خاص / الحقول : شدد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي على أن “التفاوض مع الولايات المتحدة لا تأثير له في حل مشكلات بلدنا”، في رد صريح على الليبراليين اليمينيين الذين نجحوا في الإنتخابات الرئاسية في مطلع شهر تموز الماضي. وخلال استقباله في طهران، حشداً من قادة القوة الجوية التابعة للجيش، شكك في تصريحات حكام واشنطن عن قدرتهم على تغيير العالم، ومن ضمنه الشرق الأوسط، وقال : “الأميركيون يعملون على تغيير خريطة العالم على الورق فقط. وهذا لا يمت للواقع بصلة”.
ونبه السيد الخامنئي من أن المفاوضات مع الحكومة الاميركية الحالية “ليست أمراً حكيماً”. وأعاد موقفه إلى ظروف ونتائج تجربة “العقد المنصرم، حينما جلسنا إلى طاولة المفاوضات مع أميركا، وأُبرم اتفاق بيننا. لكن من يتولّى زمام الأمور اليوم، مزّق ذاك الاتفاق. وقبله أيضاً، لم يلتزم به أولئك الذين أُبرم معهم. كان الاتفاق يهدف إلى رفع الحظر، لكنه لم يُرفع!”. ويميل أقطاب التيار الليبرالي اليميني الحاكم في إيران، وخصوصاً رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان ومساعده جواد ظريف، إلى تكرار تلك التجربة.
ودعا السيد علي الخامنئي إلى الإتعاظ من “تجربتنا معهم” في تلك الظروف. وطلب من الجهات المعنية “استخلاص العبر والدورس” مذكراً إياهم بـ”أننا قدمنا تنازلات وخضنا المفاوضات لكننا لم نتوصل إلى النتائج المرجوة، لقد نقض الطرف الآخر هذه المعاهدة ومزقها”. وتوقف السيد الخامنئي عند بعض التهديدات، فأعلن أنه “إذا هددنا الأميركيون سنهددهم واذا نفذوا تهديداتهم سننفذ تهديداتنا”، وقال بلغة جازمة : إذا اعتدى الأميركيون على أمن الشعب الإيراني، “سنعتدي على أمنهم دون أي تردد”.
وإذ قال أن “لا أحد ينكر وجود المشاكل الداخلية” في البلاد، وأن “معظم شرائح الشعب تعاني من مصاعب ومشكلات في المعيشة”، حذر السيد خامنئي من الرهان على القوى الخارجية لحلها. وأضاف: “ما يحل هذه المشاكل هو العامل الداخلي، الذي يتمثل في عزم المسؤولين الملتزمين وتكاتف الشعب المتحد”. وهاتان الدينامياتان الداخليتان اللتان تتكونان من “الشعب الواعي والمسؤولين الذين لا يعرفون الكلل، هما اللتان ستحلان مشاكلنا”. ثم ختم مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالتأكيد على أن “هناك جهوداً تبذل، وأنا متفائل جداً بأن هذه الحكومة الموقرة ستتمكن على الأقل من تخفيف المشاكل المعيشية للشعب”.
وهذه هي المرة الأولى التي يعطي فيها السيد الخامنئي، رأياً نقدياً واضحاً في تحركات القيادات الليبرالية في النظام الإيراني التي تبني آمالا كبيرة على المفاوضات مع الولايات المتحدة والدول الغربية. ومن المتوقع أن يترك تصريح السيد علي الخامنئي، اليوم، الجمعة، أمام قادة القوة الجوية، تأثيراً بالغاً على السياسة الخارجية للبلاد.
مركز الحقول للدراسات والنشر
الجمعة، 09 شعبان، 1446 الموافق 07 شباط، 2025
COMMENTS