إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 26 شباط، 2018

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 13 كانون الأول، 2016
إلى ممثل مفوضية شؤون اللاجئين: أنت شخصيّة غير مرغوب فيها في لبنان
القاضية عون ادعت على نقيب الأطباء ورئيسة لجنة التحقيقات في النقابة

تعطي زيارات الديبلوماسيين الأميركيين والسعوديين مفعولاً سريعاً في الساحة السياسية. ويمكن ملاحظة ذلك من اتجاهين : الأول، تحريك التوتير المذهبي السني ـ الشيعي مجدداً. الذي بدأ على ما يبدو من التحركات المشبوهة التي قام بها عدد من رجال الدين التكفيريين المنضوين في إطار ما يسمى "هيئة علماء المسلمين". إذ نظم هؤلاء تظاهرة سياسية ـ إعلامية في محلة كورنيش المزرعة في بيروت، يوم أمس، تحت عنوان التضامن مع الإرهابيين المحاصرين في غوطة دمشق، وبينهم جنود من استخبارات غربية وعربية، الذين قتلوا آلاف المدنيين السوريين خلال المرحلة الماضية. وترافق مع تظاهرة التكفيريين تحرك "تضامني" مماثل، في وسط بيروت، أشرفت على تنظيمه جمعيات وأشخاص تحركهم سفارات غربية. الثاني، دعم تشكيل أحزاب وتكوين أحلاف انتخابية في غير دائرة في أنحاء لبنان، لا سيما الجنوب وبعلبك ـ الهرمل. وهذه الأحزاب والأحلاف، تمول من الأميركيين والأوروبيين والخليجيين، ومن تركيا أيضاً. وهي تؤدي مهمة سياسية كبرى، تبدأ من امتلاك كتلة نيابية في البرلمان الجديد، يمكن أن تمس التوازنات السياسية الإستراتيجية في لبنان خلال المرحلة المقبلة، تبعاً لإرادة واشنطن ـ تل أبيب، وما نرى أنه محور "صفقة القرن".

الجمهورية
إستكمال درس الموازنة اليوم وتحالفات إنتخابية تواجه عقبات

على وقعِ ارتفاع وتيرة الحراك الانتخابي قبل إقفال باب الترشيح للانتخابات النيابية في 6 آذار المقبل، تزدحم أجندة هذا الأسبوع بجملة من المحطات والاستحقاقات والملفّات، أبرزُها سياسياً، زيارة الموفد السعودي نزار العلولا للبنان اليوم، والتي ستؤشّر إلى دخول العلاقات اللبنانية ـ السعودية في مرحلة جديدة بعد الشوائب التي اعترَتها قبل أشهر. واقتصادياً، معاودةُ اللجنة الوزارية اجتماعاتها اليوم أيضاً لاستكمال درسِ ما تبَقّى من بنود في مشروع موازنة 2018، وفي استمرار التحضيرات لمؤتمرات روما وباريس وبروكسل.
بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ومساعدِه ديفيد ساترفيلد، يزور موفد سعودي هو نزار العلولا لبنانَ اليوم ترجمةً للتعاطي السعودي الجديد معه، بما يعزّز العلاقات اللبنانية ـ السعودية، بعدما كانت قد شهدَته من تطوّرات في المرحلة الأخيرة ، سواء بين بيروت والرياض أو بين المملكة وأطراف لبنانيين.
وتوقّفت مصادر متابعة عند توقيتِ هذه الزيارة التي تأتي في خضَمّ التحضيرات للمؤتمرات الدولية لدعمِ لبنان والمترافقة مع الدعوات اللبنانية والدولية إلى التمسّك بسياسة «النأي بالنفس» وإبعاد لبنان عن النزاعات الدائرة بين المحاور الإقليمية والدولية. كذلك تأتي في ظلّ كلامِ البعض عن اهتمام السعودية بترتيب البيت الداخلي لحلفائها، في ضوء انطلاق الاستعدادات لاستحقاق الانتخابات النيابية.
وفي معلومات لـ«الجمهورية» أنّ زيارة العلولا لبيروت والتي ستدوم بضعة ايام، تعكس مدى اهتمام المملكة العربية السعودية بلبنان لِما تربطها به من علاقات أخوية تاريخية، كذلك تعكس أهمّية لبنان واستقراره بالنسبة إلى المملكة، وتؤكّد أنّه كان وما يزال أولويةً لديها، خلافاً لكلّ ما يقال في هذا المجال.
وتضيف هذه المعلومات نقلاً عن مطّلعين على مناخ الزيارة «أنّ زيارة الموفد السعودي تؤكّد أنّ المملكة ما تخلّت يوماً عن لبنان ولن تتخلّى عنه، وهي حريصة دوماً على عدمِ التدخّلِ في شؤونه الداخلية، وهو مبدأ تسير عليه في سياستها الخارجية إزاء كلّ الدول على المستويَين العربي والدولي، ولذلك فإنّها تدعم دوماً كلَّ ما يتّفق عليه اللبنانيون.
وأشارت المعلومات إلى أنّ العلولا سينقل إلى المسؤولين الكبار تحيّات القيادة السعودية ودعمَها الدائم والثابت لاستقرار لبنان على مختلف الصُعد.
برنامج الزيارة
وسيصل الموفد السعودي بعد ظهر اليوم فيزور عند الثالثة عصراً رئيسَ الجمهورية العماد ميشال عون، ويلتقي لاحقاً رئيسَ مجلس النواب نبيه بري ورئيسَ الحكومة سعد الحريري، ثمّ يَجول على عدد من القيادات السياسية والحزبية والروحية، يُرافقه السفير السعودي في بيروت وليد اليعقوب وفريق عملٍ مِن السفارة السعودية.
وعُلم أن العلولا سيلتقي أيضاً كلّاً من الرؤساء نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، وكذلك رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي سيقيم له عشاءً على شرفه في معراب مساء غد.
«المستقبل»
وفيما يدرج البعض زيارة العلولا في إطار استكشافه مدى إمكانية رأبِ الصدعِ بين قوى كانت تُشكّل في السابق فريق 14 آذار، أدرجَتها مصادر في كتلة «المستقبل» «في إطار زيارةِ موفدٍ رسمي لدولة عربية إلى دولة عربية أُخرى للِقاء المسؤولين فيها الذين تَحكمهم علاقات طبيعية مع المملكة العربية السعودية، وزيارته ليست للتدخّل في الشأن اللبناني أو للحديث عن الانتخابات النيابية، فسياسة المملكة المعتمدة هي عدم التدخّل في الشأن اللبناني الداخلي».
وهل يَحمل الموفد السعودي دعوةً رسمية للحريري لزيارة المملكة؟ أجابت المصادر: «لا نستطيع معرفة ما إذا كان سينقل دعوة أم لا، وإنْ فعلَ، فهو يكون قد نقلَ دعوةً إلى رئيس حكومة لبنان، وليس لأنّ الرئيس سعد الحريري في حاجة إلى دعوة لزيارة السعودية».
