الأخبار
السيد نصرالله: ردّنا حتمي وسريع على أي اعتداء
تسريبات العدو مستمرّة: التخطيط دقيق لعملية مجدو ومقاتلو حماس على الحدود
بري وملف الرئاسة: أبشر بطول سلامة يا مِرْبَع!
رفع سقف التصريحات والتسريبات الإسرائيلية حول ما يجري على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، لم ينفع في الحصول على أي موقف أو خطوة تخفف من قلق العدو، وقد بدا ذلك واضحاً في كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بـ«أننا لسنا معنيين بمساعدة العدو على فهم ما حصل في الشمال، وإذا قام العدو بأي عمل عسكري أو أمني ضد أي مقيم في لبنان ولو من جنسية أخرى فإن المقاومة ستردّ سريعاً».
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية واصلت أمس نشر تسريبات تتعلق بعملية مجدو والحديث عن المنفذ وعلاقته بحزب الله. وبعد الحديث عن أن المقاوم الذي قتلته قوات الاحتلال تسلل من لبنان عبر جسر أمن له العبور فوق السياج، نُشر أمس أنه كان «يمتلك معلومات استخبارية دقيقة عن المكان وتم التخطيط للعملية بشكل ناجح».
وواصل العدو إجراءاته العسكرية على طول الحدود مع لبنان، وعاد إعلامه للحديث عن نشر حزب الله مقاتلين على طول الحدود، إضافة إلى نشر «حماس» مئات من عناصرها على الحدود بموافقة الحزب، معربة عن خشيتها من حصول تصعيد. فيما التقى رئيس الوزراء نتنياهو برئيس الأركان هرتسي هاليفي وبحث معه في ملفات لبنان ورمضان وإيران وأثر الاحتجاجات الداخلية على الجيش الإسرائيلي.
وفي خطاب ألقاه في ذكرى أسبوع على رحيل أحد القادة المؤسسين في الحزب حسين الشامي، أكّد السيد نصرالله، أنّ «الحادثة التي جرت الأسبوع الماضي على الحدود مع فلسطين المحتلة أربكت الاحتلال»، مشيراً إلى أن «صمت حزب الله بشأن الحادثة هو جزء من إدارته للمعركة مع إسرائيل». وقال: «لسنا معنيين بحل مشكلة العدو. فليحقق الإسرائيليون في ما حدث، وعندما يصلون إلى النتائج يبنى على الشيء مقتضاه، لكن حزب الله ليس معنياً بالتعليق على كل ما يحدث». وتوجّه إلى وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت قائلاً «ليبلّط البحر وليفعل ما يريد، والتهديد لا يقدم ولا يؤخر»، مشيراً إلى أنه «صحيح ما قاله الإسرائيليون بالتقدير أنّ حزب الله إذا كان مسؤولاً عن العملية، فهو ليس خائفاً من الذهاب إلى المعركة». ولفت نصرالله إلى أن ما يهدد به العدو «قد يكون سبب زواله، لأن المقاومة في لبنان عند عهدها وقرارها، بأنّ أي اعتداء على أي إنسان موجود على الأراضي اللبنانية سواء كان لبنانياً أو فلسطينياً أو من جنسية أخرى أو الاعتداء على منطقة لبنانية، ستردّ عليه رداً قاطعاً وسريعاً وهذا يجب أن يكون مفهوماً». وأكد أن «فتح حرب على لبنان يمكن أن يؤدي إلى حرب في كل المنطقة، وهذا يخشاه الإسرائيلي. وما يهددنا به الإسرائيلي قد يكون سبباً في أن لا يصل هذا الكيان إلى سنة الثمانين»، معتبراً أن «ملف الحدود البحرية أثبت أنّ العدو يخشى خوض حرب مع لبنان». وشدّد نصرالله على أن «إسرائيل اليوم مأزومة، ولم يمر الكيان في تاريخه، بهذا الكم من اليأس والإحباط والوهن، لأن الحكومة الإسرائيلية هي حكومة فاسدين ومتطرفين ومجانين»، مشيراً إلى أن «الحمقى في الحكومة الإسرائيلية يكشفون حقيقة الكيان التي يخفيها غيرهم، وعندما يصبح في قيادة العدو حمقى بهذا المستوى، ندرك أن النهاية اقتربت».
وفي شأن الوضع الداخلي، اعتبر أن «ارتفاع سعر صرف الدولار ليسَ منطقياً، وأن منع عمليات المضاربة مسؤولية الدولة»، مؤكداً أن «الموضوع الاقتصادي والمعيشي يتطلب طاولة حوار، لكن هناك من يرفض ذلك، فيما التقاذف الحاصل للمسؤوليات لن يحل المشكلة». وبينما لفت إلى أن «هناك إجماعاً على أنّ تحسين الوضع المعيشي يرتبط بتحسين الاقتصاد، والصين جاهزة لتقديم المساعدة في هذا الشأن»، رأى أن المشكلة هي في أن «المساحة الرمادية بين الزعامات اللبنانية أصبحت ضيقة جداً، لكن لا مبرر لعدم الدعوة إلى طاولة حوار للشأنين الاقتصادي والمعيشي».
ولفت إلى أن «العالم يتجه شرقاً، ومثال على ذلك السعودية التي دعت الرئيس الصيني إلى الرياض وأقامت المؤتمرات له ولم يحاسبها أحد»، معتبراً أن «الخوف في لبنان من التعاون مع الصين لا مبرر له، وذلك يحتاج إلى قرار وشجاعة سياسيين». وقال إن «هناك اقتصادات معرضة للانهيار في العالم والكثير من الدول الكبرى قد تنهار بسرعة»، داعياً إلى «التعاون والتكافل بين الناس للمساعدة، ولا سيما على أبواب شهر رمضان» ومشدداً على أن «الحزب بكل إمكاناته ومؤسساته يقف إلى جانب الناس، وهذا دوره دائماً».
وفي الملف الرئاسي، لفت نصرالله إلى أنّ الأمور تسير ببطء، لكن المساعي مستمرة في ملف انتخاب رئيس للجمهورية»، مؤكّداً أنّ «القرار داخلي بالدرجة الأولى، أمّا العامل الخارجي فمساعد وليس حاسماً، ما يجري تداوله بشأن ملحق للاتفاق السعودي – الإيراني حول لبنان واليمن وغيرهما ليس صحيحاً، ولم يتم التطرق إلى لبنان لا من قريب ولا من بعيد»”.
