدة «أخذت علماً بتصريحات الرئيس ميشال عون الذي ندّد بالهجوم باعتباره إعلان حرب». بدورها، حذرت وزارة الخارجية الروسية من اندلاع حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط بسبب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا ولبنان، فيما أكد المدير العام للشؤون الدولية في مجلس الشورى الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن اعتداءات تل أبیب علی بیروت «کانت خطأً کبیراً في حسابات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (…) من المتوقع أن یکون الردّ صادماً ومزلزلاً»، مشدّداً على أن «المعادلة ستتغیّر، والحفاظ علی الأمن المستدام هو الخط الأحمر».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللواء
رعب الرد والحرب: إستنفار الجبهات وعواصم القرار
تحقيق حزب الله يركِّز: من أين جاءت المسيَّرتان.. وهيئة الإغاثة في الضاحية
بدا اليوم الأوّل في أسبوع ما بعد تغيير قواعد الاشتباك بين لبنان وإسرائيل، وكأنه مثقل بالهموم، على مسارات ثلاثة:
1- مواجهة احتمالات جرّ إسرائيل لبنان إلى مواجهة تتخطى ما هو معلن في التهديدات المتبادلة على ضفتي الحدود.
2- المضي قدماً في البرنامج الحكومي الرامي إلى معالجة المشكلات العالقة والملحة كالنفايات الصلبة والمنزلية، فضلاً عن إطلاق الاستعداد لمواجهة اقتراب موسم المدارس وفصل الشتاء.
3- التحرّك السريع، على مستوى المسؤولية السياسية والنيابية والنقدية لتدارك التصنيف الائتماني السلبي للبنان، عبر إطلاق ورشة واسعة، بدءاً من الاجتماع في مقر الرئاسة لممثلي الكتل النيابية وكبار المسؤولين النقديين والاقتصاديين للتداول في كيفية مواجهة الوضع الاقتصادي الصعب.
ومع ما يمكن وصفه بـ«رعب الرد والحرب» وامتداد الاستنفار إلى كل الجبهات، فضلاً عن عواصم القرار، وصف الرئيس ميشال عون هجوم الطائرتين الاسرائيليتين في الضاحية الجنوبية بأنه «بمثابة إعلان حرب»، مؤكداً حق لبنان في الدافع عن سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، في حين أبلغ الرئيس سعد الحريري سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ان «الحكومة اللبنانية ترى انه من المصلحة تفادي أي انزلاق للوضع نحو تصعيد خطير، ولكن هذا يحتاج إلى إثبات المجتمع الدولي رفضه لهذا الخرق الفاضح لسيادتنا».
ولليوم الثاني على التوالي، تجري الإدارة الأميركية اتصالات مباشرة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ اتصل به نائب الرئيس الأميركي مايك بنس وابلغه دعم واشنطن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من التهديدات الوشيكة، وفقاً للتعبير الأميركي، فيما دعت السفارة البريطانية في تل أبيب رعاياها للإسراع بالعودة إلى بلادهم، في أقرب فرصة ممكنة.
ولم تمنع حالة الترقب والحذر السائدة هذه، من إطلاق التحقيقات في الذي حدث. وعلمت «اللواء» من مصدر قريب من التحقيقات ان التحقيق إنطلق، وان الطائرتين المسيّرتين انطلقتا من لبنان، وهذا ما قصده السيّد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بأن الحزب قرّر الرد على الاختراق، الذي بات مكشوفاً لديه، وملاحقة الفاعلين، ومن لبنان.
استنفار سياسي وأمني
وفي تقدير مصادر مطلعة ان العدوان الإسرائيلي الجديد، سواء على الضاحية الجنوبية، أو على قوسايا في البقاع، فاقم من وطأة الضغوط الاقتصادية والسياسية التي يواجهها لبنان، وأضاف بعداً جديداً، أو عبئاً على أزماته الداخلية، بغرض اشعاره بأن الحديث عن الاستقرار، الذي يتغنى به المسؤولون لم يكن يوماً بعيداً عن تماس الأزمات الإقليمية والصراعات الدائرة سواء في الإقليم أو على الصعيد الدولي، الأمر الذي يفرض على أهل الحكم فيه السعي الجدي أكثر نحو تمتين الوحدة الوطنية، ومعالجة كل الثغرات التي ينفذ فيها الشقاق والخلافات بين القوى السياسية المختلفة.
