المؤامرات ليست اليوم فقط : البعد التاريخي  لاطماعهم في  سيناء ؟

المؤامرات ليست اليوم فقط : البعد التاريخي  لاطماعهم في  سيناء ؟

علينا أن ننتبه جيدا وسط هذا (الطوفان) الامريكي الجديد

تكريم فاطمة المرنيسي في المجلس العربي للعلوم الاجتماعية بالمحاضرة السنوية الثانية
The Britain’s shameful role in the arms trade (ِAfter “the Arab spring”)
ديسكين يتحدث عن “خطر وحودي” يهدد “إسرائيل”؟

كتب الدكتور رفعت سيد احمد/ القاهرة : فى الوقت الذى  إنشغل فيه الناس  بما قيل من تصريحات حمقاء عن تهجير أهل غزة الي سيناء .. فإن العالم- وليس مصر والفلسطنيون فقط – رفضوا فيه هذة التصريحات بل وسخروا منها ! ورأي فيها أغلب المحللين الاستراتجين  محاولة خائبة للبحث عن  قضية يتحدث فيها  الناس عما يجري من تفكيك  لامريكا من الداخل علي أيدي (الحكام الجدد بزعامة إلون ماسك) وهنا جوهر المسألة !            * ولانه رب ضارة نافعة فأن إثارة مسألة (تهجير الفلسطيين ) و(الاطماع  في سيناء ) ليست إبنة اليوم …بل هي تاريخ ووثائق وأطماع قديمة ..ومن المفيد أن نكشف الغطاء عنها ونفضحها…وأنه لولا يقظة الجيش المصري تاريخيا ومعرفته جيدا معني وحدود الامن القومي المصري وموقعية (سيناء ) في هذا الامن ..لما صرنا ما نحن عليه اليوم !  ولنعد الي التاريخ لنكشف الاطماع والتي أجهضها الجيش المصري العظيم والتفاف الشعب حوله !

************

*فماذا يقول التاريخ ؟ قبل العام 1948 (عام النكبة الفلسطينية الاولي !) وفي بدايات القرن أرسل مؤسس (الفكرة الصهيونية ) تيودور هرتزل الي  رجل الدولة البريطاني المتعصب أنذاك (تشمبرلين) يطلب فيها سيناء وأن تساعده بريطانيا التي كانت تحتل مصر يومها في ذلك وكانت رسالته الوثائقية طويلة ومهمة وننتقي منها مايلي  : [ الرجاء أن تجد طيه ملخصًا عامًا لمخطط تسكين اليهود المشردين في شبه جزيرة سيناء وفي فلسطين المصرية .

ولمنع أي سوء تفاهم قد يحصل الآن أو في المستقبل دعني أذكر أنني أعددت هذا المخطط لك لأنك أبديت معارضة بخصوص فلسطين إنك أعظم قوة مؤثرة على شعبنا منذ تشرده وإني لأشعر أنه من واجبي أن أقدم لك نصائحي المتواضعة شرط أن تكون عندك النية لعمل أمر مهم لتعسائنا. ويجب ألا أكون فقط شديد التمسك بالمثل وأرفض المساعدة السريعة لأفقر فقرائنا مهما كان شكل هذه المساعدة بل يجب أن أكون أكثر من ذلك يجب أن أعطي نصحي حسب ما أراه أفضل عندي إلى جانب الناحية الإنسانية غاية سياسية أيضًا. إن توطين اليهود شرق البحر الأبيض المتوسط سيقوي إمكان الحصول على فلسطين. سيكون يهود الشركة الشرقية في المستعمرة الإنجليزية صهيونيين مخلصين تمامًا كيهود هيرش المستعمرين في الأرجنتين.

لا أدرى إذا كنت سأستطيع أن أساعد في تحقيق المشروع أي إذا كنت سأجعل منظمتنا الصهيونية تعمل له لأن هذا يعتمد على قرار حزبي. سأدعو أعضاء اللجنة من جميع البلدان إلى اجتماع سري وأبحث معهم الموضوع.

وإلى جانب هذا فإن عندي مخططًا ثانيًا لك يمكن تحقيقه في الوقت نفسه ولكن على حدة. وهذا المخطط سري تمامًا يتعلق بالعراق.

لقد أخبرتك أن السلطان عرض عليَّ الاستيطان في العراق (وذلك في شباط/فبراير (1902) من هذه السنة لما ذهبت إلى القسطنطينية بناءً على دعوته) وقد رفضت العرض لأنه لم يشمل فلسطين. أستطيع أن أعود إليه غدًا ما دامت علاقاتنا ممتازة. وبدل هذا علينا أن نقدم له بعض المساعدات المالية (انظروا خطورة هذا الاعتراف السرى لهرتزل ومدى أهميته التاريخية!!).

يقوم بالمطالبة بهذا رجل أستطيع أن أسميه لك شفهيًا. ولكن السلطان يفضل أن يعهد بهذا المشروع لي لأنه يعرف أني شخصيًا لست أجرى وراء المنفعة المالية وهو بالطبع يريد شروطًا أفضل ولكن حتى ولو أُعْطي شروطًا أفضل يمكن وضع ما يقرب من مائتي مليون جنيه على الحساب. هذا الربح يذهب للشركة اليهودية لأنها تستطيع بذلك أن تبدأ حياتها بربح من مليوني جنيه وفي رأيي أن هذا يسهل تحقيق المخطط.

لا أدرى إذا كانت عندك معلومات كافية عني ولكني أود أن أؤكد هنا أنه ليست لي في هذا المخطط أية غاية مادية لست أعمل لعمالة مالية إنما كل ما أريده هو أن يكون للصندوق القومي اليهودي حساب محترم فيما إذا سار هذا المشروع المالي أنا لا أضع هذا شرطًا لا بد منه.

إني أفضل المخطط الأول (يقصد التوطين فى سيناء أو فلسطين المصرية على حد قوله !!) لأن ضمانات مشروع العراق السياسية للمستقبل قليلة. أما إذا لم نتمكن من إقامة المستعمرة اليهودية في المملكات البريطانية بسبب رفض الحكومة الإنجليزية أو إذا لم يرغب في هذا المخطط رجال المال فعندها فقط أقدم لك المشروع الثاني (يقصد العراق)). .

******

هذه هى الوثيقة ، وهى بما احتوته من معلومات وأسرار ومخططات قديمة للحركة الصهيونية بقيادة هرتزل ، لا تحتاج إلى أية تعليقات ، إننا نوردها نصاً علها توقظ لدى الحالمين الجدد من رؤساء دول كبري يعملون في خدمة المتعصبين اليهود في دولتهم والعالم  …أن الاطماع قديمة  في سيناء ، وليست اليوم فقط …ولولا يقظة الجيش والشعب تاريخيا من قبل ثورة يوليو 1952 وحتي اليوم (2025) لتحققت المطامع ..وعلينا أن ننتبه جيدا وسط هذا (الطوفان) الامريكي الجديد بكاوبيسه وحماقاته  ناحية الشرق الاوسط وفي قلبه سيناء ! حفظ الله مصر

الدكتور رفعت سيد أحمد، مفكر وباحث وكاتب عربي من مصر، مختص وله مؤلفات في شؤون حركات التكفير والإرهاب

الخميس‏، 29‏ شعبان‏، 1446 الموافق ‏27‏ شباط‏، 2025

Please follow and like us:

COMMENTS