بري وملف الرئاسة: أبشر بطول سلامة يا مِرْبَع!
الإجازة الطويلة لانتخابات الرئاسة مستمرة برأس حربة هو الفيتوات المتبادلة. لم يعد اسم المرشح مهماً مقدار قوة الفيتو الذي يمنع وصوله في هذا الفريق أو ذاك. بذلك بات المغزى الوحيد لجلسة البرلمان – حتى تنعقد – تكريس المُنتخب لا انتخابه
العبارة المألوفة المسموعة في عين التينة أخيراً، فيها من التهكم ما فيها من الخيبة: «أبشر بطول سلامة يا مِرْبَع». بعدما قالها جرير في الفرزدق، يستعيدها رئيس البرلمان نبيه برّي في تعبير مباشر عن أمد لا ينتهي في مأزق الاستحقاق الرئاسي. الأبواب موصدة في ظل إصرار الأفرقاء الآخرين على إرسال الإشارة السلبية حيال مَن لا يريدونه، من دون إشارة إيجابية إلى مَن يُحضرونه إلى البرلمان لعقد جلسة الانتخاب. مآل الخيبة هذه أن لا جلسة ثانية عشرة وشيكة قبل أواخر نيسان المقبل بعد أن تحط الأعياد تباعاً. يلفت برّي في السجال الدائر من حول انتخابات الرئاسة إلى أن أحداً من الأفرقاء المعنيين لا يُقدّم المخارج المؤدية إلى انتخاب الرئيس.
يبدي رئيس المجلس بضعة انطباعات حيال المعطيات الحالية:
1 – يستعد لجلسة اشتراعية سيحدد موعدها الاثنين المقبل في اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب. يقطع بحصولها لإقرار جدول أعمالها الملح وإن مالت كتل إلى مقاطعتها. ما يحتاج إليه انعقاد الجلسة هو نصاب الأكثرية المطلقة فقط (65 نائباً) لا يفتقر هؤلاء إلى الميثاقية كي تلتئم. بذلك يتوقّع جلسة بمَن حضر. في ذلك أيضاً رد مباشر لبرّي على إعلان الكتلتين المسيحيتين الكبريين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية – إلى الكتل المسيحية الصغيرة – مقاطعة أي جلسة لا تكون مخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية. يفصل رئيس البرلمان بين الاستحقاقين المنفصلين المتوازيين على نحو لا يلغي أحدهما الآخر. مقدار حاجة جلسة انتخاب الرئيس إلى نصاب موصوف (86 نائباً على الأقل) لا يحققه سوى أوسع توافق داخلي، وهو ما حال حتى الجلسة الحادية عشرة في 19 كانون الثاني الفائت دون الانتخاب، يكتفي انعقاد الجلسة العادية بالنصاب العادي.
2 – خلافاً لما شاع عن الاجتماع الثنائي الفرنسي – السعودي في باريس نهاية الأسبوع الفائت أن تناقض موقفيْ الطرفين أطاح نتائج إيجابية محتملة، يقصر برّي ما انتهى إليه على «عدم تفاهمهما» دونما إضفاء مسحة تشاؤمية على الجهود المبذولة. طلبت السفيرة الفرنسية آن غريو مقابلته الجمعة المقبل في سياق اتصالات متواصلة بينه وبين الفرنسيين في محاولة لإيجاد ثغرة لإخراج انتخابات الرئاسة من انسدادها. مع أنه يتكتم على ما يدور بينه وبين الفرنسيين، وبعض الاتصالات الرفيعة المستوى، لم يرقَ أي من المعطيات إلى فرصة إيجابية للاتفاق على رئيس جديد.
3 – عندما يُسأل عمن يملك قوة كسر حلقة الجمود التي تقبض على الاستحقاق الرئاسي، يكتفي رئيس المجلس بالقول إنه يتطلع في الوقت الحاضر إلى ما يمكن أن يصدر عن بكركي، في تلميح إلى مبادرتها الأخيرة إيجاد مخرج للشغور الرئاسي في ضوء ما شاع أنها أعدت لائحة بأسماء مرشحين يؤمل اتفاق الأفرقاء المسيحيين على واحد منهم أو أكثر. عطف برّي على المبادرة تلك «يوم الصلاة» الذي دعا إليه البطريرك الماروني بشارة الراعي في 5 نيسان ويشارك فيه النواب المسيحيون.
يقول برّي: «سبق أن جمع البطريرك (28 آذار 2015) الأقطاب الموارنة الأربعة (أمين الجميّل وميشال عون وسليمان فرنجية وسمير جعجع) واتفقوا في ما بينهم في حضوره على أن يكون أحدهم رئيساً كون الأربعة الأكثر تمثيلاً في طائفتهم. الأربعة أنفسهم تقبّلوا بعضهم بعضاً. تعهّدوا الموافقة على انتخاب واحد من بينهم فيدعمه الآخرون، ولا يقف أحدهم عقبة في طريق انتخاب مَن يصير إلى التوافق عليه. في الحصيلة انتخب أحدهم الرئيس عون بعدما كان محتملاً قبله انتخاب سليمان فرنجية. انتهت انتخابات الرئاسة السنة التالية (2016) أن جيء بالرئيس من بين الأقطاب الأربعة. كانوا المشكلة وكانوا الحل. وجود بكركي بينهم قدّم الدليل على أن أحد أهم أسباب الخلاف على انتخابات الرئاسة يقيم عندهم. هذا ما يتكرر اليوم وتعود بكركي إلى الدور نفسه. قلنا في الأمس إن المشكلة مارونية فزعلوا منا. إذا قلناه اليوم يزعلون منا أيضاً. إلا أنها المعضلة الأولى».
عندما يطابق رئيس المجلس مشهد عام 2015 باليوم يؤكد مجدداً أن المشكلة المزمنة نفسها بين الموارنة. ما لم يجهروا به أمام البطريرك عامذاك برفع الفيتوات بعضهم في وجه بعض، أضحى اليوم السلاح الوحيد لعرقلة إجراء الانتخابات. ليس بين الأقطاب الحاليين سوى الرفض المتبادل وفيتوات المنع”.