ومِن جهة ثانية، أكّدت المصادر نفسُها «أنّ المؤتمرات الدولية المخصّصة لدعمِ لبنان «ليست مؤتمرات لتيار «المستقبل»، بل هي لدعم الدولة اللبنانية التي تعتمد على علاقاتها المميّزة مع الدول الصديقة ومع الدول العربية خصوصاً».
وكان الحريري قد تلقّى أمس اتّصالاً من وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون جرى خلاله عرضُ العلاقات الثنائية وتطوّرات المنطقة. كذلك جرى البحث في التحضيرات الجارية لمؤتمر «روما 2» لدعمِ الجيش والقوى الأمنية ومؤتمر «سيدر» في باريس لدعمِ الاستثمار في لبنان. وشكرَ الحريري لجونسون المساعدات التي تُقدّمها بريطانيا للبنان في مجالَي الأمن والاقتصاد ومساعداتها الإنسانية لمواجهة أعباء النزوح السوري.
إنتخابات
وعلى صعيد الاستحقاق النيابي المقرّر في 6 أيار المقبل، تستمرّ المشاورات الانتخابية لصوغ التحالفات بعيداً من الأضواء. وفي الوقت الذي حسَم الثنائي الشيعي تحالفَه وترشيحاته، تتواصل الاتّصالات على خطوط الرابية – معراب – بيت الوسط، وكذلك على خط معراب – الصيفي، ولكنّها لم تتوصّل إلى اتّفاق نهائي حتى الساعة.
وخلافاً لِما يردّده البعض، أفادت معلومات «الجمهوريّة» أنّ التواصل والحوار الانتخابي بين «القوات» والكتائب لم ينقطع، وقد فتِحت قنوات جديدة في إطاره، لكنّ الأمور ليست سهلة، بل هناك مجموعة عقَدٍ أبرزُها المقعد الماروني في البترون، حيث تقترح «القوات» أن يخوض النائب الكتائبي سامر سعادة المعركة إلى جانب مرشّح «القوات»، فيما يصرّ حزب الكتائب على انسحاب المرشّح «القواتي» لمصلحة سعادة. ويرى البعض أنّ حلَّ عقدةِ البترون يَفتح الطريق أمام تحالفٍ بين «القوات» والكتائب، خصوصاً أن لا عُقد كبيرة في بقيّة الأقضية المسيحيّة.
ومِن جهةٍ ثانية، تردّدت مساء أمس معلومات مفادُها أنّ اتّفاقاً شِبه نهائي حصَل بين «التيار الوطني الحرّ» وتيار «المستقبل» في دوائر عدّة أبرزُها عكّار، من دون أنّ يشمل الاتّفاق حزبَ «القوات»، كذلك الأمر بالنسبة إلى دائرة طرابلس – المنية – الضنية، فيما سيَحصل افتراق انتخابي بين «المستقبل» والعونيين في دائرة جزين – صيدا، بينما يقايض «التيار الوطني الحرّ» و«القوات»، تيار «المستقبل»، على بيروت، بحيث يأخذون مرشّحاً مسيحياً في بيروت الثانية مقابل مقعدٍ أرمني لـ«المستقبل» في بيروت الأولى.
وأكّدت مصادر مطّلعة لـ«الجمهورية» أنّ «الحوار المستمرّ لا يعني اتّفاقاً نهائياً بين العونيّين و«المستقبل»، أو بينهما وبين «القوات»، لأنّ النقاش يدور بين متخصّصين أيضاً، فالاتفاق على التحالف والخطوط العريضة لا يعني أبداً أن يُترجم بخوض القوى الثلاثة الانتخابات مجتمعةً على لائحة واحدة، لأنّ التحالف أيضاً يُحتّم في بعض الدوائر أن يكون كلّ فريق أو حزب على لائحة مختلفة، وهذا من ضِمن التكتيك الانتخابي».
أسبوع الموازنة وجلسة عادية
على صعيدٍ آخر، تجتمع اللجنة الوزراية المكلّفة درسَ مشروع قانون الموازنة العامة لسنة 2018 قبل ظهرِ اليوم في السراي الحكومي، وذلك في إطار اجتماعاتها المقررة للبتّ بهذا المشروع ورفعِه إلى مجلس الوزراء لإحالته إلى المجلس النيابي لإقراره قبل الانتخابات النيابية المقرّرة في 6 أيار.
وفي هذه الأثناء أُنجِزت الاستعدادات لجلسة مجلس الوزراء الأسبوعية الخميسَ المقبل في انتظار التفاهمِ على عَقدها في القصر الجمهوري أو في السراي الحكومي.
تويني لـ«الجمهورية»
وفي ملفّ العلاقات اللبنانية ـ العراقية، وبعد زيارة عون لبغداد، كشَف وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني العائد مساءَ أمس من العراق، أبرزَ المواضيع التي تابَعها مع المسؤولين العراقيين واستدعَت مكوثه في بغداد بَعد عودة رئيس الجمهورية والوفد المرافق.
وقال التويني لـ«الجمهورية» إنّ أبرز الملفات التي تناوَلتها المحادثات هي:
• دخول اللبنانيين إلى العراق، على أن يكون مبدأ المعاملة بالمِثل، حيث إنّ العراقيين يَدخلون إلى لبنان بتأشيرة يَحصلون عليها في المطار.
• دخول البضائع اللبنانية إلى العراق عبر طريق التنف، على أن يتمّ فتحُ معبر التنف لهذه الغاية.
• دخول الأدوية اللبنانية إلى العراق، حيث كان هذا الموضوع قد بُحِث مع وزير الصناعة حسين الحاج حسن، وتابعتُه بدوري.
• موضوع الديون اللبنانية والتي تمّ تقسيمُها إلى 3 أقسام، بينها 80 مليون دولار للمصارف اللبنانية مجمَّدة منذ 3 سنوات. وديون التجّار والأشخاص الاعتباريين الذين يتعاملون تجارياً وصناعياً مع العراق، وديون ما قبلَ العام 2003.
وأشار التويني إلى أنّه سيقدّم تقريراً إلى كلّ مِن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، على أن يتمّ طرحه في مجلس الوزراء لإنشاء لجان متابعة لكلّ هذه المواضيع (تفاصيل ص 12).