واللافت للانتباه ان التدخل الإسرائيلي في الوضع الداخلي اللبناني استمر لخلق مزيد من التوتير الامني والعسكري والبلبلة السياسية، فبعد اربع وعشرين ساعة على العدوان الذي جرى بطائرتين مسيرتين على منطقة حي معوض في عمق الضاحية الجنوبية، نفذت طائرات معادية غارة جوية على مواقع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادية العامة، في منطقة قوسايا عند الحدود اللبنانية – السورية لكن من الجهة اللبنانية للسلسلة الشرقية، لم تسفر عن وقوع ضحايا.
واعلن المسؤول العسكري والامني في لبنان للجبهة راتب النمر «ابوراتب»، ان العدوان الاسرائيلي الذي تعرضت له مواقع الجبهة استهدف مركز قيادة المسؤول العسكري والامني المركزي للجبهة خالد جبريل، وقال لـ»اللواء»: ان الطائرات الاسرائيلية المعادية القت عند الواحدة والربع بعد منتصف ليل الاحد – الاثنين اربعة صواريخ اصابت ثلاثة منها المركز واقتصرت الاضرار على الماديات، بينما لم ينفجر الصاروخ الرابع وعملت وحدات الهندسة في الجبهة على تفكيكه وتفجيره، وقد تصدّت مضاداتنا الارضية للطائرات المغيرة ومنعتها من تحقيق كامل اهدافها. ولحسن الحظ اننا نجري كل فترة عملية تبديل وتغيير لقادتنا وكوادرنا لأسباب امنية ماحال دون وجود جبريل في الموقع.
واوضح ابو راتب: اننا نأخذ العداون على انه استهداف مقصود لأغتيال خالد جبريل ردا على مقابلته معه الاسبوع الماضي عبر قناة «الميادين»، والذي اعلن فيه ان اسرائيل كانت تعتقد انها حصلت بموجب الاتفاق مع روسيا قبل اشهر على جثة احد جنودها، لكن الحقيقة انها حصلت على نصف جثة والنصف الاخر لا زال لدينا.
وشهدت الحدود الجنوبية، من منطقة الوزاني وكفركلا وصولاً إلى بلدة العديسة هدوءاً حذراً وترقباً لما يمكن ان تؤول إليه الأوضاع في القرى الحدودية، في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي وتوعد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله بالرد بإسقاط أي طائرة إسرائيلية مسيرة تخرق الأجواء اللبنانية، وغابت حركة دوريات الجيش الإسرائيلي الراجلة والمؤللة، فيما تمركز الجنود الاسرائيليون داخل مواقعهم المحصنة على طول الخط الأزرق، في حين واصل الجيش اللبناني وقوات «اليونيفل» دورياتهما المشتركة كالعادة، وتمركز البعض الآخر قبالة العديسة، بينما حلقت أكثر من طائرة حربية واستطلاعية إسرائيلية في الأجواء البقاعية والجنوبية.
وازاء حال الترقب الذي عاشه اللبنانيون أمس، كان من الطبيعي ان يواكب أركان الحكم هذه التطورات باستنفار سياسي لمواجهة احتمالات ما يمكن ان يطرأ على الأرض، ما لم يتحرك المجتمع الدولي لردع إسرائيل عن القيام بأي مغامرة عسكرية، وبوقف انتهاكاتها اليومية لقرارات مجلس الأمن.
وسجل على هذا الصعيد أمس تشاور بين رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، في التطورات التي استجدت بعد العدوان الاسرائيلي على كل من الضاحية الجنوبية في بيروت ومنطقة قوسايا في البقاع. وتقرر دعوة المجلس الأعلى للدفاع إلى اجتماع طارئ يعقد الساعة الخامسة بعد ظهر اليوم الثلاثاء في قصر بيت الدين، ويحضره الوزراء أعضاء المجلس وقادة الأجهزة الأمنية، وذلك لمناقشة المستجدات واتخاذ القرارات المناسبة في شأنها.
وسبق ذلك لقاء للرئيس عون، ومن ثم للرئيس الحريري وكذلك الرئيس نبيه بري مع الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، وحسب المعلومات الرسمية، ابلغ عون المسؤول الدولي ان «لبنان الذي تقدم بشكوى الى مجلس الامن ردا على العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية من بيروت، يحتفظ بحقه في الدفاع عن نفسه لان ما حصل هو بمثابة إعلان حرب يتيح لنا اللجوء الى حقنا في الدفاع عن سيادتنا واستقلالنا وسلامة أراضينا».