اللواء
برّي لـ«اللواء»: لا بدّ من التوافق مع المملكة حول الخيار الرئاسي
السفير السعودي يُرجِّح «الصمت الدبلوماسي».. واحتواء قطوع تحرك العسكريين بين النجمة والسرايا
تجاوز البلد قطوع العسكريين المتقاعدين، ومعهم حركة الانقاذ وجمعيات المودعين الذين اشتبكوا مع حامية المجلس النيابي، في منحى عنفي، تجدّد مع المحاولات لدخول السرايا الكبير، فحدث ما لا يجوز أن يحدث بين عسكريين في الخدمة وآخرين خارج الخدمة، مع اطلاق القنابل المسيلة للدموع ووضع حواجز امام محاولات الاقتحام..
بالتزامن كانت اللجان النيابية المشتركة التي حاولت استجواب الحكومة ومساءلتها عن سبب ارتفاع اسعار الدولار، وارتداداته السلبية، ضمن عجز واضح عن فهم ما يجري في سوق القطع، فكانت الجلسة مخيبة للآمال على حدّ تعبير النائب جورج عدوان، ولم يحصل النواب على اية اجابة شافية، فساد هرج ومرج بين الحضور، وتحولت الجلسة الى ما يشبه الجلسة الكوميدية، المضحكة..
وقبل اجتماع هيئة مكتب المجلس الاثنين للبحث في وضع جدول اعمال جلسة تشريعية، اندلع سجال بين «حركة أمل» و«القوات اللبنانية» على خلفية اتهام الاخيرة للمجلس النيابي بالسعي للاطاحة بالانتخابات البلدية والاختيارية والتمديد لها بدل رصد الاعتمادات لاجرائها، فرد المعاون السياسي لرئيس المجلس النائب علي حسن خليل على رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، الذي حدّد العمل لمنع انعقاد جلسة تشريعية غير دستورية في ظل الفراغ الرئاسي، مشدداً على العمل لحصول الانتخابات البلدية..
واتهم خليل «القوات» بتعطيل جلسة التشريع لتعطيل تأمين تمويل اجرائها في مواعيدها، كاشفاً عن تقديم اقتراح قانون باسم كتلة التنمية والتحرير لفتح اعتماد اضافي لتمويل اجراء الانتخابات في مواعيدها..
في هذا الوقت، اكد الرئيس نبيه بري لـ«اللواء» ان «اللقاء الاخير الذي جمعه بسفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري كانت اجواؤه ايجابية، لم نتفق ولكن لم نختلف»، مؤكداً انه «لا بد من التوافق مع المملكة العربية السعودية حول الخيار الرئاسي».
في هذا الوقت رجّح السفير بخاري «الصمت الدبلوماسي» على ما عداه في ما خص الترشيح للرئاسة الاولى، او ما يتعلق ببت هذا الملف.
ووصفت مصادر سياسية مشهد الظهور الاعلامي بعد جلسة اللجان النيابية المشتركة في المجلس النيابي، لنائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب، ورئيس لجنة المال النيابية ابراهيم كنعان ورئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان، بأنها تعبر عن ذروة الهشاشة النيابية والتكاذب على اللبنانيين والتهرب من المسؤولية، باعتبار هؤلاء النواب الثلاثة، كانوا في المجلس النيابي خلال السنوات الماضية، ولم يبادروا لاقرار المشاريع المختلف عليها، وتحديدا قانون الكابيتال كونترول وخطة الاصلاح المالي وهيكلة المصارف وغيرها.
وقالت المصادر ما الفائدة من قول النائب بوصعب حول استمرار بعض النافذين بتهريب اموالهم إلى الخارج حتى اليوم، اذا كان هذا يحصل ضمن القوانين المعمول بها والتي تسمح بذلك حتى اليوم، ولماذا يتهرب المجلس النيابي الذي عقد العديد من الجلسات النيابية منذ نشوب الازمة المالية قبل سنوات، من مسؤولياته باقرار سلسلة القوانين المطلوبة لمعالجة الانهيار المالي والاقتصادي، وفي مقدمتها قانون الكابيتال كونترول، وهو القانون الذي ينظم هذه العملية ويضع حدا للفوضى السائدة بهذا الخصوص، ويطرح اكثر من تساؤل عن تواطؤ مفضوح مع كارتيل المصارف لمنع اقرار هذه المشاريع. فما قاله بوصعب بهذا الخصوص، ما هو الا محاولة سخيفة، لذر الرماد بالعيون، والقاء كرة المسؤولية على الحكومة وباقي المسؤولين، بينما المسؤولية الاساسية تقع على المجلس النيابي الذي ماطل عمدا عن القيام بواجباته الدستورية بهذا الخصوص.
واعتبرت المصادر ان المشهد الغاضب بالقرب من المجلس النيابي والسراي الحكومي للعسكريين المتقاعدين، والمواجهات التي حصلت مع القوى الامنية، وما تخللها من قسوة بالتعاطي مع المحتجين، اظهرت بوضوح ما بلغه الوضع المعيشي من تردي وانحدار نحو الأسوأ، وبات الوضع يتطلب معالجة استثنائية، وهو يختصر في مجمله، مابلغه الاداء السياسي والنيابي من تدهور لاحدود له،وسوء تعاطي من السلطة تجاه المحتجين المتالمين.
وفي سياق آخر، توقعت مصادر ديبلوماسية ان تنقل مساعدة وزير الخارجية الاميركية باربارة ليف في زيارتها المرتقبة الى لبنان اليوم، الثوابت السياسية الاميركية تجاه لبنان، وتأكيد حضورها الدائم في مواجهة المتغيرات المتسارعة، لاسيما بعد توقيع الاتفاق السعودي – الايراني وتاثيره على المنطقة.
واشارت المصادر إلى ان في اولويات الديبلوماسية الاميركية التأكيد على اجراء الانتخابات الرئاسية، استنادا إلى نتائج لقاء باريس الخماسي، باسرع وقت ممكن وتاليف حكومة جديدة، تتولى إجراء الاصلاحات اللازمة، مع التأكيد على استمرار دعم الجيش اللبناني ليقوم بالمهمات المنوطة به في حفظ الامن والاستقرار في كل المناطق اللبنانية.