الأخبار
عودة السعودية إلى بيروت: استطلاع انتخابي قبل التدخل

يصل اليوم إلى بيروت وفد سعودي، لاستطلاع الاحوال الانتخابية، تمهيداً للتدخل في ترتيب شؤون الحلفاء، إثر التشتّت الذي أصابهم بعد الانتخابات الرئاسية، وإثر فشل المحاولة الانقلابية في تشرين الثاني الفائت
منذ الثاني والعشرين من تشرين الثاني الماضي، مع عودة الرئيس سعد الحريري من إقامته الجبرية في الرياض، خرجت السعودية من دائرة التأثير المباشر في الملف اللبناني. علاقتها بالحريري صارت ملتبسة، من دون أن تعيّن له «خليفة» في منصب الحليف الأول للرياض. يوماً بعد آخر، تتّسع المسافة التي يأخذها رئيس تيار المستقبل عن دائرة القرار في شبه الجزيرة العربية. لا ترضى بوضعه الاستقرار أولوية على ما عداه، ولا تقتنع بسعيه إلى الاستثمار في الهدوء الداخلي لمواجهة حزب الله عبر الرهان على ابتعاد حلفاء المقاومة عنها.
انتهج السعوديون خيار المواجهة في كافة دول الإقليم، ولا تستقيم سياستهم مع مواقف الحريري «المهادنة» لحزب الله، وآخرها ما بثّته أمس قناة «أم تي في»، لجهة قوله إن حكومته لا تريد «أخذ سلاح حزب الله. وفي رأيي، حزب الله مش غاوي يحمل سلاح. قام بمهمة ويتمنى أن تكون الدولة قوية ليسلّم السلاح عاجلاً أو آجلاً، وبالتوافق مع الجيش اللبناني».
على جبهة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لم تهضم السعودية انتخابه بعد، رغم محاولة الحريري تزيين مواقف عون والتيار الوطني الحر في عيون واشنطن والرياض. يُضاف إلى ما سبق علاقة متوترة مع رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، وتشتت حلفائها بعد فشل محاولتها الانقلابية يوم احتجزت رئيس الحكومة وأجبرته على الاستقالة، وأحدثت شرخاً في علاقتها به. على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، بدت السعودية مستقيلة من أي دور لها في لبنان.
اليوم، تعود الرياض إلى بيروت، عبر موفدها الجديد نزار العَلَوْلا، الذي يصطحب معه القائم بالأعمال السابق وليد البخاري، ليجولا على الرؤساء الثلاثة، وعدد من سياسيي ما كان يُعرف بفريق 14 آذار (كرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والوزير السابق أشرف ريفي)، إضافة إلى شخصيات سيلتقيها الوفد بعيداً عن الإعلام.
الجولة في الدرجة الاولى استطلاعية. لا يمكن الرياض تأجيل عودتها إلى بيروت إلى ما بعد الانتخابات النيابية، إذ سيكون من الصعب عليها وقتئذ التأثير في تحالفات ما بعد الاستحقاق في حال تفويتها فرصة ترتيب بعضها اليوم. الأميركيون والبريطانيون يثيرون في غالبية لقاءاتهم، خارج لبنان وداخله، مسألة الانتخابات، محذرين من «خطورة حصول حزب الله على الأكثرية»، وأضيف إليهم العدو الإسرائيلي الذي أبلغ موسكو قبل أيام «انزعاجه» من الأمر نفسه. الموفد السعودي يأتي في السياق نفسه، وإن في إطار استطلاعي للأوضاع الانتخابية، وما ستؤول إليه التفاهمات وأحوال من يتأثرون بالرياض، تمهيداً لإقرار آلية الدعم للقوى التي ستسعى الرياض إلى تمويلها بما يمكّنها من تعزيز حضورها الانتخابي.
وفيما يفترض أن يزور العلولا والوفد المرافق له رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم، لفتت مصادر سياسة إلى أن «لقاءه بالرئيس سعد الحريري سيكون خاصاً، لكن غير معروف حتى الآن ما إذا كان سيتحدث اليه بشأن التحالفات الانتخابية»، مؤكّدة أنه «سيوجه إليه دعوة لزيارة الرياض». وأكدت مصادر مستقبلية أمر الدعوة، مشيرة إلى أن «هذه الزيارة ستدفع رئيس الحكومة إلى حسم أمر التحالفات، خصوصاً أن الجميع مرتبك نتيجة عدم اتخاذ الحريري قراره النهائي». ويأمل مقرّبون من رئيس الحكومة أن يتمكّن من إقناع السعوديين بصوابية خياراته، وخاصة لجهة التحالف مع التيار الوطني الحر «الذي بات يُظهر تمايزاً عن حزب الله». وأكدت المصادر أن «مؤتمر باريس 4 الاقتصادي الذي سيخصّص لدعم الاستثمارات ويتوقع عقده في آذار 2018، سيكون على طاولة البحث مع الموفد السعودي»، لافتة إلى أن «فرنسا ضغطت في اتجاه ترميم العلاقة بين الحريري والرياض من أجل إنجاح هذا المؤتمر الذي لا يمكن عقده من دون حضور المملكة».
من جهة أخرى، علّق الرئيس برّي على زيارة الموفد السعودي بأنه «لا يعلم خلفية هذه الزيارة بعد»، مشيراً إلى أن العلولا «طلب موعداً من الرئاسة الثانية، التي أبلغته عدم وجود مواعيد يوم الإثنين»، فاستفسر عمّا إذا كانت هناك مشكلة بروتوكولية في لقاء رئيسي الجمهورية والحكومة قبل لقاء برّي، فكان الجواب أن لا مشكلة في ذلك، وحُدّد الموعد بعد ظهر الثلاثاء.
على صعيد آخر، وتعليقاً على اقتراح الرئيس عون، في حديثه مع قناة «السومرية» العراقية، اللجوء إلى التحكيم الدولي في ملف النزاع حول الحدود البحرية مع العدو الإسرائيلي، أكّد بري لـ«الأخبار» تحفّظه على هذا الطرح، مشيراً إلى أنه لا يتبنّاه «بالمطلق خوفاً من أي ضغوط دولية في هذا المجال». ولفتت مصادر متابعة للملف إلى أن اللجوء إلى التحكيم قد يكون متعذراً من الناحية الإجرائية، لأن إسرائيل لم توقّع اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
اللواء
أسبوع سعودي في لبنان: 4 ملفات في محادثات العلولا

رياشي في بيت الوسط للمرة الثانية خلال 48 ساعة.. وأبي خليل يتّهم «أمل» بعرقلة معامل الكهرباء.. وينتقد حزب الله
تركز الاهتمام السياسي على المحادثات التي سيجريها اليوم في بيروت موفد الديوان الملكي السعودي السفير نزار العلولا على رأس وفد قوامه القائم بالأعمال في لبنان سابقاً وليد البخاري وسفير المملكة في بيروت وليد اليعقوب، ناقلاً رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الرئيس ميشال عون الذي يلتقيه بعد ظهر اليوم، على أن يلتقي عند الخامسة بعد الظهر أيضاً في السراي الكبير الرئيس سعد الحريري على ان يزور عين التينة عند الثالثة الا ربعاً بعد ظهر غد ويلتقي الرئيس نبيه برّي.