وقال: «سبق أن كررت امامكم ان لبنان لن يطلق طلقة واحدة من الحدود ما لم يكن ذلك في معرض الدفاع عن النفس، وما حصل أمس يتيح لنا ممارسة هذا الحق». وأعرب «عن خشيته أن تؤدي اعتداءات إسرائيل الى تدهور في الأوضاع خصوصا اذا ما تكررت ووضعت لبنان في موقع الدفاع عن سيادته»، وقال: لا نقبل ان يهددنا احد باي طريقة، علما اننا شعب يسعى الى السلام وليس الى الحرب. واعتبر الرئيس عون أن «التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب قبل نهاية هذا الشهر، بات حاجة ملحة وضرورية للمحافظة على الاستقرار على الحدود».
اما الرئيس الحريري، فقد جمع سفراء وممثلي مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وقال امامهم انه دعا إلى هذا الاجتماع نظراً لخطورة الموقف واستهداف إسرائيل لمنطقة مدنية مأهولة، دون أي اعتبار للقانون الدولي أو أرواح المدنيين. وقال ان «الحكومة اللبنانية ترى انه من المصلحة تفادي أي انزلاق للوضع نحو تصعيد خطير، لكن هذا يحتاج إلى إثبات المجتمع الدولي رفضه للخرق الإسرائيلي الواضح للسيادة اللبنانية والقرار 1701، وبالتالي تحميل إسرائيل مسؤولية هذه الخروقات».
وأبلغ الحريري الحاضرين أن «لبنان سيتقدم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي بخصوص ما حصل»، متوجها إليهم بالقول: «من المهم جدا أن تحافظ دولكم على التوافق الموجود بينكم للحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة، لأن أي تصعيد قد يتطور إلى دورة عنف إقليمية لا يمكن لأحد التنبؤ بالمدى الذي ستبلغه».
وقالت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان الدولة اللبنانية تقوم بواجباتها ضمن إطار تحركها، وان هناك ضرورة للتهدئة، لكن هذه التهدئة يجب ان تبدأ من الجانب الإسرائيلي، متوقعة ان تحضر هذه التطورات في جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد اليوم في السراي، وان لم يكن اليوم فعلى الارجح بعد غد الخميس، حيث ترددت معلومات عن احتمال عقد جلسة لمجلس الوزراء في بيت الدين، رغم ان الوزراء لم يتبلغوا بأي توجه في هذا المجال.
طاولة حوار اقتصادي
وأشارت المصادر إلى انه مثلما بدأت الإقامة الرسمية للرئيس عون في قصر بيت الدين مكثفة على مدى ثمانية أيام، ستنتهي في المنوال نفسه في التاسع والعشرين من اب الجاري على ان يعود الى القصر الجمهوري في بعبدا مفتتحا النشاط الرسمي بإجتماع اقتصادي ومالي موسع الأثنين المقبل يشارك فيه رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ورؤساء الأحزاب والكتل النيابية.
واوضحت المصادر المطلعة ان الهدف من طاولة الحوار الاقتصادي الخروج بتوافق على سلسلة اجراءات من اجل الوضع الأقتصادي وتحمل الجميع المسؤولية في هذا الظرف وايجاد معالجة لهذا الوضع بأسرع وقت ممكن على ان تكون القرارات بمثابة خارطة طريق من اجل تنفيذها. وعلم ان معظم المدعوين وافقوا على هذه المشاركة.
يُشار إلى ان الأسواق المالية، بقيت في الأيام الأولى للعمل، بعد صدور تقريري «ستاندر اند بورز» و«فيتش» هادئة، وبقي سعر صرف الليرة عادياً، ولم يسجل ما هو خارج المألوف. ونفت مصادر مصرفية تسجيل أي تحويلات غير اعتيادية من الليرة إلى الدولار، أو خروج أي ودائع من لبنان، معتبرة ان أي كلام حول ذلك يفتقد إلى المصداقية وبالتالي لا أساس له من الصحة. وزار رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير السراي الحكومي، وطمأن الرئيس الحريري إلى ان الوضع الاقتصادي في لبنان مستقر وكذلك الليرة والوضع المصرفي.