ورجحت المصادر ان تكرر الديبلوماسية الاميركية موقف بلادها الداعي للالتزام بتنفيذ القرارات الدولية في جنوب لبنان ولاسيما القرار1701.
اذاً، انتقل الحدث امس الى مجلس النواب ومحيطه، مع انعقاد اللجان النيابية المشتركة في جسلة مساءلة للحكومة لم تخرج بنتيجتها بأي جواب من الحكومة ومصرف لبنان حول اسباب الازمة المالية، ومع حراك العسكريين المتقاعدين الذين اعتصموافي ساحة رياض الصلح وحاولوااقتحام السرايا الحكومية واشتبكوا مع القوى الامنية قبل ان يستقبلهم رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ويعدهم ببحث مطالبهم في اول جلسة حكومية.
في غضون ذلك ظهر موفد ايراني في بيروت، حيث استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس مجلس العلاقات الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية كمال خرازي والوفد المرافق.
وكان خرازي اشار في لقاء مع الإعلاميين في بيروت الى ان ايران باتت تقنياً قادرة على تصنيع قنبلة نووية ومن وصل الى تخصيب يورانيوم بنسبة 60 يستطيع ان يصل الى 90 بالمئة لكن فتوى المرشد اخلاقيا تقول اننا لن ننتجها ولسنا بحاجة لذلك.
وزار خرازي وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، يرافقه أمين سر المجلس عباس عراقجي وسفير الجمهورية الاسلامية الايرانية مجتبى اماني. وتم البحث في الإتفاق الايراني السعودي وآخر التطورات في الملف النووي والاوضاع في المنطقة. وشدد خرازي على اهمية اجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان بالتوافق بين اللبنانيين من دون اي تدخلات خارجية.
اللجان تسائل الحكومة ولا جواب
عقدت اللجان النيابية جلسة مشتركة امس، في المجلس النيابي برئاسة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وحضور نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، ووزير المالية الدكتور يوسف الخليل وعدد كبير من النواب. وحضر ممثلون عن الادارات المعنية وممثل عن مصرف لبنان. وإنحصر النقاش في الجلسة على مساءلة الحكومة حول الوضع المالي ولم يكن الوقت كافياً للبحث في جدول الأعمال.
وتركزت مداخلات النواب من مختلف الكتل على مصير خطة التعافي والقوانين الإصلاحية، وكيفية طباعة العملة ووفق أي سياسات؟ وما النتيجة التي تؤديها منصة «صيرفة» وكيفية تمويل مالية الدولة من مصرف لبنان، وفائدة تعاميم مصرف لبنان، وضرورة إعلان حالة طوارئ وإبقاء الإجتماعات مفتوحة مع الوزراء المعنيين.
اما نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي فنفى ما نُقل عنه خلال الجلسة «إنّ تعاميم مصرف لبنان بشأن صيرفة وكلّ ما يدور في فلكها غير قانونية»..
اثر الجلسة قال النائب بو صعب: بعض الزملاء وجدوا ان النقاش لن يصل الى مكان، لكن ما هو البديل، وبالتالي هناك دور يجب ان نلعبه ولا يجب ان نستسلم. الجلسة كانت هادفة وفيها حوار بنّاء. تمنينا عقد جلسة هادئة وفي النتيجة سمعنا معظم النواب الذين اشاروا الى انها اعطت نتيجة وليس حلا لنبني عليها لنجري حوارا.
واوضح انه تم طرح سؤال في الجلسة حول السيولة النقدية. ونتمنى على الحكومة ان ترد على هذه الاسئلة. كما كانت أسئلة أيضا، لماذا تم اقفال المصارف في العام 2019؟ أقفلت وتبخرت الودائع. هناك اسئلة حول اعادة هيكلة المصارف وكلام من بعض الزملاء انه علينا ان نعود للمؤسسات.
وقال رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان: الجلسة كانت مخيّبة للآمال ولم نحصل على أي جواب واضح من أي جهة، وسلامة لم يحضر الجلسة وممثله لم يعطِ أي جواب شافٍ وكذلك وزير المال وممثل الحكومة، وتبين أنّ الحكومة ليس لديها أي إلمام بما يحصل.
اضاف عدوان: لم يعد بيدنا سوى التحرك قضائياً، والحكومة «شاهد ما شاف شي ويمكن ما بدو يشوف شي».
البخاري وصندوق النقد
بحث السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري، مع وفد صندوق النقد الدولي الذي يزور لبنان حالياً برئاسة ارنستو ريغو راميريز، في مجمل المستجدات الحاصلة على الساحة اللبنانية الإقليمية وشروط التعافي التي يحتاجها لبنان ليخرج من الأزمة السياسية والاقتصادية التي يعيشها.
وتم خلال اللقاء، عرض القضايا والموضوعات ذات الإهتمام المشترك بين الطرفين.
دريان: الانتخاب أو الفوضى
قال مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالة الى اللبنانيين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك: نحن بالفعل في زمن البلاء الأعظم، ولا نتوقع الخروج منه إلا برحمة الله. لكن في الحياة العامة، هناك مسؤولون ومسؤوليات. ونحن نقول بدون تردد، وبعد صبر طويل وإعفاء أطول: إن المسؤولين عن الحياة العامة، ما تحملوا مسؤولياتهم، ولا راعوا آلام شعبهم، وعزَّ لديهم الإحساس والإحسان.
اضاف: قرأت قبل أيام أن ما نزل بلبنان ما عرفه بلدنا من أكثر من قرن. وقد عبر شعبنا في عام 2019 عن إرادته الخلاص من كل هؤلاء الناس، الذين ما راعوا الحرمات، ولا تحملوا المسؤوليات، كيف يفرغ منصب رئاسة الجمهورية؟ وتتصدع المؤسسات؟ وكيف تتعاظم الجرائم، وتتصاعد وتيرة المجاعة؟ لو كان هناك مسؤولون من أي نوع كان. تقول الأدبيات السياسية العالمية: إن إدارة الشأن العام، هي من أشرف الأعمال؛ لأنها لخدمة الناس: فكيف يخدم سياسيونا الناس؟ لم يكد يبقى شيء من رئاسة الجمهورية أقلها، ومع ذلك، فإنه الصراع ناشب عليها، وما بقي من المال العام شيء، ومع ذلك، ما يزالون يلاحقوننا على الليرة وعلى اللقمة.