واستبق البخاري القائم بالأعمال السعودي السابق في بيروت والذي رقي إلى رتبة وزير مفوض، ويتولى نائب وكيل الخارجية لشؤون الرئاسة والتشريفات، مهمة السفير العلولا بالتغريد عبر تويتر: «لبنان عُد أملاً».
وعلمت «اللواء» ان اللقاء مع الرئيس الحريري سيكون خاصاً، وسيتناول كافة «جوانب العلاقة بين الطرفين»، كما سيتضمن توجيه دعوة للرئيس الحريري لزيارة السعودية.
وكشفت مصادر مطلعة ان المحادثات اللبنانية السعودية ستركز على النقاط التالية:
1- اهتمام المملكة بتفعيل العلاقات السعودية – اللبنانية في المجالات على اختلافها.
2- كما تتناول المحادثات التوجه اللبناني لجهة «النأي بالنفس» عن الصراعات العربية – العربية، وما تحقق على هذا الصعيد، بعد عودة الرئيس الحريري عن استقالته، قبل أربعة اشهر».
3- وسيشدّد الوفد السعودي على أهمية الاستقرار، وتأثيره على تنفيذ المشاريع، انطلاقاً من استعداد المملكة لدعم المشاريع الإنمائية المطروحة في مؤتمر «سيدر» في باريس في نيسان، في حال توفّر ضمان الاستقرار، واعداد الدراسات اللازمة لهذه المشاريع..
وكان الرئيس الحريري أكد في حلقة خاصة مع الأطفال عبر قناة M.T.V انه سيزور السعودية، وان مؤتمرات ستأتي في السعودية وسأذهب إليها، مضيفاً: علاقتي بالعاهل السعودي الملك سلمان جيدة وهناك اتصالات دائمة معه ومع ولي العهد الأخ محمّد بن سلمان.
وفي السياق، نفسه، أكّد مصدر رئاسي لبناني ان الموفد السعودي العلولا المكلف بالملف اللبناني تولت السفارة السعودية في بيروت ترتيب مواعيد لقاءات له مع عدد من الوزراء والقيادات اللبنانية، والذي مدّد زيارته من الاثنين إلى الجمعة.
وأكدت مصادر تيّار «المستقبل» لـ«اللواء» ان كل ما يقال عن زيارة الموفد السعودي هو عبارة عن تحصيل سياسي واستنتاجات، ولا يمكن القول عن شيء قبل لقاء الرئيس الحريري بالعلولا.
ونفت ان يكون التيار قد حدّد موعداً لاعلان أسماء مرشحيه أو اللوائح، أو ان يكون أي علم بجولة خليجية يعتزم الرئيس الحريري القيام بها.
وكانت مصادر في «القوات اللبنانية» قد رجحت ان يكون من ضمن أهداف زيارة الموفد السعودي إيجاد تقارب انتخابي بين الرئيس الحريري و«القوات»، علماً ان العلولا سيزور رئيس القوات سمير جعجع الذي سيولم على شرفه مساء اليوم في معراب، كما سيزور أيضاً رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل.
تجدر الإشارة إلى ان موضوع التحالف بين «المستقبل» و«القوات» كان موضع مشاورات جرت الليلة في «بيت الوسط» بعيداً عن الإعلام بين الرئيس الحريري من جهة ووزير الإعلام القواتي ملحم رياشي، بمشاركة المفوض بملف العلاقات مع القوات الوزير غطاس خوري ومدير مكتب الحريري نادر الحريري.
وتوقعت المصادر القواتية ان يحسم موضوع التحالف خلال الثماني والأربعين ساعة المقبلة، في عدد من الدوائر، ولا سيما في زحلة وبيروت الأولى والشمال الثالثة وصيدا – جزّين في حين ما يزال التحالف غير محسوم في دائرتي الشوف – عاليه والبقاع الغربي.
الحريري
وكشف الرئيس الحريري في حلقة خاصة مع الأطفال ضمن برنامج «دق الجرس» عبر محطة M.T.V ان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما هو من اخبره بمسألة إسقاط حكومته في العام 2011.
وقال: «لن أسامح من قتل والدي ولكن أريد العدالة عبر المحكمة الدولية وحين يصدر الحكم لكلّ حادثٍ حديث»، مشيراً إلى أنّ «بحث سلاح حزب الله يجب أن يكون على طاولة الحوار التي سيتمّ خلالها بحث موضوع الإستراتيجية الدفاعية».
وقال: «استقلت لأنّني رأيت أنّ هناك خطراً كبيراً يهدّد لبنان وكان هدفي أن أخلق صدمة إيجابية، وبعد الإستقالة حصلت الوحدة التي نحتاجها».
وأضاف ردّاً على سؤال حول سبب استقالته من السعودية قال: «اخترت أن تكون الإستقالة من السعودية لتكون More Dramatic».
وعن علاقته باللواء أشرف ريفي قال الحريري: «لا اعتبر ريفي صديقاً لأنّ الصديق يجب أن يكون وفيّاً وهو قرر أن يحيّد نفسه عني».
واعتبر أن «أهم عامل لبقاء اللبنانيين في بلدهم هو الاستقرار وهو الذي يؤدي بنا الى النمو الاقتصادي»، مشدداً على أن «ثروة الانسان ليست في المال بل في محبة الناس».
وأكد على أن لا فرق بين السنّة والشيعة والخلاف الوحيد بينهم هو خلافٌ سياسي وليس خلافاً دينياً، مشيراً إلى أن «علينا أن نعمل على تقوية الجيش وسائر المؤسسات الأمنية حتى نصل الى الوقت الذي يصبح فيه الجيش هو الوحيد الذي يدافع عن لبنان». 
وفيما ارجأ المكتب إعلان مرشحيه إلى الأوّل من الأسبوع المقبل، تحدثت معلومات عن تحالف انتخابي في دائرة زحلة بين التيار الوطني الحر والمستقبل، بلائحة يترأسها ميشال (ابن عم الوزير الراحل ايلي سكاف) تضم سليم عون (التيار الحر) والنائب الحالي عاصم عراجي (المستقبل) ونزار دلول (نجل النائب السابق محسن دلول)، على ان تستكمل الاتصالات مع حزب الطاشناق من أجل تسمية المرشح الأرمني، وذلك في مواجهة لائحة حزب الله – فتوش في المدينة.
مرشحو الكتائب
انتخابياً، أيضاً، قرّر حزب الكتائب خوض الانتخابات بلوائح خاصة به في أكثر من الدوائر الانتخابية من الجنوب إلى الشمال مروراً ببيروت وجبل لبنان والبقاع الغربي، وهو حتى الآن لم يحسم كل ترشيحاته، وإن كان المكتب السياسي قد أقرّ معظمها باستثناء دوائر المتن وبعبدا والشوف- عاليه.