ولفت إلى ان «ملاءة المصارف تفوق الـ16 في المائة، وبالتالي لم يتغيّر وضع المصارف نتيجة صدور التقريرين، بل على العكس اعتبرنا انهما حافز إيجابي للاقتصاد والدولة اللبنانية، مشدداً على انه حان الوقت ان تبدأ الدول بالتفكير في الاقتصاد. واستقبل الرئيس الحريري مساء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وعرض معه الأوضاع المالية والنقدية.
جلسة النفايات
ويترأس الحريري ظهر اليوم جلسة استثنائية لمجلس الوزراء يخصصها لمناقشة ملف النفايات في بيروت والشمال والجبل، كان قد استبقها باجتماع تمهيدي للجنة الوزارية المكلفة متابعة هذا الملف، ناقشت على مدى ساعة تفاصيل خارطة الطريق التي وضعها وزير البيئة فادي جريصاتي الذي اعتبر ان اجتماع اللجنة كان بمثابة الخرطوشة الأخيرة لإنجاز درس الخطة الموضوعة بموضوعية، خصوصا وانها تلحظ إنشاء 25 مطمراً يتوزعون على كافة المناطق.
لكن الوزير جريصاتي، ردّ على المعترضين على إقامة المطامر، بأن يقوموا له البديل، علماً ان الجلسة قد لا تكون كافية لحسم كامل الملف. ويحمل جريصاتي في جعبته، ضمن خارطة الطريق، أكثر من مشروع قانون ومرسوم يسمح للبلديات بفرض رسوم لكي تتولى مسألة الفرز من المصدر، كان محط جدل وسجال وصخب في لجنة البيئة النيابية.
ويتضمن مشروع القانون رسوماً وضرائب جديدة تحت عنوان «الأحكام المالية الانتقالية العائدة لقانون الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة»، الذي يلحظ رسوماً مباشرة لتغطية كلفة جمع النفايات ونقلها، وأخرى غير مباشرة لتغطية كلفة معالجة النفايات الصلبة والتخلص منها، وكذلك رسوماً على المنتجات المستوردة التي تصبح نفايات بعد استخدامها أو ينتج عن استعمالها نفايات.
ويجيز المشروع للبلديات فرض رسوم، فصلية أو سنوية، على الوحدات السكنية ضمن جدول وُضع خصيصاً لتحديد التعرفة مقابل «تفعيل الفرز من المصدر» الذي ستشرف عليه البلديات نفسها حسب القانون، وتبلغ 120 ألف ليرة سنوية عن كل شقة تفوق مساحتها 120 مترا مربعاً لتصل إلى نحو 240 ألف ليرة سنويا عن الشقق التي تزيد على 400 متر مربع، وكذلك على المؤسسات التجارية والشركات والمكاتب والعيادات والمستشفيات والمدارس والجامعات (الرسم بحسب عدد الطلاب والنزلاء، ويصل إلى حدود 48 مليون ليرة سنوياً) والمصانع (تصل إلى 9 مليون ليرة سنوياً للمصنفين فئة أولى) والمطاعم والملاهي الليلية والفنادق والمنتجعات السياحية (حسب المساحة وتصل إلى حدود 24 مليون ليرة). ويفرض مشروع القانون ضرائب على السلع على أنواعها.
الوضع الميداني
ميدانياً، عاشت المناطق الحدودية، يوماً حذراً، فغاب الجنود الاسرائيليون عن المشهد، ولزموا مواقعهم العسكرية، فيما غطت سماء المناطق الحدودية، قنابل مضيئة.. وتسبب بعضها بحرائق في مزارع شبعا، فيما أفادت المعلومات عن تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي فوق عاصمة الجنوب صيدا ليل أمس. وكانت طائرات «MK» تحلق فوق البقاعين الغربي والمتوسط.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ان رئيس أركان الجيش الجنرال أفيف كوخافي طلب بتعزيز المنطقة الحدودية بعناصر عسكرية وآليات، وتعزيز نشر القبة الحديدية. وليلاً، نقلت القناة 13 عن ناطق إسرائيلي ان تل أبيب أبلغت لبنان، عبر وسطاء، انه إذا نفذ حزب الله هجوماً ضد أهداف إسرائيلية فالحكومة اللبنانية ستتحمل المسؤولية.