وتابع: وبصراحة، وبدون مواربة: إما انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة، أو الفوضى التي بدأت معالمها تظهر شيئا فشيئا في الوطن، ويدفع الثمن المواطن.المطلوب الاحتكام إلى الدستور، وانتخاب رئيس للبلاد،اليوم قبل الغد، لا نستطيع الانتظار أكثر من ذلك، والاستجابة لمطالب الناس وحاجاتهم، الذين بدأوا يفقدون الحد الأدنى من مقومات الحياة، ومن المؤسف أن الطبقة السياسية في مكان، والشعب في مكان آخر.
قبلان
كما وجَّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، رسالة إلى اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً، هنأهم فيها بحلول شهر رمضان المبارك، ومما قاله: نحن في قلب ضياع عالمي، وتشتت أممي، وانحراف بشري خطير، ومن بين تلك الحروب الظالمة هناك حرب عالمية تخاض على لبنان، بأخطر وسائل نقدية ومالية واقتصادية ومعيشية فتّاكة، وسط طاحونة سياسية حوّلت لبنان إلى خطوط تماس سياسية وكوارث شعبية، وما نحن فيه الآن أسوأ من حرب عسكرية، وهذه الحرب بكل أدواتها الفتّاكة ليست مفصولة عن معارك العالم، وأهدافه السياسية، والمطلوب إنقاذ البلد، ولا إنقاذ من دون تسوية وطنية رئاسية، واليوم البلد في ملعب القوى السياسية، والبلد والأسواق وأنين شعبنا والعملة الوطنية والكارثة الاجتماعية وطواحين الدولار والأسواق كلها في ملعب القوى السياسية، ولذلك نؤكّد أن المطلوب هو تسوية رئاسية سريعة إنقاذاً لوجود لبنان.
نصر الله
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في ذكرى اسبوع أحد قادة الحزب الحاج حسين الشامي في الضاحية الجنوبية: في الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب وحركة الدولار الدولة لا تستطيع القول انها لا تستطيع أن تفعل شيئا، هناك تدابير يجب أن تتخذ وتستطيع أن تخفف. أن مصير البلد متروك وكل ما تحدث أحد يقولون قانون النقد والتسليف والموضوع عند الحاكم وهذه مسؤولية كل القوى السياسية في البلد. لا خلاف أن أحد أسباب تقوية الاقتصاد هو بجلب الاستثمارات، وها هو الصيني جاهز ومستعد للبدء بمشاريع بدون أن يدفع اللبناني أي فلس بدون خوف من الأميركي أو الصعوبات الاقتصادية وهذا بالتأكيد سيحسن الوضع الاقتصادي.
واضاف:انقاذ الوضع والليرة بحاجة لخطة شاملة حقيقية متعددة الأبعاد ولكن أنا بانتظار هذه الخطة التي لا علم متى ستخرج، ولا مبرر على الإطلاق لعدم الدعوة إلى طاولة حوار لانقاذ الوضع الاقتصادي.
وقال السيد نصر الله: «لطالما دعونا في البلد الى وضع الخلاف السياسي جانبا واقامة طاولة حوار اقتصادية. لأجل سلاح المقاومة كلهم جاهزون لطاولة ولكن طاولة حوار لانقاذ الوضع المعيشي والاقتصادي فهذا كلام لا أحد يقف عنده أصلا.
وأوضح أن «ما نراه في الانهيارات البنكية الآن هو بعض رأس جبل الجليد ونجدد الدعوة للتعاون والتكافل والتراحم والتساند بين الناس» .
وفي موضوع رئاسة الجمهورية قال السيد نصر الله: المساعي مستمرة ونأمل أن ينعكس الهدوء الاقليمي والاتفاق الايراني السعودي بالمساعدة على انجاز هذا الاستحقاق ولكن هذا الامر يعتمد بالمقام الأول على الداخل أما الخارج فهو فقط يخلق مناخا لذلك.
حراك العسكريين
نفذ حراك العسكريين المتقاعدين صباح امس اعتصاما في ساحة رياض الصلح، بالتزامن مع إنعقاد جلسة اللجان النيابية المشتركة، للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية، وقد تخطى عدد من المتظاهرين الأسلاك الحديدية امام السراي الحكومية محاولين اقتحامه فبدأت قوى الأمن بإلقاء قنابل مسيلة للدموع لإبعادهم، ما ادى الى تسجيل حالات إغماء في صفوف المتظاهرين.
وفي حين افيد انه تم طرد النائب بولا يعقوبيان من التظاهرة، انضمّ العميد شامل روكز الى المتظاهرين في ساحة رياض الصلح، ووصف ما حصل بـ «المعيب من عسكريين حاليين بالخدمة اطلقوا القنابل المسيلة للدموع على العسكريين المتقاعدين». وشدد على استمرار التظاهرة في ساحة رياض الصلح.
ولاحقاً، إجتمع وفد من العسكريين المتقاعدين من ضباط ورتباء يمثلون الأسلاك العسكرية كافة، مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتم عرض مطالبهم. ووعد ميقاتي الوفد، على ادراج مطالبهم على الجلسة الاولى التي يعقدها مجلس الوزراء الاسبوع المقبل.
تراجع الدولار والمحروقات
وسط هذه الاجواء، فتحت المصارف ابوابها من جديد أمس فيما حافظ الدولار على ارتفاعه متقلبا صعودا ونزولا في دائرة الـ110 و112 الف ليرة للدولار.
بالتوازي انخفضت اسعار المحروقات نسبياً، وصدر عن وزارة الطاقة والمياه صباحاً جدول جديد لأسعار المحروقات.وجاءت الأسعار على الشّكل الآتي:
-البنزين 95 أوكتان: 1937000 ليرة لبنانيّة بتراجع 140,000ليرة.
-البنزبن 98 أوكتان: 1984000 ليرة لبنانيّة بتراجع 146,000ليرة.
-المازوت : 1818000 ليرة لبنانيّة بتراجع136,000 ليرة.
لكن عصراً صدرجدول ثانٍ وجاءت الأسعار على الشّكل الآتي:
-البنزين 95 أوكتان: 2,064,000 ليرة لبنانيّة بزيادة 127,000.