وقال مصدر قيادي في الكتائب لـ«اللواء» انه إذا لم نجد حليفا يشبهنا سنذهب في كل الدوائر بلوائح كتائبية بحتة، ولكن ممكن ان تتضمن حلفاء أو مناصرين من المستقلين أو من الرأي العام، مشيرا إلى ان ما يهمنا هو السيرة الذاتية والمهنية الحسنة للمرشح، وان يحافظ على مبادئ الحزب العامة، وهي تتلخص حاليا في اثنين: حفظ السيادة الوطنية والادارة الرشيدة والشفافة.
وكشف المصدر ان مرشحي الحزب المعتمدين من المكتب السياسي حتى الآن هم:
– النائب نديم الجميل عن المقعد الماروني في دائرة بيروت الأولى (الأشرفية).
– النائب سامر سعادة عن المقعد الماروني في دائرة البترون.
– شادي معربس عن احد المقاعد المارونية في دائرة عكار.
– سميرة واكيم عن المقعد الكاثوليكي في دائرة الزهراني- صور.
– شاكر سلامة عن احد المقاعد المارونية في دائرة كسروان – جبيل
– سعد الله عرضو عن المقعد الكاثوليكي في دائرة البقاع الغربي.
– ريمون نمّور عن المقعد الكاثوليكي، وجوزيف نهرا عن احد المقاعد المارونية في دائرة جزين.
  اما عن دوائر المتن الشمالي وبعبدا والشوف – عاليه، فلم يقرر المكتب السياسي بعد ترشيح اي شخص وهو سيدرس الموضوع في اجتماعه اليوم الاثنين لاتخاذ القرار او تأجيل البت به قليلا، علما ان كل المؤشرات تدل على ان المكتب السياسي سيرشح على الارجح رئيس الحزب سامي الجميل عن دائرة المتن الشمالي، وعن دائرة بعبدا رمزي بوخليل، وعن عاليه النائب الحالي فادي الهبر.
كسروان – جبيل
أما في كسروان – جبيل، فقد بدأت معالم معركتها تتبلور من دون استبعاد أن تبقى المفاجآت سيّدة الموقف في عاصمة الموارنة، لا سيما بالنسبة لموقف «القوات» التي رشحت شوقي الدكاش في كسروان وزياد الحواط في جبيل.
وقال مصدر كسرواني لـ«اللواء» ان التوجه الأخير لدى مختلف الأطراف في هذه الدائرة، سيخوض العميد المتقاعد شامل روكز معركة خلافة العماد ميشال عون مترئسا لائحة قوامها حتى اللحظة منصور غانم البون ونعمة افرام، مع النائبين سيمون أبي رميا ووليد الخوري، أما المرشح الشيعي على هذه اللائحة فمن المرجح أن يكون ربيع عواد.
وفي المقابل، تتجه القوى المعارضة إلى تشكيل لائحة تضم مرشح حزب الكتائب شاكر سلامة ومرشح الوطنيين الأحرار مارون الحلو والمرشح المستقل نوفل ضو في كسروان والدكتور فارس سعيد في جبيل، مع ترك باب النقاش مفتوحا لبلورة الأسماء المتبقية، سيّما الإسم الشيعي.
وتقول أوساط مطلعة على الصورة الإنتخابية أن النائب والوزير السابق فريد هيكل الخازن بصدد استكمال المشاورات لتشكيل لائحة مع النائب يوسف خليل والنائب جيلبرت زوين، ومع مرشح «حزب الله» عن المقعد الشيعي في جبيل.
الموازنة والكهرباء
من جهة ثانية، تبدأ اللجنة الوزارية المكلفة بحث مشروع الموازنة في اجتماعها المقرر اليوم برئاسة رئيس الحكومة، مهمتها الصعبة ببحث ارقام الوزارات بالتفصيل وكيفية خفض ارقام الإنفاق بنسبة عشرين في المائة، لا سيما في الوزارات الاساسية:الاشغال العامة والصحة والتربية والشؤون الاجتماعية، وسط تلويح باعتراض بعض الوزراء على خفض موازنتهم وبانهم سيطلبون زيادة لا سيما وزارة الصحة التي يقول وزيرها غسان حاصباني انه بحاجة هذه السنة الى زيادة 75 مليار ليرة للاستشفاء والدواء.
وذكر بعض اعضاء اللجنة لـ«اللواء» انه من الصعب ان تمر التخفيضات بالنسبة التي يطلبها رئيس الحكومة ووزير المال، وإن كان بالامكان خفض نسبة اقل من عشرين في المائة، فيما سيحتل عجز الكهرباء الحيز الاكبر من العجز العام في الموازنة طالما لا حلول منطقية الا استئجار البواخر برغم كلفتها العالية، والتي يصر عليها رئيس الجمهورية وهومستعد للذهاب بالملف الى التصويت في مجلس الوزراء، ونحن سنذهب معه الى التصويت اذا اصر، لنرى الى اين سيصل التصويت!.
 واضافت المصادر الوزارية:سنناقش مسألة عجز الكهرباء وسبل حل الازمة عند الوصول الى موازنة وزارة الطاقة، علما ان قسما كبيراً من الاموال المجباة من قطاعات منتجة كالاتصالات والاشغال وسواها تذهب الى تغطية عجز الكهرباء، والان سيضاف اليها استئجار البواخر، وهذه مسألة لا بد من حل لها.
 وقال وزير الاشغال يوسف فنيانوس ل «اللواء»: انه اذا اصر رئيس الحكومة على خفض موازنة الوزارة سأضطر الى خفضها لكن لا يطلب أحد مني القيام بمشاريع تأهيل وتنمية واصلاح البنى التحتية في كثير من المناطق. مشيرا الى ان لدى الوزراة مداخيل من المرفأ والمطار لكنها تذهب على المشاريع. واي تخفيض او اقتطاع من مال الوزارة لسد عجز الكهرباء يعني تراجع المشاريع. 
وتوقعت المصادر الوزارية ان تنتهي اللجنة من مناقشة مشروع الموازنة هذا الاسبوع «اذا سارت الامور على خير»، ليبحثها مجلس الوزراء ايضا في جلسات متتالية، لكنها تساءلت عن مصير الاصلاحات الاخرى غير خفض الإنفاق.مرجحة الا يتم بحثها وان تؤجل الى موازنة 2019! 
واستبعدت إمكان طرح ملف الكهرباء امام مجلس الوزراء الذي سيعقد جلسته العادية الخميس المقبل، بجدول أعمال سابق لم يوزع بسبب الانشغال بدرس موضوع الموازنة، مشيرة إلى ان الخيارات بالنسبة لهذا الملف باتت ضيقة جدا، بحيث لن يكون امام الحكومة سوى واحد من خيارين، اما استئجار الكهرباء بالبواخر التركية، أو بقاء الوضع على حاله.