بيان صادر عن المقاومة الإسلامية
بعد قيام الخبراء المختصين في المقاومة الإسلامية بتفكيك الطائرة المسيرة الأولى التي سقطت في الضاحية الجنوبية تبين أنها تحتوي على عبوة مغلفة ومعزولة بطريقة فنية شديدة الإحكام وأن المواد الموجودة بداخل العبوة هي من نوع C4 وزنة العبوة تبلغ 5.5 كيلوغرام.
وبناءً على هذه المعطيات الجديدة التي توفرت بعد تفكيك الطائرة وتحليل محتوياتها فإننا نؤكد أن هدف الطائرة المسيرة الأولى لم يكن الاستطلاع وإنما كانت تهدف إلى تنفيذ عملية تفجير تماماً كما حصل مع الطائرة المسيرة الثانية. وبالتالي فإننا نؤكد أن الضاحية كانت قد تعرضت ليل السبت – الأحد الماضي لهجوم من طائرتين مسيرتين مفخختين، تعطلت الأولى فيما انفجرت الثانية. وإننا نضع هذه المعطيات الجديدة والثابتة أمام اللبنانيين والرأي العام وأهالي الضاحية الجنوبية الشرفاء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البناء
مسعى فرنسي لجمع الرئيسين ترامب وروحاني لحل تفاوضي… موافقة أميركيّة وتريّث إيراني
قادة الاحتلال للاستنفار والاحتماء من الضربة … وترحيل الرعايا الغربيّين
عون يدعو لمجلس الدفاع: العدوان إعلان حرب وسنمارس حقاً في حماية بلدنا
كانت علامات التعب البادية على وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقابل الحيوية التي تتدفق في ملامح الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون، وهما يتشاركان الاجتماعات ذاتها في قمة السبعة الكبار المنعقدة في فرنسا، كافية لمعرفة الوضع الصعب الذي تمر به خططه وسياساته التي انتهجت التصعيد بوجه إيران وباتت بحاجة للسلم الفرنسي اليوم للنزول عن الشجرة التي تسلقتها بوهم القدرة على فرض الترهيب على القيادة الإيرانية وجرها لتفاوض من موقع الضعف.
كانت كلمات ترامب متلعثمة وهو يفتش عن مفردات لا تفقده صورة القويّ ولا تضع المبادرة الفرنسية التفاوضية في وضع صعب، تعبيراً عن سقوط الرهان على خضوع إيران ووصول المغامرة الحربية إلى طريق مسدود وبلوغ العقوبات، رغم التباهي بتأثيرها، حدوداً لا تفيد في مزيد من الانتظار الطويل، بينما إيران والحلفاء يراكمون في رصيدهم المزيد من الوقائع التي تظهر مركز التفوق الاستراتيجي من سورية إلى اليمن إلى فلسطين وصولاً إلى لبنان واستعداداً في العراق، لذلك كان المؤتمر الصحافي المشترك للرئيسين الأميركي والفرنسي بنهاية أعمال قمّة السبعة الكبار والإعلان عن فتح المسار التفاوضي مع إيران والأمل بتتويجه بقمة ثلاثية تجمع الرئيسين ترامب وماكرون بالرئيس الإيراني حسن روحاني، اختصاراً لمشهد التوازن الاستراتيجي الذي فرضته إيران بوجه سياسة العقوبات والرهانات الأميركية، وفيما بدت واشنطن جاهزة للتفاوض المباشر برعاية فرنسية ووفقاً للشروط التي تضمنتها المبادرة الفرنسية بعد التشاور مع إيران مطولاً، بقيت إيران على تريثها رغم إبداء الاستعداد المبدئي لقبول أي تفاوض من موقع ندي وبلا شروط تمس السيادة الإيرانية، خصوصاً البرنامج الصاروخي الذي اعتبره ترامب أحد بنود التفاوض.
