كشفت مصادر ديبلوماسية “بريكساوية” عن أن تحالف الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا [و”إسرائيل”] قد بدأ بالفعل، بإضرام نيران “حرب الإرهاب” في دول “المنطقة”. وقالت إن “اعتماد هذا التحالف على القوات النظامية وأدوات الحرب التقليدية Conventionnel [و”الإسرائيلية]، في غزة/ فلسطين ولبنان، واليمن، وقبل ذلك في العراق وسوريا، وفي إيران أيضاً، لم يستطع أن يفرض الردع الإستراتيجي على محور المقاومة. ما حدا بحكومتي “التحالف الراسخ” بين واشنطن ولندن لكي تعودا إلى تهديد المحور وقتاله بأدوات “حرب الأرهاب”.
وأكدت المصادر أن رأس الرمح في الحرب الإمبريالية الجديدة يتألف من مكونين تخريبيين: الأول، هو الميليشيات الكردية الإنفصالية التي “تقوم بدور كبير في زعزعة أمن العراق وسوريا وإيران وكذلك تركيا. وهذه الميليشيات التي تسلحها واشنطن وتدربها، تعمل على الطلب الأميركي [“الإسرائيلي”]، لتقسيم المجتمع وإضعاف الدولة في مناطق نفوذها وسيطرتها. أما الثاني، فهو الإسلاميين التكفيريين، لا سيما تنظيم “داعش”. وقد نبهت هذه المصادر من اشتداد خطر جماعات الإرهاب وتحركاتها في الدول العربية المذكورة، إضافة إلى إيران وكذلك أفغانستان وباكستان.
ولا يستثني تهديد الإسلام التكفيري فلسطين المحتلة رغم استمرار حرب الإبادة التي تشنها “إسرائيل” على المواطنين في قطاع غزة منذ أكثر من 4 شهور. فالوسائل الإعلامية التي ترعاها الإستخبارات البريطانية وإمارة قطر، روجت “أكاذيب إسرائيلية” عن “مشاركة تنظيم داعش”، وتحديداً ما يسمى “جيش الإسلام” و”لواء التوحيد”، في عمليات طوفان الأقصى. بل قالت إن “داعش” ينتظر سقوط حماس في فلسطين لكي يصير بديلاً لها. وتدعم الأجهزة “الإسرائيلية” تهديد الإرهاب التكفيري للفلسطينيين. وهي “خبيرة” في تحريك “الإخوانيين” في الكيان الصهيوني، مثل رائد صلاح وغيرهم. الذين سخرتهم لزرع الفتنة الطائفية بين فلسطينيي الـ1948، وتجنيد بعض الشباب منهم للقتال ضد حكومة الجمهورية العربية السورية.
وأشارت المصادر الديبلوماسية البريكساوية إلى لائحة التنظيمات الإنفصالية الكردية التي تدعمها واشنطن ولندن [و”إسرائيل”] بالتدريب والتسليح وبالأموال. وقالت إن الإعلام الغربي يصور الميليشيات الكردية الإنفصالية في سوريا والعراق وإيران وكذلك في تركيا، كـ”مجموعات مناضلة من أجل الحرية” ويتغاضى عن جرائمها بحق المواطنين. وتضم هذه اللائحة ميليشيا “قسد” في سوريا، والبرزانيون من “الحزب الديموقراطي الكردستاني” في العراق وإيران، وتنظيم “بيجاك” الإرهابي في إيران.
وفي هذه اللائحة، يأتي تنظيم “داعش” في مقدمة تنظيمات الإرهاب التكفيري، حيث تنتشر عصاباته في سوريا والعراق وإيران وتركيا وصولاً إلى أفغانستان وباكستان. فيما لا تتصف الجماعات التكفيرية الأخرى بهذا الطابع الإقليمي. مثل ـ”جبهة النصرة” و”الإسلامي التركستاني” في سوريا، وهما تابعان لتنظيم “القاعدة”. ويبرز “جيش العدل” كفاعل قوي في جرائم الإرهاب في إيران وباكستان، مؤخراً، بعد تراجع إمكانيات إرهابيو “جند الله” لشدة الضربات التي وجهتها السلطات الإيرانية له.
أما لماذا تلقى هذه التنظيمات التكفيرية عناية الإستخبارات الأميركية والبريطانية [وكذلك، “إسرائيل”] في هذه الفترةـ تحديداً، فمن أجل التعويض، ترد المصادر. فـ”استراتيجية الأميركان والإنكليز [و”الإسرائيليين] لإعادة احتواء الجيوبوليتيك العربي والإسلامي وتوازناته في إطار مشروع الشرق أوسطية المتعدد النسخ، أصبحت عرضة للشكوك أو غير قابلة للتصديق. فقد تبددت اندفاعة مشروع “صفقة القرن” وتشتت زخمه، لا سيما بعد طوفان الأقصى يوم 7 تشرين الأول 2023″. وبعد نجاح قوى محور المقاومة في إثبات وحدته وتأكيد جديته، أصبحت “حرب الإرهاب” بديلاً أو تعويضاً أميركياً ـ بريطانياً [و”إسرائيلياً”] عن ضعف نتائج الحرب النظامية.
وختمت المصادر المذكورة بالحديث عن فزع ينتاب الأوساط الإستخبارية الغربية، خصوصاً الإستخبارات البريطانية المحبطة من تراصف منظمات “الإسلاميين الثوريين” الشيعة والسنة، في مقاومة “إسرائيل” وفي تحدي الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين. وهذا التراصف هو أحد ديناميات الجيوبوليتيك العربي والإسلامي وتحوله المتسارع إلى اشكال العلاقات التحالفية الفعالة.
وعلى كل حال فإن إصرار أميركا على نشر الفوضى العسكرية والأمنية والإقتصادية والسياسية يشرح لنا لماذا وكيف أصبحت أميركا مكروهة في هذا الجزء من العالم، بحسب ما رأى كاتب في صحيفة الجزيرة السعودية.
مركز الحقول للدراسات والنشر
الخميس، 29 رجب، 1445 الموافق 08 شباط، 2024
COMMENTS