أبي خليل
وتحدث وزير الطاقة سيزار أبي خليل عن مماطلة في هذا الملف بعدما كان احيل إلى لجنة وزارية، واتهم وزارة المال بعرقلة تنفيذ معامل الكهرباء بذرائع وصفها بأنها «واهية»، لكنه أكّد ان الكهرباء على بعد قرار وليست مستحيلة، رافضا الرد على رئيس الكتائب لأنه «فالج لا تعالج».
وكرر أبي خليل القول: «كفانا تضليلاً نحن لا نستأجر بواخر، بل نشترى طاقة منها وهي ارخص من المعامل ومن استجرار الطاقة من سوريا، وسأل الذين يطالبون ببناء المعامل بدلا من البواخر: على أي أرض يبني المعامل، على أرض ستي بالضيعة؟»، علماً «ان الدولة تمتلك الأراضي المعروفة التي ستبنى عليها معامل دير عامل والزهراني وسلعاتا».
واعتبر ان الخطأ الذي اقترفناه هو اننا بالغنا في الحرص على الشفافية وذهبنا إلى دائرة المناقصات في حين القانون لا يلحظ ذهاب المؤسسات العامة إلى دائرة المناقصات، معلنا «انه لا يُمكن التخلص من مشكلة انقطاع الكهرباء قبل الانتخابات النيابية، حلفاؤنا لا يريدون منحنا هذه الفرحة باعتبارها «رشوة».
وكشف إلى أن «حزب الله» لم يقف كحليف إلى جانب التيار الوطني الحر في موضوع الكهرباء غامزاً مما قاله مؤخرا ناذب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، كاشفا انه فاتح وزير الحزب في الحكومة محمّد فنيش، قبل طرح الموضوع للمناقشة.
تضامنا مع الغوطة
شعبياً، سجل في بيروت أمس تحريكين تضامنا مع الشعب السوري الأوّل نظمته هيئة العلماء المسلمين قبالة السفارة الروسية في بيروت، ندّد بالدور الروسي في دعم نظام الأسد بحجة مكافحة الإرهاب، والثاني وقفة تضامنية، في حديقة سمير قصير وسط بيروت، نددت بالتعرض للأطفال والنساء في الحرب المدمّرة على الغوطة الشرقية.
البناء
سورية تترجم فهمها وقف النار وتحرّر النشابية… وروسيا تتخوّف من مؤامرة كيماوية
بري لتطوير النسبية بتحريرها من الطائفية ونصرالله لانتخاب الأحزاب وليس الأشخاص
موفد سعودي لشدّ عصب الحلفاء… وسليم سعادة شاكراً حزبه والمرشِّحين معاهداً الكورة والنهضة

ترجمت سورية فهمها القرار الأممي لوقف النار في كلّ الأراضي السورية الذي بدأ تحت عنوان الغوطة، بتقدّم وحدات من الجيش والحلفاء على محاور انتشار جبهة النصرة وحلفائها، محققة اختراقاً هاماً جنوب شرق الغوطة وصولاً لتحرير بلدة النشابية، بعدما كان التجاذب الذي رافق ولادة القرار قد عكس التحوّلات التي شهدتها سورية عسكرياً وسياسياً، وتبلور إرادة متماسكة تجمع سورية وحلفاءها وتمثلها موسكو في المفاوضات الدولية، بحيث توسّع مفهوم وقف النار ليشمل كلّ الأراضي السورية، ويطال وفق المفهوم السوري الذي أعلنه السفير بشار الجعفري في جلسة التصويت على القرار ذاتها، الغارات الأميركية والإسرائيلية والتوغل التركي في عفرين، ولا يشمل جبهة النصرة وداعش، ويضع معادلة عفرين والغوطة في سلة واحدة لجهة وصول المساعدات ووقف النار، بينما يضع الغوطة والفوعة وكفريا في سلّة موازية في الموضوع الإنساني بكلّ عناوينه.
بالتوازي حذرت موسكو من التهديدات الأميركية لسورية وما تخفيه، وهي التهديدات التي ردّ عليها الجعفري بتهديد موازٍ بممارسة سورية حقَّها المشروع بمقاومة الاحتلال الأميركي، وقالت موسكو بلسان وزارتي الخارجية والدفاع إنّ لديها معلومات عن مؤامرة مدبّرة لاستخدام السلاح الكيميائي واتهام الدولة السورية بذلك لتبرير خطوات عدائية تستهدف سورية بينما تحدثت مصادر أمنية قريبة من القيادة الروسية لبعض المواقع الإعلامية عن معلومات أخرى حول وجود ضباط أجانب في الغوطة ترغب واشنطن بتوفير فرصة لإخلائهم عبر بوابة الإخلاء الأممي للحالات الإنسانية.
لبنانياً، الانتخابات وتحالفاتها لا تزال تنتظر تبلور خيارات تيار المستقبل، الذي ينتظر من جهته وصول الموفد السعودي القادم إلى بيروت لمحاولة توحيد حلفاء الأمس الذين «انفخت دفهم فتفرّق العشاق»، خصوصاً علاقة تيار المستقبل بثنائي القوات اللبنانية والكتائب وشخصيات الرابع عشر من آذار المسيحيّين، وفي ضوء خيار المستقبل النهائي تتبلوَر صورة تحالفه المنتظر في دوائر كثيرة، مع التيار الوطني الحر، وبعد ذلك يتكشف حجم التلاقي الموضعي وفرصه بين كلّ من التيارين الأزرق والبرتقالي مع القوات، وفي أيّ دوائر.
مهمة الموفد السعودي التي تتمّ تحت شعار محاصرة حزب الله ذات بعدين، سياسي ومالي، سياسياً عبر جسّ نبض فرصة تشكيل أغلبية نيابية شبيهة بانتخابات عامي 2005 و2009، أو على الأقلّ إبعاد شبح نشوء أغلبية مقابلة تضمّ بين صفوفها حزب الله وحلفائه، ومالياً عبر الإيحاء بأنّ السعودية لن تلتزم بشيء نهائي في مؤتمرات دعم لبنان بانتظار الانتخابات النيابية والأغلبية النيابية الجديدة وموقع حزب الله فيها، وبالتالي في الحكومة التي تلي الانتخابات.
هذه المهمة تناولها الأمين العام لحزب الله استباقياً في مخاطبته جمهور الناخبين في الدوائر التي يخوض الحزب معاركه الانتخابية فيها، خصوصاً في دائرة بعلبك الهرمل، متحدثاً بوضوح عن وجود اهتمام أميركي سعودي يترجمه سعي ملموس لإضعاف الحزب انتخابياً، وإثارة التشوّش وسط جمهوره وتحالفاته، داعياً إلى اعتبار الانتخابات مناسبة لتجديد الثقة بالحزب والابتعاد عن التفاصيل الشخصية التي تتناول المرشحين، بينما كان رئيس المجلس النيابي في حوار جامعي شهده مجلس النواب، يؤكد أهمية القانون النسبي منتقداً تقييده بدوائر أعادته للطائفية، معتبراً تحرير النسبية من الطائفية عنوان العدالة الانتخابية.