التطورات على المسار الأميركي الإيراني أوضحت أبعاد التصعيد الإسرائيلي لاستباق أي تطورات سياسية تنهي التوترات في المنطقة بمحاولة فرض قواعد اشتباك جديدة تمنح حرية الحركة لطائراته المسيّرة في أعمال القتل والاستهداف، طالما بات واضحاً على كل جبهات الاشتباك أن التفكير بالحرب فوق قدرة المحور الذي تقوده واشنطن وتنتمي إليه تل ابيب. وبدت المقاومة واثقة من قدرتها على الرد على العدوان من جهة، ومن جهة مقابلة على فرض قواعد الاشتباك الجديدة التي كشف عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لجهة منع الطائرات المسيرة الإسرائيلية من انتهاك الأجواء اللبنانية مبشّراً باستحضار سلاح الدفاع الجوي للمقاومة إلى معادلات الاشتباك، وفيما بدا جيش الاحتلال في حال عصبية هستيرية حائراً بين زيادة الحشود وتخفيضها، وبين إعلان الاستنفار والخشية من انتظار طويل يتسبب بالإرهاق فالتعب فيعقبه الرد، بدأت السفارات الغربية بإجلاء رعاياها من كيان الاحتلال، بينما بدت الجبهة الداخلية اللبنانية متماسكة ومطمئنة للمقاومة، فرغم بعض التعليقات الكيدية، بقي الجو السياسي العام مريحاً تصدّره موقف لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون رفع سقف المواجهة إلى حد اعبتار العدوان الإسرائيلي إعلان حرب يمنح لبنان الحق بالمواجهة. وكان موقف رئيس الحكومة داعياً للضغط على قادة الاحتلال لترجمة الدعوات لضبط النفس، لأن لبنان هو المعتدى عليه. وفي هذا السياق جاءت دعوة رئيس الجمهورية بعد التشاور مع رئيس الحكومة لعقد المجلس الأعلى للدفاع تعبيراً عن تقدير موقف رسمي لخطورة العدوان الإسرائيلي بمثابة تغطية لبنانية رسمية لرد المقاومة على العدوان.
بقي خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى التحرير الثاني والعدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، محور المواقف والحركة السياسية الداخلية، وسط حال من الترقب والانتظار في كيان العدو الصهيوني لردّ المقاومة وطبيعته وزمانه ومكانه ومستواه ونتائجه وتداعياته هل ستبقى محصورة في دائرة معينة أم ستتطوّر الى حرب شاملة في المنطقة كما حذرت روسيا أمس، على لسان وزارة خارجيتها متخوّفة من اندلاع حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط بسبب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على سورية و لبنان ، فيما أعلنت إيران تأييدها الكامل لأي ردة فعل يقوم بها حزب الله ضد الاعتداءات الإسرائيلية.
وبعد بضع ساعات على خطاب السيد نصرالله وفي تحدٍ واضح واستفزاز للمقاومة لاستدراجها للردّ، شن العدو الإسرائيلي عدواناً جديداً على لبنان حيث استهدف بـ 3 غارات مواقع عسكرية للجبهة الشعبية الفلسطينية – القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل في سلسلة جبال لبنان الشرقية المقابلة لجرود بلدة قوسايا، إلا أن مصادر الجبهة نفت وقوع اصابات بشرية وإنما فقط خسائر مادية.
واستبعد خبراء عسكريون اندلاع حرب شاملة في المنطقة لأن لا أحد يريدها ولإدراك جميع اللاعبين بأن اندلاع الحرب بين حزب الله والجيش الإسرائيلي ستنتقل الى الخليج والعكس أيضاً، اضافة الى أن الجبهات باتت جبهة واحدة من فلسطين الى إيران مروراً بلبنان وسورية والعراق واليمن، ويعتبرون أن التحذير الروسي هو رسالة لـ»إسرائيل» واميركا لضبط الوضع وأن استمرار الضربات سيؤدي الى حرب شاملة. ويشير الخبراء لـ»البناء» الى أن «»إسرائيل» تخفي أهدافاً سياسية وعسكرية خلف عملها العسكري. فهي تعمل على استدراج حزب الله للرد على حركتها الجوية لكشف إذا كان يمتلك نظاماً للدفاع الجوي ونوعية صواريخه وكيفية تشغيل النظام لا سيما أن السيد نصرالله لم يكشف يوماً عن هذا الجانب العسكري الأمني الاستراتيجي، ولذلك لن ينجر الحزب الى كشف إحدى أهم اوراق قوته في الحرب المقبلة، لذلك لن يستخدم أي أسلحة نوعية لديه في الوقت الحالي وسيتركها كمفاجآت للحرب المقبلة». وفي هذا السياق يبين الخبراء الاستراتيجيون أن «مراكز الدراسات في «إسرائيل» كشفت معلومات عن امتلاك حزب الله صواريخ ياخونت منصوبة على الشاطئ الجنوبي اللبناني بمقدورها ضرب البواخر الحربية الإسرائيلية ومنصات النفط والغاز والبنى التحتية في فلسطين المحتلة ما يجعل هزيمة «اسرائيل» حتمية في اي حرب مقبلة».
وأوضح الخبير العسكري العميد هشام جابر لـ»البناء» أن «حزب الله سيردّ حتماً على العدوان للحفاظ على قواعد الاشتباك ولتثبيت معادلات الردع التي أرساها خلال السنوات الماضية، وقد يكون الرد بأشكال متعددة منه إسقاط طائرات مسيرة إسرائيلية لكنه لن يرد بصواريخ استراتيجية تُعد كاسرة للتوازن بل بوسائل تقليدية دون كشف النظام الدفاعي الجوي الذي يملكه ويمكن أن يرسل الحزب طائرة مسيرة فوق الأجواء الفلسطينية لضرب اهداف في إسرائيل».
وكان وقع تهديد السيد نصرالله واضحاً على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة التي شهدت هدوءاً حذراً فيما غابت كلياً حركة دوريات جيش الاحتلال الراجلة والمؤللة قبالة قرى منطقة مرجعيون وتمركز جنود الاحتلال داخل مواقعهم المحصّنة على طول الخط الازرق. وفي موازاة ذلك نفذ الجيش اللبناني والقوات الدولية دوريات مشتركة وتمركز البعض الآخر منها قبالة العديسة. كما واصل الطيران الحربي الإسرائيلي خرقه للأجواء البقاعية والجنوبية. كما أطلق العدو 4 قنابل مضيئة فوق موقع تلة الرادار المشرفة على بلدة شبعا أدت الى اشعال حريق في الأحراج المحاذية للسياج الشائك قرب بركة النقار في خراج بلدة شبعا من الجهة المحتلة. وأعلنت القناة العبرية العاشرة في كيان الاحتلال أن السيد نصرالله صادق في تهديداته وأن المستوطنين يأخذونها على محمل الجد ولا يصدقون كلام حكومتهم.
وأكد مدير عام الشؤون الدولية في مجلس الشورى الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ان اعتداءات تل أبیب علی بیروت کانت خطأ کبیراً في حسابات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنیاهو. واشار في تصريح، الى انه «من المتوقع أن یکون الرد صادماً ومزلزلاً، مما لا شك فیه أن الصهاینة سیدفعون ثمناً باهظاً لهجماتهم علی لبنان وسوریة و العراق» . وشدد على ان «المعادلة سوف تتغیر، والحفاظ علی الأمن المستدام هو الخط الأحمر».
كما أكد السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا ، خلال حفل تربوي أقامه المعهد العالي للسيد عباس الموسوي في «قاعة تموز» في بعلبك ، أن «الكيان الصهيوني يلعب بالنار في المنطقة، ولكنه سيندم من جراء لعبته الخطيرة هذه. وكلما تقدم الجيش السوري مع حلفائه من جبهة المقاومة في ميادين القتال وألحق هزائم جديدة بالإرهاب التكفيري، ازدادت الاعتداءات الصهيونية على المنطقة. وهذا الأمر إن دل على شيء فهو يدل على أن الإرهاب الصهيوني والإرهاب التكفيري هما وجهان لعملة واحدة ومكملان لبعضهما البعض». وقال: من المؤكد والمحسوم أن محور المقاومة في لبنان وسورية و فلسطين ، لن يسكت عن هذا العبث الإسرائيلي المتمادي، بل سيرد عليه بشكل حاسم ودقيق لقطع دابر هذه الارتكابات الهمجية».
وشدد على أننا نقف إلى جانب لبنان الشقيق، وندعم المقاومة بكل قوة في لبنان وكل المنطقة في وجه الاعتداءات الإسرائيلية. وقد أثبتت المستجدات الأخيرة أن محور المقاومة أصبح اليوم صفاً واحداً كالبنيان المرصوص، في مواجهة التهديدات والاعتداءات الأميركية الصهيونية المشتركة، مما يعني أننا قد دخلنا مرحلة جديدة من ترسيخ مكانة محور المقاومة في هذه المنطقة برمتها .