-البنزبن 98 أوكتان: 2,112,000 ليرة لبنانيّة بزيادة128,000
-المازوت : 1,937,000 ليرة لبنانيّة بزيادة 119,000
-الغاز: 1,360,000 ليرة لبنانيّة بزيادة 83,000 ليرة.
ودعا رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط، مارون شماس، وزارة الطاقة والمياه إلى حماية قطاع المحروقات، وقال في مؤتمر صحافي: إنّ المطلب الأساسي هو التسعير بالدولار. ولفت، في مؤتمر صحافي، إلى أنّ «المطلوب إنشاء منصة تتبدّل عبرها أسعار المحروقات مع تغيّر سعر صرف الدولار وبانتظار هذه المنصة المطلوب التسعير بالدولار.
كما طالب وزارة الطاقة بأن تصدر جدولاً بالأسعار يواكب سعر صرف الدولار «حتى لو كلّ ساعة». وإذ حذّر من عدم تجاوب الوزارة مع هذا المطلب، أشار إلى أنّ لدى المحطات خياراً آخر عبر تخصيص ماكينات تبيع بالدولار وأخرى بالليرة اللبنانية «فإذا ارتفع سعر الدولار ولم يتغيّر الجدول نطفئ الماكينة التي تبيع بالليرة اللبنانية وينتقل الزبون ليدفع بالدولار».
البناء
العالم الإسلامي موحّد في صيام اليوم في ظلال الاتفاق الإيرانيّ السعوديّ بعد سنوات التفرقة
خرازي: إيران بلغت تقنياً مرحلة القدرة على إنتاج قنبلة نووية… لكنها لا تريد
نصرالله لـ«الإسرائيلي”: روح بلّط البحر… والرد سريع وقويّ على أي استهداف
بعد سنوات من التفرقة بين المذاهب الإسلامية وتصاعد العصبيات المذهبية ومخاطر الفتنة، نمو التطرف والتكفير والإرهاب، يلتقي المسلمون على بدء صيام شهر رمضان في يوم واحد، وقد استفاد التطرف والإرهاب من الانقسامات التي وجدت طريقها بين المراجع الدينية والمراجع السياسية، خصوصاً الخلاف الإيراني السعودي، بحيث لم يكن ممكناً الفصل بين الصيام الموحّد وتوقيع الاتفاق الإيراني السعودي برعاية الصين، واعتباره بمثابة الضوء الأخضر للمعنيين بتحديد موعد بدء الصوم، الذين ربما كانوا يصلون سابقاً الى فرضيات تطابق المواعيد ويتفادونها في زمن الانقسامات والخلافات، بينما كان كافياً أن يتم الاتفاق الإيراني السعودي حتى يسهل توحيد موعد بدء الصوم.
في السياق ذاته كانت زيارة رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران كمال خرازي إلى لبنان، حيث نقلت قناة العالم عن خرازي خلال لقائه بنخب إعلامية وثقافية في بيروت قوله رداً على سؤال حول بلوغ إيران المرتبة التقنية التي تمكنها من إنتاج قنبلة نووية «إنه في الوضع الذي حققت فيه إيران تخصيب بنسبة 60٪، فإن التخصيب بنسبة 90٪ وما فوق ليس بالمهمة المعقدة». وأكد بالطبع أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تنوي في الأساس إنتاج قنابل ذرية، كما أنها لا تحتاج إلى هذا الموضوع، وأخيراً فتوى القيادة الدينية ضد إنتاج مثل هذه الأسلحة. أما عن موعد انسحاب القوات الايرانية من سورية فقال خرازي «إن تواجد إيران في سورية وخلافاً لوجود أميركا وتركيا في هذا البلد، هو وجود استشاري ويأتي بدعوة من الحكومة السورية». وأكد خرازي أن «أي تغيير في هذه الأوضاع يخضع لظروف سورية».
في الشأن الإقليمي والشؤون المحلية كانت إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مصدراً لإعلان المزيد من المواقف، حيث أعلن أنّه «بشان حادثة شمال فلسطين الكل يواكب، وأنا أريد أن أقف عند نقطتين، بأن الجميع وقف عند صمت حزب الله، وإن كان له علاقة أم لا، وإن كان الشهيد من داخل، هذا الصمت هو جزء من إدارة المعركة، وهذا يربك العدو، فهو ضائع، فهل المطلوب منّا أن نشرح له الأمر من أجل أن لا يتهم؟ حزب الله ليس بخائف من ذلك، ليذهب العدو ويبحث عن الأمر وأحيانًا التعليق يكون بعدم التعليق»، مشددًا بشأن تهديدات الجيش الإسرائيلي، على أنّه «روح بلّط البحر وافعل ما تريد». وقال نصرالله، بأن «العدو يخشى بأن فتح حربٍ مع لبنان، يمكن أن يؤدي إلى حرب في كل المنطقة، فما تهددنا فيه يمكن أن يكون سبب زوالك، وعلى كل حال، اختم بأن أقول إن المقاومة عند وعدها وعهدها، بأن أي اعتداء على أي إنسان متواجد على الأراضي اللبنانية، سواء كان لبنانيًّا أو فلسطينيًّا أو من جنسية أخرى، أو الاعتداء على منطقة لبنانية، سنردّ عليه ردًّا قاطعًا وسريعًا، وهذا يجب أن يكون مفهومًا».
وأشار السيد نصر الله إلى أنَّ «عملية «مجدو» شمال فلسطين المحتلة، «أربكت العدو بمختلف مستوياته. وقد علّق أكثر على صمت حزب الله. وصمتنا هو من ضمن المعركة الإعلامية النفسية مع العدو، فليست مسؤوليتنا الإجابة على ما يربك العدو، وأحيانًا يكون جوابنا بالتمنُّع عن التعليق على الحادثة».
وتابع: «تهديدات العدو بأنه إذا ثبت مسؤولية الحزب عن «عملية مجدو» سيفعلون كذا وكذا وأنا أقول له «روح بلّط البحر».
ولفت إلى أنَّ الإسرائيلي اليوم «مأزوم ولم يمرّ في تاريخ هذا الكيان الغاصب المؤقت وهن، وضعف، ومأزق، وأزمة، وارتباك، وصراع داخلي، ويأس، وعدم ثقة، كما يحدث الآن»، وأكَّد أن قيادة العدو حينما يتولاها «حمقى بهذا المستوى ندرك أن النهاية اقتربت. وما يهدّدنا العدو به يمكن أن يكون سبب زواله».