من جهته المرشح القومي في دائرة الكورة زغرتا بشري البترون الدكتور سليم سعادة تحدّث بحضور قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي، شاكراً ثقة الحزب والمرشِّحين القوميين الذين سيمثلهم جميعاً بترشيحه، متعهّداً للنهضة بمواصلة الطريق وللكورة بحمل الأمانة والهموم والاهتمامات.
نصرالله: تآمر جديد على المقاومة
وسط انهماك الدولة اللبنانية بجملة من الاستحقاقات الداهمة لا سيما ملف النفط ومشروع الموازنة ومؤتمرات الدعم الدولية للبنان، يبدو أن الانتخابات النيابية ستزداد حماوة مع اتضاح مشهد المرشحين واللوائح والتحالفات مطلع الشهر المقبل من جهة، ومن جهة ثانية عبر تصاعد التدخل الخارجي الأميركي السعودي في الاستحقاق الانتخابي الذي بلغ حدّ التنقيب عن قوى وشخصيات معارضة لحزب الله وتجميعها في لائحة واحدة تواجه المقاومة في بيئتها وفي خزانها في دائرة بعلبك – الهرمل.
وقد كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنه يملك معلومات عن حدود هذا التدخل وتفاصيله، محذّراً من أن «هناك تآمراً اليوم على المقاومة بعد فشل الأميركي وأدواته في المنطقة وانهزام تنظيم «داعش»، معيداً تأكيد ضرورة حماية دم الأبناء والإنجازات التي حصلت بدماء الشهداء والمقاومة واستمراريته وقوتها من خلال التصويت لها كأولوية».
وفي كلمة له خلال احتفال أقيم بذكرى تأسيس حوزة الإمام المنتظر في بعلبك أمس الأول، نبّه السيد نصرالله من أن «وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لم يأتِ إلى بيروت من أجل النفط فقط بل ليقول إن هناك مشكلة في لبنان هي حزب الله وسلاح المقاومة يجب أن يتمّ حله»، مشيراً إلى أن «إسرائيل اليوم إذا لم يكن لديها شيء تخافه كانت مدّدت أنابيب النفط وأخذت البلوك 9 والحقوق النفطية اللبنانية».
ونبّه الأمين العام لحزب الله الى ضرورة أن يرى الناس هذا الموضوع من زاويتين، «دائرتهم الانتخابية والمستوى الوطني، لأن النواب يقررون عن كل لبنان وليس عن مناطقهم، فالنواب مسؤولون عن انتخاب رئيس جمهورية كل لبنان والتشريع والاتفاقات والحفاظ على الحدود وعدم المساومة عليها. سائلاً: «هل نريد أن ننتخب نائباً يريد أن يتنازل عن حدودنا ونفطنا لـ»إسرائيل»؟ وأضاف «أن الحصاد الكبير الذي وصلنا اليه على مستوى كل لبنان دُفع مقابله دماء غالية وإن مسؤوليتنا أن نحافظ عليه بقوة».
وكشفت مصادر سياسية بقاعية لـ «البناء» عن «حركة انتخابية لافتة لبعض المعارضين لخيار المقاومة والمرتبطين بالخارج، ولا سيما بالاستخبارات الأميركية والسعودية تخللتها لقاءات بين عدد من هؤلاء للعمل على توحيد القوى والشخصيات المناوئة لخيارات حزب الله في لائحة واحدة لمحاولة تحقيق اختراق في معاقل المقاومة لا سيما دائرة بعلبك الهرمل لما تمثله من ثقل انتخابي من جهة وقاعدة ارتكاز عسكرية وشعبية أساسية للمقاومة من جهة أخرى».
وعدّدت مصادر وزارية سابقة في فريق المقاومة لــ»البناء» ثلاثة محاور للتدخل الخارجي للتأثير على نتائج الانتخابات في إطار حصار حزب الله وتضييق الخناق عليه سياسياً ومالياً وإعلامياً.
الأول: إثارة الجو الطائفي في البقاع ويقف حزب «القوات اللبنانية» رأس حربة فيه في التحريض لمحاولة تقليب المزاج المسيحي ضد حزب الله والمقاومة.
الثاني: استنفار الغرائز المذهبية ويلعب هذا الدور بعض قيادات تيار المستقبل في البقاع، وبعض المنخرطين في اطار الحالة المتطرفة لإعادة التوتر السني – الشيعي الى الواجهة.
الثالث: من بوابة الإنماء من خلال التركيز على الدور الإنمائي لنواب المقاومة للاستفادة من بعض الثغرات الإنمائية في البقاع، ومن خلال حصر دور النائب في العمل الخدمي الضيّق وتغييب دوره التشريعي، وفي حماية الخيارات الوطنية والمقاومة والثروة النفطية ومحاربة الفساد والطائفية وتطوير النظام الى الإطار الوطني.
لكن المصادر أكدت أن «الولايات المتحدة الأميركية والسعودية ستضعان كل ثقلهما في هذه المعركة، لكن لا قدرة لديهما لتحقيق أهدافهما كاملة في ظلّ وضوح المشهد والرؤية لجميع اللبنانيين، وتحديداً لأهالي البقاع بجميع شرائحهم الذين يقدرون تضحيات المقاومة ودورها في تطهير الحدود البقاعية من الإرهاب وإبعاد خطر المجموعات الإرهابية عن قراهم وأرزاقهم وهم الذين وقفوا الى جانب المقاومة على مختلف الصعد في معارك الجرود الصيف الماضي»، مؤكدة أن «المسيحيين سيبقون الحضن والحاضنة للمقاومة». فيما استبعدت المصادر البقاعية أن تستطيع «مجاميع» الأميركيين والسعوديين في دوائر البقاع من الحصول على الحاصل الانتخابي في ظل الحضور الواسع الذي تتمتع به أحزاب المقاومة في المنطقة».
بري: المقاومة في لبنان نموذج لمقاومة الشعوب
وأشار رئيس المجلس النيابي نبيه بري ، في حوار مع طلاب الجامعة اللبنانية – الأميركية في مجلس النواب، إلى أنّ «دراسة لبنان كنموذج تستدعي الانتباه إلى التهديد الّذي تمثّله إسرائيل . كما أنّ اقتصاده الحر ونظامه المصرفي يشكّلان منافساً اقتصاديّاً لها، بالإضافة إلى أنّ المقاومة في لبنان نموذج لمقاومة الشعوب ومقاومة الاحتلال، وهذا النشاط يجب إظهاره»، مركّزاً أنّ «علينا أيضاً كشف أطماع إسرائيل في مواردنا المالية. إنّ هذا الملف يحتاج الى الفهم التام بالقوانين الدولية».