على الصعيد الرسمي تواصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، وتم التوافق على عقد اجتماع موسّع في القصر الجمهوري في 2 أيلول المقبل. كما دعا الرئيس عون بعد التشاور مع الحريري الى اجتماع للمجلس الاعلى للدفاع في بيت الدين اليوم لبحث المستجدات واتخاذ القرارات المناسبة. وأكد عون أن العدوان هو اعلان حرب على لبنان. كما التقى الحريري في السراي الحكومي، سفراء وممثلي مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وعرض معهم آخر المستجدات والأوضاع في لبنان والمنطقة.
وخلال الاجتماع، أبلغ الحريري الحاضرين بأنه دعا إلى هذا الاجتماع نظراً لخطورة الموقف، بعد قيام إسرائيل بخرق واضح للسيادة اللبنانية وللقرار 1701، واستهدافها منطقة مدنية مأهولة، دون أي اعتبار للقانون الدولي أو أرواح المدنيين ، وقال: إن الحكومة اللبنانية ترى أنه من المصلحة تفادي أي انزالاق للوضع نحو تصعيد خطير، ولكن هذا يحتاج إلى إثبات المجتمع الدولي رفضه لهذا الخرق الفاضح لسيادتنا وللقرار 1701 .أضاف: يجب تحميل إسرائيل المسؤولية عن خروقها المتواصلة للقرار 1701 منذ العام 2006، وكذلك يجب أن تحمل مسؤولية الاعتداء الفاضح على ضاحية بيروت، مع علمها المسبق بأن من شأن ذلك تهديد التوازن القائم والذي حافظ على أمن الحدود الدولية منذ 13 عاماً .
ودعت مصادر عبر لـ البناء الحكومة اللبنانية الى عدم الرضوخ للضغوط الاميركية وطلبها بلجم أي ردة فعل لحزب الله على العدوان الإسرائيلي، مشيرة الى أن الحكومة يجب ان تطلب من أميركا لجم إسرائيل وان الحكومة ليس من مهمتها الضغط على المقاومة التي تعتبر حقاً مشروعاً في ظل عجز الدولة والجيش عن الدفاع عن الأجواء اللبنانية .
ومساء أمس، دعا المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك كل الاطراف الى ممارسة «أقصى درجات ضبط النفس» و»تجنب التصعيد والتزام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة». واوضح ان الأمم المتحدة «أخذت علماً» بتصريحات رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون الذي ندد بالهجوم باعتباره «إعلان حرب».
ولم تلحظ الاسواق المالية أي تأثيرات للعدوان الإسرائيلي ولا لتقارير وكالتي التصنيف العالمية بحسب مصادر مصرفية، حيث أكد مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية فادي عسلي في حديث تلفزيوني ان «حركة الاسواق اليوم كانت طبيعية ولم تتأثر بالتصنيف الائتماني والتخفيض الذي حصل من قبل وكالة «فيتش».
والتقى الحريري حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وعرض معه الاوضاع المالية، كما التقى رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير في السراي الحكومي، وطمأن صفير إلى أن «الوضع الاقتصادي في لبنان مستقر وكذلك الليرة اللبنانية والوضع المصرفي»، ولفت إلى أن «ملاءة المصارف تفوق الـ16 في المئة وبالتالي لم يتغيّر وضع المصارف اللبنانية بنتيجة صدور تقريريّ «ستاندرد أند بورز» و»فيتش»، بل على العكس اعتبرنا أنهما حافز إيجابي للاقتصاد والدولة اللبنانية»، مشدداً على أن «حان الوقت أن تبدأ الدولة بالتفكير في الاقتصاد».
من جهته، أعلن وزير المال علي حسن خليل في حديث تلفزيوني أنه أنجزت موازنة 2020 كاملة وسيقدمها الاسبوع المقبل وأنه مستعدٌ لادخال تعديلات عليها، مشدداً على ان «موازنة الـ2020 يجب ان تتضمن اصلاحات أكثر من موازنة 2019».
وعن المؤتمر الاجتماعي الاقتصادي المزعم عقده، لفت خليل إلى انه أعدّ ملفي بشكل كامل لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم ونأمل ألا يتحول الى عصفٍ فكري ، مؤكداً انه سنكشف النيات لأننا نريد نيات حسنة وارادة وقدرة . وأشار إلى ان «التصنيفات لن تترك أثرا سلبيا على القطاع المصرفي ». ومن جهة أخرى، سأل «اتخذنا قراراً منذ سنة ونصف بشأن تلزيم دير عمار فأين أصبح؟ هل ينتظرون صفقة؟».