وشدَّد نصرالله على أنَّ «المقاومة في لبنان عند عهدها وقرارها، بأن أي اعتداء على أي إنسان متواجد على الأراضي اللبنانية، سواء كان لبنانيًّا أو فلسطينيًّا أو من جنسية أخرى، أو الاعتداء على منطقة لبنانية، سنردّ عليه ردًّا قاطعًا وسريعًا، وهذا يجب أن يكون مفهومًا».
ويستبعد خبراء عسكريون ارتكاب العدو أي حماقة بالعدوان على لبنان لا سيما بعد تهديدات السيد نصرالله، وشدّدوا لـ»البناء» على أن «المعادلات السياسية والعسكرية في لبنان والمنطقة وحتى على الساحة الدولية تغيرت لصالح محور المقاومة، لا سيما بعد التعثر الأميركي في حرب روسيا وأوكرانيا، موضحين أن الإسرائيلي يعيش بقلق وإرباك كبير ويقرأ تغير موازين القوى في البيئة الاستراتيجية المحيطة به من الداخل الفلسطيني الى سورية ولبنان الى المصالحة الإيرانية السعودية الى الانفتاح العربي على سورية وانفتاح السعودية على الصين والأخيرة مع روسيا، ويشاهد أيضاً التعثر الأميركي في أوكرانيا والانكفاء عن المنطقة، ما جعله يفكر بشن حرب على لبنان أو على غزة لجر أميركا اليها لمحاولة تغيير المعادلة وانتزاع ضمانات أمنية تطيل بعمر كيانه وتفك مأزقه الداخلي، لكن بعد تهديدات السيد نصرالله سيفكر ألف مرة قبل خوض هذه المغامرة التي قد تكون نهايته».
وتطرق السيد نصرالله الى الملفات الداخلية، ولفت الى أن «المساعي في ملف رئاسة الجمهورية مستمرة، ونأمل أن ينعكس الهدوء الإقليمي والاتفاق الإيراني السعودي إيجابًا على الجهود الرامية لإنجاز هذا الاستحقاق، ولكن هذا الأمر يعتمد بالمقام الأول على الداخل، أما الخارج فهو فقط يخلق مناخًا لذلك».
وأشار إلى أنّ منطقة الخليج اليوم «كلها تتجه شرقًا، وها هي السعودية قد دعت الرئيس الصيني للرياض، وأقامت ثلاث قمم لأجله، وتتحدث الأرقام عن استثمارات بمئات ملايين الدولارات». وتساءل عن سبب الخوف والتباطؤ الحاصل في لبنان بخصوص التوجه شرقًا. «هذا الموضوع ليس فقط عند رئيس الحكومة، بل عنده وعند القوى السياسية».
ولفت إلى أنّ «مصير البلد متروك، وكلما تطرق أحد لذلك، خرجوا عليه بمعزوفة قانون النقد والتسليف، ملقين بالمسؤولية على الحاكم، علمًا أن قضيةً بهذا الحجم ليست مسؤولية شخص واحد، إنما هي «مسؤولية كل القوى السياسية في البلد»، معتبرًا أنَّه ما من خلاف حول «أن أحد أسباب تقوية الاقتصاد هو جلب الاستثمارات، وها هو الصينيّ جاهز ومستعدّ للبدء بمشاريع، دون أن يدفع اللبناني أي فلسٍ، ودون خوف من الأميركي»، وبلا أي صعوبات اقتصادية، «وهذا بالتأكيد سيحسّن الوضع الاقتصادي».
وأوضح أنَّ «إنقاذ الوضع والليرة بحاجة لخطة شاملة حقيقية متعددة الأبعاد، ولطالما دعونا في البلد إلى وضع الخلاف السياسي جانبًا وإقامة طاولة حوار اقتصادية، بغية معالجة قضية سلاح المقاومة. كلهم جاهزون لطاولة السلاح هذه. أما طاولة حوار لإنقاذ الوضع المعيشي والاقتصادي، فهذا كلام لا أحد يقف عنده أصلًا».
وكان محيط السراي الحكومي ومجلس النواب شهد تظاهرة احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية تحوّلت الى مشاجرة بين العسكريين المتقاعدين الذين حضروا بقوة في رياض الصلح، وبين ممثلي المجتمع المدني الذين سبق ودعوا الى الاعتصام في المكان نفسه، وقام العسكريون المتقاعدون على طرح النائب نجاة صليبا والناشط واصف الحركة، وحاولوا الدخول الى السراي الحكومي فاصطدموا مع عناصر مكافحة الشغب والحرس الحكومي ما أدى الى سقوط عدد من الجرحى في صفوف المتظاهرين واعتقال عدد آخر منهم، وبعد هرج ومرج دخل وفد من العسكريين المتقاعدين ضم النائب السابق شامل روكز والعميد جورج نادر الى السراي واجتمعا مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتمّ عرض مطالبهم. ووعد ميقاتي الوفد، بإدراج مطالبهم على الجلسة الأولى التي يعقدها مجلس الوزراء الأسبوع المقبل.
وإذ شكلت تظاهرة الأمس «بروفا» لتحركات مقبلة في ظل تهديد العسكريين المتقاعدين بالعودة الاثنين المقبل بتظاهرة أكبر حتى تحقيق مطالبهم، كشفت من جهة أخرى وفق مراقبين عجز قوى التغيير عن حشد المتظاهرين رغم توجيه دعوات مسبقة للمواطنين للنزول الى الشارع إذ بدا واضحاً عدم حماسة واستجابة الناس لهذه الدعوات، كما عكست تراجع الدعم الأميركي – الغربي لمجموعات المجتمع المدني «أن جي أوز» وبالتالي تراجع وفشل المشروع الأميركي الذي انطلق في 17 تشرين 2017 بخلق الفوضى الشعبية والأمنية وأخذ البلد الى الانهيار الاقتصادي لفرض شروط سياسية، وبالتالي عجز الأميركيين عن تحريك الشارع لتوظيفه سياسياً في الملفات الداخلية وفي الصراع الدائر في المنطقة خدمة للمصالح الاسرائيلية، وفق الخطة التي تحدثت عنها نائبة وزير الخارجية الأميركية بابرا ليف منذ أشهر قليلة.
وبالتزامن، كانت اللجان المشتركة تجتمع في مجلس النواب برئاسة نائب رئيس المجلس الياس بو صعب، لمساءلة الحكومة حول الوضع المالي.
وكشف بوصعب بعد الجلسة، أنه «في الشهرين الماضيين، تبين أن هناك عدداً كبيراً من النافذين في لبنان يرسلون أموالهم إلى الخارج، منهم سياسيون ورجال أعمال، وهناك البعض منهم ضباط وقضاة، وهذه المعطيات مؤكدة»، مشيراً إلى أنه «لحد الآن، لا أحد يعلم من المسؤول عن التلاعب بسعر الصرف، ولا يوجد جواب حتى من مصرف لبنان».
وأشار إلى أن «الوضع لم يعد يُطاق»، وسأل «لماذا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لا يأتي إلى مجلس النواب؟ كيف يذهب إلى السرايا والمحكمة، بحماية مين؟»، موضحاً أن «كان هناك إجماع خلال الجلسة على حضور سلامة، ولم نأخذ ما نريد من أجوبة على أسئلة كثيرة تتعلق بالنقد والاقتصاد». وسأل: «من لديه جواب عن سبب إقفال المصارف أبوابها بوجه المواطنين؟»، مشيراً إلى أن «ما تقوم به المصارف لا يمكن أن يمرّ بلا محاسبة». وأكد بو صعب، «اننا لن نقبل بشطب ودائع المودعين، وقد لمسنا من صندوق النقد تجاوباً ويمكن البناء عليه».
من جانبه، أعلن رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان أن «جلسة اليوم كانت مخيّبة للآمال ولم نحصل على أي جواب واضح من أي جهة وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة لم يحضر الجلسة وممثله لم يعطِ أي جواب شافٍ». وأضاف: «كذلك وزير المال يوسف خليل وممثل الحكومة وتبين أنّ الحكومة ليس لديها أي إلمام بما يحصل». وتابع «لم يعد بيدنا سوى التحرك قضائياً والحكومة «شاهد ما شاف شي ويمكن ما بدو يشوف شي».
وقال رئيس لجنة المال النائب ابراهيم كنعان: «لن تكون هناك فائدة من الاجتماع إلا عند الاستماع إلى ما لدى المعنيين من أجوبة، والقصة ليست في إقرار قوانين بل في احترامها وتنفيذها».
ووفق مصادر إعلامية فإن نواب «القوات» افتتحوا النقاش خلال الجلسة مع ممثلي الحكومة أي وزير المال يوسف الخليل ونائب رئيس الحكومة سعادة الشامي بشأن تفلّت سعر الصرف. أما نواب حزب الله فسألوا عن مصير خطة التعافي والقوانين الإصلاحية وقالوا «هل يحق للمصارف الإضراب؟ لماذا المصارف أقفلت أبوابها في ١٨ ت1 عام ٢٠١٩ أي بعد يوم من بدء الثورة؟ كيف تتم طباعة العملة اليوم ووفق أي سياسات؟ وما النتيجة التي تؤديها منصة صيرفة»؟.
والتقى كنعان وعدوان وفد صندوق النقد في مجلس النواب. كما لفت استقبال السفير السعودي لدى لبنان، وليد البخاري في اليرزة، وفد الصندوق الذي يزور لبنان حالياً برئاسة ارنستو ريغو راميريز. وجرى خلال اللقاء التباحث في مجمل المستجدات الحاصلة على الساحة اللبنانية والإقليمية وشروط التعافي التي يحتاجها لبنان ليخرج من الأزمة السياسية والاقتصادية التي يعيشها بالإضافة إلى القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وكشف مصدر شارك في اجتماعات الأيام الماضية مع وفد صندق النقد لـ»البناء» أن «الصندوق أبلغ الحكومة والمرجعيات التي التقاها تأخر لبنان كثيراً عن الإيفاء بالوعود التي قطعها لجهة إقرار التشريعات والقوانين الإصلاحية المطلوبة التي تظهر جدية وصدق السلطة اللبنانية الانتقال الى المرحلة الثانية بتطبيق خطة التعافي المالي ولجم الانهيار ثم تحقيق النهوض الاقتصادي»، وإذ لفت المصدر إلى أن وفد الصندوق عبّر عن تفهمه لتعثر إنجاز الإصلاحات بسبب تجميد العملية السياسية وعجز المجلس النيابي عن انتخاب رئيس للجمهورية لإعادة تشكيل السلطة ما أدى الى تعطيل المؤسسات الدستورية الأساسية رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء والمجلس النيابي، أبدى وفد الصندوق استعداده لمساعدة لبنان في تنفيذ برنامج العمل للنهوض الاقتصادي، وأكد المصدر بـ»أن لا نية لإعلان الصندوق وقف المفاوضات مع لبنان، لكنه حذر من مخاطر التأخير بإقرار الإصلاحات وتجميد المفاوضات مع صندوق النقد، وحث الوفد الأطراف كافة على انتخاب رئيس الجمهورية بشكل فوري».
ويبدو أن الجلسة التشريعية التي يعد لها رئيس مجلس النواب نبيه بري متعثرة أيضاً بسبب موقف كتلتي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر برفض التشريع بظل الفراغ الرئاسي، وأفيد أمس عن إلغاء اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب الذي كان مقرّراً الاثنين المقبل ولا موعد لجلسة تشريعية بعد. واتهم رئيس القوات سمير جعجع الداعين الى جلسة تشريعية بإجهاض الانتخابات البلدية والتمديد للمجالس الحالية.
واستقبل الرئيس بري في عين التينة رئيس مجلس العلاقات الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية كمال خرازي والوفد المرافق. وكان خرازي أشار في لقاء مع الإعلاميين في بيروت الى أن «إيران باتت تقنياً قادرة على تصنيع قنبلة نووية ومن وصل الى تخصيب يورانيوم بنسبة 60 يستطيع أن يصل الى 90 بالمئة، لكن فتوى المرشد أخلاقياً تقول إننا لن ننتجها ولسنا بحاجة لذلك».
كما شدد خرازي خلال لقائه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، على «أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان بالتوافق بين اللبنانيين، من دون أي تدخلات خارجية».
COMMENTS