وجزم بري أنّ «لبنان لعب أدواراً تاريخية لحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، وقضية فلسطين تبقى القضية المركزية»، مشيراً إلى «أنّني فشلت 3 مرّات في موضوع الحوار خلال العمل على إلغاء الطائفية السياسية »، مشدّداً على أنّ «القانون النسبي أكثر من ضرورة للبنان، ولكن ليست هذه النسبية الّتي أحلُم بها. والنسبية يجب أن تكون بدوائر جغرافية أكبر كي لا يتمسّك بها العنصر الطائفي»، موضحاً أنّ «اليوم بظلّ وجود 15 دائرة عدنا إلى الطائفية».
السعودية في لبنان مجدداً!
وفي سياق ذلك، عادت السعودية الى لبنان من بوابة استحقاق 6 أيار عبر إرسال موفدها نزار العلولا المكلّف الملفّ اللبناني في المملكة، على أن يصل اليوم إلى بيروت، ويلتقي كلاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، وقد أفيد أنه سينقل إلى الأخير دعوة رسمية لزيارة الرياض.
وربطت مصادر مطلعة بين زيارة الموفد السعودي بتطور المشهد الانتخابي في لبنان واقتراب إغلاق باب الترشيحات، كما ربطت بين الزيارة واعتزام الحريري و»القوات» إعلان مرشحيهما وتشكيل اللوائح وتحديد التحالفات، لافتة لـ»البناء» الى أن «زيارته تأتي استكمالاً للزيارات الأميركية لاستطلاع موازين القوى الانتخابية وما يمكن اتخاذه من قرارات لدعم 14 آذار لمنع حزب الله وحلفائه من تعديل المعادلة السياسية الداخلية لمصلحة فريق وخيارات المقاومة».
وتساءلت المصادر ما الهدف من زيارة الموفد السعودي بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات وفي ظل تضعضع الصف الآذاري، لا سيما بين «القوات» و»المستقبل» واتجاه الأخير الى اعلان تحالفه مع التيار الوطني الحر حليف حزب الله؟ وهل الهدف إعادة تفعيل العلاقات السعودية اللبنانية بعد زلزال احتجاز الرئيس الحريري والمشاركة الخليجية في مؤتمرات دعم لبنان؟ أم للتدخل في الانتخابات؟ وهل ستقدم المملكة «المكرمات الانتخابية» لحلفائها أم سيقتصر دورها على الدعم السياسي فقط؟
وأشاد رئيس «التنظيم الشعبي الناصري»، بـ»دور المقاومة الوطنية والإسلامية التي حرّرت صيدا والجنوب من الاحتلال الإسرائيلي في العام 2000، وإلحاقها الهزيمة بالعدو مجدداً في العام 2006».
وفي كلمة له خلال الذكرى الثالثة والأربعين لاستشهاد معروف سعد التي أحياها «التنظيم» في صيدا تخللتها مسيرة حاشدة، أشار سعد إلى أن «العدو لا يزال يطمع بلبنان وأرضه وثرواته في البر والبحر، إلا أن لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته قد أثبت أنه قادر على حماية الأرض والثروات، والشعب اللبناني سيواصل المقاومة للعدوان متبعاً نهج رائد المقاومة معروف سعد».
وكانت لافتة مشاركة المرشح عن دائرة صيدا – جزين إبراهيم عازار في الاحتفال، حيث شكر سعد حضوره، ما يؤكد التحالف الانتخابي بين سعد وعازار ضمن لائحة واحدة مدعومة من ثنائي أمل وحزب الله في مواجهة لائحة تيار المستقبل التي لم يعلن عنها بعد.
إلى ذلك، أشار المرشح عن المقعد الأرثوذكسي في الكورة النائب السابق سليم سعادة، خلال لقاء حاشد في دارته في أميون، أننا «جبهة واحدة تؤمن بقوة لبنان ووحدته، وبالمقاومة والعدالة والمحاسبة حفاظاً على الكرامة الوطنية، وعلى السلم الأهلي وسيادة لبنان ووحدة شعبه وأرضه وانتمائه إلى محيطه»، مؤكداً «نصر الحركة القومية الاجتماعية في هذه المعركة الانتخابية المصيرية، والنصر آتٍ لا محال».
لقاءات حاسمة بين «المستقبل» – «التيار» «القوات»
وكثّف تيار المستقبل اجتماعاته مع مختلف القوى السياسية لا سيما «القوات» و»التيار الوطني الحر» لحسم مرشحيه واللوائح والتحالفات، وقد عُقِد أمس اجتماع انتخابي، بحسب مصادر إعلامية بين الرئيس الحريري ووزير الثقافة غطاس خوري ومدير مكتب الحريري نادر الحريري من جهة ووزير الإعلام ملحم الرياشي عن « القوات» . ومن المتوقع أن يعلن المستقبل في 1 آذار المقبل أسماء مرشحيه في احتفال في بيت الوسط تتخللته كلمة للحريري. أما «القوات» فتعلن مرشحيها في 14 آذار والتيار الوطني الحر في الرابع والعشرين منه.
على خط «القوات» «التيار الوطني الحر»، يبدو أن الاتجاه بات محسوماً الى اللاتحالف في معظم الدوائر الانتخابية، مع الرسالة الواضحة التي أرسلتها «القوات» من مسقط رأس رئيس «التيار» الوزير جبران باسيل التي كانت أشبه ببرنامج انتخابي «قواتي» مناهض لسياسة «التيار»، وخلال لقاء سياسي أقامته «القوات» مع مرشح الحزب في منطقة البترون فادي سعد في بلدة بقسميا البترونية، أكد سعد بأن «6 أيار معركة ضد الفساد والصفقات».
وكشف المسؤول عن الماكينة الانتخابية لـ» التيار الوطني الحر » نسيب حاتم، في حديث تلفزيوني، أن «التيار الوطني الحر» لم يحسم التحالفات مع أي فريق سياسي، كاشفاً أن حزب «القوات اللبنانية» فقط أبلغ التيار بالدوائر التي لا يمكن التحالف فيها، موضحاً أنه من أصل 15 دائرة قرّر الحزب عدم التحالف في 11، وهناك إمكانية للتعاون حول 4 دوائر. واعتبر أن التيار ليس مضطراً للتحالف مع « حزب الله » و» حركة أمل » في دائرتي بعبدا وجبيل و كسروان ، موضحاً أنه يجب أن «ننظر إلى كسور الأرقام إذا كانت تخدم التحالف أم لا»، مضيفاً: «في جبيل وبعبدا لا مصلحة بالتحالف».
معارضة في عرين «القوات»
الى ذلك، نظّم معارضون لـ «القوات» في منطقة بشري عرين «القوات» تجمعاً حاشداً عبروا خلاله عن اعتراضهم على سياسة «القوات» واحتكارها المنطقة سياسياً وانتخابياً، معلنين عن نيتهم الانقلاب على الظاهرة «القواتية» في الانتخابات النيابية المقبلة.

 

Please follow and like us: